ورد في السنة النبوية المطهرة حديث قدسي شريف في النهي عن الكبر باعتبار الكبرياء والعظمة من صفات الله تعالى التي لا ينبغي لغيره أن ينازعه فيها، ففي الحديث: (قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار).وفي ألفاظٍ أخرى قصمته أو عذّبته، وأما معاني ألفاظ الحديث الشريف فيدل لفظ نازعني على اتصاف الغير بتلك الصفات، ومعنى القذف في النار الرمي فيها، وقصمته أي كسرته، أما دلالات الحديث القدسي الشريف ففيها النهي الشديد عن الكبر والتعالي على الخلق، فكل من دعا الناس إلى تعظيمه أو الخضوع له فقد نازع ربه جل وعلا في صفة تعتبر من خصائص ألوهيته وربوبيته، فقد اختص الله نفسه بصفتي الكبرياء والعظمة التي لا ينبغي لأحد أن يتخلق أو يتّصف بها، فتلك الصفات ملازمة لله تعالى، ولذلك شبهها سبحانه بالرداء والإزار الذي يلاصق بدن الإنسان ويلازمه ولا يشاركه فيه أحد.
يشير معنى الكبر في اللغة إلى العظمة والتكبّر والتجبّر، أما اصطلاحاً فالكبر كما عرّفه النبي عليه الصلاة والسلام بطر الحق وغمط الناس، وقد عرّف الزبيدي معنى الكبر بأنه حالة يستعظم فيها الإنسان نفسه بحيث يراها أكبر من غيرها، فهو يستهين بغيره بسبب إعجابه بنفسه، واستحسان ما فيها من الفضائل.
ذكر العلامة ابن حجر العسقلاني ثلاثة أنواعٍ للكبر؛ أفحشها وأشدها الكبر على الله تعالى، ومثال عليه تكبّر فرعون والنمرود؛ فقد رفضا أن يكونا عبدين لله تعالى بسبب تعظيمهما لأنفسهما، وأما النوع الثاني فهو التكبّر على الرسول عليه الصلاة والسلام؛ ويكون برفض الانقياد لما جاء به كما فعل كفار مكة، وأما النوع الثالث من الكبر فهو التكبّر على العباد بازدرائهم واحتقارهم وتعظيم النفس والترفّع على الخلق.
موسوعة موضوع