المعادن في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المعادن في المملكة العربية السعودية

المعادن في المملكة العربية السعودية.

 
 
للتعدين في الجزيرة العربية تاريخ قديم؛ فقد تم تعدين الذهب والنحاس في العصور الماضية، وتوجد أدلة على هذه الأعمال القديمة في بعض المواقع التي تطوِّرها شركات التعدين في المملكة إلى مناجم حديثة. ولا يمكن الجزم بمعرفة بداية التعدين في الجزيرة العربية، إلا أنه من المؤكد أنه ازدهر كثيرًا بعد ظهور الإسلام، وأشارت المصادر إلى الاهتمام بمناجم الحديد، ومناجم الذهب والفضة في الجزيرة العربية، حيث تم استغلالها خلال القرنين الثاني والثالث الهجريين / الثامن والتاسع الميلاديين، ووصل عمق بعض المناجم القديمة إلى 85م، وامتد طولها إلى 200م، وعرضها إلى 10م يقل تدريجيًا مع زيادة العمق حتى يصل إلى متر واحد. ويمكن تناول قطاع التعدين على النحو الآتي:
 

نشأة التعدين وتطوره

 
لقد حبا الله تعالى المملكة مخزونًا كبيرًا من الرواسب المعدنية، منها: الذهب، والفضة، والنحاس، والحديد، والزنك، والفوسفات، والبوكسايت، ومجموعة أخرى من المعادن الصناعية التي من أهمها: رمال السيلكا، وخامات الأسمنت، والخزف، وأحجار الزينة.هذا المخزون من هذه الثروة شغل حيزًا كبيرًا في إستراتيجية الدولة التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة؛ لذا أولت قطاع التعدين منذ الثمانينيات من القرن الرابع عشر الهجري / الستينيات من القرن العشرين الميلادي أهمية كبيرة، وركزت في خططها التنموية الخمسية المتعاقبة على فتح باب الاستثمار على مصراعيه أمام المستثمرين من القطاع الخاص (الوطني والأجنبي) بغية استغلال الثروة المعدنية، وتزويد قطاع التصنيع السعودي باحتياجاته من المواد الأولية، ومن ثَمَّ تصدير الفائض إلى خارج المملكة.ومن المتوقع أن يصبح قطاع التعدين في المملكة أحد أهم مصادر الدخل الوطني الرئيسة؛ لوجود نمو كبير في هذا القطاع؛ فقد بلغ عدد التراخيص الممنوحة للشركات العاملة في هذا القطاع مع نهاية عام 1426هـ / 2005م 1198 رخصة، منها 56 تصريح استطلاع لجميع الخامات المعدنية، و 12 امتياز تعدين لاستغلال خامات الأسمنت، و 6 امتيازات تعدين لاستغلال الذهب والمعادن الفلزية الأخرى، و 8 امتيازات تعدين لاستغلال المعادن الصناعية، و 27 ترخيص منجم صغير لاستغلال خامات الملح، والصلصال، والرمل الزجاجي، والبارايت، والفلسبار، والدياتومايت، والبازلت، والبوزولان، والحجر الجيري، والدولوميت، والرخام، والحديد البطروخي، و 912 إذنًا لاستغلال مواد الجرانيت، والرخام، والرمال، والكسارات، والصلصال، ومواد البناء الأخرى. وبلغ إجمالي مساحات المواقع التعدينية المستغَلة الممنوحة للمستثمرين أكثر من 850كم  وكذلك أصدرت وزارة البترول والثروة المعدنية 22 رخصة كشف عن خامات الذهب والمعادن الفلزية والصناعية والعناصر النادرة في عدد من المواقع لسبع شركات تعدين سعودية وأجنبية، وبلغ إجمالي المساحات المخصصة وفق الرخص الممنوحة 12.000كم  . وزاد الطلب على خدمات خبراء أعمال الكشف والمعالجة، والإنشاءات الصناعية، والخدمات التدريبية؛ فقد بلغت كميات الخامات المعدنية المستغَلة عام 1426هـ / 2005م 265 مليون طن، بزيادة قدرها 28 مليون طن عن عام 1425هـ / 2004م، وزادت إيرادات المستثمرين على 13 مليار ريال، وأرباحهم على 4.1 مليارات ريال، أما إيرادات الدولة التي هي في هيئة أجور ورسوم فلم تزد على 93 مليون ريال.وقد طبق نظام الاستثمار التعديني بمرسوم ملكي في 20 / 8 / 1426هـ الموافق 24 / 9 / 2005م ولوائحه التنفيذية. ويسعى هذا النظام إلى استقطاب المستثمرين المحليين والأجانب وتشجيع دخولهم مجال الاستثمار في قطاع التعدين، كما يسعى إلى استغلال الخامات المعدنية المحلية وتصديرها، والعمل على إحلال الخامات المعدنية المحلية بديلةً عن الخامات المستوردة، وتطوير الآليات التنفيذية اللازمة لتنظيم الاستثمار التعديني وإدارته، ومتابعة الاستثمارات التعدينية القائمة ضمن الأطر النظامية، والعمل على حماية البيئة من الآثار المترتبة على مزاولة الأنشطة التعدينية، وحجز مجمعات للأنشطة التعدينية والمواقع المتمعدنة لحمايتها من التعديات والإحداث والتملك، وتحديد مناطق الاحتياطي التعديني، وتنمية القوى السعودية العاملة في هذا المجال وتأهيلها وتدريبها وتطويرها، وزيادة كفاءة إنتاجية الخدمات الفنية المساندة. وتنظر المملكة إلى الثروات المعدنية على أنها ثروات ناضبة غير متجددة، ووضعت نصب عينيها استغلال الثروات المعدنية الاستغلال الأمثل؛ لتسهم في التنمية الاقتصادية للمملكة.وقد اتخذت الدولة كثيرًا من الإجراءات اللازمة لتشجيع الاستثمار، وجَذْب مزيد من الشركات الوطنية والأجنبية إلى قطاع التعدين، ومن هذه الإجراءات: تحديث نظام الاستثمار التعديني ليتناسب مع التجارب الحديثة في مجال التعدين، ويشجع المستثمرين، وينافس النظم العالمية في هذا المجال. كما تعاقدت وزارة البترول والثروة المعدنية مع إحدى الجهات ذات الخبرة الدولية لوضع إستراتيجية شـاملة لقطاع التعدين في المملكـة لفـترة 15 سـنة قادمة، وهدفت هذه الإستراتيجية إلى تشجيع القطاع الخاص وجذبه للاستثمار في الكشف عن المعادن المحتملة في المملكة، واستغلالها بالطرق المثلى؛ لتحقيق المنفعة العامة للمستثمر والدولة  . 
 

 شركة معادن

 
شركة التعدين العربية السعودية (معادن) شركة مساهمة سعودية أُسست في 14 / 11 / 1417هـ الموافق 23 / 3 / 1997م؛ بهدف تطوير المصادر المعدنية في المملكة. ويتركز اهتمام هذه الشركة حاليًا على مجال أعمال الذهب التي نمت في السنوات الأخيرة، ليشمل تشغيل خمسـة مناجم للذهب، هي: مهد الذهب،  والحجار، والصخيبرات، وبلغة، والأمار. وتوسِّع الشركة أنشطتها خارج نطاق أعمال الذهب بتطوير مشروع الفوسفات ومشروع الألمنيوم ومشروعات أخرى. وبالإضافة إلى ذلك فقد تعاونت الشركة منذ تأسيسها مع الحكومة والمشرِّعين المحليين - من خلال وزارة البترول والثروة المعدنية - لوضع إطار تنظيمي لتنظيم صناعة التعدين في المملكة وإدارتها.وقد خطت الشركة خطوات كبيرة في تنفيذ مشروعها الخاص بالفوسفات في المدينة التعدينية برأس الزور شمال الجبيل، بتكلفة وصلت إلى 12 مليار ريال، فقد تم توقيع عقود تشييد أربعة مجمعات صناعية لإنتاج حمض الكبريت، وحمض الفوسفوريك، والأمونيا، وثنائي فوسفات الأمونيا، بطاقة إنتاجية تصل إلى 3 ملايين طن سنويًا من مادة ثنائي فوسفات الأمونيوم، ضمن مجمع إنتاج الأسمدة في المدينة التعدينية برأس الزور الذي سيدخل مرحلة الإنتاج في منتصف عام 1431هـ / 2010م.كما تنفذ الشركة مشروع إنتاج الألمنيوم بتكلفة إجمالية تصل إلى 13.5 مليار ريال، من خلال تطوير احتياطي البوكسايت بالزبيرة التي تقع بين منطقتَي القصيم وحائل (على بُعد 180كم شمال مدينة بريدة)، وتُقدَّر احتياطياته بنحو 252 مليون طن. ويشتمل المشروع على عمليات تصنيع أولية في موقع تمعدن الخام بالزبيرة، وإنشاء منجم بطاقة إنتاجية تبلغ 3.3 ملايين طن سنويًا، وإنشاء مرافق البنية التحتية، كما يتضمن المشروع إقامة صناعات تحويلية في المدينة التعدينية برأس الزور، تشتمل على مصفاة للألومينا بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.6مليون طن سنويًا، ومصهر للألمنيوم بطاقة إنتاجية تبلغ 650 ألف طن سنويًا، بالإضافة إلى ميناء كبير لتصدير المنتجات، وسيتم توفير الطاقة الكهربائية والبخار والمياه المحلاة لهذا المشروع عن طريق إنشاء محطة لتوليد الكهرباء تبلغ طاقتها الإنتاجية 1800 ميجاوات.وترتبط منشآت التعدين مع منشآت الصناعات التحويلية بخط سكة حديد الشمال - الجنوب.وتُعد المدينة التعدينية الصناعية السعودية برأس الزور (شمال مدينة الجبيل الصناعية في المنطقة الشرقية) أول مدينة تعدينية صناعية من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وتُشيَّد بتكلفة إجمالية تُقدَّر بنحو 30 مليار ريال، وتضم في موقع واحد جميع المرافق الأساسية لإنتاج الصناعات التعدينية وتصديرها إلى الأسواق العالمية، وتبدأ من المنجم إلى المنتج النهائي. وقد صُمِّمت المدينة التعدينية وفق أحدث المعايير البيئية بما يتناسب مع السياسة البيئية للشركة التي تتوخى الحذر الشديد في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية في جميع مشروعاتها، من خلال أساليب تشغيلية متوافقة مع الأنظمة والمعايير والمقاييس البيئية المحلية والدولية. ويُتوقَّع أن يسهم المشروع في تعزيز قدرة أداء الاقتصاد السعودي، ويسهم في إيجاد ما يقارب 12ألف وظيفة للشباب السعودي.وفي مجال تطوير المعادن الصناعية تعمل الشركة لتطوير مشروع المغنيزايت في منطقة حائل، وتبلغ احتياطياته 2.7 مليون طن، كما نفذت مشروع خام الكاولين والبوكسايت بالزبيرة؛ لإمداد صناعة الأسمنت بالخام الغني بمادة الألومينا، ويُتوقَّع أن ينتج المشروع 250 ألف طن من البوكسايت منخفض النسبة، و 50 ألف طن من الكاولين سنويًا. وتبلغ التكلفة الكلية للمشروع 12.3 مليار ريال  . وقد استثمرت شركة (معادن)   638 مليون ريال في تطوير 4 مشروعات منتجة للذهب في كل من: منجم مهد الذهب، والصخيبرات، والحجار، وبلغة، يبلغ إنتاجها السنوي نحو 240 ألف أوقية ذهب، و 434 ألف أوقية فضة، بالإضافة إلى معادن أخرى مثل النحاس والزنك. وقد أنتجت الشركة منذ إنشائها عام 1417هـ / 1997م حتى نهاية عام 1426هـ / 2005م 1.488.911 أوقية ذهب، و 3.212.527 أوقية فضة، و 17.022 طنًا من النحاس، و 14.148 طنًا من الزنك، وتمكنت من تدريب الكوادر السعودية لتوظيفها في مرافقها ومنشآتها الصناعية، كما استثمرت نحو 317 مليون ريال  .  ويبين (جدول 5) نشاط التعدين بالمملكة في عام 1427هـ / 2006م.ويبين (جدول 6) مجموع مواقع التمعدن للمعادن الصناعية والفلزية المكتَشَفة حتى عام 1426هـ / 2005م.
 
شارك المقالة:
104 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook