المعالم التضاريسية في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المعالم التضاريسية في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

المعالم التضاريسية في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية.

 
تحوي منطقة جازان تضاريس متنوعة تختلف في الغرب عن الشرق؛ ففي الغرب يوجد البحر الأحمر وسهول تهامة، وفي الشرق توجد جبال تهامة؛ (خريطة 3) . وقد أدت عوامل التعرية المختلفة إلى وجود مظاهر تضاريسية مختلفة؛ (خريطة 4) ويمكن تناول ذلك على النحو الآتي:
 

البحر الأحمر 

 
البحر الأحمر مسطح مائي ضيق يفصل شمال شرق إفريقية عن شبه الجزيرة العربية، وهو يرتبط بالمحيط الهندي في الجنوب، ويكاد يرتبط كذلك بالبحر المتوسط عبر خليج السويس. ولأن البحر الأحمر مهم في التجارة الدولية فهو يختصر المسافة بين أوروبا والمحيط الهندي. حُفِرَتْ قناة السويس تحت قيادة فرديناند دي ليسبس (Ferdinand de Lesseps) عام 1286هـ / 1869م، وبها أصبح البحر الأحمر يرتبط كذلك بالبحر المتوسط. وتطل 8 دول على البحر الأحمر هي: المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وفلسطين المحتلة، والجمهورية اليمنية، وجمهورية السودان، وجيبوتي، وإرتيريا. وتبلغ مساحة البحر الأحمر 450.000كم  تقريبًا، ومتوسط عمقه 491م مقارنة مع متوسط عمق المحيطات وهو 3700م، وأقصى عمق سُجِّّل بالبحر الأحمر هو 2850م وهو عمق صغير مقارنة بالمحيطات ولكنه كبير مقارنة بحجم البحر الأحمر  
 
والبحر الأحمر أخدود محيطي ضيق يمتد إلى 2000كم طولاً، ويبدأ عند مضيق باب المندب الذي يصل بين المحيط الهندي والبحر الأحمر عبر خليج عَدَن، ويمتد من درجة عرض 00 13 ْ حتى 00 28 ْ شمالاً. وفي جزئه الشمالي يمتد منه ذراعان هما خليج السويس، وخليج العَقَبَة. ويصل عرض البحر الأحمر في الشمال إلى نحو 180كم، ويتسع نحو الجنوب حتى يصل إلى أقصى اتساع له عند جازان إذ يصل عرضه إلى 350كم، ثم يضيق مرة أخرى حتى لا يتعدى عرضه أكثر من 30كم عند مضيق باب المندب  
 
ويتسع الرف القاري في الجنوب ولكنه يضيق في الوسط والشمال حتى لا يتعدى كيلومترات محدودة، ويسمى أحيانًا بمنطقة الشعاب المرجانية لأن هذا الرف القاري يغطى بشعاب مرجانية نامية على امتداد طول البحر الأحمر. ومن نطاق الشعاب المرجانية يهبط قاع البحر بسرعة عظيمة على شكل مدرجات نحو هوَّة الأخدود عند خط عمق 500م، ثم إلى 1000م قرب المحور المركزي للبحر الأحمر، وهنا تنحدر جوانب قاع البحر الأحمر بشدة نحو مركز الخسف الذي يبلغ عمقه نحوًا من 1500م، وذلك على معظم امتداده على طول البحر الأحمر. وتحوي هذه المنطقة حفرًا و هـوات سحيقة قد يبلغ بعض أعماقها أكثر من 2500م.
 
ويختلف خليج السويس عن خليج العَقَبَة اختلافًا كبيرًا فيما يتعلق بالأعماق؛ ففي الوقت الذي نجد فيه خليج السويس خليجًا ضحلاً ذا قاع يميل إلى الاستواء ولا يزيد عمقه عن 73م مع تزايد العمق عند اتصاله بالبحر الأحمر، نجد خليج العَقَبَة ذا جوانب شديدة الانحدار وعمق كبير جدًا قد يصل عند السواحل الشرقية إلى 1800م على الرغم من أن عرضه لا يزيد على 30كم. ويُعدُّ خليج العَقَبَة نموذجًا صغيرًا للبحر الأحمر نفسه، فكما أن البحر الأحمر يعيق اتصاله بخليج عَدَن وجود جدَّة أو عتبة صخرية شمال باب المندب على عمق 100 إلى 130م، كذلك خليج العَقَبَة يفصله عن البحر الأحمر جدَّة تِيْرَان عند مدخله على عمق 250 إلى 300م  
 
 
1 - الملوحة:
 
لا يتغير متوسط ملوحة المحيطات المفتوحة على السطح عمومًا فهي نحو 35 جزءًا بالألف (0035 / 0) وتوجد الملوحة العالية في المسطحات المائية التي يتجاوز فيها التبخر بشكل كبير ما يسقط من أمطار؛ ولهذا فليس من المستغرب أن يكون البحر الأحمر أكثر المحيطات والبحار العالمية ملوحة متخطيًا حتى الخليج العربي في بعض أجزائه، فعند جزيرة بريم يبلغ متوسط ملوحة سطح المياه نحو 36.5 00 / 0، ومثل هذا المتوسط كذلك نجده في الجزء الغربي من خليج عَدَن، وتتزايد الملوحة بانتظام كلما اتجهنا شمالاً مع المحور المركزي للبحر الأحمر؛ فهي 38 00 / 0 عند خط 00 17 ْ شمالاً، و 39 00 / 0 عند درجة عرض 00 22 ْ شمالاً، و 40 00 / 0 عند درجة عرض 00 26 ْ شمالاً. وتوجد قراءات تصل إلى 40.5 00 / 0 عند مدخل خليجي العَقَبَة والسويس، وهناك عدد من الشواهد على أن الملوحة في الجزء الغربي من البحر الأحمر على درجة عرض واحدة أعلى منها في الجزء الشرقي منه بنحو 1%، ولهذا تجنح خطوط الملوحة المتساوية إلى السير من شمال الشمال الشرقي نحو جنوب الجنوب الغربي  
 
ودورة المياه في البحر الأحمر غير واضحة تمامًا، ولكن من المعلوم أن الماء يتدفق داخل خليج عَدَن في فصل الصيف نظرًا إلى حركة الماء من خليج عَدَن إلى داخل بحر العرب نتيجة للرياح الموسمية الجنوبية الغربية إلى حد ما، وفي فصل الشتاء ينعكس اتجاه هذا التدفق المائي ويتراكم الماء في خليج عَدَن نظرًا للرياح الموسمية الشمالية الشرقية، ويعزز التدفق في البحر الأحمر هبوب رياح جنوبية شرقية تسود جنوب البحر الأحمر. ومتوسط زمن إقامة مياه البحر الأحمر بالنسبة إلى 150م العلوية هو نحو 5 سنوات، كما يتم تغيير مياه ذلك المسطح المائي بأسره خلال فترة قد تصل إلى 200 عام  
 
2 - الشعاب المرجانية: 
 
الشعاب المرجانية هي أشكال هيكلية متعددة نجمت عن إفرازات حيوان المرجان، حيث يقوم هذا الأخير بامتصاص كربونات الكالسيوم من ماء البحر ويبني بها ما يُعْرَفُ بالمستعمرات المرجانية، وتعيش الطحالب بين ثنايا الشعاب بشكل دائم، ويعيش كل منهما على حساب الآخر. وعلى الرغم من شهرة المرجان إلا أنه لا يشكل عادة سوى نسبة ضئيلة من الصخور الجيرية المرجانية حيث تختلط بها كل من الطحالب والمنخريات والرخويات وعدةُ أصناف من المحارات.
 
وتتوزع الشعاب المرجانية بمختلف أنواعها في خمسة مواقع رئيسة على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، ولا يعني ذلك خلو الأجزاء الأخرى من هذه الشعاب، حيث يتزايد انتشار هذه الشعاب أو يتناقص بحسب الظروف البيئية الطبيعية المناسبة لنمو المرجان على طول ساحل البحر الأحمر، فحينما تصبح هذه الظروف مناسبة تتزايد الشعب المرجانية كما هي الحال في المواقع: ساحل رأس الشيخ حُمَيْد، وساحل شمال أَم لُجّ (أملج)، وساحل شمال جدَّة، وساحل الليث والقُنْفُذَة، والساحل المواجه لجازان، بينما يقل انتشارها في مواقع: ساحل خليج العَقَبَة، والساحل من شمال ضبا إلى جنوب الوجه، والساحل من جنوب جدَّة إلى شمال الليث، وساحل شمال جازان وجنوبها.
 
وتنقسم الشعاب المرجانية إلى نوعين هما:
 
أ) شعاب الأطر المرجانية الساحلية:
 
وهي شعاب مرجانية على هيئة رصيف يمتد طوليًا بموازاة الساحل ويبتعد عنه مسافة تراوح بين مئات الأمتار وبضع كيلومترات، ولا يظهر فوق سطح البحر عادة إلا عند الجزر، وتنمو الأطر المرجانية في نطاق الأجزاء الضحلة القريبة من الساحل، ويعد هذا النموذج من الشعاب من أبسط الأشكال المرجانية، ويتألف عادة من عتبة مرجانية تنمو في طرفها البحري نحو الأعلى في اتجاه البحر نتيجة للنمو المستمر للمرجان.
 

الأطر المرجانية للساحل الخارجي (الحواجز)

 
تتضمن الأطر المرجانية الخارجية البعيدة عن الساحل حواجز مرجانية تمتد موازية لخط الساحل، وعادة ما تنفصل عنه ببحيرات ساحلية طويلة أيضًا، كما تتضمن الشعاب الخارجية أشكالاً أخرى مثل: العتبات المرجانية المنعزلة، والجزر المرجانية الحلقية. وتوجد معظم أنماط الشعاب المرجانية المذكورة في الساحل الخارجي للساحل الشرقي للبحر الأحمر، إلا أنها تتباين في توزعها من حيز إلى آخر، ففي حين تزيد أشكال الأطر المرجانية الحاجزية والعتبات المرجانية في معظم أجزاء النمو المرجاني تندر الجزر المرجانية الحلقية على الساحل الشرقي للبحر الأحمر  
 
 
3 - بعض جزر البحر الأحمر:
 
يختلف توزع الجزر على طول الساحل الشرقي للبحر الأحمر نتيجة لعوامل نشأة هذه الجزر، وبداية يمكن القول بأن معظم الجزر تتكون من شعاب مرجانية منخفضة وشعاب عائمة بالدرجة الأولى، بينما يندر وجود الجزر البركانية على الرغم من أن كثيرًا من الجزر الشعابية قد نمت فوق الصخور البركانية.
 
وبالإمكان تناول نمطين متباينين من هذه الجزر حسب عوامل النشأة، والمنسوب، وأشكال السطح، على الرغم من عدم الاختلاف التام بين مكوناتهما الصخرية على النحو الآتي:
 
أ) الجزر الشعابية الطينية المنخفضة:
 
تتكون هذه الجزر أساسًا من عتبات مرجانية مغطاة بِكِسَرٍ من الشعاب المرجانية، والحصى، والرمال الخشنة، والرمال المشتقة من المرجان، ومن الطين المالح، وأحيانًا من الطين الريحي. وتنشأ هذه الجزر عادة عندما تهاجم الأمواج عتبات الشعاب المرجانية وتؤدي إلى تكسر المرجان ورفعه فوق هذه العتبات، وتتراكم كِسَرُ المرجان في الجانب المواجه لهبوب الرياح، بينما تتدرج الرواسب في حجمها نحو الداخل لتتحول إلى مادة رملية وطين، وينجم عن استمرار هذا التراكم ارتفاع العتبة فوق مستوى المد مكونة جزيرة منخفضة. ويشير القطاع العرضي لهذه الجزر إلى ارتفاعها في الجانب البحري المواجه للرياح والأمواج وانخفاضها التدريجي في الاتجاه المعاكس حيث يتحول وسطها إلى مجموعة منخفضات، أو إلى منخفضات ذات مستنقعات تنمو فيها غابات المانجروف.
 
ويشكل الطين نسبة عالية من الرواسب السطحية التي تغطي هذه الجزر، وذلك ابتداء من تلك الجزر الممتدة من الساحل المقابل لمدينة الليث حتى ساحل جازان؛ مما أدى إلى نمو غزير للغطاء النباتي على هذه الجزر وبخاصة أشجار الشورة (Avicennia Marina) التي تمثل النوع الرئيس في غابات المانجروف، وقد نجمت إرسابات الطين مما تقذفه أودية تِهامة من رواسب طينية في البحر تنقلها تيارات النقل الساحلي، وترسبها على سواحل هذه الجزر المنخفضة باستمرار، إضافة إلى ما ترسبه العواصف الغبارية والرملية على سطوح هذه الجزر، حيث أثبتت عدّةُ دراساتٍ وجود طين ريحي عليها  
 
ب) الجزر الشعابية الطافية:
 
- جزر فَرَسَان: 
 
تقع جزر فَرَسَان في جنوب شرق الجزء الجنوبي من البحر الأحمر، وتبعد عن سواحل جازان بنحو 40كم تقريبًا، وتمتد مجموعة الجزر بين درجتي عرض 20 َ 16 ْ و 20 َ 17 ْ شمالاً وخطي طول 24 َ 41 ْ و 28 َ 42 ْ شرقًا. وهي تقع حيث يصل البحر الأحمر إلى أقصى اتساعه 350كم، وتقابل جزر فَرَسَان جزر دَهْلَك في الجانب الإفريقي التي كان يقصدها أهالي جزر فَرَسَان وجازان واليمن بحثًا عن اللآلئ في مصائدها الغنية بالمحار، بالإضافة إلى ما كانوا يقومون به من الصيد على سواحل جزر فَرَسَان نفسها.
 
ويضم أرخبيل فَرَسَان عددًا كبيرًا من الجزر من أكبرها وأهمها: جزر فَرَسَان الكبرى، والسَّقِيد، وقُمَّاح، وهي الجزر الوحيدة المسكونة بصفة دائمة من الفَرَسَانيين، ويبلغ طول جزيرة فَرَسَان الكبرى نحو 66كم، وعرضها يراوح بين 5 و 8كم، والسَّقِيْد طولها نحو 35كم، وعرضها 10كم. أما بقية الجزر فقد يسكنها بعض الصيادين أو المتنـزهين ولكن لفترة قصيرة جدًا، وبعض الجزر يوجد فيها مراكز دائمة لحرس الحدود. ويعمل معظم سكانها بصيد السمك، وقليل منهم يعملُ بالزراعة في بعض الواحات؛ مثل زراعة الدخن والذرة والشمام. وفيما يأتي عرض أسماء 84 جزيرة من جزر فَرَسَان:  
 
 فَرَسَان الكبرى (المساحة: 381كم  ، المحيط: 215كم).
 
 السَّقِيد (المساحة: 149كم  ، المحيط 98كم).
 
 قُمَّاح (المساحة نحو 15كم  ، المحيط: 29كم).
 
 دُمْسُك (المساحة: 12.5كم  ، المحيط: 23كم).
 
 زِفَاف  (المساحة: 30كم  ، المحيط: 38كم).
 
 الدسَّان (المساحة: 34كم  ، المحيط: 25كم).
 
 وُشْكة (المساحة: 1.2كم  ، المحيط: 6كم).
 
 كيِّرَة (المساحة: 5كم  ، المحيط: 11.5 كم).
 
 دَوْشَك (المساحة: 4كم  ، المحيط: 13كم).
 
 البغلة (المساحة: 1.3كم  ، المحيط: 1كم).
 
 أبكر عقيلي (المساحة: 1.8كم  ، المحيط: 9كم).
 
 سَلُوبة (المساحة: 1.6كم  ، المحيط: 6كم).
 
 سَاسُوه (المساحة: 18.8كم  ، المحيط: 28كم).
 
وفيما يأتي أسماء بقية الجزر:
 
أبو شوراية - قاسم - سولين - عبلات - منظر - الدويِّمة - العواشق - عكرم - أزرط - ذو دفر - الغزا - أم الوزف - رَبا - سمر - فرخ سمر - رامين - مرين - صَيِّل رَبا - الهندية - المتواصلة - غلام - قمارى - باقل - أبو المدَّة - مقمر - هديفة - ذو حراب - ذو ثلاث - أم السرو - أبو حُمَّد - أم الشوك - الطرق - أم الحجر - الأجهان - شُمَه - مَسَد - مطحن - الماليح - سمر القحمة - كُتُمْبُل - فيران - شُرَع - أبو شقور - سواحل - ركبين - غراب - الضاحك - ذو الراكة - أم الكهوف - أحبار - آمنة - أم الأصَل - أم الحزف - ذو الكُنُب - قاضية - العولتين - سِيا - أم الأزافي - أبو الأبصار - أم القبة - شريف - عبد - جبل شِعرَه كبير - جبل شِعرَه صغير - جبل العير - حافر - الوصم - الشعبان - أبو شعفة - فرافر - أبو الشرائع.
 
1) التكوين الجيولوجي:
 
تتكون جزر فَرَسَان من مسطحات من الأحجار الجيرية الشعابية  التي لا ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 20م في المتوسط، وقد ولدت الجزر نتيجة لوجود كتل هائلة من الملح المايوسيني المندفع إلى أعلى مكونًا قبابًا ملحية صخرية قامت برفع ما عليها من الإرسابات الكلسية التابعة للزمن الثالث، وتشير الآبار المحفورة في جنوب غرب الجزر للبحث عن البترول إلى سيادة الملح على عمق كبير، وقد تعرضت هذه الجزر إلى عدة انكسارات وتصدعات نتيجة لتوسع البحر الأحمر في زمن البلايستوسين؛ مما أدى إلى عملية رفع مستمرة لهذه الجزر. ولا يوجد تاريخ مؤكد للحجر الجيري الشعابي، ولكن لو أخذنا بالحسبان أدنى مستوى وصلته مياه البحار خلال آخر تقدم جليدي فهذا يُشير إلى عمر يقدر بأكثر من 100.000 سنة على الأقل. كما تُشير المصاطب الشاطئية المحفورة في سطوح الحجر الجيري الشعابي والقشرات الكلسية الصلبة المركزة القديمة إلى أن سطوح الشعاب المرجانية المستوية تعود - في الغالب - إلى الفترة من أواسط البلايستوسين إلى بدايته، وبعد رفع هذه السطوح المرجانية المستوية وتكسُّرها نشأت هذه الجزر، ثم تعرضت بعد ذلك إلى عمليات غمر بحري، وأدى تقدم مياه البحر نحو الجزر إلى نحت حوافها بوساطة عامل الأمواج، ونشوء خطوط طويلة من الجروف على سواحل معظم الجزر.
 
ومن أهم التكوينات الجيولوجية في هذه الجزر الحجر الجيري الشعابي، وهو يغطي كافة الجزر على شكل قشرة من الحجر الجيري الصلب، ويحتوي على عدد كبير من الحفريات. وقد تعرضت قشرة هذا الحجر للانكسارات فأظهرت بعض القاعدة التي ترتكز عليها مثل سلاسل الحجر الجيري المارلي، وقد تغطيها إرسابات حديثة مفككة مثل إرسابات الرمال الكلسية، أو إرسابات الأصداف، وفي شمال جزيرة فَرَسَان الكبرى توجد سلاسل من تكوينات الطين والجبس والأنهايدرايت مختلفة السُّمك، وتعرف عند سكان الجزيرة بمنطقة الجص  
 
2) التضاريس:
 
يتميز سطح الجزر عمومًا بقلة ارتفاعه عن مستوى سطح البحر، حيث يراوح بين 10 و 20م، وقد يزيد هذا الارتفاع عند الأطراف إلى ما يقارب 40م، ويبلغ أقصى ارتفاع فوق مستوى سطح البحر 72م عند جبال البَطْن، ويسمي الفرسانيون هذه المرتفعات البسيطة جبالاً، كما تنتشر الأخاديد التي نتجت بسبب بعض الانكسارات، وقد تشغلها بعض الأودية، والجروف الصخرية التي تنتشر انتشارًا كبيرًا حول سواحل معظم الجزر، وبخاصة سواحل شرق جزيرة فَرَسَان الكبرى. وفي غرب جزيرة فَرَسَان الكبرى ومعظم جزيرة السَّقِيد تتناثر الأحجار على السطح على الرغم من استوائه؛ مما يجعل التنقل بالسيارة بعيدًا عن الدروب المعروفة صعبًا. وتوجد بعض السباخ والشواطئ الرملية في سواحل فَرَسَان الكبرى الشرقية وحول معظم جزيرة السَّقِيد.
 
ويفصل جزيرة فَرَسَان الكبرى عن جزيرة السَّقِيد ممر مائي ضحل لا يزيد عمقه عن 3م، وعرضه عن 300م، وكان أهل جزيرة فَرَسَان الكبرى ينتقلون عبره إلى السَّقِيد أيام جني الرطب على ظهر الجمال عندما يجزر البحر، ولذلك يسمى (بالمعادي). وقد بُني جسر يربط إحدى الجزيرتين بالأخرى. ومن الممكن تجاوزًا تقسيم مظاهر السطح في جزر فَرَسَان إلى ثلاثة أقسام هي:
 
- المرتفعات والتلال:
 
من خصائص مظاهر سطح جزر فَرَسَان استواؤها وقلة ارتفاعها، ماعدا بعض الروابي التي تعد جبالاً، على الرغم من أن ارتفاعها لا يتعدى متوسطه 40م، وتشرف هذه الجبال على السواحل مباشرة ومنها جبال شدا 11م وامتدادها في رأس شدا  ، وتقع في جنوب شرق جزيرة فَرَسَان الكبرى في مواجهة جزيرة قُمَّاح إلى الغرب، وإلى الشمال منها يقع خليج جَنَابَة، وجبال المَغاوي شمال الخور في الجزء الشمالي من جزيرة فَرَسَان الكبرى، ومنها جبل خلة 20م  ، وجبل ضَاري 22 - 29م، وجبل كندرة 22م. وفي شمال غرب جزيرة فَرَسَان وجنوب الحسين توجد جبال الأصْبَاح 23م وجبل طيار 42م شمال غرب الحسين، وإلى الشمال منها يوجد جبل مخيزن 36م، وأمام جزيرة كَيِّرة يقع رأس الطرف، وخلفه يقع جبل الحمارة 20م، وجبل البطن 40 إلى 72م، وإلى الشمال الغربي من صَيِّر هناك جبل الشرجين 45م، وجبل الحقنة 46م، وجبل الشعبة 48م، وجبل الحاجب 39م، وإلى الشمال الغربي من هذه الجبال تقع جبال المنصبح 29م. وفي جزيرة السَّقِيد توجد جبال ذات ارتفاعات مختلفة منها جبل جوهرة 21م في جنوب الجزيرة، وجبل قد الحيمة 26م، وجبل الحارة 27م، وهي تقع جنوب ختب. وفي جزيرة الدسان تقع جبال الدسان 28م في جزئها الجنوبي، وفي جزيرة زفاف يوجد جبل زفاف 67م في جزئها الشرقي حول خور التُّرك الغني بنباتات الشورة (Avicennia Marina) والقندل (Rhizophora Mucronata).
 
- الأودية والشعاب:
 
يوجد عدد من المجاري المائية التي قد لا تكون أودية بالمعنى المتعارف عليه، بل هي مجار قصيرة تتجمع فيها المياه، ثم تجري لمسافة قصيرة، وقد تعترضها بعض الشقوق التي تبتلع مياهها؛ وبخاصة عند الأخوار. ومن أهم هذه الأودية وادي مطر  ، ويُطْلَقُ عليه في مجراه الأعلى وادي المحرَّق، وهو الوادي الرئيس ويصب في جنوب جزيرة فَرَسَان الكبرى، وأرض هذا الوادي من أخصب أراضي الجزيرة حيث تحضر الأمطار معها تربة خصبة تتجمع في منخفضات لتتحول إلى منطقة خصبة تنبت بها نباتات متعددة مثل أشجار السلم، لذلك تعد منطقة مراعٍ ممتازة وخصوصًا لقطعان الغزلان، ووادي الخور (القُصَار)  ويصب في الخور؛ حيز الميناء الرئيس، ووادي خلة ويصب في خور خلة، ووادي الحسين ويصب في غرب الجزيرة مقابل جزيرة زفاف. ويستغل الفرسانيون بعض البقع المتناثرة التي ملأتها إرسابات الأودية الطينية فيزرعونها بالمحصولين السائدين الذرة والدخن، بالإضافة إلى بعض واحات النخيل في كل من قريتي القُصَار والمُحَرَّق وفي جزيرة السَّقِيد التي تقدر بخمسة آلاف نخلة تعيش على الأمطار والآبار المحفورة في الصخور الجيرية.
 
- الرمال:
 
تغطي بعض سواحل الجزر رمال بيضاء اللون  ، ونتيجة لتكونها من حطام الأصداف فهي رمال كلسية. وتتجمع بعض الرمال في خليج جَنَابَة، وساحل صَيِّر، وخور السَّقِيد، وعدد من المواقع حول الجزر، وهي رمال نظيفة جدًا تخلو من الملوثات  
 
شارك المقالة:
98 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook