المطابع بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.
تأسست أولى المطابع في المنطقة الشرقية عام 1374هـ /1954م في مدينة الدمام مع تأسيس (شركة الخط للطباعة والنشر)، وكان الأستاذ (عبدالله الملحوق) وراء تأسيسها، في الوقت الذي ظهرت فيه أول صحيفة في المنطقة الشرقية، وهي صحيفة (أخبار الظهران)، وكانت شركة الخط للطبع والنشر تملك امتياز إصدارها، كما كان الأستاذ عبدالله الملحوق يتولى رئاسة تحريرها أول ظهورها.
وكانت هذه المطبعة التابعة لشركة الخط قد استجلبت معها جهازًا كهربائيًا من النوع المتوسط، قادرًا على إصدار الصحيفة الأسبوعية (أخبار الظهران) التي أحضرت المطبعة من أجلها، ولذا فإن استثمارها في الطباعة يتطلب توفير إمكانات إضافية لها.
وبعد هذه المطبعة، قام الأستاذ خالد محمد الفرج في العام نفسه بتأسيس مطبعة في مدينة الدمام سَمّاها (المطبعة السعودية)، وكان الأمل معقودًا عليها في الإسهام في دفع حركة النشر في المنطقة، ولكن مؤسسها توفي في شهر ربيع الثاني عام 1378هـ /1958م ولم يدرك جني ثمار ما كان يأمله.
وفي عام 1378هـ /1958م أسس الشيخ علي بن حمد المطوع (مطابع المطوع) في مدينة الدمام أيضًا، وجهز مطبعته بثلاث آلات (تيبو) للطباعة، واستقدم لها من خارج المملكة عددًا من الفنيين والعمال لتشغيلها، وكانت هذه المطبعة قادرة على القيام بطباعة الأعمال التجارية، واستعانت بها شركة أرامكو في طباعة بعض مستلزماتها، وحققت نتيجة لذلك نجاحًا كبيرًا، ثم تطورت إلى شركة بين صاحبها علي المطوع وسليمان بن عبدالله الغنيم؛ مما رفع من رأس مالها ليتمكن مالكاها من تحديث أجهزتها، فوفرا لها آلات (الأوفست) ومكائن الصف والجمع والتصوير الآلي، وأدخلا جهاز (المونوتيب) وكذلك مكائن عمل (الكليشيهات) من الزنك المطاط، فصارت المطابع بإمكانها إعداد الأختام، والشعارات للشركات والأفراد؛ مما شجع شركة أرامكو لإبرام عدد من العقود معها لطباعة كثير من أعمال الشركة، بما في ذلك مجلتها (القافلة) الشهرية
وفي سنة 1379هـ /1959م أسس الأستاذ خالد الدبل (مطابع الوفاء) في مدينة الخبر، وفي عام 1380هـ /1960م، تأسست (مطابع الخليج العربي)، وصارت تتولى طباعة صحيفة (الخليج العربي) التي أصدرها الأستاذ عبدالله الشباط عام 1378هـ /1958م، وهي أول صحيفة تصدر في مدينة الخبر، وكانت هذه المطبعة تتولى طباعة الصحيفة مرتين في الأسبوع، ولم تكن تلك المطابع قادرة على إصدارها بصورة يومية.
وفي عام 1384هـ /1964م تأسست (مؤسسة دار اليوم للصحافة) التي استجلبت مع تأسيسها مطبعة خاصة لطباعة (صحيفة اليوم)، ولكن تبين بعد تركيب المطبعة أنها غير كافية، وليست مناسبة لإصدار صحيفة يومية، ولم تستكمل هذه المطبعة تجهيزاتها إلا في عام 1396هـ /1976م، وصارت هذه المطابع تعرف بـ (مطابع دار اليوم للصحافة والنشر) وهي التي تطبع بها (صحيفة اليوم)) حاليًا.
وتأسست عدة مطابع في المنطقة الشرقية، وتوسعت تدريجيًا منذ عام 1393هـ /1973م، إذ أسس هاشم حبيب رضا في مدينة الدمام (مطابع الوفاء) التي استطاعت تأمين حاجات المنطقة بإمكاناتها العالية في طباعة أوراق الكمبيوتر العادي والليزر، وطباعة الشيكات، والأوفست الملون، وكانت المنطقة تفتقر إلى مثل هذه الوسائل الطباعية التي تقوى على تلبية حاجات الشركات الكبرى.
وسرعان ما دخلت المنطقة الشرقية عالم الطباعة المتطورة، وتوسعت بشكل لافت للنظر، حتى وصل عدد تلك المطابع الحديثة مع نهاية العقد الثاني من القرن الخامس عشر الهجري (نهاية القرن العشرين الميلادي) إلى خمس وستين مطبعة تجارية حديثة منتشرة في كل من الدمام والخبر والظهران والأحساء والجبيل.
ويضاف إلى هذه المطابع (مطبعة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن) بمدينة الظهران التي تقوم بطباعة بعض أبحاث أعضاء هيئة التدريس بها وبعض الكتب التي تقوم الجامعة بإصدارها، وكذلك (مطبعة جامعة الملك فيصل)، التي تقوم بالمهمة نفسها لأعضاء هيئة التدريس بها.