المسح الأثري للمملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المسح الأثري للمملكة العربية السعودية

المسح الأثري للمملكة العربية السعودية.

 
 
 

المنطقة الشرقية

 
تعود البدايات الأولى للنشاط الأثري في المنطقة الشرقية إلى القرن الرابع عشر الهجري / منتصف القرن العشرين الميلادي الماضي، إذ تم تسجيل 16 موقعًا أثريًا عام 1372هـ / 1952م، حين قامت البعثة الدانماركية بإجراء مسح لعدد من المواقع شملت: ثاج، وتاروت، والرفيعة، وطريق الأطرش، ورأس قرية، ويبرين  . 
ولعل من أهم ما قامت به وكالة الآثار والمتاحف: أعمال التنقيب في موقع العقير (ميناء محافظة الأحساء) في عامَي 1412 - 1413هـ / 1992 - 1993م، ويبعد الموقع عن الدمام 200كم، ويُعد حلقة وصل لمواقع أثرية مرتبطة به، وفيه مبانٍ قديمة، وهو - بما فيه من آثار وشواطئ رملية جميلة، ولقربه من الأحساء - مؤهَّلٌ لمستقبل سياحي واعد  . 
كما أُجْريت مسوحٌ في المستوطنات التي قامت منذ فجر الإسلام، وذلك من بداية موسم عام 1396هـ / 1976م، ومن أهم هذه المستوطنات موقع جواثا، وقد تم الكشف عن آثار مسجد عبدالقيس بجواثا  وهو المسجد الذي أُقيمت فيه أول جمعة بعد جمعةِ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم  . 
 

 المنطقة الوسطى

 
تم مسح هذه المنطقة في موسمَي عامَي 1397هـ / 1977م و 1399هـ / 1979م، وتم رصد عدد من المواقع التاريخية بلغ عددها 25 موقعًا تعود إلى الفترة الإسلامية، وتشتمل على كثير من الآثار الإسلامية من فخاريات، وأوانٍ زجاجية، وكِسَر زبديَّات، وحُلي زجاجية، وأدوات حجرية (أحجار رحى) ذات مقابض كانت تُصنع في بيشة كما أثبت ذلك المسح الأثري فيها.
ومن أهم هذه المواقع الإسلامية: وادي الدواسر، والأفلاج، والخرج، وضرما، ومدينة الحجر، واليمامة، ونعام، والحوطة. وعُثر في هذه المواقع على حصون، وأسوار دفاعية ضخمة تتخلَّلها أبراج مراقبة، وآبار. وقسم المسح هذه المواقع إلى: مواقع التعدين، والمستوطنات الإسلامية  ،  ومدينة الرياض:
 
أ) مواقع التعدين:
 
تم كشف النقاب عن عدد من مواقع التعدين، وتنحصر في المنطقة الواقعة بين الدوادمي والطائف. فقد كُشف بالدوادمي وحدها عن أربعة من هذه المواقع، تعود ثلاثة منها إلى العصر العباسي في موقع السدرية، والرابع في موقع وضخاء، كما تم الكشف في ظُلُم عن ثلاثة مواقع تعدين، وموقع الطويلة جنوب ظُلُم، وموقع في بلدة (المويه القديم). وتوجد مواقع تعدين أخرى في محافظة القويعية، وفي أرض غرابة، وأرض شجنة. أما أشهر مواقع التعدين فهو مجمَّع مناجم مهد الذهب  .
 
ب) المستوطنات الإسلامية:
 
كُشف عن 27 موقعًا تعود إلى فترات إسلامية مختلفة منها البجادية وعريق البلدان. وشُوهِدَ في هذه المواقع مستوطنات إسلامية صغيرة فيها آثار واضحة لمنشآت عمرانية، ومواد أثرية تنتمي إلى ما بعد العصر العباسي.
 
ج) مدينة الرياض:
 
تقع مدينة الرياض في وسط المملكة  .  وكان اسمها قديمًا (حجر)، وكانت قاعدة لإقليم اليمامة، وسكنتها قبيلة طسم، ثم قبيلة بني حنيفة قبل الإسلام، وبعد ظهور الإسلام أسلم بنو حنيفة. وفي عام 253هـ / 867م حكمها الأخيضريون حتى منتصف القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي، وأُطْلِقَ عليها اسم الرياض في القرن الثاني عشر الهجري / الثامن عشر الميلادي، كما عُرفت الرياض أيضًا باسم القرية الخضراء (خضراء الحجر)  . 
وقد أجرى فريق من وكالة الآثار والمتاحف مسوحات أثرية بالرياض لأهميتها التاريخية عام 1414هـ / 1993م، وتم مسح 105 مواقع أثرية أقدمها يعود إلى ثمانية آلاف سنة تقريبًا. ومن أهم المواقع الإسلامية في سلسلة جبال طويق (القدية، ومصيعط)، والمزاحمية (البلدة القديمة). وموقع قصور آل مقبل  ، والحائر  ، والزلفي 3 - المنطقة الجنوبية الغربية:
تم المسح فيها في أوائل عام 1400هـ / 1980م، واستمر على مدى موسمين، وتركَّز في الموسم الأول في منطقة عسير  ،  وتم الكشف عن بقايا أثرية لاستيطان يرجع إلى العصر الإسلامي وتحديدًا خلال: فترة الخلافة الأموية، وفترة الخلافة العباسية، وفترة الخلافة العثمانية.
كما تزخر منطقة الباحة بالمواقع الإسلامية التي ارتبط ازدهارها إما بمرور قوافل الحجَّاج القادمة من جنوب غرب الجزيرة العربية، أو بما تنتجه من معادن مختلفة. ومن أهم هذه المواقع:   موقع وادي بطحان، وقرية المعملة، ولغبة، والنصايب (العصداء)، وموقع جبل دهو (فرعة عذا)، وموقعا الخلف  والخليف  . 
وعُثِرَ في نجران  وجازان   على فخار أموي وعباسي، ودراهم فضية ودنانير ذهبية أموية مؤرَّخة بعامَي 86 و 90هـ / 705 و 708م. والموسم الثاني تمَّ في عام 1402هـ / 1982م، وعُثِرَ خلاله في نجران على فخار أموي  وعباسي  . 
 

 المنطقة الغربية

 
تم المسح فيها مع بداية عام 1400هـ / 1980م، في المنطقة الممتدة من الوديان العالية في عسير حتى المدينة المنورة  ،  وتضم هذه المنطقة كثيرًا من المواقع الإسلامية، وقد تم الكشف فيها عن 39 موقعًا إسلاميًا  . 
وعُثِرَ في هذه المواقع على قلاعٍ إسلامية تقع في المنطقة الشمالية الغربية التي ترتبط بطريق الحج المصري، مثل: قلعة الأزلم التي تقع بين أملج والوجه، وقلعة الوجه  ، وقلعة الزريب  . 
وفي موقع أملج خزانات كبيرة للمياه تقع شمال غرب القلعة وشمال شرقها، كما تم تسجيل أربعة موانئ إسلامية في هذا الموسم موزَّعة على الشاطئ والسهول الساحلية من البحر الأحمر، وأكبر هذه الموانئ ميناء الحوراء شمال موقع أملج مباشرة، وميناء دار عنتر ويقع على شاطئ خليج صغير شمال الوجه.
ويضم الموقع معثورات أثرية منها زجاج وخرز وأصداف وفخار إسلامي، كما عُثِر على مستوطنات إسلامية كبيرة تشتمل على قلاع  . 5 - المنطقتان الشمالية والشمالية الغربية:
تم مسح المنطقتين الشمالية والشمالية الغربية عام 1401هـ / 1981م، وعُثِر في هذا الموسم على 8 مواقع إسلامية ترجع إلى العصر العباسي في رفحاء / لينة، ومن أشهر مواقعها موقع أم عمارة، بالإضافة إلى موقع من العصر العباسي أيضًا في الأخضر بمدائن صالح، وهو قلعة المعظم، وترجع إلى مؤسسها الملك المعظم عيسى من بني يعقوب سنة 600هـ / 1203م، كما عُثِر بداخلها على كِسَر من الفخار من أواخر العصر العباسي، ومن العصر العثماني. وعُثِر في موقع خيبر على ثلاثة سدود يعود تاريخها إلى أوائل العصر الإسلامي وهي:   سد قصر البنت (سد القصيبة)، وسد الحصيد، وسد الزايدية، بالإضافة إلى سد سيسد المؤرَّخ بعامَي 57 - 58هـ / 677 - 678م.
كما أولت وكالة الآثار والمتاحف منطقة الجوف اهتمامًا خاصًا بأعمال المسح والتنقيب فيها، فأدرجتها ضمن أولى خطوات برنامج المسح الأثري عام 1396هـ / 1976م  .  وتتركز أهم المنشآت المعمارية والنقوش الإسلامية في دومة الجندل  ،  ومن أبرز هذه المنشآت المعمارية مسجد عمر (نسبة إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه)  ، الذي يقع في وسط المدينة ملاصقًا لحي الدرع  . 
 
شارك المقالة:
118 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook