تتركز غالبية السباخ في حزام ضيق على امتداد ساحل الخليح العربي من حدود الكويت شمالاً إلى شرق قَطَر وساحل الإمارات العربية المتحدة جنوبًا، ويوجد معظمها على مسافة 60كم من خط الساحل. وتختلف الطريقة التي تتكون بها السباخ الداخلية عن السباخ الساحلية.

 

وهناك نوعان متميزان من السباخ في السهل الساحلي للخليج العربي هما: السباخ الرملية والسباخ الطينية. وتتشكل السباخ الرملية نتيجة امتلاء الخلجان بالرمال الريحية، ثم إعادة تشكيل هذه الرواسب الرملية وغربلتها وإعادة توزيعها عن طريق الأمواج والتيارات البحرية. ويمكن مشاهدة هذه العملية حاليًا جنوب مدينة الظَّهْرَان في دَوْحة ظَلُوم وبخاصة عند هبوب الرياح. ولمعظم السباخ على طول الساحل خطوط متقوسة شبه متوازية تظهر حدود نموها ما يساعد على تحديد خط الساحل خلال تقدم البحر وانحساره. وتتميز السباخ الرملية باستواء سطحها الشديد حيث إن معدل انحدار سطحها تجاه البحر لا يتجاوز 0.5م /م. وخلال فترات الجفاف يتبخر الماء بالخاصية الشعرية في الرمل، ويتجمع قرب السطح مُخلِّفًا ملحًا مترسبًا. وبعد هطول المطر يبقى الماء فوق السطح لتشبع السبخة ولمستويات المد العالية، ولكن مستوى الماء الباطني ينخفض خلال أوقات الجفاف بمعدل 0.3 - 1.0م تحت السطح، ويعمل الماء الذي يصعد من خلال الفراغات بين حبات الرمل على تغليف حبيباتها بأغشية مائية ملحية؛ ما يجعلها قابلة للانـزلاق، وتتطور إلى سطح ضعيف التحمل يشبه ما يعرف بالوعث أو الرمال الرخوة التي يغوص فيها الحيوان والإنسان. وعند تبخر الماء من سطح السبخة الرملية تتشكل بلورات من الملح تغلف سطحها، ويتشكل أحيانًا سطح ملحي شديد الصلابة. ولو حدث وغطت الرمال هذا السطح الملحي فإنه يبقى محفوظًا ما لم يرتفع مستوى الماء الباطني الذي يساعد على تحلل هذا السطح 

 

أما السباخ الطينية فتتكون عن طريق تخلق طين جيري من إفرازات كائنات طحلبية أو ما شابهها من الكائنات الأخرى في المياه الضحلة بالخلجان. ويمكن مشاهدة هذه العملية في خليج تَارُوت، وفي السباخ الساحلية قرب الخَرَسَانِيَّة أمام جزيرة أبوعَلِي. والوحل الموجود في هذه السباخ رطب ولزج وقوامه دقيق وليست له قوة تَحَمُّلٍ تذكر وينساب تحت الضغط. ويلتقط هذا الوحل الرمل المحمول بوساطة الرياح فيتكون غطاء من الرمل، نادرًا ما يتجاوز سُمكه المتر الواحد، ولكن هذا الغطاء الرملي الجاف الذي يعلو الوحل قد يتحمل سير بعض المركبات الخفيفة. أما في حالة تبلل هذا الغطاء الرملي فيصبح مصيدة للمركبات التي تسير فوقه، وبخاصة الثقيلة منها التي قد لا يرى من إطاراتها شيء بعد غوصها بالسبخة. أما إذا كان سطح السبخة الطينية غير مغطى بالرمال فإنه يجف في الصيف وتتماسك مواده، ويتصلب تحت ضغط السيارات التي ترتاده بحيث يشبه الطريق المزفت. وتنتشر السباخ الطينية بين خليج تَارُوت ورأس مِشْعَاب، وعلى طول ساحل الإمارات العربية المتحدة. وتعد سبخة مَطِّي التي يقع جزء كبير منها في المملكة سبخة مركبة، رملية وطينية. وهناك سباخ في الأمكنة المذكورة قد يبدو من الوهلة الأولى أنها طينية، ولكن عند الفحص الدقيق يتضح أنها تعلو قشرة صلبة من الملح أو الجبس، ويندر أن تكون قشرة طينية صلبة  . 

 

وتخلو السباخ من الغطاء النباتي عدا ما يتحمل الملوحة. ومن أهم السباخ على طول ساحل الخليج العربي مجموعة سباخ المَقْطَع  التي تقع أمام محافظة الخَفْجِي وتمتد من عند رأس القُلَيْعَة داخل الحدود الكويتية شمالاً حتى السَّفَّانِيَّة في الجنوب. وتتخذ أسماء محلية يطلق على بعضها طفاف مثل: طَفَّة المُرَيْر وطَفَّة العِظَامِي وطَفَّة فُضَيْح، ثم السباخ الواقعة أمام رأس تَنَاقِيب، ومعظمها سباخ داخلية مختلطة بالرمال. وما بين زَوْر سُلَيْق ومدينة الجُبَيل تمتد سباخ ساحلية منها سبخة أم الظِبَاء وسبخة عَيَّة  وسبخة المُرَيْر. وتمتد سبخة الفَصْل  الكبيرة من شمال غرب الجُبَيْل لمسافة كبيرة نحو 30كم نحو الجنوب الشرقي، وهي سبخة مركبة إذ إنها تقترب من الساحل وتمتد نحو الداخل لمسافة كبيرة. وإلى الجنوب من الجُبَيْل تقع سبخة الصُّمّ، وسبخة الرِّيَاس وهما في الحقيقة سبخة واحدة تمتدان نحو الداخل وتتصلان بسبخة الضَّبِّيَّة الداخلية المواجهة للقَطِيْف، وإلى الغرب من دوحة السَّيْح جنوب العَزيزية توجد سباخ السَّيْح الساحلية الكبيرة. وهناك امتداد مستمر للسباخ الداخلية من سبخة الضَّبِّيَّة ولو بشكل متقطع حتى جنوب شرق مدينة الهُفُوف، ومنها سباخ القُوَيْرَات وأم الشُّرَيْبَات والصَّرَى ورَفَادان وصَرَاة الحُبَيْل، وتقع جميعها جنوب شرق مدينة أبقيق، وسبخة أم حِيْشَة وسبخة مُرَيْقِب في شرق الأحسَاء. وعلى طول الساحل من رأس قُرَيَّة توجد سبخة الدَّنَان التي تمتد حتى العُقَيْر، وسبخة السَّكَك وسبخة المَشَاخِيل جنوب شرق سَلْوَى، كما تمتد سبخة مَطِّي من ساحل دولة الإمارات العربية المتحدة إلى داخل المملكة لمسافة كبيرة