المراكز العمرانية الرئيسة في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المراكز العمرانية الرئيسة في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

المراكز العمرانية الرئيسة في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 

مراكز العمران الريفي

 
حتى زمن إجراء التعداد السكاني في المملكة في عام 1394هـ/1974م بلغ عدد المراكز العمرانية الريفية في منطقة عسير 3567 مركزًا (قرية وهجرة) وبلغ عدد سكانها 571848 نسمة بنسبة 84,3% من إجمالي السكان، منهم 36% من سكان البادية؛ (جدول 35) . وفي عام 1403هـ/1983م كانت منطقة عسير الأولى على مستوى المملكة من حيث عدد القرى وقد بلغ 2963 قرية، ولكنها كانت في المرتبة الأخيرة من حيث متوسط الحجم السكاني والعمراني للقرية بمتوسط 156 نسمة و 25 مسكنًا للقرية، فقد كانت القرى الصغيرة (أقل من 60 مسكنًا) تمثل 94% من مجموع قرى المنطقة وهجرها وعددها 2787 قرية، والقرى المتوسطة (60 - 200 مسكن) تمثل 5.7% وعددها 168 قرية، ثم القرى الكبيرة (أكثر من 200 مسكن) وتمثل 0,2%، واقتصرت على 8 قرى فقط  
 
وتُعد منطقة عسير من المناطق ذات الكثافة العمرانية المرتفعة جدًا؛ إذ يبلغ متوسط المسافة بين مراكزها العمرانية الريفية من 2 - 7كم، بل إن متوسط المسافة الفاصلة بين بعض مراكزها الريفية بلغ في كثير من أنحائها نحو 1,2كم فقط  
 
ووفق المسح الميداني الذي قامت به إمارة منطقة عسير عام 1412هـ/1991م فقد بلغ عدد المراكز العمرانية الريفية في المنطقة 4293 مركزًا  .  أما التعداد السكاني لعام 1413هـ/1992م فقد أورد اسم 141 قرية في المنطقة ضمن قائمة أكبر 1000 اسم سكاني يبلغ سكان كل منها أقل من 2500 نسمة، وكان منها 3 قرى بعدد سكاني يراوح بين 2000 و 2500 نسمة، و 72 قرية بين 1000 و 1999 نسمة، ثم 66 قرية بين 700 و 999 نسمة  
ويشير (جدول 35) إلى أن منطقة عسير لا تزال من أهم المناطق ذات الكثافة الريفية السكانية والعمرانية العالية، إلا أنها تُعد في الوقت نفسه من أسرع مناطق المملكة تحضرًا  ،  فقد زاد عدد سكان الريف بنسبة 37% في العقود الثلاثة منذ أول تعداد سكاني في عام 1394هـ/1974م حتى عام 1425هـ/2004م، كما تضاعفت أعداد القرى 2.4 مرة بنسبة 143% في الفترة نفسها، ولكن مع هذا فقد انخفضت نسبة سكان الريف إلى إجمالي السكان من 84.3% في عام 1394هـ/1974م إلى 46.3% في عام 1425هـ/ 2004م 
 
وقد انعكست الزيادة السكانية في زيادة أعداد القرى وتوسع العمران الريفي، وساعد توافر الأمن وتطور الطرق والمواصلات في انتشار القرى الصغيرة والمساكن المفردة المنعزلة التي أسهمت في التوسع المساحي للقرى. كما أن كثيرًا من سكان الريف هجروا المنازل التقليدية القديمة التي كانت تُبنى من المواد المحلية إلى مساكن أكثر اتساعًا واستقلالاً وخصوصية. وقد صاحَبَ عمليات التوسع العمراني السريعة ظهور العمران العشوائي والبناء على الأراضي المفتوحة وذلك في أنحاء متفرقة من منطقة عسير، وبخاصة في الأجزاء ذات الخصائص البيئية الفريدة مثل: الغابات، وبطون الأودية، ومواقع المناظر الطبيعية الخلابة.
 
تشير الكثافة العمرانية إلى تركز العمران أو انتشاره، وتحدد ذلك عوامل كثيرة طبيعية مثل مصادر المياه وتوافر الأراضي الزراعية، واقتصادية مثل متوسط الدخل الفردي، وإدارية مثل التخطيط العمراني وتخصيص استخدامات الأرض (Zoning). ويشير (جدول 36) إلى أن أعلى تركز للعمران يوجد في محافظات رجال ألمع، وبلقرن، ومحايل، ومدينة أبها (على التوالي) بمتوسط مركز عمراني في كل نحو 2 - 2.2كم  ، وأعلى تركُّز في محافظة رجال ألمع (مركز عمراني في كل 1.6كم  فقط). أما أعلى درجة انتشار وتباعد عمراني فمن نصيب محافظتَي تثليث وبيشة، بمتوسط مركز عمراني في كل 9.8كم  و 4.2كم  على التوالي؛ وذلك بسبب ظروفهما الصحراوية الغالبة.
 
ويظهر أثر التضاريس على تركز العمران أو تشتته بشكل عام، والعمران الريفي بشكل خاص، وبخاصة في منطقة عسير؛ فالتركز الرئيس للسكان والعمران الحضري والريفي يوجد في قطاع سروات عسير؛ لتمتعه بأعلى أفضلية سكانية في المنطقة من حيث اعتدال الحرارة، ووفرة المياه والتربة الزراعية ومحاور الطرق، وانتشار الخدمات ومشروعات التنمية. وهو يمتد بشكل شريط جبلي يراوح عرضه بين 20 و 60كم، وبمسار يبلغ طوله نحو 430كم بين مدينة ظهران الجنوب في الجزء الجنوبي الشرقي ومحافظة بلقرن (مدينة سبت العلايا) في اتجاه الشمال الغربي، وبمساحة تُقدر بنحو 10.000كم  . وقد حقق هذا القطاع أعلى كثافة عمرانية سُجلت في المملكة عام 1413هـ/1992م.
 
وتتوزع المراكز العمرانية في هذا القطاع بشكل متقارب وغير منتظم على سفوح الجبال وضفاف الأودية، ويبلغ متوسط المسافات الفاصلة بين المراكز العمرانية 1.5كم في أجزاء كثيرة منه  . 
 
وكما يتضح أيضًا فإن الكثافة السكانية والعمرانية تقل نسبيًا في سهل تهامة الساحلي والهضبة الشرقية من عسير؛ إذ إن ارتفاع درجة الحرارة وارتفاع الرطوبة النسبية في فصل الصيف وقلة الأمطار لم تساعد في جذب كثافة سكانية وعمرانية عالية، فتتسم المدن والقرى فيهما بقلة الحجم السكاني والعمراني. وتتوضع أغلب مراكز العمران الرئيسة في الأجزاء الشمالية الشرقية من سهل تهامة في محافظات محايل والمجاردة ورجال ألمع، وبخاصة على جوانب مجاري الأودية، وبمحاذاة طريق الدرب - محايل - المجاردة - مكة المكرمة. أما في الأجزاء الجنوبية الشرقية والأجزاء الغربية من سهل تهامة فتتبعثر المراكز العمرانية، وأكثر تركزها على طريق جازان جدة الساحلي.
 
أما في الهضبة الشرقية؛ فبسبب شدة الحرارة والجفاف والبيئة الصحراوية الغالبة غدت أجزاء كثيرة منها خالية من السكان. كما يتوزع العمران بشكل عنقودي على بطون الأودية الرئيسة المنحدرة من مرتفعات السروات في الغرب، مثل أودية بيشة وتثليث وروافدهما المتعددة، وعلى جوانب طريقَي: خميس مشيط - الرياض، وخميس مشيط - بيشة - مكة المكرمة. وبسبب حدة الجفاف واضمحلال المرعى وبتشجيع حكومي فضَّل كثير من سكان البادية الاستقرار في عدد من الهجر، خصوصًا في الأجزاء الجنوبية الشرقية.
 
ويبين (جدول 35) أيضًا أن إجمالي عدد المراكز العمرانية الريفية في منطقة عسير يبلغ 8685 قرية عام 1425هـ/2004م، وقد جاءت محافظات: محايل، ورجال ألمع، ومدينة أبها، والمجاردة (على التوالي) في الصدارة من حيث عدد القرى، حيث يوجد فيها نحو 57% من مجموع قرى المنطقة. كما يوجد في محافظات: أحد رفيدة، والنماص، وتثليث، وظهران الجنوب، وبلقرن، وخميس مشيط، وسراة عبيدة، وبيشة نحو 41% من مجموع القرى. وأقل المحافظات من حيث عدد القرى هي محافظة أحد رفيدة التي يوجد فيها 215 قرية، أي نحو 2.5% من مجموع قرى المنطقة، (جدول 36) .
 
وجاءت مدينة أبها في المرتبة الأولى من حيث عدد سكان القرى بنسبة 16.4% من مجموع سكان المناطق الريفية في منطقة عسير، وجاءت محافظة محايل في المرتبة الثانية بنسبة 15.7%، ثم محافظة بيشة في المرتبة الثالثة بنسبة 13.5%، وجاءت محافظة النماص في المرتبة الأخيرة بنسبة 0.5%؛ (جدول 36)
 
أما من حيث نسبة سكان الريف في كل محافظة إلى إجمالي سكانها؛ فقد جاءت محافظة رجال ألمع في المرتبة الأولى بنسبة 100%، تلتها محافظات: تثليث بنسبة 86.5%، والمجاردة بنسبة 83.7%، وسراة عبيدة بنسبة 79.7%. كما يشكل السكان الريفيون غالبية سكان محافظات: بلقرن، ومحايل، وظهران الجنوب، وبيشة، وذلك بنسبة تزيد على 55%. ويوجد أقل تركز للسكان الريفيين في محافظتَي خميس مشيط بنسبة 16.5% والنماص بنسبة 8.4%.
 
وقد بلغ عدد المراكز الصغيرة التي يقل عدد سكانها عن 500 نسمة 8190 قرية بنسبة 94.3% من إجمالي القرى في المنطقة، تلتها القرى المتوسطة التي يراوح عدد سكانها بين 500 و 999 نسمة وعددها 352 قرية بنسبة 4%، ثم الكبيرة التي يراوح عدد سكانها بين 1000 و 2499 وبلغ عددها 130 قرية بنسبة 1.5%، وأخيرًا القرى الكبيرة جدًا التي يراوح عدد سكانها بين 2500 و 4999 نسمة وعددها 13 قرية وبنسبة 0.2% فقط.
 
وقد جاءت محافظة محايل في المرتبة الأولى في عدد القرى الصغيرة، تلتها محافظة رجال ألمع ومدينة أبها على التوالي، وتُلاحَظ سيادة القرى الصغيرة في كل المحافظات وفي مدينة أبها. أما القرى الكبيرة جدًا فتوجد في ست محافظات وفي مدينة أبها وتخلو منها تمامًا خمس محافظات، وقد جاءت محافظة بيشة في الصدارة بواقع 4 قرى، تلتها مدينة أبها ومحافظتا خميس مشيط ورجال ألمع بواقع قريتين لكل منها، ثم محافظات: محايل، وتثليث، وبلقرن بواقع قرية واحدة لكل محافظة.
 

 تطور مراكز العمران الحضري

 
لقد تطور العمران الحضري في منطقة عسير خلال العقود الثلاثة الماضية، فقد تضاعف عدد المراكز الحضرية 3.2 مرة في الفترة 1394 - 1425هـ/1974 - 2004م، كما ارتفعت نسبة السكان الحضر من 15.7% إلى 53.7% من إجمالي سكان المنطقة في الفترة نفسها؛ (جدول 37) .
 
ويبين (جدول 38) الملامح العامة للعمران الحضري في منطقة عسير، ففي عام 1425هـ/2004م كان عدد المدن الصغيرة التي يراوح عدد سكانها بين 5000 و 10.000 نسمة يصل إلى 5 مدن. ويوضح (جدول 39) أيضًا قلة المدن الكبيرة التي يزيد عدد سكانها على 200.000 نسمة، إذ توجد مدينتان فقط هما: خميس مشيط بعدد 372695 نسمة، وأبها بعدد 201912 نسمة، ويعيش فيهما أكثر من 63% من سكان المدن في منطقة عسير، كما يعيش في مدينة خميس مشيط وحدها 41.1% من السكان الحضر في المنطقة.
 
أما من حيث توزيع المدن على المحافظات في المنطقة فإنه يتبع لمقر الإمارة (مدينة أبها) ثلاث مدن، وتوجد مدينتان في كل من محافظات: بيشة، ومحايل، وأحد رفيدة، وتضم باقي المحافظات مدينة واحدة في كل منها ماعدا محافظة رجال ألمع التي لا يوجد فيها أي مراكز حضرية.
 
يضم قطاع مرتفعات السروات وحده عشر مدن بنسبة 62.5% من إجمالي مدن المنطقة، منها مدينتا خميس مشيط وأبها أكبر مدينتين في منطقة عسير وفي المناطق الجنوبية الغربية من المملكة، وفيهما غالبية السكان الحضر، فهما تشكلان قطبَي الكثافة السكانية والعمرانية في المنطقة. كما يضم سهل تهامة ثلاث مدن، أكبرها مدينة محايل وعدد سكانها 48760 نسمة. أما الهضبة الشرقية فيوجد فيها أيضًا ثلاث مدن، أكبرها مدينة بيشة وعدد سكانها 78303 نسمة وهي ثالث أكبر مدينة في منطقة عسير.
 
ويوضح (جدول 39) ارتفاع معدلات النمو السكاني لمدن منطقة عسير خلال العقود الثلاثة الماضية؛ أي بين عامي 1394 و 1425هـ/1974 و 2004م، ولا سيما بالنسبة إلى المدن الصغيرة التي حققت أعلى معدلات النمو وبخاصة مدن: أحد رفيدة، والنماص، والمجاردة، وهذا يتماشى مع السياسة المتمثلة في تشجيع نمو المدن المتوسطة والصغيرة بوصفها مراكز إشعاع تنموي لظهائرها.
 
وبالطبع فقد توسعت المدن أيضًا مساحيًا وعمرانيًا لتلبية احتياجات الزيادة السكانية من حيث توافر المساكن والخدمات، وتوسع الحركة التجارية، والاستثمارات العقارية والصناعية، والتنمية السياحية في المنطقة، خصوصًا أن العمران لا يزال يتبع نمط التوسع الأفقي وليس الرأسي.
 
شارك المقالة:
189 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook