القرى والمناطق الأثرية والتراثية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
القرى والمناطق الأثرية والتراثية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

القرى والمناطق الأثرية والتراثية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
يوجد في منطقة مكة المكرمة عدد كبير من القرى تبلغ نحو 3240 قرية. وعلى الرغم من أن كثيرًا من القرى تعيش حياة التحضر والتقدم، فإنه لا يزال هناك بعض القرى القديمة وهي على نوعين: قرى أثرية لم يبق منها إلا آثار مواقعها أو ما يدل عليها؛ وقرى تحمل كثيرًا من ملامح الحياة والأنشطة القديمة، ويوجد في عدد منها بعض الحصون والقلاع القديمة. وكلا النوعين يتمتع بأهمية كبرى في دعم التنمية السياحية سواء من خلال تطوير المواقع أو إعادة توطين وتفعيل بعض الأنشطة والحرف القديمة في القرى التي لا يزال يسكنها أهلها. ومن القرى التقليدية في منطقة مكة المكرمة والقريبة من مدينة مكة المكرمة، وتبعد 35كم إلى الشرق من مدينة مكة المكرمة، وتشتمل على عدد من القلاع والحصون مثل الحصن العباسي والقلعة السعودية  ،  وقرية الزيمة  ، وكذلك قرى وادي فاطمة والشرائع.
 
وكانت كثير من الأحياء القديمة في مدينة الطائف هي قرى، كما ذكرت ذلك كتب التاريخ القديم. ولئن كان كثير من أنماط الحياة القديمة قد اندثرت أو أهملت، فإنه يمكن المحافظة على ما بقي وتطويره واستغلاله كجانب من الجوانب التي تعد من ذكريات الماضي وآثاره. ومن القرى التي ما زالت قائمة بالطائف، وكانت طبيعة حياتها وأنشطتها تعكس كثيرًا من جوانب وأنماط الحياة القديمة والريفية، قرى الوهط وقرية القَيْم، فقد اشتهرت الأخيرة بالزراعة ووسائلها القديمة. وتأتي قرى الهدا والشفا لتتوج ذكريات الحياة القديمة في القرى حيث تنتشر الزراعة وبخاصة الفواكه والخضراوات، وتنتشر في الهدا بشكل خاص مهنة تقطير الورد. وإلى الجنوب من الطائف لا يزال جانب كبير من الحياة الريفية قائمًا ولا سيما في قرى لزان المناجيم من بني سعد حيث نشاط الحياة القديمة المتمثل في الزراعة التقليدية ورعي الأغنام ما زال قائمًا حتى الآن. كما تنتشر القرى التراثية التي ما زال بعض منها مسكونًا مثل قرى الدار الحمراء والدهامين، في حين هجرت بعض القرى وغادرها سكانها ومن ذلك قرى الخشاش ببني سعد.
 
أما القرى القديمة والآثارية في محافظات تربة والخرمة ورنية فتمثلها قرية الضرم في محافظة رنية،  ولا تزال القرية المبنية من اللبن قائمة، وكثير من أجزائها في حالة جيدة، وإن كانت مهددة بالإزالة في أي لحظة. وهذه القرية تتكون من مجموعة كبيرة من البيوت الطينية المهجورة التي تعرف بأسماء أصحابها إلى اليوم، ويراوح عمرها بين 150 و 200 سنة. وتوجد بها بقايا آثار من الأزقة القديمة الضيقة والسوق القديمة وبيوت الضيافة. وللقرية أبواب رئيسة كانت تقفل أثناء الليل وكان يوجد على كل باب حارس ليلي، كما يوجد بالقرية عدد من الأبراج (القلاع) تعرف محليًا باسم المسهر، ويدل وجود باب للقرية يتم إقفاله ليلاً، وكذلك الأبراج أو المساهر وهي بنايات مرتفعة عادة ما تكون جزءًا من البيت أو منفصلة عنه لأداء وظيفة المراقبة، على قلة أو انعدام الأمن في الفترات التي كانت تعيشها معظم مناطق المملكة العربية السعودية قبل فترة الحكم السعودي.
 
ومن الأماكن الأثرية الشهيرة في تربة قرية شجنة الواقعة جنوب شرق المحافظة التي تعد من أقدم أمكنة التعدين في المملكة العربية السعودية. وتعد هذه الأمكنة مواقع سكن قديمة حيث يوجد بها بعض آثار أساسات المباني القديمة وبعض الجدران المتهدمة التي أقيمت في أشكال هندسية حول موقع التعدين، وكذلك بعض آثار الغرف التي كانت تستخدم في فصل المعادن بعضها عن بعض بطريقة بدائية. ويوجد على صخور المحفاظة نقوش ورسومات لحيوانات كانت تعيش في المنطقة قديمًا ومنها النعام والوعول والغزلان. ويذكر أن عددًا من الصناعات التقليدية القديمة قامت على المعادن المستخرجة من هذه المواقع مثل النحاس والفضة والحديد. ومن تلك الصناعات صناعة بعض الأواني والأدوات المنـزلية وتلك المستخدمة في الزراعة، بالإضافة إلى صناعة الحلي  
وفي رابغ توجد قرى مستورة والأبواء وحجر وقرى وادي حجر الزويراء، حيث يوجد بها مسجد قديم جدًا هو مسجد الزويراء ويوجد كذلك عدد من العيون.
 
وينتشر في محافظة الليث عدد من القرى التي تحكي الحياة القديمة، ويوجد بها كذلك القلاع والحصون والمباني الأثرية، ومن ذلك حصن عيلان الذي يوجد في قرية الفرع التابعة لمركز أضم. كما توجد قرية الحواة في سوق العين ويوجد بها بعض النقوش، وقرية صفح ويوجد بها بيوت قديمة مبنية من الحجر والطين وبيوت للنحل، وتشبهها قرية العرق إلى حد كبير. ويوجد هنالك أيضًا قرية معداة الأثرية، وقرية المجيرمة على مقربة من الشاطئ ويوجد بها عدد من المطالي، وهي حفر يتم حفرها بعمق ما بين متر ومتر ونصف وفيها مياه شديدة الملوحة وتستخدم هذه الحفر لطلي المواشي لعلاجها من بعض الأمراض الجلدية وقتل الحشرات ولذلك سميت بالمطلى   ويعد موقع قرية السرين الأثرية من المواقع المهمة جنوب مدينة الليث بنحو 40كم، والموقع محاط بسياج معدني للحفاظ على ما تبقى من آثار في هذا الموقع. كما يوجد موقع حمدانة الأثري التابع لمركز الشاقة ويوجد به بقايا شواهد قبور ونقوش على الصخور تتضمن آيات قرآنية وأسماء أصحاب القبور.
 
وأخيرًا هنالك محافظة القنفذة بما تحويه من قرى أثرية على امتداد المحافظة شرقًا إلى السفوح الغربية من جبال السروات في قرى العرضيات الشمالية والجنوبية، فتوجد قرية عشم الأثرية إلى الشرق من المحافظة، وكذلك قرية مشرف بوادي يَبَة، وتنتشر بها المباني والمقابر الأثرية، وتتناثر القرى في أجزاء متفرقة من المحافظة وتتناثر معها بقايا الأمكنة الأثرية القديمة، ومن ذلك أحد المساجد في مركز حلي وهو المسجد الذي يذكر أن الرحالة العربي المسلم ابن بطوطة دخله في إحدى رحلاته. كما يوجد في المحافظة قلعة قرية العينة، وهناك أيضًا بعض القرى الأثرية في شرق المحافظة مثل قرية الجربش وكذلك قرية الجوف الأثرية في العرضية الجنوبية.
 
شارك المقالة:
58 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook