اللهم بارك لنا في أوقاتنا وأعمارنا

الكاتب: المدير -
اللهم بارك لنا في أوقاتنا وأعمارنا
"اللهم بارك لنا في أوقاتنا وأعمارنا




تغيَّرت النفوس وما تزال بوتيرةٍ أسرع من السابق، صار أي شخص تعوزه البلادة يلاحظ ذلك على مدى عمر الإنسان وحياته القصيرة، أصبحت المصالح الماديَّة هي مَن تحكُم معظمَ العلاقات بين البشر، وتتحكَّم بها حتى بين ذوي القربى من كلِّ الدرجات، إلا ثُلة من الناس ممن فيهم بقية من خير خالص لوجه الله تعالى.

 

أغرب ما في الأمر أن الكلَّ يردِّد ذلك ويَعزوه إلى الزمن، مع أن الزمن هو الثابت الذي لم يتغيَّر كما أوجده الذي خلقَه، ولكنها النسبية اللعينة في هذه الحالة النابعة منا، التي تصوِّر لنا الواقع الجديد لهذا الزمن عبر ما يختلج بدواخلنا من عواطفَ وأحاسيسَ فيها الكثير من الانغماس في العمل ومشاكل الحياة الماديَّة، والقليل من الروحانية التي تذكِّرنا أن الله أقرب إلينا من حبل الوريد، فينعكس ذلك على رؤيتنا لقلة البركة في أيام وسِني حياتنا، فتجعل ما حدث قبل أكثر من عقد من الزمن نراه بعُمر بضعة أعوام.

 

هي تهمة جاهزة نلقي بها جزافًا ضد الزمن المتقلِّب الغدَّار؛ كما نطلق عليه ذلك زورًا وبهتانًا؛ لنغطي على تقلُّبات نفوسنا وكل ما تُخفيه من نوازع الشر، وانشغالها التام عن مرور الوقت وانقضاء السنين بكلِّ ما يخصُّ أمور هذه الدنيا الفانية، وتناسي ما يخصُّ ما بعدها في دار الآخرة، ونقول بعد كلِّ ذلك أن الزمن صار يمضي سريعًا ولم يعُدْ فيه خيرٌ ولا بركة، ونفوس الناس الهائمة في حبِّ الدنيا والتعلُّق بكلِّ ما فيها من زينة، هي من تُلقي في روع أصحابها، وتُهيئ لهم الأمرَ على هذا النحو من سرعة إيقاع الزمن.

 

الحمد لله الذي نؤمن بوجوده ونوقِن برعايته لنا في كلِّ شؤوننا أكثر منَّا لأنفسنا؛ من حيث لا ندري ولا نَحتسب، ونضع فيه كلَّ ثقتنا؛ ليتجاوز عن ضَعف نفوسنا، ونجرؤ رغم كلِّ تقصيرنا بحقِّه وتراكم ذنوبنا على الطمع في رحمته، ولولا هذا الإيمان الراسخ بالله واليوم الآخر، لكنا مجرد كائنات تتصارع على ما في هذه الدنيا حتى آخر لحظة، وتنتظر نهايتها بالوقوع في براثن ثقب أسود، والسقوط في هاوية من العدم ليس لها قرار.


"
شارك المقالة:
29 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook