المزيد من هراء الفيسبوك

الكاتب: أسما نصر -
المزيد من هراء الفيسبوك!

المزيد من هراء الفيسبوك!

 

أمور كثيرة مزعجة فرضتها علينا شبكات التواصل الاجتماعي بسبب استخدامها الخاطئ من قِبَل بعض الأصدقاء والصفحات، فأصبحنا نكره اليوم الذي دخلنا فيه هذا العالم والذي تسبب في اصابتنا بشلل الأطفال من الاستخدام السيء لمميزات المنصات الاجتماعية المختلفة، والذي بدوره انعكس على عدم استمتاعنا بتجربة ارتياد هذه العوالم والاستفادة منها قدر الإمكان.

بالنسبة للفيسبوك فربما لو كانت هذه التصرفات محصورة على الصفحة الشخصية لهذا الصديق المزعج لأصبحت حميدة، فضغطة واحدة على زر follow لإلغاء علامة “الصح” بجانبها قد تريح الرأس من مرأى العجب العجاب الممتلئ بصفحته، و توجد بعض التصرفات التي يفرضها عليك فرضاً حتى وإن لم يكن لك دخل بها من قريب أو من بعيد.

لقد تحدث الكثير من قبل عن سلبيات استخدام الفيسبوك من قبل المستخدمين المزعجين، ولكن ما الضير في سرد المزيد؟ هيا لنتعرف على بعض الهراء الذي يمتلئ به الفيسبوك لعلنا نستطيع قرع ناقوس الضمير عند من يتفننون في تصديره إلينا بصدر رحب:

Hashtag

“#ما #رأيك #في #هذه #الجملة #يا #عزيزي #القارئ #؟” ألا ترى أنها مزعجة بما يكفي لفتح مدفع آلي سريع الطلقات لتصفية جسد من يكتب منشور بهذه الطريقة؟ ما الداعي لاستخدام كل هذه الهاش تاجات في جملة واحدة؟ بل في بعض الأحيان لا يوجد داعي لاستخدام هاش تاج واحد من الأساس في المنشور، أريد أن أعلم بالفعل ما الذي يدفع شخص لكتابة منشوره بهذه الطريقة المستفزة؟

هل تعلم يا من تستخدم هذه الطريقة في الكتابة ما فائدة الهاش تاج من الأساس؟ دعني أخبرك – إن كنت لا تعلم – أنها كلمات دلالية تستخدمها عندما تريد مشاركة رأيك أو معلوماتك في موضوع معين، بحيث إن بحث أحد الأشخاص عن الكلمة الدلالية التي استخدمتها وجد منشورك وسط باقي المنشورات التي تستخدم نفس الكلمة.

مثلاً إن قلت “أعجبتني #نظارة #غوغل الذكية”، فأنت قد استخدمت كلمتان دلاليتان هما “نظارة” و”جوجل” بحيث إذا بحث أحد الأشخاص عن أحد الكلمتين سيظهر رأيك الذي قلته وسط من يستخدم نفس الكلمة الدلالية ويستفيد منه في حسم قراره بشراء هذه النظارة أم لا، أما أن تستخدم الهاش تاج “دوماً في أمور سخيفة” فهذا سفه ليس له مبرر سوى إزعاج عين المتابع. ولا داعي أيضاً لأن انتقد من يكتب هاش تاج لن يستخدمه أحد غيره مثل من يكتب#وأنا_قاعد_بشرب_كوباية_شاي_ساعة_العصاري.

Like

“لو أعجبك الموضوع (اسلخ) لايك”، “نقدر نجمع للصورة دي كام لايك في نص ساعة؟”، “دوس لايك وقول سبحان الله”……

تسول اللايك أصبح من أساسيات الحياة اليومية على الفيسبوك، وتختلف طرق التسول من شخص لآخر ومن صفحة لأخرى، فهناك من يستحلفك بالله أن تضغط لايك، وهناك من يجعلك تقرأ منشور به حلفان بأنك ستضغط لايك إجبارياً، وهناك من يستدرج عطفك لضغط اللايك، وهناك من يتوسل إليك أن تضغط لايك، وهناك من يأمرك بطريقة مباشرة اضغط لايك… إلخ!!

أنسيت أم تتناسى أم تجهل أم تتجاهل يا أخي أن اللايك معناها إعجاب؟ أي أنني إن اعجبت بما نشرته فسأضغط لايك بدون إلحاحك المزعج المستمر في جميع منشوراتك، أتصادر رأيي مثلاً؟ ثم ماذا سيحدث إن قلت “سبحان الله” ولم أضغط لايك؟ بل ماذا سيحدث إن قلتها في سري ولم أكتبها في تعليق و لم اضغط لايك أيضاً؟

زيادة نشاط صفحتك الخاصة بهذه الطريقة هو مجرد محاولة بلهاء لن يستجيب لها إلا من هم أبله منك، فأنا إن وجدت صفحة تستخدم مثل هذه الأساليب فما سأفعله مباشرةً هو unlike للصفحة كلها، ولتجعل مصادرتك لرأيي ذريعة لفشلك وفشل صفحتك التي يصلها ملايين الإعجابات بدون أي تفاعل حقيقي، فإن كنت تقدم محتوى يستحق المتابعة فالإعجابات ستأتيك “من حيث تترفع أنت على أن تتداخل معها”.

لا داعي لانتقاد مثل هذه التعليقات التي انتشرت في الآونة الأخيرة بأسماء وبلدان مختلفة: “انا فتاة من ….. أحب الضحك كثيراً وأنشأت هذه الصفحة لإضحاك الناس ومشاهدة ابتساماتكم، اسمي ….. رجاءً انا لا أعرف كيفية جمع اللايكات غير اني اطلب منكم الضغط على زر اللايك .. رجاءً اضغطوا لايك!!؟

Share

أصبح هناك مرض مستحدث لدى بعض مرتادي الفيسبوك يسمى “الشير اللاإرادي”، فأي شيء وكل شيء يعجبه يشاركه بدون تفكير، ولكن لنعترف بأن الشير أو المشاركة هو حق أصيل لكل مواطن فيسبوكي، فمن حقك مشاركة ما يعجبك وما تراه مناسباً مع اصدقائك، ولكن لابد من بعض القيود الصحية حتى لا يصيبك مرض الشير اللاإرادي، وحتى لا يكون منظرك ناقصاً أمام اصدقائك.

تريث حتى تتبين صحة المعلومات المنشورة قبل مشاركتها

في بعض الأحيان يكون هناك مقولات تأخذ شكل صورة لعالم أو كاتب أو أي شخصية شهيرة وبجانبها المقولة المنسوبة إليه، ربما اعجبتك المقولة أو الحكمة المنشورة، ولكن هل انت متأكد بأن قائلها هو من في الصورة فعلاً؟

يوجد بعض التحذيرات عن بعض المواد الغذائية أو الأدوية التي اتضح أنها ضارة وتسبب الأمراض والتسمم وما إلى ذلك، معلومات مهمة بالفعل وجزاك الله خيراً لمشاركتها بين أصدقائك، ولكن ما مصدر تلك المعلومات؟ هل هي جهة موثوقة؟ ألا يحتمل أن يكون أحد منافسي الشركة يريد تدمير سمعة منتجات الشركة المنافسة وأطلق هذه الشائعة مثلاً؟ أمر يستحق التفكير أليس كذلك؟

توجد صور لمذابح وتعذيب وما إلى ذلك وبجانبها اتهام لفصيل معين أو لحكومة معينة في بلد ما بأنهم من قام بهذا ويبدأ الدعاء عليهم بخراب البيوت والقصاص الإلهي، شيء مؤثر بالفعل وأقدر مشاعرك المرهفة التي جعلتك تشارك هذه الصور الأليمة مع اصدقائك، ولكن هل انت واثق من صحة المعلومات حول هذه الصورة؟ قبل الدعاء على الأشخاص من فضلك تأكد من مصدر الصورة وأين تم التقاطها ثم قم بما يحلو لك.

Tag

سؤال واحد يطرح نفسه، ما ذنبي في أن يضعني أحد الأشخاص في صورة أو فيديو ليس لي به أي علاقة أبداً؟ صورتك وأنت تضع يديك في جيب معطفك واضعاً نظارتك الشمسية ويعلو ثغرك ابتسامة الواثق من نفسه، لتبدو وكأنك أحد مُخبري الشرطة الذي يعلم ماذا فعلت وسيحاسبني عليه مهما اختبأت، ما دخلي أنا بهذه الصورة لتضعني فيها؟ فلتبتسم للحياة ولتدع الحياة تبتسم لك كما تريد، ولكن دعني لكآبتي يا صديقي فلا أريد ابتسامتك ولا ابتسامة حياتك هذه!

صورة تحمل الكثير من كلام الظلم والحزن والكآبة، نعم علمت أنك حزين وتواجه مصاعب في حياتك وكل شيء، ثم ماذا الآن؟ ما ذنبي لتقحمني إقحاماً داخل حالتك المزاجية لتجعلني أكره نفسي وأكره اليوم الذي فكرت فيه بإضافتك لقائمة أصدقائي؟ تريد بعض كلمات المواساة مني؟ ستنالها فلن يهن علي أن أتركك بدون كلمتين “على سبيل الواجب”، فهل فكرت في عواقب ما بعد ذلك من حالتي المزاجية التي افسدتها؟ من اشعارات التنبيه التي ستزعجني كل دقيقة في شيء لا يخصني؟

هناك أيضاً الـ Mention الجماعي وقد أصبح أسلوباً هذه الأيام، فتجد أحد المنشورات لدى أحد الأشخاص ثم حوالي 50 تعليق على هذا المنشور عبارة عن Mentions لجميع أصدقاءه، من له علاقة بالمنشور ومن لا يفهم ماذا يدور بالضبط، وهذه تقريباً نفس فكرة الـ Tag.

أنا لا اعترض على فكرة التاج أو المنشن في حد ذاتها، لكن إن كان فعلاً لي دخل بالموضوع، أو حتى تطلب رأيي الشخصي في موضوع خاص بك أو في شيء أعجبك، لا أعترض، والمفترض أنه بدون تاج لو كان هذا المنشور لفت انتباهي واعجبني فسأعلق بنفسي، ولكن ما لا دخل لي به اطلاقاً هو ما اعترض عليه وبشدة، فلا داعي لأن تحيل حياتي جحيماً.

FrAnCo ArAb

نعم كما قرأت بالأعلى وليس خطأ كتابي، أنا لا اعترض على الفرانكو أبداً لأنني ولفترة من عمري كنت استخدمها فأصبحت معتاداً عليها، ولكن ما لا استسيغه حقاً هو ذلك الخليط الغير متناسق والغير مبرر من الحروف الـ Capital والـ Small، ما الداعي لذلك؟ ألا تكفيك صعوبة الحياة لتزيدها صعوبة؟ هل لديك من الفراغ الوقت اللازم للضغط على زر الـ Shift ما بين كل حرف والأخر؟

أنا متيقن مليون بالمائة أن 5% فقط ممن يرون كلامك بهذه الطريقة هم من يقرؤونه، والباقي ليسوا ذوي العقول الهادئة والبال الرائق ليحلوا رموز حجر الرشيد التي تتحفهم بها مع كل منشور جديد لك، فإن كنت تريد تزيين كلماتك فاللغة العربية خير لغة تستطيع بها تزيين الكلمات بالتشكيل اللازم والصحيح، أما هذا الذي تفعله فهو ما يطلق عليه بالعامية المصرية “عُك ليّس كله كويس”.

راجع نفسك يا صديقي قبل أن تجد نفسك قد أصبحت في صحراء إلكترونية بعدما يهجرك كل من عانى و ضجر من منشوراتك بهذه اللغة الفضائية، فحاول التعود على الكتابة بالعربية أو بالإنجليزية، أو حتى بالفرانكو كأضعف الإيمان إن كنت لا تعلم كيف تكتب غيرها، ولكن لتكن على الأقل مفهومة بعض الشيء، فقد أصبحت لغة من لا لغة له، فإن كتب بالعربية فلغته مليئة بالأخطاء الإملائية الشنيعة، وإن كتب بالإنجليزية فستعلم أن “الكنغر الأسترالي” يتحدث الإنجليزية بطلاقة مقارنة به.

شارك المقالة:
119 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook