المعلمون والمشايخ بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المعلمون والمشايخ بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

المعلمون والمشايخ بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
كان المعلمون في المدينة المنورة يمثلون فئات وطوائف مختلفة حسب المكان الذي يتولى كل منهم التعليم فيه، ويبدو ذلك في عدة أمور من أهمها الأجور التي يتقاضاها كلٌّ منهم، فقد غلب على معلمي المسجد النبوي الشريف وقرائه الاحتساب وعدم طلب أي أجرة من التلاميذ مقابل ما يقدمونه لهم من العلم والمعرفة، وكذلك الأمر في مساجد أخرى داخل المدينة المنورة وخارجها، إلا ما قد يُعطى لهم من ريع الأوقاف في بعض الفترات الماضية، إلى أن خصصت الحكومة السعودية في أول عهدها لمعلمي الكتَّاب في المسجد النبوي مبلغ جنيهين من الذهب شهريًا، أما العلماء الكبار فلم يكونوا يتقاضون أي مبالغ مالية أو إعانات مقابل نشر العلم.
 
إلا أن مشايخ الكتَّاب خارج المسجد النبوي كانوا يتقاضون من تلاميذهم ما يسمى (الخمسية) وهي خمسة قروش تسلم للشيخ في نهاية الأسبوع الذي ينتهي يوم الخميس، مع بعض الهدايا في كل مناسبة ومنها مناسبة حفظ القرآن الكريم أو أجزاء منه. أما معلمو المدارس النظامية، فقد كانوا - ولا يزالون - يتقاضون رواتبهم من الحكومة التي تعينهم وتشرف عليهم، وكانت الرواتب تصرف في نهاية كل شهر.
 
أما بالنسبة إلى أساليب التعليم فقد كانت تميل إلى التلقين وتعتمد الحفظ في مستويات التعليم كافة وبخاصة المستويات الأولى، وكان الشيخ - أو العريف - يقرأ بصوت مرتفع ويردد وراءه بقية التلاميذ، وأما بالنسبة إلى معرفة حروف الهجاء فقد كانت هناك أهازيج معينة يحفظها التلاميذ تعينهم على التعرف على شكل كل حرف مثل:
 
ألف لا شيء له.... باء نقطة من تحت
 
تاء نقطتين من فوق... ثاء ثلاثة من فوق
 
وكان أسلوب القسوة والعقوبة بالضرب أمرًا واردًا ومتوقعًا من المعلم ويقره الوالد والأسرة، إذ يقول أحدهم للشيخ: (لك اللحم ولنا العظم) على مسمع من الولد نفسه لكي يرتدع عن مخالفة شيخه في أي أمر، وقد كان الضرب بالعصا من الخيزران والفلكة -  وهي تعليق رجلي الولد في حبل بين خشبتين فيما يكون ملقى على ظهره ورجلاه إلى أعلى ليضرب عليهما - من الأساليب الواردة في التأديب، وإن كان هذا الأسلوب لا يُلجأ إليه إلا عند تمرد التلميذ وتكرار المخالفة، وإلا فالعصا والضرب ضربة واحدة أو اثنتين هو الأمر السائد، وفي المقابل كان التشجيع للمتفوقين يتم بإقامة الحفلات وتوزيع الحلويات والهدايا في كل مرحلة يقطع فيها التلميذ شوطًا من التعليم كما سيأتي في الفقرة الآتية.
 
شارك المقالة:
65 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook