القصيم بعد الإمام فيصل في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
القصيم بعد الإمام فيصل في المملكة العربية السعودية

القصيم بعد الإمام فيصل في المملكة العربية السعودية.

 
توفي الإمام فيصل عام 1282هـ / 1865م وتولى الحكم بعده أكبر أبنائه عبد الله بن فيصل، لكن أخاه سعود بن فيصل لم يرضَ بهذا الوضع وخرج على أخيه، ثم ادلهمت الخطوب على الأسرة السعودية حتى خرجت الأمور من أيديها، وقد تأثرت منطقة القصيم كغيرها من المناطق بهذه التطورات، لكنها لم تشهد تطورات واضحة حتى بداية أفول الدولة السعودية الثانية، كما سيأتي بيانه  
 
في سنة 1292هـ / 1875م قتل آل أبي عليان مهنا الصالح أبا الخيل أمير بريدة، وسبب ذلك أن الأخير كان قد تغلب على البلد واستمال أعيانها وكثر أعوانه، وكان صاحب ثروة ومال فأجلى آل أبي عليان وكل من يخافه منهم، فاتجهوا إلى عنيزة وأقاموا بها وقد عزموا على الانتقام من مهنا، فخرج اثنا عشر رجلاً منهم من عنيزة ودخلوا بريدة آخر ليلة الجمعة التاسع عشر من المحرم من السنة المذكورة، واختبؤوا في بيت على طريق مهنا إذا خرج لصلاة الجمعة، فلما ذهب للصلاة خرجوا عليه من ذلك البيت وقتلوه، ثم ساروا إلى قصر مهنا الجديد المعروف فدخلوه وتحصنوا فيه، فقام أولاد مهنا وعشيرتهم وأهل بريدة وحاصروهم في القصر المذكور ونشبت الحرب بينهم وبين آل أبي عليان المذكورين فأطلق آل أبي عليان على محمد بن صالح أبا الخيل وحسن بن عودة أبا الخيل رصاصتين فسقطا قتيلين، فقام آل أبو الخيل ومن معهم من أهل بريدة وحفروا حفرًا تحت المقصورة التي فيها آل أبي عليان المذكورون، ووضعوا فيها بارودًا وأشعلوا فيه النار فثار البارود وسقطت المقصورة بمن فيها، فمات بعضهم تحت الهدم وأمسكوا بعضهم وقتلوهم، ولم يسلم إلا إبراهيم بن عبد الله بن غانم  
 
وفي السنة نفسها تتابعت الأحداث بين الأسرتين في بريدة وأتباعهما في عنيزة، وذلك عندما خرج حسن آل مهنا الصالح على عبد المحسن المدلج وابنيه عبد الله ومدلج، وهم من آل أبي عليان وقبض عليهم وسجنهم، وكان قد أشيع عنهم أنهم كانوا يكاتبون من بقي من عشيرتهم في عنيزة بعد الوقعة المذكورة، ويحسّنون لهم مهاجمة بريدة. فلما كان ذات ليلة هربوا من السجن فانتبهوا لهم ولحقوهم فأمسكوا عبد المحسن المذكور وابنه عبد الله فقتلوهما، أما مدلج فإنه أفلت منهم ووصل إلى عنيزة  
 
وفي سنة 1294هـ / 1858م كان لأمير بريدة حسن بن مهنا دور في بعض الأحداث خارج منطقة القصيم. ففي هذه السنة أكثر حسن من الغارات على أهل شقراء وغيرهم من أهل الوشم؛ حيث أرسل قوة في شهر المحرم أغارت على شقراء فتصدى له أهلها، وحصل بين الطرفين قتال شديد انهزمت فيه القوة التي بعثها حسن واستولى أهل شقراء على بعض ركابهم، لكن قتل من أهلها عبد الله بن عبد الرحمن بن جماز. وفي السنة نفسها رافق حسن بن مهنا أمير بريدة محمد بن عبد الله بن رشيد أمير جبل شمر في حملته على بادية عتيبة ومر في طريقه على بلد أشيقر، وكان ذلك في وقت صرام النخيل، فحصل من الجنود نهب للبيوت وصرام للنخيل. وفي السنة نفسها أيضًا وفد حمد آل غانم وإبراهيم بن عبد المحسن بن مدلج من آل أبي عليان أمراء بريدة السابقين يرافقهم عبد الله آل جالس وكان من الموالين لآل أبي عليان، وفدوا على محمد بن عبد الله بن رشيد، فبلغ الخبر حسن بن مهنا أمير بريدة فأرسل ابن عمه صالح العلي أبا الخيل على رأس قوة يطلبهم فوجدهم عائدين من عند ابن رشيد يريدون القدوم إلى عنيزة فقتلوهم  .
 
شارك المقالة:
35 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook