تحفل جازان بجواذب ومقومات حضارية كثيرة ومتنوعة يمكن أن تتكامل مع مواردها الطبيعية بدرجة توفر فرصة طيبة لقيام تنمية سياحية عظيمة ومستدامة في المنطقة تضمن لجازان وجودًا بارزًا على خارطة السـياحة الداخلية في المملكة؛ حيث تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار على تحديد معالمها ورسمها.

 

 

تحسُّنُ مستوى المعيشة وتطوُّرُ فكرة الترويح خارج المنازل وأمكنة العمل، خصوصًا الترويح المعتمد على الموارد الطبيعية، أدى إلى تطور فكرة إقامة المتنـزهات الوطنية والمحميات البيئية، وإدراج المساحات الخضراء، والحدائق ضمن التخطيط الحضري، وذلك في كثير من دول العالم، وفي المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص  .  وقد أفردت المخططات الهيكلية للحدائق والمساحات الخضراء في مدن المنطقة مساحات ترويحية وجمالية تبلغ نحو 718 هكتارًا في مدينة جيزان العاصمة، و 54 هكتارًا في مدينة أبي عريش، و 31.5 هكتارًا في مدينة صبيا، و 8 هكتارات في مدينة بيش، و 6.5 هكتارات في مدينة صامطة. وقد بلغ عدد الحدائق العامة في مدن المنطقة 48 حديقة، كما يوجد 23 ملعبًا للأطفال  

 

أصبحت الوظيفة السياحية والترويحية وظيفة أساسية لمدينة جيزان عاصمة المنطقة، فأنشئت داخل المدينة حدائق ومتنـزهات مفتوحة تشمل حديقة خاصة للعائلات مساحتها 75.000م  ، وأخرى خاصة للعزاب ومن لا تصحبهم أسرهم ومساحتها 6.000م  ، وقد زودت الحديقتان بخدمات متكاملة من مطاعم، وملاعب أطفال، ودورات مياه، وغير ذلك. وفي غرب مدينة أبي عريش وشمال وشمال غرب مدينتي صامطة وبيش أقيم حزام شجري أخضر يقوم بوظيفة مزدوجة؛ وفضلاً عن وظيفته الترويحية فإنه أيضًا يساعد في تقليل حدة العواصف الرملية التي تكثر في فصل الصيف، وكذلك التخفيف من آثارها.

 

1 - المتنـزهات المطورة:

 

شملت المخططات الهيكلية لحواضر المنطقة تخصيص متنـزهات عامة، ومساحات خضراء، وحدائق تكون متنـزهًا ترويحيًا لسكان تلك المدن وزائريها من أرياف ومحافظات المنطقة المختلفة ومناطق المملكة الأخرى، ومن أهم هذه المتنـزهات:

 

أ) متنـزه جزيرة المرجان: 

 

يقع في الطرف الجنوبي لمدينة جيزان على شاطئ البحر الأحمر في خليج يقلل من خطر الأمواج، وشاطئ المرجان من أفضل الشواطئ في نوعية الرمال وعدم وجود شعب مرجانية تؤثر في مستخدميه من السياح، ويشمل هذا الشاطئ أمكنة خاصة بالأسر، وهو الأكثر تطورًا؛ حيث تتوافر به خدمات الإيواء السياحي من أجنحة وغرف، وشاليهات بحرية، وملاعب أطفال، وملاعب رياضية، ومناطق ترفيهية ومطاعم.

 

ب) متنـزه الكورنيش السياحي: 

 

يقع هذا المتنـزه في الطرف الشمالي لمدينة جيزان على شاطئ البحر، وتبلغ مساحته 3.5كم طولاً وبعرض 1.5 كم، ويضم عددًا من الساحات الترفيهية والملاعب، وهو يطل على جزيرة ترفيهية، وينتهي بقرية سياحية سكنية متكاملة. كما يضم مراسي للقوارب، وفيه حدائق مخصصة للأسر وأخرى للشباب ومن لا ترافقهم أسرهم، إضافة إلى المطاعم.

 

ج) متنـزه ومنتجع الشقيق: 

 

يقع هذا المتنـزه على شاطئ مدينة الشقيق في أقصى شمال المنطقة، ويضم خدمات الطعام، والألعاب الترفيهية، والمظلات، ويقام فيه عدد من البرامج والأنشطة الترفيهية، وبخاصة في عطلات الأعياد. ولقربه من سروات عسير؛ فإن كثيرًا من مرتاديه في عطلات نهاية الأسبوع والأعياد هم من سكان مدن أبها، وخميس مشيط، وأحد رفيدة في منطقة عسير.

 

د) جزيرة النخيل: 

 

تقع هذه الجزيرة على المدخل الجنوبي لمدينة جيزان، وقد تم تطويرها بعمل بحيرة وممرات للمشاة؛ لممارسة رياضة المشي، ومناطق مفتوحة وملاعب.

 

 

تشكل الأودية، خارج المراكز الحضرية، متنـزهات طبيعية تجذب كثيرًا من سكان المراكز العمرانية القريبة والسياح. وتعد منطقة جازان ثرية بالأودية؛ إذ يبلغ عدد أوديتها الرئيسة 29 واديًا تتفاوت في الطول، وعدد الروافد المغذية، ومساحة الأحواض، وحجم التصريف المائي، ولا سيما أن إقليمها الجبلي يتلقى أكبر معدل للأمطار على مستوى المملكة خلال فصل الصيف الذي قد يتجاوز 600 مم  .  بعض هذه الأودية لا يصل إلى البحر إلا في حال زيادة معدلات الأمطار عن معدلاتها الطبيعية في المرتفعات الجبلية؛ ما يدفع بالسيول إلى البحر، ومن أهم تلك الأودية:  

 

أ) وادي جازان: 

 

تبدأ روافده الصغيرة (أودية حرض، وتعشر، ولبة، وخلب، والخمس) في أعالي جبال السروات، وتنحدر لتنضم إلى مجرى وادي جازان الرئيس الذي يبدأ من جبال حدة من ارتفاع 2890م وشدا عند السهل الساحلي، وتبلغ مساحة حوض وادي جازان 1190كم  ، وقد اكتمل بناء سد وادي جازان في عام 1390هـ / 1970م، بطاقة تخزينية بلغت 75 مليون متر مكعب؛ حيث يعد من الجواذب السياحية المهمة في المنطقة. ويصب الوادي شمال مدينة جيزان.

 

ب) وادي ضمد: 

 

يبعد بمسافة قليلة إلى الشمال من وادي جازان؛ حيث تغذيه - أيضًا - روافد تنحدر من جبال السروات جنوبًا، ومن جبال بني مالك وفَيْفَاء والحشر شرقًا، وتبلغ مساحة حوضه 1000كم  بتصريف يبلغ 30 مليون متر مكعب من المياه.

 

ج) وادي صبيا: 

 

يجري إلى الشمال من وادي ضمد، وترفده أودية صغيرة تأتي من جبال الريث، والحشر، وتبلغ مساحة حوضه 696كم 

 

د) وادي بيش: 

 

يغذيه عدد من الروافد التي تنحدر من جبال السروات ومن سروات منطقة عسير قرب مدينتي ظهران الجنوب وخميس مشيط، ويغطي حوضه مساحة كبيرة تبلغ 4.750كم  ، وينتهي عند مدينة بيش في مناطق سهلية واسعة، إضافة إلى أودية عتود، وحلى، والدحن، ولجب... وغيرها.

 

أما في أرخبيل فرسان، ونسبة إلى استواء السطح عمومًا فلا توجد أودية كبيرة؛ وإنما مسيلات، ومجارٍ صغيرة (غالبًا ما تنتهي بتسرب مياهها في التربة المسامية) ومع ذلك تسمى أودية، مثل: أودية المحرق، والخور، وخلة، والحسين، تشكل الأودية، خصوصًا في فصل الشتاء، جاذبًا سياحيًا مهمًا لمحبي سياحة الفضاء الطبيعي والمناظر الطبيعية، لخضرتها النباتية والشجرية، وغدرانها، وبحيراتها المتقطعة، وطيورها المتنوعة، وهي تجذب المتنـزهين من الحواضر القريبة طوال العام، خصوصًا في الشتاء.

 

هذا، وقد شرعت إمارة المنطقة في تطوير بعض البنى التحتية، والمرافق في بعض هذه الأودية لتزيد جاذبيتها، فمثلاً تم تخصيص الموارد المالية اللازمة لإنارة أجزاء من وادي الدحن، وسفلتة بعض الطرق والممرات به؛ لخدمة مرتاديه الذين تكثر أعدادهم في عطلات نهاية الأسبوع وأيام الأعياد، خصوصًا في فصل الشتاء.

 

 

توجد في المنطقة مدينتان للألعاب: واحدة في مدينة جيزان، والأخرى في منتجع شاطئ الشقيق بمحافظة الدرب. وتشمل هذه المدن ألعابًا متنوعة، وبرامج ترفيهية للكبار والصغار، كما تم تطوير ملاعب الأطفال في كل منهما.

 

ب - الخدمات الرياضية:

 

هناك 6 أندية رياضية وثقافية واجتماعية تنتشر في مختلف محافظات المنطقة، إضافة إلى مدينة الملك فيصل الرياضية في مدينة جيزان التي تتيح للرياضيين فرصة ممارسة مختلف ضروب الرياضة من كرة قدم، وسلة، وطائرة، وسباحة، وغير ذلك.

 

وتتوزع في محافظات المنطقة الأندية الاجتماعية المحلية لتخدم شباب المراكز والقرى البعيدة عن الأقاليم الخدمية للأندية الرياضية بالمدن الرئيسة، مثل: جيزان، وصبيا، وأبي عريش، وبيش، وصامطة، وضمد.

 

كما يوجد في المنطقة أربع صالات رياضية خاصة تتوافر بها كل الخدمات الرياضية في مدن جيزان، وصامطة، وضمد، وصبيا، ويوجد في مدينة جيزان كذلك ثلاثة ملاعب لكرة القدم، وصالة متعددة الأغراض.

 

وتوفر المنطقة ببرها وسهولها وجبالها وشواطئها وجزرها بيئات مثلى لإقامة الرياضات البحرية والصحراوية والبيئية التي من بينها: رياضة القوارب الشراعية، واليخوت، والغطس، والتزلج على الماء، وسباق الزوارق السريعة، والدراجات المائية. وهناك كذلك الرحلات البرية بالسيارات الرباعية، وسباق الراليات، والرحلات الصحراوية، والتخييم ورحلات المناطيد، والقفز بالمظلات، والطيران الشراعي، وتسلق الجبال، والتنـزه على الأقدام، وغير ذلك من ضروب الرياضة المتنوعة.

 

ج - الخدمات الثقافية:

 

في عام 1392هـ / 1972م أُسس نادي جازان الأدبي  الذي يعد من أعرق الأندية الأدبية والثقافية في المملكة وأكثرها نشاطًا؛ حيث يقوم بدور بارز في دعم الحركة الثقافية في المنطقة وتطورها، وذلك بالتشجيع على جمع التراث وتوثيقه، والإبداع في مختلف مجالات الأدب، والشعر، والقصة، والمسرح، والفنون التشكيلية، فضلاً عن إقامة الندوات، والمحاضرات الثقافية والفكرية، والأمسيات الشعرية، والمعارض الفنية، ويصدر النادي مجلة دورية، إضافة إلى إصداراته المختلفة من دراسات، وكتب، ودواوين شعرية، وقصص، ونحو ذلك من مؤلفات أبناء المنطقة، وتساعد مدارس المنطقة - أيضًا - بمواصلة جهدها التعليمي والتربوي من خلال فتح أبوابها مساء أو في مواسم العطلات الدراسية؛ لإقامة معسكرات العمل الشبابية، وممارسة الأنشطة الثقافية المختلفة. وفي عام 1403هـ / 1983م أقيم في مدينة صبيا متحف للآثار والتراث الشعبي يضم نماذج من آثار جازان، وتراثها الشعبي، وصناعاتها الحرفية والتراثية.