المساجد بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المساجد بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

المساجد بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
شهدت المدينة المنورة بناء أول مسجد في الإسلام، وبها أقيمت أول جمعة في الإسلام، لهذا يوجد في منطقة المدينة المنورة عدد من المساجد التي لها عمق تاريخي يصل إلى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى عهد أصحابه الميامين، كذلك يوجد في منطقة المدينة المنورة أمكنة كثيرة يرتبط ذكرها بأحداث إسلامية وقعت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، وفيما يأتي عرض لهذه المساجد والمواقع والأمكنة التاريخية والأثرية:  
 
1 - الحرم النبوي الشريف:  
 
يتكون المسجد النبوي الشريف من مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنبره والروضة الشريفة والأسطوانات التي لها مناسبات تاريخية، وقد تم إدخال الحجرة الشريفة التي دفن فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما وحجرات أمهات المؤمنين وبيوت الصحابة الكرام إلى الحرم النبوي الشريف خلال التوسعات التي شهدها الحرم، ويعد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة ثاني الحرمين الشريفين ويقع في قلب المدينة المنورة ومركز ومحور تنظيمها العمراني، وهو ثاني مسجد بني في الإسلام بعد مسجد قباء.
 
2 - مسجد قباء:  
 
أول مسجد بني في الإسلام، إذ قام رسول الهدى صلى الله عليه وسلم بخطه بيده الكريمة عندما وصل المدينة مهاجرًا، وأكمل الصحابة رضي الله عنهم بناء المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصده بين الحين والآخر ليصلي فيه، وغالبًا ما يختار أيام السبت ويحض على زيارته، وقد جاء في الحديث: "من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة"، وفي حديث آخر: "من خرج حتى يأتي هذا المسجد - يعني مسجد قباء - فصلى فيه كان كعدل عمرة".
 
اهتم القادة والخلفاء المسلمون بمسجد قباء خلال العصور الماضية حتى عصرنا الحالي، وللمواقع المحيطة بالمسجد قيمة جذب سياحي، فقد حصلت على نسبة قدرها 77% من التقييم الذي قامت به الهيئة العليا للسياحة من حيث جاذبيتها السياحية.
 
3 - مسجد علي بن أبي طالب:
 
يقع بمحافظة خيبر بالقرب من صحن مرحب (سيأتي ذكره لاحقًا) وهو مسجد مشهور، كما توجد عين ماء بالقرب منه تسمى عين علي وهي جارية حتى الآن، ويقال إنها نبعت عندما ضرب سيدنا علي بن أبي طالب مرحبا.
 
4 - مسجد العريش:
 
يقع بمحافظة بدر وعلى مقربة من مقبرة شهداء بدر، وسمي بهذا الاسم لأنه هو الموقع الذي عرش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر أي بنى له عريشًا، وقد بني مسجد جامع كبير وحديث بالموقع وأصبح من معالم محافظة بدر.
 
5 - مسجد وبئر الروحاء:
 
مسجد بجواره بئر قديمة ورد ذكره في الأحاديث النبوية الشريفة، ويوجد بالقرب منه سوق قديمة مهجورة، وفي شماله جبال الفقرة، وتبلغ مساحة الموقع نحو 20كم  ، ويبعد عن بدر 5كم تقريبًا.
 
6 - مساجد الفتح (المساجد السبعة):  
 
تعد مساجد الفتح من المعالم الدينية التي يزورها سكان المدينة وزوارها، وهي مجموعة مساجد صغيرة عددها الحقيقي ستة وليس سبعة كما هو شائع ولكنها اشتهرت بهذا الاسم، ويرى بعضهم أن مسجد القبلتين الذي يبعد عنها مسافة كيلومترين تقريبًا يضاف إليها، أو مسجد الراية الذي يقع قريبًا من الموقع وله علاقة بمعركة الخندق، تقع المساجد السبعة في الجهة الغربية من جبل سلع وعند المقر الرئيس الذي اختاره النبي صلى الله عليه وسلم لقيادة معركة الخندق، ويطلق عليها قديمًا (مساجد الفتح) وحديثًا (المساجد السبعة). وقد هدم عدد منها مؤخرًا واستبدل بجامع كبير يفي بزيادة أعداد الزوار لهذا الموقع خلال مواسم الزيارة.
 
7 - مسجد القبلتين: 
 
يقع مسجد القبلتين قرب وادي العقيق وقد بني فوق رابية مرتفعة قليلاً، ويبعد عن المسجد النبوي نحو خمسة كيلومترات بالاتجاه الشمالي الغربي، ويعود السبب في تسمية هذا المسجد بمسجد القبلتين إلى أن الصحابة صلوا فيه صلاة واحدة إلى قبلتين، وذلك أن القبلة كانت إلى بيت المقدس، وفي العام الثاني للهجرة نـزلت آية تحويل القبلة إلى بيت الله الحرام، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة ليبلغ المسلمين في أطراف المدينة، وجاء الصحابي والناس يصلون فأخبرهم الخبر فتحولوا وهم في صلاتهم إلى القبلة الجديدة.
 
وقد تم تجديد بناء المسجد أكثر من مرة، حيث جدد بناؤه في عهد عمر بن عبدالعزيز عندما كان واليًا على المدينة المنورة 87 - 93هـ / 706 - 712م، وجدد ثانية خلال حكم السلطان سليمان القانوني عام 950هـ / 1543م، وقد تم مؤخرًا تجديد المسجد ضمن مشروع تطوير المدينة المنورة، إذ تمت توسعته وإزالة الرابية، ويعد مسجد القبلتين واحدًا من معالم المدينة المنورة المتميزة، تظهر فيه أصالة العمارة الإسلامية في الشكل والمضمون ويؤمه الزوار للصلاة فيه.
 
8 - مسجد الشجرة أو الميقات أو ذي الحليفة: 
 
يقع هذا المسجد على الجانب الغربي من وادي العقيق، ويبعد عن المسجد النبوي نحو أربعة عشر كيلومترًا، ولهذا المسجد عدة أسماء، فهو يعرف باسم مسجد الشجرة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه إلى مكة للعمرة أو الحج كان ينـزل تحت ظل شجرة للصلاة والإحرام للعمرة أو الحج، ويطلق عليه أيضًا مسجد ذي الحليفة نسبة إلى اسم المكان الذي يقع فيه المسجد، حيث إن منطقة ذي الحليفة هي ميقات أهل المدينة وما خلفها، لذلك يسمى بمسجد الميقات.
 
بني هذا المسجد في عهد عمر بن عبدالعزيز عندما ولي إمارة المدينة 87 - 93هـ / 706 - 712م وجدده زين الدين الاستادار في العهد العباسي، ثم جدد في العهد العثماني خلال حكم السلطان محمد الرابع 1058 - 1099هـ / 1648 - 1688م. وقد تم تجديده وتوسعته في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله -، وتم في عهد الملك فهد - رحمه الله - مضاعفة حجمه عدة أضعاف، وتزويده بالمرافق اللازمة، وتبلغ مساحته نحو 90.000م  ويضم مسجدًا وأمكنة للوضوء ومواقف للسيارات وأمكنة أخرى لبيع لوازم الحج والعمرة.
 
9 - مسجد الراية (ذباب): 
 
مسجد صغير لا يتجاوز طوله خمسة أمتار يصل ارتفاعه إلى أقل من سبعة أمتار وبنيت عليه قبة صغيرة تناسب حجمه، ويعود السبب وراء تسميته بهذا الاسم إلى جبل صغير يسمى الراية، أو جبل ذباب شمالي جبل سلع وقريب منه، ويروى أنه سمي مسجد الراية لأنه نصبت عليه قبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب فركزها فوقه، وقد بني في عهد عمر بن عبدالعزيز، وتهدم في القرن الثالث، ثم أعاد بناءه الأمير جانبك عام 845هـ / 1441م، ولا يزال يحتفظ بشكله القديم.
 
10 - مسجد الجمعة:
 
سمي هذا المسجد بمسجد الجمعة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى به أول جمعة بعد هجرته إلى المدينة المنورة، يقع المسجد شمال مسجد قباء، ويبعد عنه بأقل من كيلومتر واحد، وقد جدد بناؤه أكثر من مرة، كان المسجد قبل التوسعة الأخيرة مبنيًا فوق رابية صغيرة لا تتجاوز مساحته أربعين مترًا مربعًا وله قبة واحدة مبنية بالطوب الأحمر، وقد تم إعادة بنائه مؤخرًا من قبل وزارة الأوقاف.
 
11 - مسجد الغمامة (المصلى): 
 
يقع مسجد المصلى في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف، على بعد أقل من نصف كيلومتر من باب السلام، وهو آخر المواضع التي صلى بها الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة العيد، وسمي بالغمامة لما يقال من أن غيمة (سحابة) ظللت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشمس عند صلاته، بني المسجد في ولاية عمر بن عبدالعزيز على المدينة 87 - 93هـ / 706 - 712م، ثم جدده السلطان المملوكي حسن بن محمد بن ثم أجريت له إصلاحات في عهد السلطان إينال عام 861هـ / 1457م، قام بعدها السلطان العثماني عبدالمجيد الأول بتجديده تجديدًا كاملاً ظل إلى عصرنا الحالي عدا بعض الإصلاحات التي تمت خلال حكم السلطان عبدالحميد الثاني وما تلاها من ترميمات في العهد السعودي.
 
والمسجد مستطيل الشكل، يتكون من جزأين: المدخل، وقاعة الصلاة، ويكون المدخل من الجهة الشمالية على الشارع عن طريق عقود مدببة، وهو مسجد مسقوف بمجموعة من القباب مطلية بالجبس الأبيض ومكسوة جدرانه من الخارج بالأحجار البازلتية السوداء.
 
12 - مسجد الفَضِيخ أو (الشمس):  
 
سمي هذا المسجد بهذا الاسم نسبة إلى الفضيخ (بفتح الفاء وكسر الضاد) وهو الخمر المستخرج من التمر، إذ قام بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسكب ما كان معهم من خمر وذلك بعد نـزول تحريم الخمر  ،  وموضع هذا المسجد كان خيمة مضروبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يحاصر بني النضير في ربيع الأول عام 4هـ / 625م، ويعرف أيضًا بمسجد الشمس، لارتفاعه وبالتالي شروق الشمس عليه أولاً قبل المباني المجاورة له.
 
ويبعد هذا المسجد عن الحرم النبوي الشريف 3كم ويقع شرقي مسجد قباء على طرف وادي بطحان. وهو مسجد صغير مربع الشكل مبني بحجارة سوداء بازلتية، والغالب أنه بني في عهد عمر بن عبدالعزيز 99 - 101هـ / 717 - 719م، وجدد خلال حكم السلطان العثماني عبدالمجيد الأول سنة 1266هـ / 1850م، وهذا المسجد يتكون من رواق واحد لا يتجاوز طوله عشرين مترًا وعرضه نحو أربعة أمتار، وصحن وخمس قباب، وليست له مئذنة.
 
13 - مسجد المستراح: 
 
يبعد هذا المسجد كيلومترين ونصف الكيلومتر عن الحرم النبوي الشريف من الجهة الشمالية الغربية ويقع على شارع سيد الشهداء، ويعود السبب وراء تسمية هذا المسجد بالمستراح لما يقال من أن الرسول صلى الله عليه وسلم جلس فيه للاستراحة أثناء عودته من غزوة أحد، وهو مسجد قديم بني في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وقد تم تجديده وتوسعته في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، وقد تم بناؤه على شكل مستطيل وله قبة جميلة ومنارة جميلة، تبلغ مساحته نحو خمسمئة متر مربع.
 
14 - مسجد الإجابة:
 
بني هذا المسجد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمي بهذا الاسم لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الله فيه وطلب ثلاثًا فأجاب الله دعوتين ومنعه الثالثة  ،  يقع المسجد شمالي البقيع وبالتحديد في الجهة الشمالية الشرقية من المسجد النبوي، فقد جدد في عهد عمر بن عبدالعزيز وبني بالحجر المنحوت، وفي القرن التاسع رممت حيطانه، وفي سنة 1343هـ / 1925م تهدمت بعض أجزائه فرممت، وضمن برنامج رعاية المساجد أعيد تنظيم مسجد الإجابة فبني بالخرسانة المسلحة.
 
15 - مسجد العنبرية: 
 
يقع المسجد في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف، في حي العنبرية، بجوار مبنى سكة حديد الحجاز، وبقرب باب الحميدية (العنبرية) الذي جدده السلطان عبدالحميد الثاني عام 1325هـ / 1907م.
 
بدأ العمل به في نهاية عام 1325هـ / 1907م، وانتهى في نهاية عام 1326هـ / 1906م، ويتكون مبنى المسجد من جزأين: رواق المدخل، وصالة الصلاة، ويعد بما يتمتع به من مزايا فنية تحفة معمارية رائعة.
 
16 - مسجد السجدة (مسجد أبي ذر):
 
يقع مسجد السجدة في الجهة الشمالية من المسجد النبوي الشريف ويبعد عنه بمسافة أقل من كيلومتر واحد، ولهذا المسجد عدة أسماء فهو يسمى بمسجد السجدة ومسجد الشكر لسجوده صلى الله عليه وسلم في موضعه سجدة الشكر، ويسمى اليوم باسم مسجد أبي ذر، وقد أعيد بناؤه وتوسعته على طراز حديث في عهد الملك فهد رحمه الله، حتى تجاوزت مساحته 180م  .
 
17 - مسجد الدرع:
 
مسجد تبلغ مساحته نحو 120م  ، له تاريخ يرتبط بقصة تاريخية مشهورة حين خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم درعه وصلى به قبل غزوة أحد، وبهذا فهو موقع إسلامي جاذب للزوار.
 
شارك المقالة:
52 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook