المعادن في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المعادن في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

المعادن في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
تبلغ مساحة المملكة 1.900.000كم  تقريبًا، ونظرًا للاختلاف الكبير في خصائصها الجيولوجية، فقد وجدت في أرضها ترسبات معدنية تكونت خلال الألف مليون سنة الماضية. ويمكن تقسيم جيولوجية المملكة إلى منطقتين: منطقة الدرع العربي في الغرب وهي موازية للبحر الأحمر وتغطي ثلث مساحة المملكة وتعد المنطقة الرئيسة لوجود المعادن النفيسة مثل: الذهب والفضة والمعادن الأساسية مثل: النحاس والزنك، إضافة لبعض خامات المعادن الصناعية.
 
وتتميز المنطقة الثانية وهي منطقة الرف العربي في الشرق بوجود صخور رسوبية قديمة تحتوي على معادن صناعية جذابة اقتصاديًا، يرجع أصلها إلى ترسبات المياه الضحلة التي كانت تغطي هذه المنطقة، وتنـزلق هذه الصخور الرسوبية إلى العمق نحو الخليج العربي لتشكل خزانات طبيعية لحقول النفط والغاز.
 
وللتعدين في الجزيرة العربية تاريخ قديم، فالذهب والنحاس تم تعدينهما في العصور الغابرة، إذ توجد دلائل على هذه الأعمال القديمة في بعض المواقع التي تقوم شركات التعدين في المملكة بتطويرها إلى مناجم حديثة، وقد مر البحث عن المعادن الصناعية في المملكة بمراحل يمكن تلخيصها في الآتي:
 
أ) المرحلة الأولى:
 
وتتمثل في الفترة 1380 - 1387هـ / 1961 - 1967م وفيها تم تنفيذ المسح الاستطلاعي عن المعادن الصناعية بشكل محدود؛ وقد تركز المسح بصفة رئيسة على مواد البناء وتركز أكثر على مواد خام الأسمنت والطوب الأحمر وأحجار الزينة وبخاصة الرخام.
 
ب) المرحلة الثانية:
 
وتتمثل في الفترة 1388 - 1394هـ / 1968 - 1974م وفيها تم تنفيذ عدد من البرامج التفصيلية التي شملت الحفر وإنشاء المقالع الاختبارية لعدد من رواسب الرخام والأحجار الجيرية.
 
ج) المرحلة الثالثة:
 
وتتمثل في الفترة 1395 - 1403هـ / 1975 - 1983م وفيها تم تنفيذ برامج استكشافية منظمة حول المراكز الاستهلاكية الكبرى في المملكة بالقرب من المدن الكبيرة، وكذا حول المدن الصناعية، مع التركيز على استكشاف مواد البناء والموارد الداخلة في عدد من الصناعات التي تكثر الحاجة إليها؛ مثل: الجبس والخزف والزجاج.
 
د) المرحلة الرابعة:
 
وتتمثل في الفترة 1402 -1409هـ / 1982 -1989م وفيها تم إعداد سلسلة من خرائط المعادن الصناعية التي تبين مختلف الوحدات الصخرية للتكوينات الجيولوجية المحيطة بمدن المملكة مع توصيف تخطيطي لتكوينها الكيميائي والمعدني والفيزيائي والاستخدام الصناعي المحتمل، كما تم إجراء بعض الدراسات الاستكشافية لعدد من الرواسب المعدنية في الدرع العربي لتقييم جدواها الاقتصادية.
 
هـ) المرحلة الخامسة:
 
وتتمثل في الفترة 1410 - 1417هـ / 1990 - 1996م وفيها تم تنفيذ مشروعات اقتصادية لعدد من الرواسب الناتجة عن المعادن الصناعية وتشمل: (الفوسفات، والبوكسيت، والجبس، والحجر الرملي، وبيروفليت، والكاولين، والرخام) التي سبق اكتشافها؛ وقد شملت تلك المشروعات برامج الحفر والاختبارات الصناعية ودراسات الجدوى الاقتصادية الأولية، بهدف تجهيز المشروعات المشار إليها بوصفها فرصًا استثمارية  .  ويبين (جدول 32 ، 33 ) الخامات المعدنية اللافلزية والخامات المعدنية الفلزية في المملكة.
 
2 - المعادن في المنطقة:
 
دلت الدراسات والمسوحات الجيولوجية الاستكشافية التي قامت بها المديرية العامة للثروة المعدنية خلال الفترة 1395 - 1404هـ / 1975 - 1984م في تبوك والمناطق المجاورة لها على توافر مجموعة من رواسب الأحجار الجيرية أهمها راسب الأحجار الجيرية المرجانية المحاذي لشاطئ البحر الأحمر بمنطقة رأس مهاريش على بُعد 20كم شمال غرب مدينة ضباء، وفي عام 1403هـ / 1983م نفذت المديرية العامة للثروة المعدنية دراسة تفصيلية شملت الحفر عن راسب الأحجار الجيرية في رأس مهاريش لتقييمه اقتصاديًا كيفًا وكمًا، وقد أكدت هذه الدراسة صلاحية هذا الراسب فنيًا وتوافر احتياطيات كبيرة منه تشجع على استغلاله، ولذا تم تأسيس شركة أسمنت تبوك؛ وبخاصة في ظل توافر المواد الخام الأخرى مثل: المواد الطينية والجبسية بالقرب منه.
 
ومن أهم المعادن الصناعية التي تم اكتشافها في المنطقة: البوزولان، والجبس والأنهيدرايت، والحجر الجيري، والدولوميت، والسيليكا، والصلصال، والداياتومايت، والفلسبار، والإلمنيت، والأسبستوس. وفيما يأتي بيان موجز عن هذه المعادن وأمكنة وجودها في المنطقة.
 
أ) البوزولان:
 
يشكل البوزولان مواد سليسية أو سيليكية ألولمينية قادرة على أن تتفاعل كيميائيًا مع هيدوركسيد الكالسيوم لتكون مركبات لها خصائص أسمنتية، وتشير الدراسات الاقتصادية الأولية إلى إمكانية استخدام مواد البوزولان المحلية في إنتاج نوعية عالية الجودة من الأسمنت المقاوم للرطوبة والأملاح.
 
ومن أمكنة وجوده في المنطقة: رأس قارة (شمال حرة جبيش)، وحملاس (جنوب حرة جبيش)، والهديرة، وجبل سلاجة.
 
ب) الجبس والأنهيدرايت:
 
يعد الجبس أكثر الكبريتات انتشارًا؛ حيث يوجد على طول السهل الساحلي للبحر الأحمر بين خليج العقبة وينبع البحر، ويوجد معدنًا أو صخرًا رسوبيًا، وبصورة عامة يكون مصاحبًا للحجر الجيري والصلصال. كما يوجد عادة في شكله غير المائي (الأنهيدرايت).
 
ويستخدم الجبس في عدد من الصناعات من أهمها: صناعة الجص أو ما يسمى عجينة باريس التي تستخدم في إنتاج وحدات المباني الجاهزة، ومادة مضافة في صناعة الأسمنت والزجاج، ومحسنًا للتربة، وعنصر تمديد وحشو في عدد من الصناعات مثل: الورق والدهانات، كما يستخدم في مركبات الكبريت، وحجر الزينة، وفي الخرسانة والطوب.
 
ومن أمكنة وجوده في المنطقة: منطقة مقنا في شبه جزيرة مدين، ويبرز راسب مقنا في مجموعة من التلال متوسطة الارتفاع تنحدر بشكل حاد إلى ساحل خليج العقبة وتقدر الاحتياطيات بنحو 33.6 مليون طن، كما يوجد في شرم ماهر وشرم حسي  ، يقدر الاحتياطي منه بنحو 58 مليون متر مكعب للطبقة العلوية و 117 مليون متر مكعب للطبقتين، ويوجد في شرم حسي محجر لتغذية أحد المصانع الموجودة في المنطقة، وكذا في مرسى مقبرة، إذ بلغ الاحتياطي منه نحو 18 مليون متر مكعب للطبقة العلوية وأكثر من 33 مليون متر مكعب للطبقتين؛ حيث توجد الرواسب شمال المرسى وجنوب وادي النبت.
 
ج) الحجر الجيري: 
 
يحتوي الحجر الجيري على نسبة لا تقل عن 50% من كربونات الكالسيوم التي غالبًا ما تكون بكميات متفاوتة من كربونات المغنيزيوم، وينفرد الحجر الجيري من بين جميع المعادن والصخور الصناعية بأنه الأكثر استخدامًا.
 
وللحجر الجيري مجموعة من الاستعمالات المرتبطة بخواصه الفيزيائية والكيميائية، فهو يستخدم في: حجارة رصف الطرق، وصناعة الخرسانة، والأحجار المنحوتة، وأحجار البناء، والأسمنت البورتلاندي حيث يشكل 85% من نسبة المواد الخام المكونة لمادة الأسمنت، ومواد الصهر، وطوب الكالسيوم السيليكاتي، وفي الزراعة لتخفيف حموضة التربة، والتبييض (إضافة اللون الأبيض)، ويستخدم مواد حشو في عدد من الصناعات مثل: المطاط، والورق، واللدائن (البلاستيك)، وصناعة الزجاج، والجير، كما يستخدم في تكرير السكر.
ومن أمكنة وجوده في المنطقة: وادي سلمى جنوب شرق ضباء، وجنوب شرم جبة شمال غرب ضباء، وهضبة رأس محاريش إلى الشرق من جنوب شرم جبة. ويقدر الاحتياطي الموجود في المنطقة بنحو 120 مليون طن.
 
د) الدولوميت:
 
يحتوي معدن الدولوميت على كربونات المغنيزيوم وكربونات الكالسيوم ولكن الدولوميت النقي نادر الوجود، ويتم تعدين الدولوميت إما بالتعدين السطحي أو تحت الأرضي.
ويستخدم الدولوميت في أعمال الطرق والخرسانة المسلحة، وأحجار البناء، وفي الزراعة في إعادة التوازن الحمضي للتربة، كما يستخدم في صناعات الطوب الحراري في الأفران والمسابك، وفي عمليات صهر المعادن وفي صناعة الزجاج ومعدن المغنيزيوم، وكذلك يستخدم الدولوميت في صناعة المواد العازلة مثل: الصوف الصخري، ومواد الحشو في عدد من الصناعات.
ومن أمكنة وجوده في المنطقة:أملج جنوب غرب تبوك، ويعد الدولوميت الموجود في أملج عالي المحتوى بالمغنيزيوم؛ حيث نسبة التركيز 17.9% أكسيد مغنيزيوم، و 4.6% أكسيد سيليكون، و 0.4% أكسيد حديد.
 
هـ) السيليكا: 
 
توجد السيليكا أو ثاني أكسيد السيليكون في حالتها الحرة أساسًا في شكل بلوري يعرف بمعدن المرو الذي يعد من أصلب المواد الكاشطة على سطح الأرض وأكثرها استقرارًا من الناحية الكيميائية. وتراوح مصادر السيليكا البلورية بين رمل الكوارتز والحجر الرملي، والكوارتزايت وكوارتز كتلي في العروق والبجمتايت.
 
ويستخدم رمل السيليكا النقي والحجر الرملي في أغراض متنوعة ابتداءً من تصنيع الزجاج إلى البناء والإنشاءات ويمكن حصر هذه الاستخدامات في: تصنيع الزجاج، رمل السبك، التكسر، الترشيح، المواد الكاشطة، وكربيد السيليكون، ومواد الحشو، وطوب السيليكا وسيليكات الصوديوم.
 
ومن أمكنة وجوده في المنطقة: وادي الهداة وجبل الفوهة غرب تبوك وتقدر الاحتياطيات فيها بنحو 100 مليون طن، وفي شرق تيماء على حواف النفود، وجنوب تيماء بالقرب من طريق المدينة.
 
و) الصلصال:
 
يشكل الصلصال مادة ترابية ناعمة الحبيبات ومكونة بشكل أساسي من سيليكات الألمنيوم المائية الطينية المتبلورة التي تحتوي على الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم. وتشمل معادن الصلصال الرئيسة التجارية: كاولينايت، ومنتمورلونايت أو سمكتايت، والإليت، والأتابولجايت.
 
ويستخدم الصلصال محاوي للكاولينايت في عدد من الصناعات أهمها: صناعة الخزف، والورق، والمطاط، واللدائن، والألمنيوم، والصوف الصخري، كما يستخدم الصلصال المتنوع الناعم الحبيبات في تحضير مخلفات الاحتراق للأسمنت البورتلاندي.
 
ومن أمكنة وجوده في المنطقة: راسب دماج غرب تبوك ويقدر احتياطيه بنحو أربعة ملايين طن، وثلاثة نطاقات شرق مدينة تبوك ضمن منطقة ممتدة مساحتها ما بين 50 و 80كم  ؛ وهي: شمال شرق مركز الشرطة، وشرق طعوس العرقانة، وجنوب غرب وادي أبو عرادة.
 
ز) الدياتومايت:
 
نظرًا للتركيب الكيميائي لبودرة الدياتومايت الطبيعي أو المحمص وكثافتها النوعية المنخفضة فإنه يستخدم بوصفه مرشحًا لتطهير المياه، ولتصفية المشروبات، ولسوائل التنظيف الجاف، كما يستخدم حاملاً للمبيدات الحشرية، ومادة كاشطة ناعمة.
 
ومن أمكنة وجوده في المنطقة: بئر حيزا شرق تيماء في الجزء الجنوبي الغربي من صحراء النفود، ويقدر الاحتياطي منه في المنطقة ما بين 35 و 50 ألف طن.
 
ح) الفلسبار:
 
الفلسبارات هي مجموعة كبيرة من المعادن المتكونة أساسًا من سيليكات الألمنيوم، وهي ذات ألوان فاتحة غالبًا؛ ومنها: الأبيض والوردي والأصفر والبرتقالي والرمادي، أما إذا كانت خضراء اللون فتعرف باسم الأمازونيت. وتعد الفلسبارات المكون الرئيس لبعض أنواع الصخور النارية وبخاصة الجرانيتات، وأهمها البجماتيت والإيليت والجرانيت القلوي، وبعض أنواع الصخور المتحولة والرسوبية؛ مثل الأركوز والحجر الرملي الفلسباري.
 
وتوجد التركيزات الاقتصادية للفلسبار -على الأغلب - في الصخور الفلسية الموجودة في المحقونات الجرانيتية، وفي عروق البجماتيت، وفي أجسام السيانيت.
 
وتستخدم الفلسبارات في كثير من الصناعات من أهمها: صناعة الزجاج التي تستهلك نحو 65% من الإنتاج العالمي من الفلسبار، وصناعة الخزف، وصناعة مواد الكشط، كما تستخدم مواد حشو في صناعة البلاستيك والدهانات والمطاط، وصناعة العوازل الكهربائية والقباب اللدائنية.
ومن أمكنة وجوده في المنطقة: جبل سودة على مسافة 7كم جنوب مدينة حقل على خليج العقبة، إذ يشكل جسمًا جوفيًا يبلغ قطره نحو كيلو متر.
 
ط) الإلمنيت:
 
يمثل الإلمنيت (أكسيد الحديد والتيتانيوم) المصدر الرئيس العالمي لعنصر التيتانيوم، وهو معدن ذو لونين: أسود إلى بني محمر، ويوجد الإلمنيت في صخور الانورثوزايت، كما يوجد في صخور الجابرو والنورايت والنفلين سيانيت، ويستخرج من الرمال الساحلية السوداء، ويتم تحجير الإلمنيت بطريقة الحفرة المكشوفة (التعدين السطحي). ويستخدم نحو 95% من التيتانيوم المنتج عالميًا في شكل أكسيد لتصنيع الأصباغ البيضاء المستخدمة في صناعة الدهان والمطاط والورق واللدائن.
 
ومن أمكنة وجوده في المنطقة: وادي حيان على بعد 75كم شمال الوجه، وجنوب صدع فرح بمساحة 115كم  ، ويقدر الاحتياطي الموجود منه بنحو 280 ألف طن خام؛ منها 20 ألف طن خام عالي التركيز، في وادي قبقب شمال الوجه وشمال صدع فرح بمساحة 40كم  ، ويقدر الاحتياطي منه بنحو 217 ألف طن.
 
ي) الأسبستوس:
 
توجد رواسب الأسبستوس الاقتصادية في صخور الدولوميت والكوارتزايت الحاوية للحديد، والحجر الجيري الدولوميتي المتحول إلى سربنتين، ويتم استخراج الأسبستوس بطريقة التعدين السطحي (المنجم المفتوح).
 
وهو يستخدم في صناعة الأسبستوس الأسمنتي، ومنتجات الأرضيات، وصناعة منتجات الاحتكاك (الكوابح والتروس)، والأنسجة (الستر الواقية بالحديد)، كما أن ألياف الأسبستوس لها خاصية المرونة وقوة الشد ومقاومة الحرارة العالية ومقاومة الأحماض ولذا فهي تستخدم في عدد من التطبيقات الصناعية.
 
ومن أمكنة وجوده في المنطقة: جبل خشم نابون في منطقة العيص، حيث يحتوي الجبل على اثنين من مواقع الأسبستوس السبعة، ويوجد أكبر هذه المواقع في الجانب الشرقي للجبل حيث يغطي مساحة مقدارها 6كم  ، كما يوجد في أملج.
 
هذا بالإضافة إلى عدد من المعادن الصناعية الثانوية الموجودة في المنطقة مثل: التلك (شرق جبل هيفاء، ووادي المريخات)، والملح والبوتاس (وادي عفال)  ، والفوسفات (مقنا، وسنام)، والفلورايت (جبل تيران)، والبارايت (جبل حمدة، وجبل الرغامة، وجبل المسير، وجبل عمرة، وضيلان، ووادي أظلم)، والميكا (جبل طريم بالقرب من أملج) 
 
شارك المقالة:
65 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook