الكتابات في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الكتابات في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكتابات في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
تنتشر النقوش الكتابية في سائر أنحاء منطقة تبوك على مسارات الطرق، وبالقرب من الحواضر التاريخية المهمة، وفي المناطق الرعوية، مثل: هضبة حسمى التي أطلق عليها الدارسون مكتبة العرب؛ لكثرة ما سطر على صخورها من نقوش. وتأتي الكتابات والنقوش في مقدمة المظاهر والأدلة الأثرية الشاهدة على أنشطة سكان المنطقة والمارين بها إبان العصور التاريخية المختلفة.
 
وتتنوع خطوط تلك النقوش الكتابية، حيث تتوافر بالمنطقة نقوش بالخط الثمودي، والآرامي  ، واللحياني، والمسند الجنوبي، واللاتيني، واليوناني، والنبطي، والعربي المبكر، بالإضافة إلى النقوش الكتابية العربية الإسلامية، والتركية العثمانية. ومعظم هذه النقوش من نوع الكتابات التذكارية التي تسجل خواطر منفذيها على مسارات الطرق أو في المصايف والمرابع وسفوح الجبال والمناهل والموارد، وبعضها الآخر يوثق لأحداث مهمة شهدتها المنطقة، أو يؤرخ لأعمال إنشائية أو تجديدية نُفذت عبر مختلف العصور، كما توجد أنواع أخرى من النقوش عُثر عليها خلال أعمال المسح والتنقيب الأثري في مواقع المدن الأثرية ، وأبرزها تلك التي عُثر عليها في تيماء من فترة العصور السابقة للإسلام، وفي البدع والحوراء من فترة العصور الإسلامية.
 
وأشهر مجموعات النقوش في منطقة تبوك نقوش هضبة حسمى ومعظمها بالخط الثمودي الذي يسميه بعضهم بخط البادية، كما توجد في حسمى نقوش كوفية مبكرة؛ وبخاصة على مسار الطريق الذي يعبرها ليصل بين طريقي الحج الشامي والمصري  ،  ومن مجموعات النقوش المهمة نقوش منطقة (رم) الواقعة جنوب غرب تيماء وقد قام بدراستها ونشرها أحد الباحثين  ،  ونقوش درب البكرة وقد قام بمسحها وحصرها فريق علمي  ،  ونقوش مغائر شعيب الواقعة في مدينة البدع، ونقوش علقان الواقعة بالقرب من حقل، ونقوش بني مر، ولم تنل هذه النقوش دراسات متكاملة، وقد نشر بعضها في كتاب البدع الذي أصدرته وكالة الآثار والمتاحف  ،  والنقوش العربية الإسلامية على مسار طريق الحج الشامي الرئيس، وقد تمت دراستها من قبل أحد الباحثين  ،  ومجموعة النقوش الكوفية (ببدا) الواقعة على طريق الحج المصري الداخلي وتزيد على مئتي نقش وقد تمت دراستها من قبل أحد الباحثين  ،  أما النقوش الكتابية التأسيسية والتجديدية الموجودة على طريقي الحج الشامي والمصري فقد تمت دراستها في أبحاث متفرقة. وهناك أيضًا دراسات أخرى متفرقة لنقوش قديمة وإسلامية من المنطقة في كتب الرحالة والباحثين الأوربيين الذين زاروا المنطقة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وكان البحث عن النقوش أحد دوافعهم الرئيسة لزيارة المنطقة، أمثال: أوتينج، وداوتي، وهوبر، ومن أشهر النقوش التي عثر عليها هؤلاء النقش المسطر على مسلة تيماء  ، وهو مكتوب بالخط الآرامي، ومحفوظ الآن في متحف اللوفر بباريس. وأول من أشار إلى هذا النقش الرحالة الفرنسي تشارلز هوبر، وقد كان هذا النقش أحد الأسباب التي أدت إلى مقتل هوبر بالقرب من جدّة، ويتحدث نص هذا النقش عن أن أحد الكهنة استقدم وثنًا جديدًا إلى تيماء يدعى (صلم) أنشأ له هيكلاً وعين له كهانة وراثية  
ومن النقوش القديمة المشهورة في منطقة تبوك، نقش معبد روافة  وهو مكتوب بالخطين اللاتيني والنبطي ويعود تاريخه إلى سنة 165م.
 
شارك المقالة:
68 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook