المتاحف الأهلية في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المتاحف الأهلية في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

المتاحف الأهلية في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.

 

متحف مدينة بريدة

 
تنبه عدد من المسؤولين في بعض القطاعات الرسمية، بالإضافة إلى بعض المهتمين بالتراث من سكان مدينة بريدة إلى أهمية المتحف ودوره التوعوي والتربوي بين شرائح المجتمع. فبادر هؤلاء إلى طرح فكرة إنشاء متحف يلم شتات ما تفرق من تراثهم الوطني، ليكون حلقة وصل حية بين جيل الماضي والحاضر. كما يمكن أن يكون أحد المعالم الحضارية في بريدة، ومع مرور الوقت تطورت الفكرة وتم التنسيق مع الجهات الرسمية ذات العلاقة، وتكاتفت جهود المواطنين، حتى ظهر هذا الصرح الحضاري الجميل، وافتتح بتاريخ 20 / 11 / 1419هـ الموافق 1998م. وهو أول متحف أسهم في إنشائه أهالي المنطقة  
 
ويعد مبنى المتحف بحد ذاته متحفًا معماريًا جميل الشكل والتصميم. إذ شُيد على هيئة قصر أو حصن ضخم يحاكي تلك القصور والقلاع الإسلامية، كما يحاكي نمط القصور الطينية التقليدية المشيدة في منطقة نجد وفي منطقة القصيم. وهو ذو شكل مربع، وزودت زواياه الأربع من الخارج ببرج مربع تبرز أضلاعه عن أضلاع المتحف من جميع الجهات بمسافة قصيرة، وهذه الأبراج يتناقص حجمها من الأسفل إلى الأعلى على شاكلة المآذن المحلية، ثم تنتهي في قمتها بشرفات مسننة متجاوزة بذلك مستوى سترة سطح المتحف، وقد زودت واجهات الأبراج وكذلك واجهات المتحف نفسه بتشكيلة غنية من النوافذ المستطيلة والفرج المثلثة المعروفة محليًا بـ (اللهوج).
 
ويضم المتحف قاعات تاريخية وعلمية وثقافية، ولعل أهم ما يضمه فوق ذلك كله جناحًا خاصًا بالملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - كما توجد في المتحف سيارته الخاصة، بالإضافة إلى أهم الكتب والمؤلفات التي ت حكي تاريخ بريدة خصوصًا، ومنطقة القصيم عمومًا  
 
والمتحف يحتوي من الداخل على ساحة مكشوفة تطل عليها أروقة جانبية. كما يحتوي على عدد من المرافق والوحدات والمكاتب المختصة بخدمة المتحف، إلى جانب عدد من الصالات المخصصة لمعروضاته، وزود بقاعة ومرسم للفنون التشكيلية. وقد اجتهد القائمون على المتحف بتصميم خزانات العرض بأسلوب تراثي يتمثل بعمل أرفف خشبية تحاكي الأرفف أو (الكمارات) الجصية المختصة برفع أدوات القهوة وأوانيها في الديوانيات المعدة لاستقبال الضيوف. وهناك أيضًا عدد من الخزانات الزجاجية المحكمة المعدة لعرض القطع الصغيرة.
 
وتتكون مقتنيات المتحف من كثير من القطع التراثية المحلية  .  وتمثل إهداءات وهبات المواطنين المصدر الرئيس في تزويد المتحف بالمعروضات، وقد لاقت نداءات المسؤولين إلى المواطنين والزوار - ولا سيما الطلاب منهم - استجابة طيبة في إثراء المتحف بمقتنياته، وتغطي معروضات المتحف عددًا من المجالات التراثية أهمها:
 
1 - الأدوات والأواني المنـزلية: 
 
وتشمل عددًا من أوعية وأدوات طبخ الأطعمة وتقديمها وحفظها، مثل: القدور والصواني والصحون المعدنية، إلى جانب أدوات إعداد القهوة والشاي وتقديمهما كالدلال النحاسية والأباريق والمحاميس ونحوها. ويدخل ضمن هذه المستلزمات المنـزلية عدد من القطع الخشبية كالمغارف والمياقع والصحاف، وكذلك القطع الحجرية كالرحى، والمجارش، والنقائر، والمناحيز، والمساحن، إلى جانب أدوات الإنارة المتنوعة الأشكال والأنواع.
 
2 - الملابس والمستلزمات الشخصية: 
 
تحتوي معروضات المتحف على نماذج متنوعة من الملابس الرجالية والنسائية للكبار والصغار، بعضها خاص بأيام المواسم كالأعياد والزواج والمناسبات المختلفة، كالبشوت والعباءات والأشمغة والطواقي والأحذية، وبعضها خاص بفترات العمل أو الراحة.
 
3 - أدوات الزراعة:
 
تشتمل على أدوات حرث الأرض واستصلاحها كالمحراث الخشبي والمسحاة والمدمثة، وكذلك أدوات جني الثمار والحبوب وأوعيتهما، إلى جانب مستلزمات الساقية كالغرب (الدلو) الجلدي والمحالة والدراجة الخشبيتين وغيرها.
 
4 - المكاييل والموازين:
 
يحتوي المتحف على أنواع المكاييل الخشبية والمعدنية، مثل: الصاع والمد والنصف، كما يحتوي على عدد من الموازين الخشبية المصنعة محليًا والمعروفة بموازين (القفان أو القبّان). كما تضم هذه المجموعة نماذج من الأوعية المعدنية المعروفة بـ (المثاعيب) وهي مخصصة لمعرفة مقدار كمية بعض السوائل كالسمن والعسل، بحيث تستخدم مباشرة دون العودة إلى المكاييل المعروفة، وهي مما أُقِرَّ عُرْفًا بين المنتجين والتجار والمستهلكين.
 
5 - مستلزمات الحرفيين:
 
يتضمن هذا المجال كثيرًا من أدوات وعِدَد الحرفيين وعِدَدهم المصنعة محليًا، كأدوات النجّار والحدّاد والبنّاء والدبّاغ والخرّاز ونحوها.
 
6 - مستلزمات النقل:
 
تشتمل هذه المجموعة على أوعية ومستلزمات وأدوات النقل المستخدمة عند البادية والحاضرة على حدٍ سواء، وبعض هذه المستلزمات مصنوع من أخشاب الأشجار المحلية كالأثل والطلح والغضى، وقد أعدت منها أنواع الأشدة والأقتاب والمسامات والبواصير والهوادج، وبعضها الآخر مصنوع إما من الجلد أو من السدو كالخروج والعدول والأكياس ونحوها.
 
شارك المقالة:
53 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook