القبائل العربية في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.
أ - قبيلة كندة:
تعد هذه القبيلة من أكبر قبائل الجزيرة العربية، وكان ظهورها في جنوب الجزيرة العربية في القرون السابقة للميلاد، حيث استقرت في جنوب وادي الدواسر، واتخذت من قرية ذات كهل حاضرة لها، وازدهرت في هذه المرحلة وأصبحت حاضرتها مركزًا تجاريًا كبيرًا، لكن تعرضها للعديد من الحروب على يد ملوك سبأ وذي ريدان أدى إلى ضعفها وتفككها وانتقال جزء كبير منها إلى حضرموت في جنوب الجزيرة، وكانت خاضعة للملك الحِمْيري شمريهرعش الثالث في القرن الثالث الميلادي، وأصبحت هذه القبيلة جزءًا من قوات هذا الملك، كما يظهر من حملته إلى شرق الجزيرة
وظهرت كندة وسط الجزيرة العربية، وكان انتقالها إلى هذه المنطقة تنفيذًا لسياسة ملوك حِمْير من التبابعة الذين رغبوا في السيطرة على قبائل معد وقبائل وسط الجزيرة وشمالها، ورغبتهم في إيجاد قوة سياسية قوية تقف في وجه النفوذ الفارسي من جهة، والروماني من جهة أخرى، وهم في ذلك حاكوا كلاً من الدولتين الفارسية والرومانية اللتين شجعتا على قيام دويلات عربية على حدودهما لحماية تلك الحدود وللسيطرة على القبائل العربية، مثل: إمارة الحيرة في الجانب الفارسي، وإمارة الغساسنة على الحدود الرومانية، وقد تم هذا الانتقال في النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي وقد اختلفت الروايات في اسم الملك الحِمْيري الذي كان وراء هذا الانتقال، فمنها من يقول إن الملك أب كرب أسعد وهو في طريقه إلى العراق نـزل أرض معد فعين عليها حجرًا آكل المرار، ومن تلك الروايات ما يذكر من أن ابنه التبع حسان هو الذي وطن كندة في نجد، وعين حجرًا ملكًا على قبائل وسط نجد . ومما يؤيد أن كندة كانت تابعة لتبابعة حمير ما ورد في رواية الأزرقي، أن "كندة كانوا ملوك العرب من ربيعة ومضر، وكانت كندة من أرداف المقاول" ، والمقصود بالمقاول هم تبابعة حمير.
وقد حكم كندة في موطنها الجديد عدد من الملوك وصلتنا أخبار خمسة منهم ، وقد عمل هؤلاء الملوك على فرض سيطرتهم على قبائل وسط الجزيرة العربية وشمالها، كما أن نفوذهم انطلق لكي يشمل مناطق واسعة داخل الجزيرة وخارجها. وكان أول ملوكهم حجر آكل المرار، الذي قيل إنه وحد بين كندة وربيعة، ثم حارب بهم ملوك لخم حكام الحيرة واستخلص منهم أرض بكر بن وائل . ومن ملوكهم الحارث بن عمر بن حجر الكندي، الذي يعد أقوى ملوك كندة في هذه المرحلة، وقد تمكن أمراء من أبناء الحارث الكندي من مهاجمة بلاد الشام الخاضعة في ذلك الوقت للبيزنطيين؛ ما دعا الإمبراطور انستاسيوس إلى عقد معاهدة مع الحارث في عام 502م تنص على تنصيب الحارث فيلارخًا حاكمًا باسم القيصر على العرب مقابل توقف الحارث عن مهاجمة أراضي الشام، وأن يكون حليفًا لهم ضد ملوك الحيرة والفرس . كما تمكن الحارث من مد نفوذ كندة إلى الحيرة حيث استولى عليها وحكمها ثلاث سنوات في عهد الملك الساساني قباذ، وكان يحكم الحيرة آنذاك المنذر الثالث بن ماء السماء، الذي تمكن من طرد الحارث واستعاد ملكه، ثم تتبع الحارث إلى داخل الجزيرة العربية وشتت ملكه، وبعد وفاة الحارث ضعفت كندة، وكان قد أسند حكم القبائل إلى عدد من أبنائه، فجعل ابنه حجرًا على أسد وكنانة، ومواطنها بطن وادي الرمة ، كما جعل ابنه سلمة على بني تغلب وبكر بن وائل، وجعل معد يكرب ملكًا على بقية قيس عيلان، وجعل شرحبيل على بني عامر، وجعل المحرق بن الحارث على تميم وضبة
وقد دار بين كندة وعدد من القبائل خارج الجزيرة وداخلها حروب كانت من أشهر أيام العرب، وكان من تلك الأيام معارك دارت رحاها في منطقة القصيم، ومنها على سبيل المثال:
1 - يوم البردان:
دار القتال فيه بين حجر بن عمرو الكندي وزياد بن الهبولة بن عمرو القضاعي ، ويعتقد أن مكانه قرب ضرية في القصيم
2 - يوم القصيم:
دار القتال فيه بين قبائل القصيم وغيرها من القبائل
3 - يوم كلاب الأول:
وقع هذا اليوم بين أبناء الحارث بن عمرو الكندي بعد وفاة والدهم، وكان الصراع بين شرحبيل بن الحارث الذي كان أميرًا على بكر بن وائل وبني حنظلة، وأخيه سلمة بن الحارث أمير قيس عيلان، وقد شاركت في هذا اليوم مجموعة من القبائل، مثل: تغلب، وبطون بكر بن وائل وتميم وقيس ، والكلاب ماء يقع بين جبلة وشمام على بعد سبع ليالٍ من اليمامة، ويرى العبودي أن جبلة تقع جنوب غرب القصيم قرب قرية نفي
4 - يوم خزاز:
وقع هذا اليوم بين قبائل معد بقيادة سلمة بن الحارث ملك كندة وأمراء تغلب، وبكر بن وائل من جهة، وبين القبائل القحطانية من مذحج وحلفائها من جهة أخرى، وانهزمت فيه القبائل اليمانية، ويعد من أعظم المعارك التي دارت في الجاهلية وفيه استنصفت معد الشمالية من القبائل اليمانية ، وقد اختلفت الروايات في الأطراف المتحاربة، فبينما ذكر التيمي أن قبائل معد كانت بقيادة ملك كندة ضد القبائل اليمانية، لكن هذا لا يتفق مع كون ملوك كندة في الأصل هم أتباع لملوك اليمن؛ لذا فالأقرب للصحة هو أن سلمة حين خرجت عن طاعته بنو تغلب قاد جموعًا من القبائل اليمانية ضد بني معد وكانوا بقيادة كليب بن وائل، وهناك من يرى أنها بين المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة ومعه بنو تغلب وقضاعة، وبين ملوك كندة وبكر بن وائل . وخزاز جبل يقع بالقرب من جبال متالع وكير في طخفة جنوب غرب القصيم، على بعد 49كم جنوب الرس
ب - قبيلة أسد:
قبيلة من العدنانية، تنسب إلى أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نـزار، وهي ذات بطون كثيرة، كان لها شأن في الفترة السابقة ثم تفرقت بعد الإسلام في الجزيرة العربية، كما نـزل عدد من بطونها في أنحاء العراق ، وقد كانت أسد من القبائل الحربية، إذ خاضت عددًا من الحروب قبل الإسلام، فحاربوا طيًا، وعامر بن صعصعة، وجثم بن معاوية، وعبسًا، وغسّان. وتعددت مواطنهم في القصيم وتركزت شمال القصيم وغربه، ومنها: أبان الأسود، وأبان الأبيض، والبطاح، والرس، وثادق، والنبهانية وغيرها. وتعد قبيلة أسد أكبر قبائل القصيم، إذ كان لها ثلث الأمكنة المعروفة فيه
ودار بين أسد وعدد من قبائل المنطقة حروب منها ما دارت رحاها في القصيم، مثل:
1 - يوم النسار:
وفيه تحالفت أسد وطيّئ وغطفان ضد تميم وبني عامر. وأصاب الأحلاف مقتلة عظيمة من بني عامر وتميم ففرت تميم، وثبتت عامر، فغضبت تميم لبني عامر، وقاتلت الأحلاف في يوم الجفار
2 - يوم الجفار:
بعد هزيمة بني عامر على يد أسد وحلفائها، تحالفت بنو عامر مع تميم ضدهم وتقابلوا في يوم الجفار وقتل من تميم أكثر مما قتل من بني عامر
3 - يوم حجر:
كان حجر بن الحارث قد تولى زعامة قبيلة أسد من قبل والده الحارث الكندي، لكن حجرًا أساء معاملة بني أسد فكرهوه؛ لذا خرجوا عن طاعته بعد وفاة والده ثم قرروا قتله، وقد اختلفت الروايات في مقتله .
ج - قبيلة عبس:
قبيلة عبس بن بغيض بطن عظيم من غطفان، من قيس بن عيلان، من العدنانية ومنازلهم في نجد على وادي الرمة. وهي قبيلة كبيرة ومحاربة، إذ إن تاريخها سلسلة من الأيام الحربية، واشتهرت بفرسانها أمثال عنترة بن شداد العبسي . ومن أشهر أيامها داحس والغبراء وهو لعبس على فزارة وذبيان، وقد طالت هذه الحرب واستمرت أربعين سنة، وقد تعددت مساكن عبس في القصيم، منها جبل قطن، وأثال، وناظرة، وثادق، وغيرها . ومن أيام عبس التي دارت في القصيم:
1 - داحس والغبراء:
وهي حروب طويلة وأيام عديدة بدأت بداحس والغبراء، ومنها: يوم ذي مريقب، ويوم جفر الهباءة، ويوم جبلة، ويوم شواحط، ويوم الصلح الأول، ويوم قطن، وغيرها، وهذه كلها أسماء مواقع في القصيم دخلت فيها قبائل كثيرة من قبائل نجد، واستمرت لسنوات عديدة، ومن أشهر من شارك فيها قبيلة عبس، وبنو يربوع من تميم، وكندة، وفزارة، وبنو عامر
2 - يوم عراعر:
من أيام عبس وكان لعبس على كلب وذبيان
3 - يوم السؤبان:
وكانت الحرب فيه بين عبس وبني حنظلة من تميم . بالإضافة إلى يوم الأثل، والأرطى، ويوم أقرن
4 - يوم السليل:
وفيه اقتتلت عبس مع أسد
د - قبيلة تميم:
قبيلة من العدنانية، تنسب إلى تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نـزار بن معد بن عدنان، وانتشرت منازلهم في نجد، وتعددت بطونهم ، ومن منازلهم: السمينة، والقوارة، والحناظل، والروضتان، وعجلز، والصريف والينسوعة، وغيرها، ويكاد يكون شرق القصيم خالصًا لبني تميم
وتمتاز هذه القبيلة بتاريخها الحربي في الجاهلية والإسلام، حيث دخلت مع عدد من قبائل الحيرة العربية في حروب عديدة، بل كانت لها أيام مع المناذرة ملوك الحيرة، كيوم القصيبة الذي أغار فيه عمرو بن هند ملك الحيرة على بني تميم، وانتصر عليهم وأحرق عددًا منهم، كما حاربهم النعمان بن المنذر ومعه بكر بن وائل، والصنائع من العرب، فهزمه بنو تميم . ومن أيامهم مع بكر بن وائل يوم الجفار، وهو منهل في عالية نجد كانت فيه وقعة عظيمة بين تميم وبكر بن وائل
1 - يوم الوتدات:
من الأيام التي دارت بين هذه القبيلة وبين عامر بن صعصعة، وكانت في أراضي القصيم .
2 - يوم ذي نجب:
وكان بين بني حنظلة من تميم وحسان بن كبشة الكندي، وكان النصر فيه لبني حنظلة
3 - يوم ملزق:
وهو يوم السؤبان الذي سبقت الإشارة إليه، وكان لبني تميم على عبس وعامر.
4 - يوم النباج وثيتل:
غزت في هذا اليوم بطون من تميم بكر بن وائل بالنباج وثيتل، وانهزمت بكر في هذا اليوم . والنباج وثيتل أسماء أمكنة في القصيم.
5 - يوم فلج:
وهو بين بكر بن وائل وبني تميم، حيث أغارت بكر بن وائل على أموال لجماعة من بني تميم، فاستعانوا بقومهم، ولحقوا بهم في بطن فلج واقتتلوا فيه، وقتل من تميم كثيرون
كما كانت لتميم وقعة حربية مع كسرى برويز، ملك الفرس، وسببها أن تميمًا استولت على عير لكسرى كانت قد أرسلت له من باذان نائب كسرى على اليمن عندما مرت العير ببلاد بني حنظلة من تميم. ووصل أسورة كسرى إلى هوذة الحنفي صاحب اليمامة، فأحسن إليهم، فلما علم كسرى بعمله استقدمه وأحسن إليه ثم طلب منه ومن عامله على هجر مقاتلة تميم وعرف ذلك اليوم بيوم الصفقة. وكانت هذه الواقعة في المشقر في هجر، حيث استدرجهم حاكم هجر بدل أن يقاتلهم في ديار بني تميم خشية ألاّ تحتمل الأعاجم من أساورة الفرس، الذين بمعية المكعبر حاكم هجر، طبيعةَ بلاد تميم، وربما قد يكره أهل نجد دخول العجم إلى أراضيهم وينضمون إلى تميم
6 - يوم الطخفة:
ينسب هذا اليوم إلى الملك قابوس بن المنذر، وقيل للنعمان بن المنذر، وسبب الحرب أن ملكًا من الحيرة أراد نقل الردفة من بني يربوع إلى بني دارم بن تميم فغضب بنو يربوع، وقرر الملك مقاتلتهم عليها وأرسل إليهم جيشًا من الصنائع والوضائع ومعهم جماعة من العرب، والتقوا في الطخفة (موضع في القصيم) وانهزمت قوات الملك ووقع عدد من أفراد أسرته في الأسر ولم يفك أسرهم إلا بعد إعادة الرفادة إلى بني يربوع
هـ - قبيلة باهلة:
عاشت هذه القبيلة في منطقة القصيم في الفترة السابقة للإسلام ويعود نسبها إلى قيس بن عيلان من العدنانية، ومن أهم بطونها بنو سعد مناة بن مالك بن أعصر
ومن منازلها في القصيم: الأرطاوية، والردهة، وإمرة خزاز، ومنعج ، والعوسجة وهي قرية عظيمة فيها معدن لباهلة والسواد قرية ومنهل مياه، ولها مواضع شرقي حمى ضرية، مثل: سواج وإمرة
ويبدو أن هذه القبيلة لم يكن لها حروب كثيرة، وقد شاركت في عدد قليل من الأيام مع قبائل أخرى، مثل: يوم جبلة.
و - قبيلة عامر بن صعصعة:
هو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خفصة بن قيس بن عيلان، من العدنانية، وهم بطون كثيرة منها: كلاب بن ربيعة، وعامر بن ربيعة، ونمير، عاشوا في نجد وخصوصًا في القصيم، ومن مواطنهم ضرية وطخفة والجثوم ، وقد شاركت بنو عامر وبطونها المختلفة قبائل المنطقة في الحروب التي دارت بينها في الفترة السابقة للإسلام، ومن الأيام التي خاضتها بنو عامر بن صعصعة:
1 - يوم منعج:
وهو من أيام عامر وغطفان، ودارت أحداث هذا اليوم في منعج، وهو وادٍ يقع في بطن فلج ، وقيل إنه وادٍ بين أضاخ وإمرة، ويعرف اليوم بوادي دخنة. ويعد هذا اليوم من أيام بطن عاقل ، وكان بين بني كلاب من بني عامر، وبني يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم
2 - يوم النسار:
وهو يوم تحالفت فيه بنو عامر مع تميم ضد حلف من الرباب، وأسد وغطفان
3 - يوم الفلج الأول:
وكان يومًا لبني عامر بن صعصعة على بني حنيفة
4 - يوم الفلج الثاني:
وكان لبني حنيفة على بني عامر بن صعصعة
5 - يوم النشاش:
النشاش وادٍ كثير الحمض، تحاربت فيه بنو عامر وأهل اليمامة
6 - يوم قارة أهوى:
وهو يوم حارب فيه بنو نمير من عامر بني شيبان، وسببه أن بني شيبان أغاروا على أرض لبني نمير، وكان رجالهم في طلب الكلأ، واستولى بنو شيبان على النعم وأسروا النساء، ولما علم بنو نمير جهزوا أنفسهم ولحقوا بشيبان في قارة أهوى، وانهزم بنو شيبان، وأعاد بنو عامر ما كان مع جيش بني شيبان من السبايا
وكان لعامر عدد من الأيام مع تميم منها يوم مزلق، وكان لسعد تميم على عامر بن صعصعة، ويوم ذي نجب لبني تميم على عامر ، ويوم الوتدة لبني تميم على عامر . ومن أشهر الأيام التي شاركت فيها بنو عامر بن صعصعة مع عدد من القبائل هو يوم جبلة حيث تحالفت بنو عامر مع عبس ضد تميم، وكان النصر فيه لحلف بني عامر ، ومنها يوم رحرحان الأول ويوم رحرحان الثاني، وفيهما تقاتل بنو عامر بن صعصعة وتميم، وأشهرهما يوم رحرحان الثاني وقد هزم فيه بنو تميم
ولبني عامر دور في مواجهة الوجود الأجنبي في الجزيرة العربية لذلك دخلوا في مواجهة مع المناذرة عمال الفرس، وكان أهم حروبهم ضد المناذرة:
7 - يوم القرنتين:
وهو من أيام بني عامر بن صعصعة مع المناذرة ملوك الحيرة ومعهم مجموعة من قبائل القصيم، مثل: تميم ضبة والرباب، ويعد من أيام المواجهة العربية، فهو كيوم الصفقة الذي وقفت فيه عرب القصيم ضد قوات كسرى أبرويز وحلفائه من العرب، وكان سببه أن بني عامر اعترضت لطيمة الملك النعمان بن المنذر التي كان قد أرسلها إلى سوق عكاظ، فقرر محاربتهم بعد انقضاء السوق وانتهاء الشهر الحرام، والتقت قواته مع بني عامر في السلان، وانتصرت فيه قبيلة بني عامر واندحرت قوات النعمان
ومن أيامهم: يوم المروت مع بني يربوع وانهزم فيه بنو عامر ، ويوم لسلسان وهو يوم بين بني عامر وبني سليم، وفيه انهزم بنو عامر وقتل منهم كثيرون
ز - قبيلة غطفان:
هم بنو غطفان بن قيس عيلان بن مضر بن نـزار بن معد بن عدنان، وهم بطن كثير الشعوب والأفخاذ من العدنانية، كانت منازلهم في القصيم ، ومنها: الأكوام، والراكبات كتيفة، وذو العشرة وذو أرل، وذو جوفر وقنوان، وساق الفروين ، ومن أوديتهم الرمة، وعاشت غطفان في المنطقة مدة طويلة إلى ظهور الإسلام، وكان لها أيام حربية كغيرها من قبائل المنطقة، وبخاصة مع بني عامر ومن أشهر أيامهم:
1 - يوم الرقم:
غزت في هذا اليوم بنو عامر بلاد غطفان، وكانوا مع بني عامر، وتقابلوا في وادي الرقم، وفيه جماعة من بني مرة ومن أشجع بن ذئب بن غطفان ومن فزارة بن ذبيان، ودار بينهم قتال شديد وانهزمت بنو عامر وأصيب منهم رجال كثيرون، ومن بقي منهم هلك عطشًا، ويعد هذا اليوم من أشد الهزائم التي أصابت بني عامر
2 - يوم النتأة:
وسبب هذا اليوم أن بني عامر أرادت الأخذ بثأرهم بعد يوم الرقم، وصادفوا جماعة من عبس، ولم يكن معهم أحد من غطفان، وعلى الرغم من أن عبسًا لم تشارك مع غطفان في يوم الرقم، إلا أن بني عامر هاجموا هذه الجماعة من عبس واستولوا على أملاكهم، ثم هربوا عبر وادي النتأة فلحق بهم جماعة من أشجع من غطفان وفزارة، وعبس، وتقاتلوا فانهزمت بنو عامر وقتل منهم أناس كثيرون من بينهم عدد من أشراف القوم، مثل: البراء بن عامر
ح - قبيلة فزارة بن ذبيان:
هم بنو فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نـزار بن معد بن عدنان، وهم بطن كبير من غطفان، وتنقسم فزارة إلى عدد من الأفخاذ، منها: عدي وسعد وشمخ، ومازن، وظالم، وتداخلت منازل غطفان في القصيم، منها: الأكوام، وذو أرل كما سكنوا في أبان الأبيض وأظفار وبدن والصلعاء وطمية، والمجيمر، والنقرة ، وكان لفزارة عدد من الأيام تداخلت مع أيام غطفان في المصادر؛ لأن فزارة فرع من غطفان ومن تلك الأيام:
1 - يوم كفافة:
وهو يوم التقت به فزارة مع بني تميم على ماء يقال له كفافة، وهزمت فيه تميم
2 - يوم اللوى:
وكان لفزارة على هوازن
ومن الأيام التي دخلت فيها فزارة بوصفها فرعًا من غطفان يوم الرقم، كما تقاتلت مع عبس، خصوصًا في حروب داحس والغبراء.
هذه أهم القبائل التي عاشت في القصيم، مع العلم أنه عاش في القصيم عدد من القبائل الأخرى منهم: بنو ضبة، وغني، وبنو كلاب . كما شاركت قبائل القصيم في عدد من الأيام التي دارت داخل الجزيرة، مثل: يوم إرم الكلبة ويوم نقا الحسن، ويوم بطن عاقل وغيرها.