القطاعات الخدمية والمرافق العامة بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 القطاعات الخدمية والمرافق العامة بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

 القطاعات الخدمية والمرافق العامة بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
 

تطور الوضع الأمني

 
كان أول عمل قام به الملك عبد العزيز بعد دخول مكة المكرمة هو إرساء قواعد الأمن على أسس قوية متينة مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إذ أعلن في جموع الأهالي ورؤساء القبائل والعشائر أن العمل في حرم الله سيكون بما في كتاب الله وسنة نبيه، فلا يحل في المملكة إلا ما أحله الله ولا يحرم فيها إلا ما حرمه سبحانه وتعالى، كما أعلن أنه سوف يضرب بيد من حديد وبلا رحمة ولا شفقة على كل من تسول له نفسه العبث بالأمن أو محاولة تعكير صفوه، وركز بصفة خاصة على توفير الأمن والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام في جميع المشاعر والطرقات المؤدية إليها. وأعلن كذلك أنه لن تكون هناك هوادة في حدود الله ولا تقبل فيها شفاعة، وأنه من التزم حدود الله ولم يتعدها فأولئك من الآمنين، ومن عصى واعتدى فإنما إثمه على نفسه ولا يلومن إلا نفسه 
 
وحث الملك عبد العزيز شيوخ القبائل والعشائر على التمسك بروح الإسلام وعدم التعرض لقوافل الحجاج بسوء أو أذى، وأن عليهم إفهام أبناء قبائلهم وعشائرهم ذلك، وأن أي قافلة تتعرض للاعتداء في أي مكان، فإن رئيس القبيلة هو المسؤول عما يحدث للقافلة في حدود منطقته، مع تطبيق العقوبات التي شرعها الله على كل مخالف لشرع الله. ومن ثم فقد تعهد الملك عبد العزيز بتوطيد الأمن وجلب الراحة والهناء لسكان هذه المنطقة ولجميع الوافدين من الحجاج والقصاد والمسافرين. ولم تكن هناك أجهزة متخصصة تعنى بشؤون الأمن قبل عهد الملك عبد العزيز إلا في حدود الجنود أو الخدم المسلحين الذين يتولون حراسة الحكام.
 
ومن التدابير التي اتخذها الملك عبد العزيز لتوفير الأمن والأمان في منطقة مكة المكرمة بشكل خاص وفي أنحاء المملكة العربية السعودية بشكل عام ما يلي:  
 
 سن الأنظمة والتشريعات وإيجاد جهاز للشرطة منظم في تشكيلاته المختلفة واختصاصات رجاله ووظائفهم، ومسؤولياتهم تجاه حفظ الأمن وصيانة النظام ومكافحة الجريمة وتوفير الراحة والسكينة في أنحاء المملكة كلها.
 
 تخفيف أثر حياة البادية وتحضير القبائل بتوجيهها نحو الاستقرار، فأنشأ لهم مواطن حول الآبار الارتوازية والعيون والقرى فتكونت المنازل والهجر، ووفر لهم آلات الفلاحة والزراعة، وسهل اقتناءها ليتجهوا إلى الزراعة والاستقرار.
 
 أحكم رابطة القبيلة بشيوخها، وعد أفرادها جميعًا جندًا له، وخص الشيوخ بمنح موسمية ثابتة ورواتب عينية من أرز وبر ودقيق وسكر وبن وغير ذلك، كما جعل القبيلة كلها متضامنة متكافلة في المسؤولية عند وقوع أي جريمة فيها، أو في جوارها.
 
 منع حمل السلاح في مكة المكرمة، وجعل مراكز في الطرق خارج المنطقة يستلمون السلاح من كل قادم برًا وبحرًا، ويعطونهم وصلاً بما استلم منهم فيردونه عليهم حين خروجهم من مكة المكرمة، ونفذ ذلك فعلاً وعمم منع السلاح، كما منع التجول بالسلاح في المناطق المقدسة لكائن من كان من سكان المملكة وغيرهم وعلى الأخص أيام الحج، صيانة لراحة حجاج المسلمين من سائر البلدان.
 
 ربط الدوائر الرسمية وغيرها بشبكة من الهواتف اللاسلكية، لتحقيق الاتصال المباشر ومباشرة الأخبار والظروف الطارئة.
 
 أدرك الملك عبد العزيز أهمية التعليم عامة والتعليم الشرعي خاصة في خلق مجتمع منضبط، فأولى التعليم جل اهتمامه، وقام بتأسيس المدارس والكليات وجعل التعليم مجانًا للجميع، وخصص المرتبات لطلاب العلم وأغدق على المتفوقين منهم الهدايا وشجعهم على التعمق في الدراسة، ومن ثم تحقق الأمن بين المواطنين وزادت نسبة التعليم الذي ساعد بدوره على زيادة روح التآخي بين أفراده.
 
وقد آتت تلك الإجراءات ثمارها التي تم بها استتباب الأمن، إذ اعتمد الملك عبد العزيز في إرساء دعائم الأمن على عدة وسائل منها:
 
 إنشاء الأجهزة الأمنية المتخصصة لتنفيذ الأنظمة والتعليمات التي تهدف إلى إقرار الأمن والنظام وحماية الأرواح والممتلكات، ومنع الجرائم ومكافحتها وضبطها في البر والبحر والجو.
 
 التدقيق في اختيار الرجال الأكفاء الذين تتوافر فيهم الخبرة والاستقامة وقوة الشخصية للإشراف على الأجهزة الأمنية.
 
 استعمال جميع الوسائل والمعدات المستخدمة لمكافحة الجريمة والكشف عنها مثل تتبع المجرمين والهاربين باقتفاء آثارهم، وتقصي أخبارهم، وسرعة مطاردتهم بالسيارات والزوارق ووسائل الاتصالات السريعة.
 
 تجنيد الطاقات البشرية وتسخير الإمكانات المادية أثناء مواسم الحج والعمرة لخدمة الحجاج والمعتمرين وتأمين راحتهم وسلامتهم.
 
كما قام باتخاذ إجراءات لتعزيز الأمن، ولرفع مستوى وعي المواطنين بأمور دينهم ودنياهم وتفعيل التنظيم في حياتهم ومنها:
 
 إصدار الأنظمة والتعليمات التي تنظم شؤون الحياة في المملكة وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، وإلغاء كل ما كان يتعارض معها من أنظمة وتعليمات وأعراف وتقاليد سابقة.
 
نشر الدعاة والوعاظ لتقوية الوازع الديني في نفوس الأفراد، وبخاصة بين أبناء البادية، وإرشادهم إلى طريق الخير، وحثهم على الأخلاق والفضيلة، وعلى نبذ عوامل التفرقة والعصبية، وكل أشكال القتل والسلب والنهب والغزو.
 
 إنشاء هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشرها في جميع أنحاء المملكة، لحث الناس على أداء الصلوات جماعة، ومراقبة الأسواق لضمان عدم تجاوز الناس الآداب العامة والسلوك الإسلامي.
 
 جعل المحاكم الشرعية هي المرجع الأساس وصاحبة الولاية العامة، والفصل في جميع المنازعات، والأمر بسرعة إحالة القضايا والمنازعات إلى المحاكم الشرعية وتنفيذ الأحكام الصادرة عنها دون تراخٍ.
 
ثم استكمل إنشاء جميع القطاعات الأمنية التي تؤمن موسم الحج، وتحافظ على حياة الاستقرار للمواطنين والزائرين.
 
شارك المقالة:
59 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook