تتألف المنطقة من التلال والجبال المتناثرة الممتدة على أطراف الجزء الشرقي من السهل الساحلي التي تعرف بالمرتفعات الساحلية، ثم المرتفعات التي تشكل جزءًا من سلسلة جبال السروات، وما يتصل بها من الشرق من هضاب وتلال منعزلة وحرات بركانية. وتتكون مرتفعات السهل الساحلي من بعض التلال والسلاسل الجبلية التي تتصل أحيانًا وتنفصل أحيانًا أخرى وذلك إلى الشرق من السهل الساحلي. ويغلب على كثير من هذه المرتفعات الطابع البركاني خصوصًا في شمال منطقة مكة المكرمة في محافظات رابغ والجموم والكامل وخليص. كما أن الارتفاع يراوح بين 600 و 800م فوق مستوى سطح البحر، عدا بعض الجبال التي ترتفع أكثر من ذلك ولكنها لا تكاد تتجاوز 1000م ومن ذلك جبل أبونطاح في محافظة رابغ وجبل كبكب. ويتصل بهذه المرتفعات، وإلى الشرق منها، سلسلة جبال السروات، ويعرف جزؤها الواقع شمالي مكة المكرمة بجبال الحجاز. وتأخذ هذه السلسلة في الارتفاع بالاتجاه من الطائف جنوبًا حيث يراوح الارتفاع في مناطق جنوب الطائف بين 1500 ومايذيد على 2500م فوق مستوى سطح البحر كما في مرتفعات منطقة القريع بني مالك. ويشتد الانحدار نحو الغرب ويتدرج شرقًا، ولذلك تمت الاستفادة من الانحدار الشديد نحو الغرب بإقامة مشروع العربات المعلقة (التلفريك) وذلك من أعلى الهدا إلى أسفل قرية شداد في الكر  . كما أمكن الاستفادة من كثير من المرتفعات كمطلات على المناطق المنخفضة، كما هو الحال للمطلات الواقعة على جبال السروات والمشرفة على تهامة.

 

ونجد كثيرًا من مناطق المرتفعات تحتوي على صخور ذات أشكال تضاريسية غاية في الروعة والجمال والغرابة أحيانًا، وقد تشكل بعضها بفعل تأثيرات عوامل التعرية والتجوية المختلفة ومن ذلك نحت المياه كما في الحكاك في محافظة رابغ. وتعد أشكال الصخور وتراكيبها التضاريسية المميزة في متنـزه الردف  بالطائف من الشواهد الحية على جمال هذه التشكيلات. ومن الأشكال الصخرية الرائعة صخرة كبيرة الحجم يطلق عليها صخرة عباد وتشكل قمة جبل يقع في غرب وادي ضيم جنوب شرق مدينة مكة المكرمة وعلى بعد 33كم منها. وفي محافظة رابغ توجد كذلك صخرة بركانية في وادي الحكاك إلى الشرق من مدينة رابغ تشكلت بفعل عوامل التعرية وتعرف بأم رقيبة  . وقد أتت التسمية من الشكل المميز للصخرة التي تشبه الرأس والرقبة.

 

وللجبال في مكة المكرمة أهمية خاصة لارتباطها بتاريخ الدعوة الإسلامية، ومن ذلك جبل النور وجبل ثور وجبل أبي قبيس وغيرها. وهذا يجعل من الممكن استغلال هذه الجبال سياحيًا لكثرة مرتادي هذه الأمكنة لأهميتها التاريخية. ومن أهم الجبال المعروفة في مدينة مكة المكرمة:  

 

 

يقع الجبل في جنوب مكة المكرمة ويبلغ ارتفاعه نحو 755م عن سطح البحر. وهو الجبل الذي قضى فيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق ثلاثة أيام في طريق الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. وهناك من يصعد إلى قمة الجبل ممن يأتي للحج أو العمرة.

 

 

يقع إلى الشمال الشرقي من مكة المكرمة، ويوجد به غار حراء الذي كان يقضي فيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أوقاتًا طويلة للتعبد قبل أن يبعثه الله سبحانه بالرسالة. ويذكر أن سر تسميته لانطلاق الدعوة التي أنارت الآفاق منه. وتشرف قمة الجبل والغار على الحرم المكي الشريف وترى أجزاء من الحرم من هذا الجبل.

 

وهناك عدد من الجبال التي لها أهميتها التاريخية والدينية في مكة المكرمة مثل جبل أبي قبيس الذي يقع إلى الشرق من الحرم الشريف، ويبلغ ارتفاعه نحو 375م، وجبل الرحمة  الذي يقع في منطقة عرفات وهو قرن جبلي يصل ارتفاعه إلى نحو 340م، وقد وقف الرسول الكريم على منطقة منه في حجة الوداع. ومن ذلك أيضًا جبل سلع وجبل أبي قعيقعان وجبل غراب.

 

كما تتسم الجبال بكثرة التشكيلات والتركيبات الصخرية الجميلة والغريبة أحيانًا على جانبي الطريق الموصل بين الطائف والمناطق الجنوبية، ويمكن مشاهدتها ابتداء من الطائف باتجاه الجنوب ومرورًا بمركز قيا والجبوب وغزايل وبداية الطريق المؤدي إلى تربة.

 

وتتوج هذه التشكيلات الصخرية بمناظر الجبال في محافظة رنية  التي تشتهر بكثرة جبالها ذات الأشكال المتنوعة والجميلة. وللجبال والمناطق البرية أهمية خاصة لدى سكان هذه المناطق وذلك لاستغلالها في التنـزه، وتشتهر جبال رنية والمناطق المحيطة بها بأنها مناطق تعدين قديمة يدلل على ذلك أسماء المناجم وكذلك وجود آثار التعدين