المتاحف الحكومية بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المتاحف الحكومية بالرياض في المملكة العربية السعودية

المتاحف الحكومية بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
 
للمتحف في العصر الحاضر دور عظيم في مجال التنمية الثقافية والتعريف بثقافات الأمم، من خلال عرض المقتنيات المتحفية المختلفة التي تسهم في تثقيف أعداد كبيرة من مرتاديه وزواره، فضلاً عن أنه المكان الآمن لحفظ التراث من التلف والتهجير؛ فالمتاحف هي مرآة الأمم والمجتمعات وهي الأوعية التي تحتضن المعروضات من آثار واختراعات....إلخ، وتعرضها للزائرين؛ ولذلك تعد من المراكز البحثية والمؤسسات الثقافية المهمة التي تنبهت الدول المتقدمة إليها وإلى رسالتها التربوية، وأخذت تلك الدول تتنافس فيما بينها لإنشاء المتاحف المتخصصة في مختلف الفنون والعلوم، فمنها المتاحف المتخصصة في الآثار والفنون والصناعات القديمة، وهناك متاحف للمسكوكات أو العملات، ومتاحف العلوم والفلك، والتاريخ الطبيعي، ومتاحف الملابس والأثاث المنـزلي، وهناك المتاحف الحربية، والزراعية، والمتاحف ذات الصبغة العالمية، إضافة إلى المتاحف المحلية المتخصصة. وقد أصبح علم المتاحف من العلوم المهمة التي تعنى بها الجامعات والمؤسسات العلمية، وأصبحت المتاحف مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمجتمع إلى جانب ارتباطها بالمؤسسات العلمية والثقافية. كما أن للمتاحف دورًا مهمًا في المجال السياحي؛ فهي تمثل في بعض البلاد أحد المقومات الأساسية للنشاط السياحي، إذ تتحقق من خلالها أهداف السياحة الاقتصادية والثقافية. وقد تنبهت المملكة العربية السعودية إلى أهمية الآثار ودورها الثقافي والسياحي؛ فأنشأت الدولة وكالة الآثار والمتاحف، واهتمت على وجه الخصوص بإنشاء المتاحف؛ حتى أصبح هناك ما يقرب من سبعة وستين متحفًا تجمع بين المتاحف الحكومية والمتاحف الخاصة بالأفراد. ويوجد في منطقة الرياض - وحدها - عدد كبير من المتاحف أغلبها في العاصمة الرياض، وقليل منها في بعض المحافظات التابعة لها. وتنقسم هذه المتاحف إلى نوعين: متاحف حكومية تابعة لمؤسسات حكومية أو أكاديمية، ومتاحف خاصة تابعة لأفراد، ويندرج تحت هذه الأخيرة المجموعات الخاصة بالأفراد، وهي متفرقة داخل مدينة الرياض وخارجها.
 

المتحف الوطني

 
يقع المتحف الوطني في وسط مدينة الرياض، داخل مركز الملك عبد العزيز التاريخي بالمربع، وقد أقيم على أرض مساحتها 17000م  ، وتبلغ مساحة مبانيه 28000م  . ويتبع هذا المتحف وكالة الآثار والمتاحف بوزارة التربية والتعليم  ،  وهو في طريقه إلى الانضمام إلى الهيئة العامة للسياحة.
 
تم إنشاء هذا المتحف بعد دراسة طويلة واستطلاع لعدد من المتاحف العالمية المشهورة؛ ليصبح رمزًا ومعلمًا وطنيًا سعوديًا خالصًا يقوم بدور فاعل في إثراء مسيرة التعليم والتوعية الثقافية، ويسهم في تنمية الشعور بالانتماء إلى حضارة عريقة، لها أصول سماوية، وحاضر مزدهر متطور يواكب التقدم وتكنولوجيا العصر؛ ولذلك فالمتحف يوفر بيئة تعليمية حديثة لكل شرائح المجتمع والزوار من عامة الناس، والأسر، والأطفال، والباحثين والمختصين وغيرهم، ويعد المتحف قاموسًا شاملاً يتم فيه حفظ آثار شبه الجزيرة العربية وتراثها الشعبي منذ أقدم العصور، وتسجيل هذه الآثار وترميمها.
 
يتكون المتحف الوطني من ثماني قاعات رئيسة وقاعتين للعروض المؤقتة، وكل قاعة تختص بفترة زمنية محددة؛ فالمتحف إذن يعطي تسلسلاً تاريخيًا منذ خلْق السماوات والأرض إلى يومنا هذا، كما يعطي تسلسلاً تاريخيًا لكل قاعة على حدة، مستخدمًا في ذلك أحدث الوسائل التقنية السمعية والبصرية
 
1 - قاعة الإنسان والكون:
 
تقع القاعة في الطابق الأرضي على يسار المدخل الرئيس وتتكون من أربعة أجنحة، وتم ترتيب معروضاتها حسب التسلسل الموضوعي والتاريخي ضمن أربعة أجنحة رئيسة، حيث خصص الجناح الأول لموضوع نظرية نشأة الكون الذي خلقه الله وتكون الأجرام السماوية والنظام الشمسي، والعوامل الطبيعية المؤثرة في تشكيل سطح الأرض. وخُصص الجناح الثاني لعلم الأحافير وعلم طبقات الأرض والعصور الجيولوجية، وتأثير التغيرات البيئية في النباتات والحيوانات، وفي الجناح الثالث عرضت عينات لبعض الحيوانات المنقرضة التي استوطنت الجزيرة العربية قديمًا، ومنها فيلة الماستودون التي كانت تجوب شبه الجزيرة العربية قبل نحو خمسة عشر مليون سنة. يلي ذلك شرح لنظرية تكون النفط من بقايا الكائنات الحية عبر ملايين السنين، والكيفية التي تجمّع بها في مكامنه، ثم تقدم القاعة عرضًا متكاملاً عن بيئات المملكة العربية السعودية، يشمل البحار والجبال والأودية والهضاب والصحاري. أما الجناح الرابع فقد خُصص لأقدم الآثار المكتشفة عن حضارة الإنسان في الجزيرة العربية في الأزمنة الغابرة، وتوجد معروضات عن العصر الحجري القديم تبدأ بعينات من أدوات العصر الحجري القديم المبكر والأدوات الآشولية التي عرفت في الجزيرة العربية قبل خمسمئة ألف سنة، ثم أدوات العصر الحجري القديم الأوسط التي تؤرخ بالفترة بين 100 و 25 ألف سنة مضت، ثم أدوات العصر الحجري القديم المتأخر الذي يعود إلى ما قبل عشرة آلاف سنة، وتمثل حضارة العبيد بآثارها أقدم الآثار المكتشفة في الجزيرة العربية، إذ تعود إلى نحو سبعة آلاف سنة 
 
2 - قاعة الممالك العربية القديمة:
 
تمثل عصر الممالك العربية القديمة في الفترة الممتدة من الألف الثانية قبل الميلاد إلى نحو القرن الرابع الميلادي من تاريخ الجزيرة العربية، وتغطي هذه القاعة ثلاثة عصور متتابعة من حضارات الممالك العربية القديمة التي سادت في الجزيرة العربية وهي الممالك العربية المبكرة، والممالك العربية الوسيطة، والممالك العربية المتأخرة؛ فبعد أن يخرج الزائر من القاعة الأولى يبدأ بموقع خصص لفجر التاريخ في جزيرة العرب يسبق القاعة الثانية، يضم آثارًا ضخمة من ألواح صخرية عليها نقوش لحضارات مختلفة ترجع إلى الألف الرابع قبل الميلاد تذكر بحضارات الأقوام البائدة مثل قوم عاد وثمود، كما تعرض فيه آثار تشرح تاريخ نشوء الكتابة مرورًا بمرحلة ما قبل الأبجدية، ثم مرحلة الأبجدية وما تفرع عنها من خطوط عدة في الجزيرة العربية، ومناطق الشرق الأدنى القديم. ويحوي الموقع أيضًا أجزاء من سور تيماء الآثاري، إضافة إلى نموذج لمقابر دلمون الآثارية، وقطع آثارية من أزمنة قديمة.
تتوسط قاعة الممالك العربية منطقة تعليمية تحوي وسائل عرض تفاعلية توضح للزائر ثقافة وتطور الكتابة لدى الحضارات القديمة، وتطور علاقة إنسان الجزيرة العربية بالجمال، بالإضافة إلى رصد لبدايات ذكر العرب في التاريخ.
 
ويغطي الجناح الأول في القاعة حضارات الممالك العربية المبكرة مثل حضارة مدين التي تتمثل آثارها في الفخاريات والزخارف والرسوم الآثارية، ونماذج أخرى لحضارات في قُريِّة وتيماء، بالإضافة إلى نبذة عن الطرق التجارية القديمة. ويعرض الجناح الثاني حضارة الممالك العربية الوسيطة التي ازدهرت في الفترة من القرن الثامن قبل الميلاد حتى القرن الثالث الميلادي، واشتهرت منها مدن تيماء، وقرية ذات كهل (الفاو)، ودومة الجندل، حيث تعرض آثار من هذه المدن، بالإضافة إلى استعراض لتاريخ وآثار مملكتي ديدان ولحيان، والحضارة النبطية. كما توجد في القاعة مجسمات لمبانٍ من تلك الفترة تمثل بعض المدن المشهورة، أو أجزاءً من مبانٍ ومقابر آثارية. وتبين القاعة أيضًا مدى ازدهار التجارة في تلك الفترة بين مدن الجزيرة العربية وغيرها من المناطق الحضرية المتاخمة للجزيرة العربية، وعلى وجه الخصوص تجارة التوابل والعطور واللبان والمر. وأما الجناح الثالث فيختص بالممالك العربية المتأخرة في القرنين الرابع والخامس الميلاديين، حيث يحتوي على معروضات من آثار تلك الفترة مثل: عين زبيدة والأفلاج، وقصر معبد، ومدينة نجران. وتُظهر القاعة أيضًا عرضًا موجزًا لعلم الآثار، وأسسه العلمية، والطرق التي تتم بها معالجة الآثار 
 
3 - قاعة العصر الجاهلي:
 
تمثل هذه القاعة تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها في العصر الجاهلي؛ أي خلال الفترة الممتدة من نهاية القرن الرابع الميلادي إلى ظهور الإسلام؛ فهي توضح للزائر أحوال القبائل العربية، وآثارها، وعقائدها، وحياتها اليومية، وعاداتها وتقاليدها، وأسواق العرب، وتطور الخط العربي. وتبرز في هذه القاعة صور، ومنحوتات، ومعروضات توضح الوضع السائد - آنذاك - في العصر الجاهلي، من عبادة الأوثان، وتناحر القبائل والإمبراطوريات المتحاربة. ومن أهم المعروضات في القاعة الآطام، وهي الحصون التي بناها سكان المدينة المنورة لحماية أنفسهم وممتلكاتهم. وتوجد في القاعة معروضات من الآنية والأسلحة التي يعود تاريخها إلى الفترة بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين. وتوجد كذلك معروضات للمدن المهمة في العصر الجاهلي مثل: مكة، وجرش، ويثرب، وخيبر، ونجران، والخضرمة، ودومة الجندل، ومعروضات توضح شكل الحياة الاجتماعية اليومية في ذلك العصر، مع عرض نموذج عن نظام الري. وتحتوي هذه القاعة على قسم يشير إلى أسواق العرب الثقافية مثل أسواق: عكاظ، وذي المجاز، ودومة الجندل، ونجران، وحباشة. كما تعرض القاعة معروضات تبين ديانات العرب في العصر الجاهلي، وتختم القاعة محتوياتها بمنحوتات على الصخر، ومعروضات توضح حادثة الفيل التي وقعت في سنة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم عام 571م  
 
4 - قاعة البعثة النبوية: 
 
موضوع هذه القاعة يمثل العهد المكي من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث توجد بالقاعة لوحات مدونة باللغتين العربية والإنجليزية تبين نسب الرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته، وتستعرض هذه اللوحات سيرته صلى الله عليه وسلم منذ نشأته في بني سعد، ثم رحلته الأولى إلى الشام في صغره بصحبة عمه، واكتشـاف الراهب بحيرة علامات الـنبوة فـيـه، ثم خروجه متاجرًا بأموال خديجة مع غلامها ميسرة، ثم زواج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة. وبعد ذلك تستعرض القاعة عمارة قريش للكعبة إثر تهدم بعض جدرانها بفعل السيول، وتحكيم النبي صلى الله عليه وسلم في وضع الحجر الأسود في مكانه، ثم تبدأ مرحلة جديدة بنـزول الرسالة على رسول الله، ومحاربة قريش دعوته، وحادثة الإسراء والمعراج وخروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، وعرض دعوته على قبائل العرب في مواسم الحج وأسواقهم، وبيعتي العقبة الأولى والثانية، كما تعرض إحدى اللوحات خريطة تبين طريق الهجرة من مكة إلى المدينة. وفي نهاية القاعة يوجد جسر على جداره لوحة من السيراميك المزين برسوم تجريدية تحكي أبرز أحداث هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بدايةً من خروجه من مكة إلى غار ثور، حتى وصوله إلى قباء قبل أن ينتقل إلى المدينة  
 
5 - قاعة الإسلام والجزيرة العربية:
 
تمثل هذه القاعة تاريخ الجزيرة العربية في الفترة الممتدة من وصول الرسول عليه الصلاة والسلام مهاجرًا إلى المدينة إلى ما قبل قيام الدولة السعودية الأولى. ومن المعروضات فيها آثار من مدينة الربذة، ونماذج من الأسلحة الإسلامية، والمسكوكات، والكتابة في العهود الإسلامية المختلفة، والعلوم الإسلامية. يبدأ الجناح الأول من هذه القاعة بموضوع مقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وتأسيس مسجده، ثم أبرز أحداث العهد المدني من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى فتح مكة، وخطبة الوداع، ثم وفاته عليه الصلاة والسلام. ويتضمن العرض مجسمًا لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، ولوحات مكتوبة ومجسمات تبين انتشار الإسلام، وبعض رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأمراء يدعوهم فيها إلى الإسلام، وهي تشرح وتوضح فتح مكة، وغزوات: أحد، وبدر، والخندق. أما الجناح الثاني من القاعة فيتناول عهد الخلفاء الراشدين، وجهودهم في الفتوحات الإسلامية وبناء الدولة الإسلامية وحفظ القرآن الكريم وجمعه. وخُصص الجناح الثالث لعهد الدولة الأموية والحياة اليومية فيها، وتوجد في هذا الجناح معروضات لأوانٍ ومسكوكات نقدية من العهد الأموي، ومُجسم لمسجد عمر في دومة الجندل يوضح طراز البناء في ذلك العهد، ونماذج لبناء السدود في الجزيرة العربية. وفي القاعة مكان خصص لمعروضات عن الفنون والعلوم والأجهزة الطبية الدقيقة تبين الحضارة الإسلامية وازدهار العلوم في العهدين الأموي والعباسي بشكل عام.
 
ويعرض الجناح الرابع عصر الدولة العباسية، حيث يشمل معروضات معمارية من المنطقتين الشرقية والوسطى في الجزيرة العربية، وقطعًا آثارية ومجسمات تبين النواحي المعمارية في الربذة وقصور المدينة وميناء عثر وموقع المابيات، بالإضافة إلى بعض آثار المدينة المنورة التي تعود إلى ذلك العصر، ونماذج مختلفة لفن العمارة، وصناعة الزجاج والخزف، وكلها تعبر عن التطور الكبير الذي بلغته الحضارة العربية في العصر العباسي. ويوجد جناح مستقل يوضح تطور الخط العربي، وهو يعرض نماذج لأنواع الخطوط العربية عبر عدد من النقوش الشاهدية الحجرية التي يعود بعضها إلى القرن الثاني الهجري، كما توجد بعض اللوحات التي تشرح وتوضح حالة الجزيرة العربية إبان حكم الدويلات المستقلة في مختلف مناطقها. وأما الجناح الأخير من هذه القاعة فهو مخصص لفترة العهدين المملوكي والعثماني، حيث يتضمن مجسمات لمبانٍ آثارية مثل قلعة المويلح وقلعة الأزنم، ومصنوعات حديدية وفخارية، ومخطوطات، وبعض الأبواب والمعدات الحربية  
 
6 - قاعة الدولة السعودية الأولى والدولة السعودية الثانية:
 
يوجد بهذه القاعة جناحان، الأول يمثل تاريخ نشأة الدولة السعودية الأولى التي ظهرت بعد ميثاق الدرعية بين الإمامين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود وأهم أحداث تلك الدولة، ثم نهايتها على أثر حملة عسكرية قادها إبراهيم باشا. ويوجد في هذا الجناح خريطة كبيرة تبين حالة الجزيرة العربية في بدايات القرن الثاني عشر الهجري / القرن الثامن عشر الميلادي، ثم لوحة أخرى توضح عصر الإمام محمد بن سعود وبيت آل سعود، ويتبع ذلك معروضات تبين العادات والحياة الاجتماعية في تلك الفترة، ويلي ذلك استعراض لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والميثاق الذي عقده مع الأمير محمد بن سعود حاكم الدرعية. ويحتوي هذا الجناح أيضًا على خريطة توضح ظهور الدرعية وموقعها، ومجسم كبير لمدينة الدرعية بالإضافة إلى استعراض للمظاهر الحضارية والثقافية للدرعية، وسيرة أئمة الدولة السعودية الأولى. أما الجناح الثاني من هذه القاعة فيستعرض تاريخ الدولة السعودية الثانية منذ تأسيسها على يد الإمام تركي بن عبد الله حتى خروج الإمام عبد الرحمن الفيصل من الرياض. ويوجد في الجناح مجسم لمدينة الرياض آنذاك يُبين أسوارها، وأنماط أبنيتها، وشوارعها. ويلي ذلك معروضات تشمل نماذج للأسلحة والمعدات الحربية، وبعض الأبواب القديمة التي كانت تستخدم في تلك الفترة. وتُختتم هذه القاعة ببعض الصور والوثائق التي تُبين جانبًا من حياة الملك عبد العزيز - رحمه الله - بعيدًا عن مدينته الرياض، وما عاناه من شدائد في الفترة التي سبقت استرداده إياها 
 
7 - قاعة توحيد المملكة:
 
تُمثل هذه القاعة الدولة السعودية الحديثة منذ استرداد الرياض على يد الملك عبد العزيز - رحمه الله - في الخامس من شوال عام 1319هـ الموافق 1901م. وتمتاز القاعة بتصميمها الدائري؛ إذ تظهر في محيطها الخارجي مناطق المملكة مرتبة حسب دخولها تحت لواء الدولة الفتية. ويوجد في القاعة معروضات ومجسمات ومبانٍ تمثل الأنماط المعمارية والمعيشية في مناطق المملكة. وفي وسط القاعة يقع مسرح توحيد المملكة الذي يعرض فيلمًا وثائقيًا يحكي ملحمة توحيد المملكة. وتوجد بعض اللوحات التي توضح معارك توحيد المملكة، إضافةً إلى لوحة أخرى تشير إلى الإعلان عن قيام المملكة العربية السعودية عام 1351هـ / 1932م، كما تقدم القاعة عرضًا وثائقيًا لاكتشاف النفط وتصديره للخارج وأثر ذلك في نهضة البلاد، وتحوي القاعة أيضًا بعض المعدات التي استخدمت في اكتشاف النفط منها سيارة قديمة استخدمت في ذلك الوقت في التنقيب عن النفط  
 
8 - قاعة الحج والحرمين الشريفين:
 
تستعرض هذه القاعة تاريخ الحرمين الشريفين وتطورهما المعماري في العهود الإسلامية المتعاقبة، كما تحظى مشاعر الحج المقدسة وطرق الحج بنصيب وافر من المعروضات الشائقة. ويُمثل التطور المعماري والعمراني للحرمين الشريفين في عهد الدولة السعودية ورعايتها الحج موضوعًا أساسًا في القاعة، وأول ما يظهر في هذه القاعة مجسم لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ومجسمات وشواهد آثارية لعلامات طرق الحج القديمة، وخرائط لأهم تلك الطرق. وفي جناح الحرم المكي الشريف يوجد مجسم للحرم المكي الشريف بعد التوسعة السعودية الثانية في عهد الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - إضافة إلى معروضات أخرى تشمل نماذج آثارية وأدوات حديثة لصناعة كسوة الكعبة المشرفة، إلى جانب آثار حجرية ومشغولات نحاسية من عمارات المسجد الحرام القديمة. كما يعرض الجناح نموذجًا لكسوة الكعبة المشرفة، بالإضافة إلى أحد أبوابها الآثارية. وفي الجناح رواق من مجسمات لأعمدة الحرم المكي الشريف الحديثة تفصله عن جناح الحرم المدني الشريف بعد التوسعة السعودية الثانية في عهد الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - ويحتوي جناح الحرم المدني الشريف على قطع معمارية ونقوش قديمة من آثار عمارة المسجد القديمة، بالإضافة إلى مخطوطات قديمة ومصاحف وأوانٍ ومسارج آثارية استخدمت لخدمة زوار المسجد النبوي الشريف. كما يعرض الجناح تاريخ عمارة المسجد النبوي الشريف منذ أن أسس قواعده النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم، وعمارته المتعاقبة حتى العصر الحديث. وينتهي هذا الجناح باستعراض تاريخ رحلة الحج عبر العصور الإسلامية المتعاقبة، ثم تاريخ الحج في عهد الدولة السعودية الأولى، ويختم استعراضه بجهود الملك عبد العزيز - رحمه الله - في خدمة الحجاج والحرمين الشريفين  
 
شارك المقالة:
70 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook