نتيجة لاتساع رقعة المملكة واختلاف طبيعة أرضها ومناخها، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، فقد اختلف غطاؤها النباتي وتدرج وتباين من مجتمعات تتحمل أقسى الظروف المناخية إلى مجتمعات الغابات الجبلية، وغابات الشورة والقندل الساحلية. وعمومًا فإن معظم أراضي المملكة تستقبل متوسط أمطار أقل من 100مم في السنة، وهي نسبة تستدعي تكيفات نباتية خاصة لتحمل فترات الجفاف الطويلة ودرجة الحرارة المرتفعة. ويوجد بالمملكة نحو 132 عائلة نباتية من جملة 300 عائلة موجودة في العالم، ويقدر عدد الأنواع النباتية في المملكة بنحو 2240 نباتًا مزهرًا، منها نحو 1500 نوع في جنـوب غربها  .ويمكن تقسيم الغطاء النباتي في المملكة إلى سبعة أنماط يتميز كل منها بمجتمع نباتي واحد أو أكثر كما يأتي:

 

أ - الغطاء النباتي الجفافي:

ويتميز هذا النمط بعدد من المجتمعات النباتية أهمها: الرمث (Haloxylon Salicornicum) في وسط المملكة وشمال غربها  ، والحرمل (Rhazya Stricta) في المنطقة الوسطى والمنطقة الغربية، والمرخ (Leptadenia Pyrotechnica) في المناطق الغربية، والأراك (Salvadora Persica) والسدر (Ziziphus Spina) - (Christi) في جنوب غرب المملكة، والعلقا (Dipterygium Glaucum) في أراضٍ جافة متفرقة، والشبرق (Indigofera Spinosa) والعشار (Calotropis Procera) والطلح (Acacia Spp) في أرجاء المملكة  ، وحشائش الثمام (Panicum Turgidum) في المسطحات والكثبان الرملية، والعرفج (Rhanterium Epapposum) في شرق المملكة وشمالها ووسطها، والراء (Aerva Javanica) في جبال الحجاز.

 

ب - الغطاء النباتي الحولي:

تنتشر نباتات هذا النمط في أنحاء المملكة بعد سقوط الأمطار، ويستمر نموها من 6 إلى 7 أسابيع أو أكثر، ومن أهم هذه النباتات: الخافور (Schismus Spp)، والنصي (Aristida Spp)  ، والريل (Erodium Spp)، والقرمل (Zygophyllum Simplex)، وغيرها كثير.

 

ج - الغطاء النباتي في السباخ:

تتميز المسطحات والمستنقعات الملحية بوجود عدد كبير من المجتمعات النباتية أهمها: الحمض (Salsola Baryosma)، والملح (Halopeplis Perfoliata)، والخريص (Arthrocnemum Glaucum)، والعكرش (Aeluropus Spp)، والشنان (Seidlitzia Rosmarinus)، والسمار (Juncus Rigidus)، والشليل (Limonium Axillare)، والشعران (Anabasis Setifera)، والهرم (Zygophyllum Album)، والرطريط (Zygophyllum Coccineum)، والقطف (Atriplex Farinosa)، والسويدة (Saueda Fruticosa)، والطرفاء (Tamarix Spp)  ، وغيرها. وتوجد هذه المجتمعات قرب شواطئ المملكة إضافة إلى السباخ الداخلية.

 

د - الغطاء النباتي في مستنقعات المياه العذبة:

يوجد هذا الغطاء النباتي قرب الأراضي الزراعية والأودية والبرك، ومن أهم نباتاته: القصب (Phragmites Australis)، والحلفـا (Typha Domingensis)، والسعد (Cyperus Spp)، وغيرها.

 

هـ - غطاء الشورة والقندل:

توجد أشجار الشورة (Avicennia Marina)، والقندل (Rhizophora Mucronata)، على شواطئ البحر الأحمر والخليج العربي في الخلجان الهادئة  ، وتشكل غابات كثيفة في تلك المواقع، وتؤدي دورًا مهمًا في حماية الشواطئ، بالإضافة إلى دورها بيئيًا بوصفها مواطن لكثير من الأحياء البحرية، ومأوى لكثير من أنواع الطيور البحرية.

 

 

تمثل هذه البيئات مواقع حيوية خاصة لأشجار: السمر (Acacia Tortilis)، والسيال (A. Seyal)، والسلم (A. Ehrenbergiana)، والأثاب (Ficus Salicifolia)، والسدر (Ziziphus Spina) - (Christi)، والبشام (Commiphora Myrrha)، والغلف (Cissus Rotundifolia)، والعدنة (Adenium Obesum)، وغيرها  .

 

ز - الغطاء النباتي للمناطق الجبلية:

ينتشر هذا الغطاء في سلاسل جبال السروات والحجاز، وتكثر فيه أشجار العرعر (Juniperus Procera)، بصفة خاصة، وتوجد به أيضًا أشجار الزيتون البري (العتم) (Olea Chrysophylla)، والحماط (Ficus Palmate)، والطلح (Acacia Spp)، والعدنة (Adenium Obesum)، والصبار (Aloe Spp)  ، وغيرها  . وتشير الدراسات الحديثة إلى أن أكثر من 100 نوع من نباتات المملكة مهددة بالانقراض  ، وأكثر من 500 نوع قليلة الانتشار، ومنها 27 نوعًا من أجناس جديدة تسجل لأول مرة في المملكة. ويعود سبب تهديد هذه الأنواع إلى تدهور بيئاتها بسبب قطع الأشجار والشجيرات، وبسبب ظاهرة الرعي الجائر  .  وعمومًا فإن حماية الغطاء النباتي في المملكة صارت ضرورة حتمية؛ لتعاظم دور النبات في النظم البيئية، وتأثيره المهم في المناخ والتربة، فضلاً عن دوره الاقتصادي المهم في توفير الغذاء والمأوى لكثير من أنواع الحياة الفطرية  .