المشاريع البيئية في المملكة.. جهود فاعلة وتنمية مستدامة

الكاتب: رامي -
المشاريع البيئية في المملكة.. جهود فاعلة وتنمية مستدامة
"المشاريع البيئية في المملكة.. جهود فاعلة وتنمية مستدامة

محمد علواني14 ديسمبر، 2020مشاريع ناجحةاضف تعليق

حققت المملكة نقلة نوعية على صعيد المشاريع البيئية وحماية البيئة وصون مواردها، واعتُمد موضوع البيئة وحمايتها ضمن النظام الأساسي للحكم وفقًا للمادة (32) من هذا النظام، والتي تنص على التزام الدولة بالمحافظة على البيئة وحمايتها ومنع التلوث.

وكان للدعم اللامحدود من الحكومة الرشيدة للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة أثر واضح وملموس؛ وذلك إدراكًا بأهمية البيئة والحفاظ عليها.

وترى المملكة، ممثلة في الجهات المعنية، أن حماية البيئة والحد من تأثيرات الظواهر الجوية التزام ومطلب تشريعي واجتماعي واقتصادي وأخلاقي، وهي جزء لا يتجزأ من التنمية والتخطيط السليم.

ومن جهود المملكة في مجال المشاريع البيئية مشاركتها، وبشكل فاعل، في الجهود الدولية للحفاظ على البيئة، ومن هذه الجهود نذكر ما يلي: مساهمتها خلال قمة أوبك عام 2007 بمبلغ 300 مليون دولار لإنشاء صندوق للأبحاث الخاصة بالطاقة والبيئة.

وهي صاحبة أكبر مشروع إعمار بيئي في التاريخ؛ إذ احتفلت في شهر أغسطس 2013 لجنة الأمم المتحدة المشكلة بقراري مجلس الأمن رقم 692 و786، والمعنية بتعويضات حرب الخليج لعام 1991م، بالانتهاء من المشروع الذي كلف المملكة أكثر من 1.1 مليار دولار.

اقرأ أيضًا: الطاقة المتجددة على كوكبنا.. المملكة في قلب الحراك

البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة

يُنفذ البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة “بيئتي وطن أخضر علم أخضر- بالمشاركة تحلو الحياة” بالمشاركة مع عدد من الجهات الحكومية، والجمعيات الأهلية بالمملكة، والمنظمات الدولية، مثل برنامج الأمم المتحدة للبرامج الإنمائية UNDP، ومؤسساتالقطاع الخاص.

وتنص رؤية البرنامج على الوصول إلى مجتمع على مستوى عالٍ من الوعي والممارسات الإيجابية التي تكفل حماية البيئة في المملكة العربية السعودية.

وهو يهدف على المدى القصير إلى: نشر ورفع الوعي البيئي بالقضايا المحلية والإقليمية والدولية، التركيز على علاقة البيئة بالتنمية، تطوير الإجراءات التي تتخذ لحل المشكلات البيئية،إدارة البيئة ورقابتها، بحيث ترتقي سلم أولويات واهتمامات كل شرائح المجتمع السعودي، والدعوة لتطبيق السلوكيات البيئية الإيجابية.

ويهدف البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة على المدى الطويل إلى: تعزيز السلوكيات الإيجابية المرتبطة بالمحافظة على البيئة لتحقيق التنمية المستدامة بصفتها واجبًا وطنيًا لبناء المستقبل البيئي للأجيال المقبلة، فضلًا عن إشراك الجهات الحكومية في تفعيل القوانين واللوائح والأنظمة البيئية التي تقع تحت مسؤوليتها، أو سنّ قوانين جديدة لضمان جودة وحماية البيئة.

ويعالج كذلك القضايا البيئية بناءً على أولويات العمل للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وأيضًا وفق نتائج دراسة الخطة الشاملة للنقل التي أجرتها أمانة جدة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبرامج الإنمائي UNDP.

ومن هذه القضايا: النظافة الشخصية، الإدارة البيئية للنفايات الصلبة، التغير المناخي وتأثير التلوث الهوائي، حماية البيئة البحرية والساحلية، التسوق البيئي وتشجيع الأنماط الاستهلاكية المستدامة، المحافظة على الموارد الطبيعية من خلال ترشيد استهلاك المياه والكهرباء.

اقرأ أيضًا: مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية.. جهود متواصلة لتحقيق التنمية

المشاريع البيئية في المملكة

ومن أبرز المشاريع البيئية في المملكة يذكر «رواد الأعمال» ما يلي:

مشروع سكاكا

أحرزت السعودية تقدمًا في أعمال تشييد مشروع سكاكا للطاقة الشمسية في منطقة الجوف، شمال غرب البلاد؛ أول مشروعاتها للطاقة المتجددة، بتكلفة تصل إلى نحو 300 مليون دولار، ما يوفر نحو 930 فرصة عمل في مراحل الإنشاء والتشغيل والصيانة، وسط توقعات بإسهام المشروع بنحو 120 مليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي.

وتمتد محطة سكاكا على مساحة تزيد على 6 كيلو مترات مربعة، وهو أول مشروع ضمن سلسلة مشاريع الطاقة المتجددة في المملكة التي جرى إطلاقها في إطار البرنامج الوطني للطاقة المتجددة الرامي إلى تحقيق رؤية السعودية للطاقة المتجددة بإنتاج 58.7 جيجا وات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

اقرأ أيضًا: البرنامج الوطني للطاقة المتجددة.. أهداف وتطلعات

مشاريع الطاقة النظيفة

تسعى المملكة إلى تنفيذ العديد من المشاريع البيئية الطموحة ضمن قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة، خاصة في ظل الفرص الواعدة التي تمتلكها، وتتمتع بها؛ إذ هي تستثمر حاليًا حوالي 109 مليارات دولار لإنتاج 41 جيجا وات من الطاقة الشمسية، في إطار خطة شاملة تستهدف إنتاج 54 جيجا وات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2032.

وتتصدر السعودية من حيث إمكانات الطاقة الشمسية؛ وذلك لمواردها الشمسية الوفيرة، وتوافر الأراضي، والمكانة الرائدة التي تحظى بها عالميًا في مجال توليد الكهرباء المتجددة، كما أن قطاع الطاقة المتجددة يُعد من القطاعات الواعدة استثماريًا في ظل دعم حكومة المملكة لتنويع مصادر الطاقة، عبر إطلاقها استراتيجية التنمية الوطنية الشاملة، والتي تركز على التزام المملكة بمنح الأجيال القادمة مستقبلًا أفضل يعتمد على الطاقة النظيفة.

وستتمكن السعودية من إنتاج نحو 50% من إنتاج الطاقة الشمسية عالميًا بحلول 2030، وستصبح واحدة من أهم مُنتجي الطاقة النظيفةحول العالم، وسوف تسعى إلى تصديرها للعديد من الدول.

اقرأ أيضًا: الاستدامة البيئية والطاقة المتجددة في المملكة

مشروع البحر الأحمر

يقام هذا المشروع على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالًا وتنوعًا في العالم، بالتعاون مع أهم وكبرى الشركات العالمية في قطاع الضيافة والفندقة، لتطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه، وذلك على بُعد مسافات قليلةمن إحدى المحميات الطبيعية في المملكة والبراكين الخاملة في منطقة حرة الرهاة.

وسيشكل المشروع وجهة ساحلية رائدة تتربع على عدد من الجزر البكر في البحر الأحمر. وإلى جانب المشروع، تقع آثار مدائن صالح التي تمتاز بجمالها العمراني وأهميتها التاريخية الكبيرة.

وحفاظًا على الطابع البيئي الخاص والفريد للمنطقة، سيتم وضع قوانين وآليات تخص الاستدامة البيئية؛ حيث سيتم المحافظة على الموارد الطبيعية وفقًا لأفضل الممارسات والمعايير المعمول بها عالميًا.

وسيتم تطوير مشروع “البحر الأحمر” كمنطقة خاصة، تُطبق فيها الأنظمة وفقًا لأفضل الممارسات والخبرات العالمية لتمكين تحقيق أهداف المشروع، حيث تم وضع حجر الأساس في الربع الثالث من عام 2019م، والانتهاء من المرحلة الأولى في الربع الأخير من عام 2022م، وهي مرحلة ستشهد تطوير المطار، والميناء، وتطوير الفنادق والمساكن الفخمة، والانتهاء من المرافق والبنية التحتية، وخدمات النقل (القوارب، والطائرات المائية، وغيرها).

وضخ صندوق الاستثمارات العامة الاستثمارات الأولية في هذا المشروع، وفتح المجال لعقد شراكات مع أبرز الشركات العالمية الكبرى؛ ما سيساهم في جلب استثمارات مباشرة وجديدة إلى المملكة، مع السعي إلى استقطاب وإعادة توجيه مصروفات السياحة السعودية إلى الداخل.

ومن أجل ضمان سلامة النظام البيئي وجماله وعدم تأثره سلبًا بأي شكل من الأشكال، سيتم تحديد سقف أعلى لعدد الزوار تماشيًا مع أفضل الممارسات العالمية. وتتمثل إحدى أهم التوصيات الواضحة في ميثاق مشروع “البحر الأحمر” في التخفيف من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، والتلوث الضوئي، والضجيج، والنفايات حفاظًا على الموقع لجميع الأجيال.

اقرأ أيضًا:

رئيس أرامكو السعودية: المشاريع الصغيرة والمتوسطة تحظى باهتمام خاص

إطلاق المرحلة الثانية من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة في المملكة

أبرز إنجازات برنامج التحول الوطني.. طموحات تعانق عنان السماء

الرابط المختصر :
شاركها
Facebook
Twitter
Google +
LinkedIn
Pinterest"
شارك المقالة:
61 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook