المقومات السياحية البشرية بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المقومات السياحية البشرية بالرياض في المملكة العربية السعودية

المقومات السياحية البشرية بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
على الرغم من تعقيد صورة العلاقات بين السياحة وجوانب النشاط الإنساني فإنه يمكن تقسيم هذه العلاقة إلى قسمين: الأول كون النتاج البشري والبشر أنفسهم مصدرًا من مصادر السياحة يجذب الناس أو بعض شرائحهم، أما الثاني فهو جملة من العوامل المساعدة المقصودة وغير المقصودة التي تساعد في نشأة السياحة وتطورها، لا يفوتنا أن نقول إن هناك عوامل بشرية ذات أثر سلبي مثلما أن هناك عوامل طبيعية تقيد السياحة وتحدد مداها، لكن التركيز في مجالنا سيكون على المقومات السياحية مع الإشارة إلى أثر العوامل الأخرى بوصفها محددات بشرية للسياحة في مواضعها.
 

الآثار

 
تشير الأدلة المادية إلى أن الإنسان استوطن المنطقة منذ آلاف السنين؛ إذ وجدت آثار تعود إلى العصور الحجرية في عدد من المواقع في منطقة الرياض أبرزها موقع الثمامة، ويمتد التاريخ بها لتشهد عددًا من الحقب والحضارات التي تركت آثارها شاهدة عليها؛ فلا يكاد يخلو جزء من أرضها من أثر أو رسم يعود إلى إحدى الحقب التاريخية، بعض هذه الآثار تم التنقيب عنه وصيانته ويتاح للزوار، وبعضها لا يسمح للزائر العادي بدخوله لعدم التنقيب فيه وإعداده للزيارة، غير أن الزائر المهتم يستطيع الحصول على إذن بدخوله بمرافقة مندوب من وكالة الآثار، على أن هناك آثارًا كثيرة جدًا لم تتم حمايتها وهي متاحة للزيارة.
 
وفيما يأتي عرض لأهم آثار المنطقة:
 

آثار العصر الحجري

 
هي كثيرة وتستعصي على الحصر، ومنها ما هو مكتشف والكثير منها غير معروف، وتسعى إدارة الآثار لتوثيقه، ويهمنا من هذه الآثار ما يمكن للزائر أن يراه، وتبدو الدوائر والمذيلات الحجرية بغموضها وأشكالها أكثر الآثار مدعاة للاهتمام وإثارة للحيرة، وهي منتشرة بصورة واسعة جدًا على أرض المنطقة، وقد أثارت اهتمام الباحثين وتضاربت أقوالهم في وظيفتها التي استعصت على الإثبات حتى الوقت الحاضر، إذ لا توجد دلائل مادية تصاحبها وتفيد في تفسيرها، هذا إذا استثنيت المقابر الركامية التي تعرف بوجود القبر وبقايا العظام، ومن الباحثين من فسرها بأنها ذات وظيفة دينية أو مصائد للحيوانات البرية أو علامات طرق أو علامات قبلية، لكن أيًا منهم لم يستطع إثبات رأيه بحجة قوية والكثير منهم توقف عن الجزم بشيء.
 
تقع هذه الأبنية فوق الحواف وأحيانًا في أجزاء مستوية وتمتد أذيالها أحيانًا مئات من الأمتار تنتهي بدائرة، ويتكون الذيل من مثلثات مبنية من الحجارة بحجم التابوت ويتفاوت ارتفاعها من عشرات السنتيمترات إلى المتر ونصف المتر، وهناك أشكال أخرى أقل شيوعًا، وغموضها يثير بعضهم لدرجة تحفزهم للسفر لرؤيتها وتأملها ولا يخلو جزء من المنطقة من عدد منها  
 
ومن أهم هذه التشكيلات وأغربها ما هو موجود في الأفلاج والسليل وحول جبال طويق، وهناك دائرة حجرية مذيلة فوق حافة العرمة تطل على ضاحية الثمامة إلى الشمال من مدينة الرياض وهي دائرة حجرية بداخلها شكل بيضاوي، ويمتد منها ذيل على شكل مثلثات متراصة يزيد طوله على خمسمئة متر وينتهي بدائرة أصغر 
 
وهناك مواقع أخرى للعصر الحجري تمثل أمكنة أقام فيها الإنسان، وهي دائرة حجرية يقوم الإنسان بتغطيتها بالأعواد والجلود وفروع الأشجار ليسكنها فترة من الزمن إلى أن يقرر الرحيل لضعف الموارد، فتبقى الدائرة وموقد النار وبقايا عظام الطرائد وما يسقط منه من أدوات حجرية كرؤوس السهام والمكاشط، هذه المواقع كثيرة وتكون أكثر وضوحًا في الدرع العربي الذي لا تختفي فيه آثارها بسهولة في حين أنها تطمر بالرمال والتربة في الجزء الرسوبي الشرقي، غير أن من أهم المواقع موقع الثمامة شمال شرقي مدينة الرياض الذي وجدت به أدوات بالغة الدقة وضعت في المتحف الوطني بالرياض، ومما يجدر ذكره أنه ليس من الصعب العثور على بعض أدوات العصر الحجري متناثرة فوق أرض المنطقة.
 

 آثار ما قبل الإسلام

 
هناك الكثير من المواقع ذات الأهمية التاريخية إلا أن معظمها قليل الأهمية للسياحة في الوقت الحاضر لضعف قيمتها البصرية وعدم التنقيب عنها مثل موقع البنا في الخرج وموقع وادي سدير (الفقي قديمًا) ومواقع الأفلاج. والسياح عادة يبحثون عن مواقع مثيرة وغريبة أو آثار ضخمة؛ وفي هذا السياق تأتي الفاو مدينة تتوافر فيها تلك المواصفات التي تجعل منها مقصدًا سياحيًا  وهي مدينة تجارية عربية تقع على الطريق الواصل بين نجران والخليج العربي، ظلت مدفونة إلى عام 1392هـ / 1972م عندما بدأ فريق من قسم الآثار بجامعة الملك سعود التنقيب في الموقع، فكشف عن مدينة تجارية متطورة ووجد عددًا من اللقى الأثرية ذات الدلالات الحضارية تم نقلها إلى متحف قسم الآثار بجامعة الملك سعود والمتحف الوطني بالرياض، أما الموقع فيمكن من خلاله رؤية تقسيمات المدينة ومنازلها وسوقها؛ فقد حافظت الجدران على وضعها، ويقع هذا الموقع المهم قرب طريق (السليل - نجران) المعبد ويبعد عن السليل ما يقارب 120كم ويتوقع إعداده لاستقبال الزوار، في حين تتم زيارته بتصريح للمهتمين.
 
شارك المقالة:
125 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook