كانت أعمال الصرافة تمارس في مناطق المملكة المختلفة منذ مئات السنين، وكان الصرافون يقومون بخدمات استبدال النقود المعدنية، خصوصًا في المناطق التجارية مثل جدة، وخدمات حفظ الأموال على هيئة ودائع وأمانات. أما الائتمان فكان يقدمه التجار الكبار والمستوردون للباعة والموزعين والمزارعين على صفة تأجيل دفع الثمن في البيع. وربما كانت أول مؤسسة تجارية تمارس الأعمال المصرفية في المملكة هي شركة جلانتي هانكي (Gallantly Hanky، el.co.ltdi) الإنجليزية في مدينة جدة في أواخر القرن التاسع عشر. ونظرًا إلى أن تلك المؤسسة كانت "شركة بواخر" وليست بنكًا فقد اقتصر نشاطها على قبول الودائع من الأجانب المقيمين في مدينة جدة. بيد أن أول بنك أنشئ في المملكة كان البنك الهولندي الجميني بنك ندرلاند وكان فرعًا لبنك (National Handels Bank) وقد اتحد فيما بعد مع بنك (آمرو) ليصبح اسمه الجديد (آ. ب. ن آمرو)، وبدأ نشاطه في سنة 1346هـ / 1925م، وقد أُنْشِئ ذلك البنك أساسًا من أجل مساعدة الحجاج القادمين من جزر الهند الشرقية التي كانت تحت السلطة الهولندية. وبعد توحيد المملكة وظهور البترول، نما الاقتصاد في البلاد، وتوسع نطاق التجارة الخارجية، وكبر حجم المبادلات التجارية؛ فظهرت الحاجة إلى نمو الأعمال المصرفية وتطورها حتى تقوم بالخدمات المصرفية والاقتصادية؛ لذا تأسس عدد من شركات الصيرفة في البداية، تلاها قيام عدد من البنوك التجارية. وفي الوقت الحالي يتكون النظام المصرفي بالمملكة من عدد من المصارف التجارية   الحديثة والقوية، وقد بلغ عددها عشرة مصارف محلية، إضافة إلى فرع مصرف الخليج الدولي، وبلغ إجمالي عدد فروعها 1210 فروع موزعة على مناطق المملكة كلها، ويقدر حجم رأس مال مجموع هذه المصارف قرابة 25 مليار ريال. كما بلغ عدد حسابات العملاء بها قرابة 5 ملايين حساب، ومجموع الودائع تجاوز 403 مليارات ريال، ويعمل بهذا القطاع المصرفي الضخم أكثر من 23 ألف موظف.

 

 

 

أسست مؤسسة النقد العربي السعودي بتاريخ 25 رجب 1371هـ الموافق 1952م بوصفها جهة رسمية لإصدار العملة النقدية الوطنية في المملكة، وقد مُنحت المؤسسة وظائف الإشراف على الشؤون النقدية والمصرفية في المملكة ومراقبتها. وسعيًا من مؤسسة النقد لتوفير الخدمات النقدية والمصرفية للحكومة والبنوك والجمهور في مختلف مناطق المملكة، فقد أنشأت المؤسسة 10 فروع لها في مدن المملكة لتلبي احتياجات الحكومة المتعلقة بتحصيل الأموال ودفعها، وكذلك لمواجهة احتياجات فروع البنوك من النقود والتحويلات، ويؤدي فرع مؤسسة النقد بمنطقة القصيم الوظائف الآتية:

 

 استلام الإيرادات الحكومية.

 

 دفع نفقات الدوائر الحكومية بموجب الشيكات التي تسحب على الفرع.

 

 فتح الحسابات الجارية والمؤقتة والاعتمادات، وإتمام الحوالات المطلوبة للدوائر الحكومية في المنطقة.

 

 فتح الحسابات الجارية للبنوك المحلية في المنطقة.

 

 مقاصة الشيكات المسحوبة على البنوك وتحصيلها.

 

 استبدال العملات الورقية والمعدنية للجمهور.

 

 

نتيجة التطور الاقتصادي الذي تعيشه المنطقة فقد ازدهرت بها الحركة المصرفية، ما أسهم في افتتاح عدد كبير من البنوك التجارية، ومن أهمها ما يأتي:

 

أ) البنك الأهلي التجاري:

 

أُنشئ البنك الأهلي التجاري في 1369هـ الموافق 13 مايو 1950م بوصفه شركة تضامن وما زال كذلك حتى اليوم، واستمر رأس ماله لا يزيد على 23.30 مليون ريال حتى أواسط التسعينيات. وقد بلغت فروعه 239 فرعًا، ويوجد له 10 فروع بالمنطقة.

 

ب) بنك الرياض:

 

أُسس بنك الرياض سنة 1376هـ / 1957م بوصفه أول شركة مساهمة مصرفية سعودية مملوكة بالكامل للسعوديين. وارتفع رأس ماله من 50 مليون ريال سنة 1400هـ / 1980م إلى 200 مليون ريال في سنة 1407هـ / 1987م. وبلغ عدد فروعه 179 فرعًا سنة 1413هـ / 1992م. ويوجد 9 فروع للبنك بالمنطقة.

 

ج) بنك الجزيرة:

 

أُنشئ بنك الجزيرة في عام 1395هـ الموافق 19 يونيو 1975م بوصفه أول خطوة في مراحل سعودة البنوك وذلك تأسيسـًا على 3 فروع للبنك الأهلي الباكستـاني الذي امتلك مقابل ها 35% من أسهم البنك برأسمال قدره 10 ملايين ريال ارتفع إلى 50 مليون ريال في سنـة 1398هـ / 1978م، ثم إلى 100 مليون ريال في سنـة 1400هـ / 1980م. وفي سنة 1413هـ / 1992م بلغ عدد فـروعه 26 فرعًا، ويوجد في منطقة القصيم فرع واحد فقط مقره مدينة بريدة.

 

د) البنك السعودي الهولندي:

 

أُنشئ هذا البنك سنة 1396هـ الموافق 20 ديسمبر 1976م تأسيسـًا على 3 فروع لمصرف الجميني بنك ندرلاند الهولندي الذي امتلك 40% من أسهمه عند التأسيس، وبلغ رأس ماله 210 ملايين ريال، وبلغ عدد فروعه 32 فرعًا في سنة 1413هـ / 1992م، ويوجد له فرع واحد بالمنطقة.

 

هـ) البنك السعودي الفرنسي:

 

أُنشئ هذا البنك بوصفه شركة مساهمة في سنة 1397هـ الموافق 4 يونيو 1977م تأسيسًا على فرعين لبنك الأندوشين والسويس الفرنسي برأس مال قدره 100 مليون ريال، وارتفع إلى 400 مليون ريال سنة 1407هـ / 1987م، ثم إلى 900 مليون ريال سنة 1413هـ / 1992م، وانخفضت حصة الشريك الأجنبي عندئذٍ من 40% إلى 1.31%، وبلغ عدد فروعه في السنة نفسها 56 فرعًا، وله فرعان بالمنطقة.

 

و) البنك السعودي البريطاني (ساب):

 

أُنشئ هذا البنك في سنة 1398هـ الموافق 21 يناير 1978م تأسيسًا على فروع البنك البريطاني للشرق الأوسط المملوك لبنك هونغ كنج وشنجهاي البريطاني، وكان رأس ماله عندما بدأ العمل 100 مليون ريال، وارتفع في سنة 1399هـ / 1979م إلى 300 مليون ريال، ثم إلى 400 مليون ريال سنة 1408هـ / 1988م، ولا يزال البنك البريطاني للشرق الأوسط يمتلك 40% من مجمل الأسهم، وقد بلغ عدد فروعه 56 فرعًا، وبلغ عدد الفروع الموجودة بالمنطقة 4 فروع.

 

ز) البنك العربي الوطني:

 

أسس البنك العربي الوطني في سنة 1399هـ الموافق 13 يونيو 1979م بوصفه شركة مساهمة سعودية يمتلك البنك العربي (الأردن) الذي يمارس نشاطه في المملكة قبل تأسيس البنك 40% من أسهمها، وقد بلغ رأس ماله 150 مليون ريال، ثم زِيدَ إلى 300 مليون ريال في سنة 1408هـ / 1988م، ثم إلى 600 مليون ريال سنة 1411هـ / 1990م، وبلغ عدد فروع البنك 117 فرعًا، كان نصيب القصيم اثنين منها.

 

ح) مجموعة سامبا المالية:

 

أُنشئ هذا البنك سنة 1400هـ الموافق 12 فبراير 1980م تأسيسًا على فرعين لبنك سيتي الأمريكي. ولقد كان رأس ماله عند التأسيس 300 مليون ريال، وزِيد في نهاية سنة 1400هـ / 1980م إلى 600 مليون ريال، ثم زِيدَ إلى 1200 مليون ريال سنة 1413هـ / 1992م، وكان بنك سيتي الأمريكي يمتلك 40% من أسهم البنك حتى عام 1412هـ / 1991م عندما باع 52% من حصته، وبلغ عدد فروعه 39 فرعًا، يوجد منها فرعان في منطقة القصيم.

 

ط) مصرف الراجحي:

 

أُنشئت شركة الراجحي المصرفية للاستثمـار في سنة 1408هـ الموافق 19 مارس 1988م بوصفها شركة مساهمة مصرفية، تأسيسـًا على شركة الراجحي للـصرافة والتجارة التي كانت مملوكة لسليمان وصالح الراجحي، وكان رأس مال الشركة عند التأسيس 750 مليون ريال، وتعمل شركة الراجحي المصرفية للاستثمـار بوصفها بنكًا إسلاميًا تشرف على أعماله هيئة شرعية. وقد بلغ عدد فروع الشركة 308 فروع وذلك في سنة 1413هـ / 1992م، ويوجد 36 فرعًا للشركة في المنطقة.

 

ويوضح (جدول 19) عدد فروع البنوك التجارية العاملة في منطقة القصيم.

 

 

لقد تطورت الخدمات المصرفية في المنطقة تطورًا سريعًا جدًا لتواكب التغيرات الاقتصادية التي رافقت ظهور البترول وتوسع نطاق التجارة الخارجية، وكبر حجم المبادلات التجارية؛ ولهذا يمكن ملاحظة أن الخدمات المصرفية تطورت من مؤسسات صرافة بسيطة تقدم خدمات تقليدية من أهمها صرف العملات وتبادلها إلى شركات مصرفية متقدمة تزود عملاءها بأفضل الخدمات المصرفية وأسرعها، ويمكن إيجاز أهم تلك الخدمات فيما يأتي:

 

أ) الخدمات المصرفية للأفراد:

 

 الحسابات الجارية والاستثمارية.

 

 بطاقات الائتمان.

 

 الخدمات الإلكترونية (الصراف الآلي، والهاتف المصرفي، والإنترنت).

 

 التمويل الشخصي.

 

 الخدمات المصرفية النسائية.

 

ب) الخدمات المصرفية للشركات:

 

 تمويل الشركات.

 

 الخدمات الذهبية لكبار العملاء.

 

 خطابات الاعتماد والضمان البنكي.

 

ج) الخدمات المصرفية الاستثمارية:

 

 صناديق الاستثمار في الأسهم والسلع.

 

 صناديق الاستثمار في العملات.

 

 منتجات التأمين الاستثمارية.

 

 الخدمات المصرفية الإسلامية.

 

لقد تطورت الخدمات المصرفية الإسلامية حيث تبوأت مركز الريادة في الخدمات المصرفية لدى البنوك بمنطقة القصيم، وذلك من خلال تقديم منتجات منضبطة شرعيًا تم تطويرها من خلال التعاون مع نخبة رائدة من الخبراء المختصين في المصرفية الإسلامية. ومن خلال تلك الخدمات تقدم البنوك في المنطقة منتجات تمويل إسلامية متخصصة تشمل المرابحة وصناديق الاستثمار الشخصية  .  ويوضح (جدول 20) مدى انتشار فروع البنوك التجارية في مدن منطقة القصيم ومحافظاتها.

 

كما أن مكائن الصرف الآلي أصبحت تؤدي خدمات متقدمة خصوصًا مع التطور التقني للبنوك في المملكة، حيث يمكن تنفيذ معظم العمليات المصرفية التي كانت تنفذ داخل البنك عبر مكائن الصرف الآلي. ويوجد بمنطقة القصيم عدد كبير من تلك المكائن، كما هو موضح في (جدول 21)