ينتمي نبات القسط الهندي (بالإنجليزية: Saussurea costus) للفصيلة النجمية (الاسم العلمي: Asteraceae)، ويعود موطنه إلى الهيمالايا في الهند، وتستخدم جذوره لإنتاج الزيوت العطرية، كما شاع استخدام أوراقه وجذوره قديماً للعديد من الخصائص الصحية.
تُعدُّ الغدة الدرقية إحدى أهم أعضاء الغدد الصماء، والتي تنظم العديد من وظائف الجسم البشريّ، سواء كان ذلك بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، ومن المهم المحافظة على صحتها وتقليل خطر الإصابة بضعفها واختلالها لكونها تؤثر كمنظم للجسم بأكمله فقد تتعرض الغدة الدرقية للعديد من المشاكل كفرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism )؛ التي تحدث عند إنتاجها لكميات كبيرة من هرمون الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroxine) مما يمكن أن يسرّع من عملية التمثيل الغذائي في الجسم، كما قد تتعرض الغدة الدرقية للكسل أو ما يسمّى بقصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)؛ وهي حالة لا تستطيع فيها الغدة إنتاج ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية، مما يرتبط بظهور الأعراض المتعلقة ببطئ عملية التمثيل الغذائي، وذلك للدور الأساسيّ للغدة الدرقية في عمليات التمثيل الغذائي في الجسم.
وقد بينت الدراسات دوراً محتملاً للقسط الهندي في المساهمة في الحفاظ على صحة الغدة الدرقية، فقد ذكرت دراسة أولية أجريت على الفئران ونشرت في مجلة Annual Research & Review in Biology عام 2019 أنّ استهلاك الفئران التي تعاني من قصور الغدة الدرقية لمستخلص القسط الهندي يرتبط بزيادة مستويات الهرمون المنبه للدرقية أو اختصاراً الـ TSH، ويقلل من هرمون الثيروكسين أو اختصاراً T4، وثلاثي يود الثيرونين واختصاراً T3، بينما وجد أنه يزيد من مستويات هرمون ثلاثي يود الثيرونين، ويقلل من الهرمون المنبه للدرقية، والثيروكسين لدى الفئران المصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية، وبالتالي فإنّ يرتبط بتحسين حالة الغدة الدرقية في كلا المشكلتين.
لا تتوفر أيّة معلومات حول وجود طريقة معينة يستخدم بها القسط الهندي للغدة الدرقية، ولكن عامةً يتوفر نبات القسط بعدة أشكالٍ منها؛ القسط المجفف، والمساحيق، والكبسولات، والجذور الكاملة المجففة.
لا تتوفر معلومات حول درجة أمان نبات القسط الهندي، ولكن تُعدُّ جذوره عامةً غالباً آمنة لمعظم الأشخاص وذلك عند استهلاكها بشكلٍ صحيح عن طريق الفم وبالكميات الدوائية، ومع ذلك فغالبًا ما يحتوي القسط الهندي على أحد الملوّثات والذي يسمى حمض الأرستولوكيك (بالإنجليزية: Aristolochic acid)، وهو حمض يسبب الضرر للكلى ويسبب الإصابة بمرض السرطان، وبالتالي فإنّ منتجات القسط الهندي التي تحتوي على حمض الأرستولوتشيك تُعدُّ غير آمنة، أما بالنسبة لاستهلاكه في فترة الحمل والرضاعة، فلا توجد معلومات موثوقة وكافية لمعرفة ما إذا كان القسط الهندي آمن للاستخدام أثناء هاتين الفترتين، ولذلك ينصح بالبقاء في الجانب الآمن وتجنب استهلاكه حينها.
يمكن أن يسبب القسط الهندي حدوث ردّ فعل تحسسيّ لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية لنباتات الفصيلة النجمية، مثل؛ نبات الرجيد والأقحوان، والمخملية، وغيرها، وبالتالي فإنّه ينصح بمراجعة مقدم الرعاية الصحية من قِبل الذين يعانون من هذا النوع من الحساسية قبل تناولهم للقسط الهندي.