المشي أثناء النوم والسلوكيات الشاذة الأخرى

الكاتب: نور الياس -
المشي أثناء النوم والسلوكيات الشاذة الأخرى

المشي أثناء النوم والسلوكيات الشاذة الأخرى.

 

 

معظم الناس يعتبرون النوم جزءًا عاديًا من الحياة.  والسؤال "كيف تنام؟" يمكن الإجابة عليه بكلمة واحدة هي  ( "على ما يرام" ).  ويكن بالنسبة لبعض الناس الذين يعانون من اضطرابات نوم غير عادية تُعرف باسم اضطرابات النوم Parasomnias، فإنهم يرون النوم غير جيد على الإطلاق.  فهم يستيقظون ويطلقون صرخات حادة أو يركلون ويضربون شريكهم في الفراش أثناء كوابيسهم المرعبة.  ويغادرون الفراش ويتجولون، وربما يذهبون إلى الثلاجة لتناول وجبة خفيفة أو يفتحون الباب ويخرجون.

ويذهب معالجو مرض النوم إلى تصنيف اضطرابات النوم حسب طور النوم الذي تحدث فيه هذه الاضطرابات.  وهناك نوعان لمرض اضطرابات النوم: الاضطرابات التي تظهر أولاً أثناء النوم العميق (نوم انعدام حركة العين السريعة non- REM) والاضطرابات الأخرى التي تظهر أثناء نوم حركة العين السريعة.  وسوف ننظر في هذه النوعين ثم نختم بمشكلتين- هما اضطرابات الأكل المرتبطة بالنوم وصرير الأسنان- لا يقعان تحت أي من النوعين المذكورين بشكل دقيق.

 

اضطرابات النوم العميق

 

تشتمل اضطرابات النوم العميق (نوم انعدام حركة العين السريعة  non- REM) على المشي أثناء النوم، ونوبات الفزع أثناء النوم، والمثيرات المربكة.  وهذه الاضطرابات الثلاثة مميزة ولكنها تشترك في عدة خصائص:

 •           تبدأ هذه الاضطرابات في الثلث الأول من الليل (عندما تحصل على أكثر النوم عمقًا).

•           يشيع ظهورها في الأطفال.

•           تختفي هذه الاضطرابات أثناء مرحلة البلوغ بدون تدخل ولكن ربما تستمر لمرحلة الرشد وتزداد بعد ذلك.

•           لهذه الاضطرابات أساس وراثي وغالبًا في عدة أجيال لنفس العائلة.

•           ليس لها نتائج صحية خطيرة ولا تحتج إلى العلاج.

•           يمكن علاج تلك الاضطرابات بنجاح باستخدام العلاجات السلوكية أو تناول الحبوب في الحالات التي لا تتعرض فيها صحة أو سلامة المريض للخطر.

 

المشي أثناء النوم

 

يعتبر المشي أثناء النوم ظاهرة؛ حيث يظل المخ نائمًا بشكل جزئي بينما لا يزال الجسم قادرًا على الحركة.  وأحيانًا يشترك السائرون نيامًا في أعمال خفيفة مثل السير للخلف والأمام بجانب الفراش وأحيانًا يقومون بأعمال معقدة مثل ارتداء الملابس وتنظيف المطبخ أو مغادرة المنزل.  وقد اعتاد العلماء في الاعتقاد بأن السائر وهو نائم يتظاهر بأنه يحلم، ولكن تلاشى هذا الاعتقاد عام 1965 مع اكتشاف أن المشي أثناء النوم يبدأ أثناء النوم العميق وليس خلال نوم حركة العين السريعة (حيث تظهر أغلب الأحلام).

تبدأ نوبات النوم بعد ساعة أو ساعتين من الذهاب إلى النوم.  وتستمر معظم هذه النوبات لمدة 15 دقيقة أو أقل، ولكن يمكن أن تستمر لمدة ساعة أو أكثر.  وتظل عيون السائرون نيامًا مفتوحة، وعادة يفتقدون إلى الحس الإدراكي المرتبطة باليقظة.

ولأن بعض السائرين نيامًا يخلدون إلى نوم عميق، فعادة ما يستيقظون بصعوبة، وإذا استيقظوا، يبدوا عليهم الارتباك ولا يدركون أين هم ولا ماذا يفعلون.  وتنتهي معظم نوبات النوم بعودة السائرين نيامًا إلى فراشهم، والعودة إلى نومهم الطبيعي (غالبًا ما يحبو الأطفال إلى فراش الوالدين).  ولا يتذكر السائرون نوبة المرض في الصباح.

يشيع المشي أثناء النوم بكثرة بين الأطفال في سن الدراسة، حيث يعاني 15% من الأطفال في سن الخامسة إلى الثانية عشرة من السير أثناء النوم على الأقل مرة، و4% يعانون من ذلك في شكل نوبات متكررة.  وتكثر هذه الحالة المرضية بين الأولاد بشكل أكبر من النبات.  ومن المرجح أن السير أثناء النوم في مرحلة الطفولة ينتج عن عدم نضج المخ في تنظيم دائرة النوم واليقظة.  ففي الحالات الطبيعية، يستيقظ المخ بالكامل في نفس وقت الاستيقاظ.  أما في حالة السائرين نيامًا، فإن الجزء المسئول من الحركة يستيقظ استجابة لمنبه.  ويظل الجزء المسئول عن اليقظة والإدراك نائمًا.  ويتخلص معظم الأطفال من أعراض المرض مع بلوغهم مرحلة الرشد نظرًا لنمو الجهاز العصبي.

وتصل نسبة البالغين المصابين بالمشي أثناء النوم إلى 1%.  ويحدث المرض بسبب اضطرابات النوم التي تكون في شكل نوم متقطع، أو الحرمان من النوم، أو التوتر، أو القلق، أو حالات طبية مثل الصرع.  ويمكن لتناول الكحول أن يسهم في الإصابة بالمرض.

 

العلاج

 

والعلاج ليس ضروريًا في حالة الأطفال لأنهم سيتغلبون على هذا الاضطراب مع النمو.  أما علاج السائرين نيامًا من البالغين على الطريقة التي يؤذون بها أنفسهم.  وتعتمد هذه القاعدة على عدة عوامل مثل تكرار الأحداث، وإن كان الشخص يغادر فراشه، وإن كانت غرفة النوم تمثل خطورة، وإن كان هناك شخص آخر بالقرب من المريض لتوجيهه ليعود إلى فراشه، بالإضافة إلى صحة المريض وعمره.  فبمجرد أن يعود المريض إلى فراشه بدون حوادث، فلا ضرورة للعلاج.

ويُنصح بالعلاج في الحالات التي يصيب فيها لمريض نفسه أو يتجه فيها إلى الإيذاء.  وتهدف العلاجات السلوكية إلى الحدث على الاسترخاء الذي يقلل أو يحد من النوبات، وخصوصًا التنويم المغناطيسي الذاتي، وهي وسيلة فعالة يمكن تعلمها من استشاري خبير خلال ست جلسات، ثم يمكن ممارستها في المنزل قبل النوم.

ويمكن إعطاء وصفة علاجية بعقاقير مثل البنزوديازبين لتساعد في الشفاء حيث إنها تقلل احتمال استيقاظ المرء جزئيًا.  كما يساعد استخدام مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات في علاج بعض الحالات لنفس السبب تقريبًا.

 

شارك المقالة:
79 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook