المجاز المرسل وعلاقاته

الكاتب: رامي -
المجاز المرسل وعلاقاته

المجاز المرسل وعلاقاته

المجاز المرسل :

هو الكلمة المستعملة في غير ما وضعت لعلاقة غير المشابهة بين المعنيين.

معنى علاقة المجاز المرسل :

أي أن يكون هناك تلازم وترابط يجمع بين المعنيين ويسوغ استعمال أحدهما في موضع الآخر وهذه العلاقة كثيرة أشهرها ما يلي:

1/ علاقة السببية : وهي أن يكون المعنى الموضوع له اللفظ المذكور سبباً في المعنى المراد فيطلق السبب على المسبب. مثال ( رعينا الغيث ) والسر البلاغي في استخدام المجاز بدلا من الحقيقة : هو إبراز مدى أهمية الغيث وفرحهم به وأثره في نفوسهم حتى كأنه هو المرعي لا النبات .

# مثال : قوله تعالى :{ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } [سورة الشورى: 40]

فالمراد بالسيئة الثانية الجزاء والقصاص الذي يتسبب عن السيئة فهو من إطلاق السبب وإرادة المسبب على سبيل المجاز المرسل ( العلاقة السببية ).

2/ علاقة المسببية : وهي أن يذكر المسبب ويراد السبب بأن يكون المعنى الأصلي للفظ المذكور مسبباً عن المعنى المراد فيطلق اسم المسبب على السبب من ذلك قولهم: أمطرت السماء نباتاً، أي: ماء فذكروا المسبب "نباتاً" وأرادوا السبب "ماء" فهو مجاز مرسل علاقته المسببية.. ومنه قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ } [سورة غافر:13] والذي ينزل من السماء هو الماء الذي يتسبب عنه الرزق فذكر المسبب في موضع السبب على سبيل المجاز المرسل لعلاقة المسببية ، وتكمن بلاغة المجاز في الآية الكريمة في قوة السببية بين الماء والرزق وفي ذلك إيحاء وتنبيه للمؤمن إلى أن الرزق مصدره السماء فليطمئن وليمض على النهج القويم فالرزق قد قدره الله وكفله للجميع إنه منزل من السماء.

3/ علاقة الجزئية : وهي أن يذكر الجزء ويراد الكل كما في قوله تعالى: { فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا  } (سورة المجادلة:3]. فقد عبر عن العبد أو المولى في الآيتين بالرقبة لأنها أهم جزء في الإنسان ولأن معاني السيادة والعبودية تظهر أوضح ظهور في الأعناق ، فذكر الجزء وأراد الكل على سبيل المجاز المرسل لعلاقة الجزئية .

4/ علاقة الكلية : وهي أن يعبر عن الجزء بلفظ الكل أي يطلق اسم الكل ويراد جزؤه كقوله تعالى: { يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ } [سورة البقرة: 19] وقوله عز وجل: { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ } [سورة نوح: 7] فقد عبر بالأصابع في الآيتين وأراد الأنامل من باب إطلاق لفظ الكل على الجزء مجازاً مرسلاً علاقته الكلية.. والسر البلاغي في العدول عن الحقيقة إلى المجاز في الآيتين هو رغبة القوم في تعطيل حاسة السمع بأقصى ما يمكن مبالغة فيما يشعرون به من هول الصواعق وفظاعتها في سورة البقرة، ومبالغته في إعراضهم عن الحق في سورة نوح .

5/ علاقة اعتبار ما كان : وهي أن يعبر عن الشيء باسم ما كان له من قبل كما في قوله عز وجل: { وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ } [سورة النساء:2] فاليتيم من مات أبواه ولم يبلغ سن الرشد وهو لا تسلم إليه أمواله لعجزه عن التصرف فيها في هذه السن وإنما تدفع إليه بعد أن يتجاوز سن اليتيم ويصير رشيداً فتسميتهم "يتامى" عندئذ باعتبار ما كان قبل ذلك على سبيل المجاز المرسل لعلاقة اعتبار ما كان .

وإيثار التعبير عنهم بلفظ اليتامى مع أن اليتم قد زال يفيد أمرين:

الأول  : الإنباء بسرعة إعطائهم أموالهم بمجرد اليتم عنهم فكأن صفة اليتم لا تزال عالقة بهم وقت دفع المال، لأنه يدفع إليهم عقب زوالها مباشرة..

الآخر : التذكير بحال هؤلاء اليتامى وكيف حرموا من عطف وحنان الأبوة وأنه لا يليق بالمؤمن أن يطمع في مال من هذا شأنه.

6/ علاقة اعتبار ما يكون : وهي أن يعبر عن الشيء باسم ما يئول إليه في المستقبل كما في قوله تعالى: { قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا  } [سورة يوسف: 36] يريد عنباً يصبح عصيره خمرا ؛ لأن الخمر عصير والعصير لا يعصر، فاستخدم المجاز المرسل لعلاقة اعتبار ما يكون. وإيثار لفظ الخمر بالتعبير ينبئ بالإثم الذي يرتكبه العاصر فهو لا يعصر عنباً وإنما خمراً .

 

شارك المقالة:
474 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook