الكائنات الحية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الكائنات الحية بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية

الكائنات الحية بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية.

 
تعيش على سطح ترب المنطقة وفي داخل قطاعاتها مجموعة من الكائنات الحية النباتية والحيوانية، كما تعج ترب بعضها بكائنات حية دقيقة مثل البكتيريا والفطريات. وتختلف كثافة الكائنات الحية ونوعياتها في المنطقة من مكان إلى آخر تبعًا لاختلاف كمية الأمطار الساقطة عليها وقيمتها الفعلية ووفرة المياه بها ووضعها التضاريسي، ولكن المناخ يعد أهم العوامل البيئية أثرًا في كائنات المنطقة الحية؛ فعلى سبيل المثال يختلف نوع الغطاء النباتي الحولي وكثافته في المنطقة من سنة إلى أخرى تبعًا لاختلاف كمية الأمطار السنوية. والغطاء النباتي الطبيعي في المنطقة في معظمه غطاء حشائشي حولي أو ذو حولين، كما تنمو في المنطقة مجموعة من الأنواع النباتية المعمرة من الأعشاب والشجيرات والأشجار. ويعول هذا الغطاء النباتي على الرغم من قلته مجموعة من الحيوانات الرعوية التي تعتمد عليه في الحصول على متطلباتها الغذائية وهي تؤثر بدورها في نوعيته وكثافته في المنطقة؛ ما يؤدي إلى تجريد التربة منه ومن ثم تعريضها إلى التعرية الريحية والمائية.
 
تؤدي النباتات والحيوانات الرعوية والكائنات الحية الدقيقة دورًا فعالاً في تكوين تربة المنطقة حيث تقوم النباتات الخضراء والحيوانات بتقديم المواد الأولية اللازمة لتكوين المادة العضوية بها، في حين تقوم الكائنات الحية الدقيقة بتحويل المخلفات النباتية والحيوانية إلى مادة عضوية تضاف إلى التربة؛ كما تقوم بخلط ومزج حبيبات التربة بعضها ببعض بالمادة العضوية. وتعد النباتات أهم الكائنات الحية أثرًا في تشكيل تربة المنطقة وتكوينها؛ فعلى سبيل المثال يؤثر التركيب الكيميائي للمخلفات والبقايا النباتية تأثيرًا مباشرًا في بعض عناصرها وفي قيمة الحموضة بها؛ إذ يؤدي تحلل بقايا ومخلفات الأشجار إلى زيادة حموضة التربة، في حين يؤدي تحلل بقايا ومخلفات الحشائش إلى خفض حموضتها.
 
وتختلف كثافة الغطاء النباتي  في المنطقة من جزء إلى آخر؛ لذا تكون المادة اللازمة لتكوين المادة العضوية مختلفة تبعًا لاختلاف كثافة الغطاء النباتي في المنطقة. وبناءً على ذلك تختفي المادة العضوية من تربة بعض أجزاء المنطقة نتيجة انعدام الغطاء النباتي منها كما هو الحال في ترب الكثبان الرملية المتحركة. في حين تحتوي أجزاء أخرى من المنطقة في تربتها على نسبة من المادة العضوية تراوح بين 1 و 2% كما في المنخفضات والقيعان ذات الغطاءات النباتية متوسطة الكثافة، وقد تزيد نسبة المادة العضوية في ترب واحتي الأحساء والقطيف على 3%. ولا يتوقف أثر الغطاء النباتي في تربة المنطقة على تكوين المادة العضوية بها فقط، ولكنه يؤدي دورًا بارزًا في حمايتها من التعرية المائية والريحية. ونظرًا إلى خلو معظم أراضي المنطقة من الغطاء النباتي فإن معدلات التعرية الريحية بها تزداد؛ ما أدى إلى انتشار ترب الكثبان الرملية في أجزاء متفرقة منها.
 
وللإنسان في المنطقة تأثير سلبي في تكوين تربتها حينما يعمد إلى القضاء على الغطاء النباتي الحشائشي والشجري بوساطة الرعي والاحتطاب الجائرين؛ ما أدى إلى تنشيط التعرية الريحية وحدوث العواصف الرملية والغبارية وتكوين الكثبان الرملية بها. كما أن استخدام الإنسان بعض أراضي المنطقة من أجل الزراعة جعل تربة الواحات تختلف تمامًا عن ترب المواقع المحيطة بها بسبب القيام بمجموعة من العمليات الزراعية كحراثة الأرض وحرقها مع المخلفات النباتية وإضافة الأسمدة وتسويتها. ومن العمليات التي أثرت في تكوين تربة الواحات وتشكيلها والمرتبطة بالزراعة عمليات الري التي قد تؤدي إلى تراكم الأملاح في التربة وإلى رفع منسوب الماء الأرضي وبخاصة إذا كان الري مفرطًا، كما أدت زراعة الأرض بأنواع مختلفة من المحصولات الزراعية إلى وجود كم هائل من الكائنات الحية المحللة للبقايا النباتية والحيوانية وإلى وجود المادة العضوية في التربة  
 
شارك المقالة:
48 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook