المعتقدات الشعبية في علاج العين ومس الجن بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المعتقدات الشعبية في علاج العين ومس الجن بالرياض في المملكة العربية السعودية

المعتقدات الشعبية في علاج العين ومس الجن بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
 

علاج العين

 
إن الشخص الذي يُعتقد أنه مصاب بالعين يعالَج بأن يؤخذ إلى شخص يعتقدون بصلاحه وتقواه، فينفث هذا على المريض حتى يشفى بإذن الله، وعندما يعرفون العين التي أصابت المريض فإنهم يأتون إلى صاحبها ويأخذون خفية شيئًا منه مثل ثوبه أو شماغه...إلخ ويضعونها في قدح من الماء ويشربه المريض. وكثير من الأمراض النفسية التي كانت تصيب الناس كانت تُفسَّر بأنها عين دون معرفة الأسباب النفسية لهذه الأمراض، وفي دراسة عن التوزيع الجغرافي للأمراض في المملكة العربية السعودية والعوامل المؤثرة في هذا التوزيع وجُد أن هناك علاقة بين تردد المرضى على المشايخ طلبًا للعلاج عن طريق قراءة القرآن الكريم وبين نوع المرض، إذ إن أغلب الذين يترددون على المشايخ لقراءة القرآن الكريم هم من أصحاب الأمراض التي يصعب تشخيصها أو علاجها مثل الاضطرابات العقلية، وأمراض الجهاز العصبي، وأعضاء الحس، والجهاز التنفسي، والجهاز الهيكلي العضلي والنسيج الضام  
أما في الوقت الحاضر فإن الرعاية الصحية في المجال النفسي أصبحت متوافرة في جميع المستشفيات الحكومية، وهي تقدم خدمات علاجية وإرشادية للمرضى لتخفيف آلامهم النفسية والجسدية.
 

علاج مس الجن

 
يُذهب بالشخص الذي يُعتقد أنه مصاب بمس من الجن إلى الشيخ ليقرأ عليه وتسمى هذه القراءة (العزيمة) ويقال للمريض (مسكون) أي يسكنه عفريت أو جن، ويذهبون به إلى الشيخ ويتركونه معه لكي يحدث الجني عن سبب دخوله الشخص، ثم بعد ذلك يضرب الشيخ الجني بالخيزران، أو يضغط على عنق المريض ليضيق أنفاسه وكأنه يخنقه كي يخرج ما يعتقد أنه جني، أو يخيف الجني بالنار، ويعتقد أن الجني يخرج عن طريق كي المريض بالنار أو باستنشاق مادة السعوط، أو بأن يذاب السعوط في ماء ويشربه المريض، وهناك معتقدات كثيرة مرتبطة بأسباب دخول الجن في الإنسان مثل دفق الماء الساخن على الأرض دون التسمية بالله، أو اللعب في الرماد؛ لأن ذلك يؤذي الجن حيث يُوجدون في أمكنة الرماد.
وفي الوقت الحاضر ما زالت بعض هذه الممارسات موجودة، وبعضها الآخر أخذ أشكالاً مختلفة.
 

مظاهر الثبات والتغير

 
لم يعد الاعتماد على العلاج الشعبي في مداواة المرضى قائمًا الآن بعد تطور الخدمات الصحية وتوافر المستشفيات والمراكز الصحية الحديثة  ،  ولم يتبق منه إلا القليل، كما أن المعتقد الشعبي يُعد نسقًا فكريًا يضم مجموعة من الأفكار والمعتقدات والتصورات التي يؤمن بها أفراد المجتمع وغالبًا ما ترتبط بالعالَم الغيبي، ومما لا شك فيه لدى علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا أن التنشئة الاجتماعية تؤدي دورًا حيويًا في نقل المعتقدات الشعبية، وخصوصًا من حكايات الكبار للصغار وحكايات الآباء للأبناء عن خبراتهم مع الجن وسائر الكائنات الغيبية، وبما أن المجتمع قد مر بمرحلة تحولات اجتماعية واقتصادية وتعليمية كثيرة أدت إلى تغير كثير من الأنماط الاجتماعية والثقافية السائدة فيه، فإن المعتقدات الشعبية قد بدأت في الاضمحلال وحل محلها التفكير العقلاني القائم على ربط الحقائق بعضها مع بعض بطريقة علمية ومنطقية لدى الغالبية العظمى من سكان المنطقة، وذلك انعكاس لارتفاع المستوى الاقتصادي والثقافي، واحتكاك المجتمع السعودي بالثقافات والمجتمعات الأخرى، مما جعل الحكايات الشعبية الاسطورية تنـزوي في مكان قَصيّ من حياة أفراد المجتمع، ولم يعد لها الأهمية الثقافية التي كانت سائدة في الوقت الماضي.
 
شارك المقالة:
108 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook