ومعنى هذا العنوان هو أن خير الأعمال عند الله هي الأعمال التي تتوج بخاتمتها ، أي أن الإنسان عندما يفعل ي شيء عليه أن يبتغي فضل الله تعالى بالمقابل ، وليس أن يبتغي زخراً زائفاً في الدنيا ، وهذه خير القصص التي حدثت في زمن النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم) ، ففي يوم من الأيام قم شاب يتيم إلى النبي محمد يشكوه أنه بني سوراً حول بستانه فقطع طريق البناء نخلة هي لجاره ، فطلب منه أن يتركه لها أو أن يبيعه إياها ليكمل البناء فأبى جاره ذلك ، فطلب الرسول أ يأتي ذلك الجار ، وبالفعل أتي ولم يكذب أي كلمة من كلام الشاب ، وأصر على عدم ترك النخلة أو بيعها ، فقال له الرسول محاولاً إقناعه ي أجرها عند الله : " بع له النخله ولك نخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام " ...! فأصاب الجميع الذهول مما تساويه هذه النخل في الآخرة ، فمن يفضل ظل نخلة في الدنيا عن ظله في جنة في الآخرة ، ومع ذلك أبى أن يتراجع ، وفي هذه اللحظة تدخل أحد الصحابة ويدعى أبا الدحداح فقال للرسول الكريم: "إن اشتريتُ تلك النخلة وتركتها للشاب ألي نخله في الجنه يا رسول الله ؟"
فأجابه الرسول : نعم
فقال أبا الدحداح لمالك النخلة: أتعرف بستاني يا رجل؟
فقال له الرجل : نعم أعرفه ، فمن في هذه المدينة لا يعرف بستانك يا أبا الدحداح ، فهو بستان ذو 600 نخلة وقصر منيف ، وبئر مياه عذب وسور شاهق يلتف من حوله ... فكل التجار في المدينة يطمعون في تمر بستان أبا الدحداح من شدة جودته .
فقال أبا الدحداح : بادلني نخلتك مقابل البستان والقصر والبئر وحائطي الذي يلتف حوله..
فلم يصدق الرجل ما سمع لأن ها العرض غريب جداً ، فكيف يقايض أي أحد في هذه الدنيا بستاناً بنخلة واحدة؟!
فوافق الرجل على ذلك لأنه رأى أنها صفقة ناجحة بكل المقاييس (الدنيوية) ، فسعد أبا الدحداح كثيراً لما سمعه من الرسول الكريم ، فقد قال له بما معناه : " الله عرض نخلة مقابل نخلة في الجنة وأنت زايدت على كرم الله ببستانك كله ، ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنه بساتين من نخيل اعجز على عدها من كثرتها".
وبعدها قال الرسول الكريم: " كم من مداح إلى أبا الدحداح " ... والمداح (هي النخيل المثقلة بثمار التمر) ، وكرر الرسول هذه الجملة لدرجة أن من حوله تعجبوا من كثرة النخيل التي وصفها الرسول لأبا الدحداح.
وبعدها عاد إلى زوجته وأخبرها بتجارته الناجحة فكانت سعيدة جداً وقالت : " ربح البيع
أبا الدحداح – ربح البيع " .
والعمل الصالح لا يتم إلا بالدعوة الصادقة لنيل رضا الله وسعياً في الدنيا وطمعاً لدخو الجنة في الآخرة.
ومن هذه الأدعية:
موسوعة موضوع