تزخر منطقة المدينة المنورة بعدد من المقومات السياحية الطبيعية التي تضفي على شخصيتها الدينية والتاريخية سمة أخرى؛ ما يعني الغنى والتنوع في المصادر السياحية، ويتصف سطح منطقة المدينة المنورة بالتنوع التضاريسي   الذي يعد من المقومات السياحية الطبيعية في المنطقة، ويمكن ملاحظة ستة أنواع من التضاريس ذات القيمة السياحية هي:

 

 

هي تلال واسعة فوق سطح البحر، وتشمل مركز الإمارة، وتمتد باتجاه البحر الأحمر غربًا ونحو منطقة الرياض شرقًا، ويخترق هذه المنطقة أودية ضيقة، وأمكنة تسودها تلال ذات قمم دائرية الشكل، وأمكنة انتقالية على منحدرات الهضاب البركانية في الشرق، وتنتشر فيها النتوءات الصخرية، ويغطي معظمها الصخور البازلتية البركانية المنشأ.

 

 

هي هضاب بركانية المنشأ سطحها يميل إلى التحدب والتموج وتقع في شرق المنطقة وتتألف من حرات هتيم، وخيبر، والجزء الشمالي من حرة رهط، وحرة كشب، وتشغل أكثر من ثلث مساحة المنطقة، وأهم الحرات بمنطقة المدينة المنورة حرتان:

 

1 - حرة عويرض:

 

هي حافة لهضبة بركانية تشرف على مدينة العلا بأكملها، ويمكن مشاهدة مدائن صالح ومدينة العلا القديمة منها، وتعد هذه الحرة مطلاً ومتنـزهًا لمحافظة العلا.

 

2 - حرة بني سليم (رهط):

 

هضبة من الصخور البازلتية البركانية المنشأ، اندفعت من البركان المشهور بالقرب من المدينة المنورة منذ آلاف السنين وحولتها عوامل التعرية إلى صخور هشة مفككة, ويظهر خلالها مجرى الحمم البركانية، ويعد الموقع من المواقع المتميزة طبيعيًا، ويزوره المهتمون بالسياحة البيئية.

 

 

 

هي امتداد لسلسلة جبال الحجاز (السروات) التي تمتد من جنوب غرب المملكة العربية السعودية حتى خليج العقبة في الشمال، وتسير موازية للساحل الشرقي للبحر الأحمر، وتغطي معظمها الحرات البركانية مثل حرة عويرض، وقد أثرت فيها عوامل النحت والتعرية بشدة، وحولت بعض أقسامها إلى سهول مرتفعة قليلة السكان في معظمها وإن تم استصلاح جزء منها للزراعة كما في السهول بمحافظة العلا. وتعد الجبال إحدى المقومات البيئية التي تشجع السياحة بشكل كبير كأحد المنتجعات السياحية المهمة لما تحتويه من كهوف وشعاب وتشكيلات صخرية فريدة وحياة فطرية متنوعة، بالإضافة إلى مواقع تراثية وأثرية ضاربة في عمق التاريخ، ومن أشهر تلك الجبال ما يأتي:

 

1 - جبل أحد:  

 

يعدّ أهم المعالم الطبيعية في المدينة وأبرزها على الإطلاق، وتأتي أهمية هذا المعلم من مكانته في نفوس المسلمين، فقد ارتبط بموقعة تاريخية وقعت في السنة الثالثة للهجرة وسميت باسمه (غزوة أحد) وكان ميدانها الساحة الممتدة بين قاعدته الجنوبية الغربية وجبل عينين الذي يبعد عنه كيلومترًا واحدًا تقريبًا، ويسمى أيضًا (جبل الرماة)، ويمتد جبل أحد على شكل سلسلة من الشرق إلى الغرب، مع ميل نحو الشمال، في الجهة الشمالية من المدينة، ويبعد عن المسجد النبوي نحو 5كم تقريبًا.

 

يقع جبل أحد في شمال المدينة المنورة، ويمثل أحد التكوينات الجغرافية الرئيسة لها، إذ يشرف على التقاء أودية المدينة المنورة وواحاتها الخضراء، ويشكل الجرانيت الأحمر معظم صخوره، وتميل أجزاء منه إلى اللون الداكن والسواد، ويوجد في الجبل تجويفات طبيعية، تعد مصائد للسيول إذ إنها تحتفظ بمياه الأمطار معظم أيام السنة لأنها لا تتعرض لأشعة الشمس، ويحتوي الجبل على تكوينات صخرية جميلة ذات ألوان وأشكال مختلفة، ويعد الموقع من المواقع السياحية ذات الجذب الرائع وبوصفه جزءًا من السياحة البيئية المعتمدة على الطبيعة. وبالإضافة إلى الأهمية التاريخية لجبل أحد (السياحة الثقافية)، فإن للجبل أهمية متعلقة بالسياحة التعليمية؛ وذلك لارتباطه بمناهج تعليم التاريخ الإسلامي، سواء كان ذلك داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها.

 

2 - جبل عينين (الرماة): 

 

هو جبل صغير يقع بالقرب من جبل أحد، وتحديدًا في الجهة الجنوبية الغربية منه. يمتد هذا الجبل من الشمال إلى الجنوب مع شيء من الميل نحو الشرق وبقربه مجرى وادي العقيق، وهو قليل الارتفاع. بني عليه في الحكم العثماني مسجد صغير وبعض البيوت، وقد تمت إزالتها مؤخرًا، وقد تضاءل حجمه وارتفاعه حاليًا بسبب ارتفاع مستوى الأرض المجاورة له بالطمي الذي كانت تخلفه السيول من وادي العقيق، وبسبب تحسين المنطقة وشق الطرق حولها، لذلك تبدو بقاياه اليوم دون ما كانت عليه من قبل، وتقع شمالاً عن جبل الرماة مقبرة شهداء أحد، ولجبل الرماة ومقبرة الشهداء مكانة تاريخية ودينية مهمة يزورهما سكان المدينة والقادمون إليها بأعداد كثيرة.

 

3 - جبل عير: 

 

يقع في الجهة الجنوبية للمدينة المنورة ويعد من أهم المعالم الطبيعية المميزة للمدينة من تلك الجهة، وتتناثر حول هذا الجبل مجموعة من الجبال الصغيرة التي تعرف بضليعات القبا، وهو أحد حدود حرم المدينة المنورة، ويتشابه جبل عير مع جبل أحد إلى حد كبير من حيث الشكل العام وتشابه التكوينات؛ فصخور كل منهما من نوع الجرانيت الصلب، وتكثر الشعاب والمنحدرات التي تهبط منها السيول والشرائع في جبل عير، وينتشر داخل هذه الشعاب بعض التجاويف التي تشبه المهاريس في جبل أحد، وتنتشر حول تلك المهاريس أشجار الشوكيات كالسمر والسلم وبعض أعشاب الشكيرة وبعض أشجار الحرمل، وجبل عير يظهر من أعلاه على هيئة هضبة واسعة وطويلة تكثر فيها الهضاب والمنخفضات والبرك التي تمتلئ بالمياه عند سقوط الأمطار. وبسبب إطلالة جبل عير على المدينة المنورة بأكملها، فإن له ميزة سياحية خاصة.

 

4 - جبل سلع:

 

يقع جبل سلع في الجهة الغربية الشمالية للمسجد النبوي الشريف على بعد نصف كيلومتر تقريبًا منه، ويمتد الجبل من الشمال إلى الجنوب، وتتفرع منه أجزاء بسيطة في وسطه باتجاه الشرق والغرب، وتشكل الصخور البازلتية ذات اللون الداكن معظم صخور الجبل، ولجبل سلع مكانة تاريخية متميزة، فقد اختار الرسول صلى الله عليه وسلم سفحه الغربي ليكون المقر الرئيس لقيادة المسلمين في غزوة الأحزاب التي وقعت في السنة الخامسة من الهجرة، وقد بنيت فيه قبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

5 - جبل إدقس:

 

يتألف من عدة جبال مساحتها 40كم  تقريبًا، تحتوي غابات ومراعٍ طبيعية ومناظر خلابة، بالإضافة إلى حياة برية متنوعة، وتتميز بجوها البارد وتشكيلاتها الصخرية المتنوعة، وتبعد عن مركز اليتمة نحو 55كم، ويعد جبل إدقس من المواقع الجذابة سياحيًا لما يتميز به من نقاء وصفاء للجو، بالإضافة إلى البعد عن ضوضاء وصخب المدينة.

 

6 - جبل رضوى: 

 

أحد المرتفعات الساحلية، وهو جبل كبير، يمتد من الشرق إلى الغرب، ويضم عددًا من الغابات والعيون، وبه أنواع مختلفة من الأشجار مثل أشجار الزيتون والقفل، ويتميز بالحياة البرية التي تؤهله لممارسة هواية الصيد، وله بعد ثقافي وتاريخي، وقد ورد ذكره في كثير من الأشعار العربية، وجبل رضوى من المواقع المقترح حمايتها مع إعطائها الأولوية في ذلك؛ لوجود النمر العربي والوعول وغزلان الأدمي، كما توجد أشجار الخزم وغيرها، وهذه الحياة الفطرية تعد أحد ركائز السياحة البيئية في منطقة المدينة المنورة.

 

7 - جبل الحوارة: 

 

هو جبل يقع شمال غرب مدائن صالح، ذو إطلالة ممتازة، ومن خلاله يمكن مشاهدة مدائن صالح والقلعة الإسلامية ومحطة القطار وقلعة مبرك الناقة والعلا، كما أنه محاط بكثبان رملية تسهم في تشجيع رياضات التزلج على الرمال (التطعيس) كأحد الأنشطة السياحية المهمة، وبالإضافة إلى رياضات تسلق الجبال فقد ارتبط الموقع بقصة حوار ناقة النبي صالح عليه السلام.

 

8 - جبل الفيل (صخرة الفيل): 

 

صخرة ضخمة يتجاوز ارتفاعها 50م عن الأرض المجاورة لها، تتميز بشكلها الفريد الذي يشبه الفيل، وتقع على طريق العلا - حائل، وتحيط بها وبالصخور الأخرى في المنطقة مناطق رملية متسعة، وتعد صخرة الفيل نقطة جذب سياحي في محافظة العلا.

 

9 - جبل ورقان:

 

جبل عالٍ به أمكنة طبيعية جميلة يقع في أبيار الماشي، وتنتشر به أشجار السلم والطلح، ويتميز ببرودة جوه وإطلالته على المناطق المحيطة به من أودية وشعاب وغيرها، كما يتميز بغناه بالحياة البرية، ويمارس كثير من زواره رياضة الصيد، كما أن الجبل يعد من المحميات الطبيعية الجديرة بالحماية؛ لاحتوائه بعضًا من أنواع الحياة الفطرية مثل النمر العربي والوعول وغيرها.

 

10 - جبل العهين:  

 

هو جبل صخري يميل لونه إلى الاحمرار، ويتميز بارتفاعه، ويقع إلى الشرق من محافظة الحناكية.

 

يوجد على واجهات الجبل رسوم وأشكال مصورة لبشر وحيوانات على أشكال وهيئات مختلفة، كما توجد كتابات إسلامية في مواقع متفرقة من الجبل، ويمكن أن يستدل من انتشار الكتابات الإسلامية على أن الموقع كان مستوطنة وممرًا للقوافل التجارية.

 

11 - جبل الأشقر (الفقرة):

 

منطقة مرتفعة تتبع مركز الفريش تتميز ببرودة طقسها شتاءً، واعتداله صيفًا، وتنتشر بها أشجار النخيل ومناحل العسل، بالإضافة إلى بعض الحيوانات الفطرية النادرة، توجد بها بعض الشاليهات المعدة للتأجير اليومي والأسبوعي، وتبعد عن مركز الفريش نحو 1كم، ويشهد الموقع إقبال الزوار عليه صيفًا بشكل ملحوظ.

 

12 - العدوة الدنيا:

 

سفح جبل يقع في شمال غرب محافظة بدر، ولهذا المكان أهمية تاريخية ودينية حيث تحصن به المسلمون أثناء قدومهم من المدينة المنورة لمواجهة المشركين في موقعة بدر الكبرى.

 

13 - العدوة القصوى:

 

وهي سفح جبل مقابل للعدوة الدنيا، وقد تمركز في هذا المكان المشركون أثناء موقعة بدر الكبرى. وفي ذلك قال تعالى: ﭙﰟﯝﱉ ﭖﮢﮂﭶﰸﭾ ﭟﰟﭔﭔﭩﱉﰹﰴﯚﱅﮢﮥﮟﰞ ﭓﭔﭩﯚﯢﮂﱈﯜﮥﭔ ﮢﮥﮔﰹﭾ ﭟﰟﭔﭔﭩﱉﰹﰴﯚﱅﮢﮥﮟﰞ ﭓﭔﭩﱉﭙﰱﰒﱄﮡﮥﯤﭣ ﮢﮥﭓﭔﭩﯞﯸﭢﱃﭭﰭ ﭖﮢﯪﱄﱐﮨﭰﯰ ﭲﰠﮊﭦﰱﭾﱇﭤ . 

 

14 - جبل الملائكة: 

 

يقع جبل الملائكة في محافظة بدر بالجهة الغربية منها، وللجبل أهمية تاريخية ودينية.

 

15 - جبال أم رقيبة:

 

سلسلة جبلية صخرية تقع في محافظة مهد الذهب تطل على مدينة المهد، ويزورها سكان المحافظة للاستمتاع بالرحلات البرية والتنـزه.

 

16 - منطقة شرعان:

 

متنـزه بري طبيعي مفتوح، تابع لمركز الحجر بمحافظة العلا، به مناظر جميلة جدًا، وجبال شاهقة من الصخور الرسوبية، وقد حفرت بها عوامل النحت والتعرية ممرات ضخمة تتجمع فيها المياه بشكل مستمر بعد هطلان الأمطار. يقبل عليه الزوار، وخصوصًا في مواسم الأمطار، ويعد المتنـزه الطبيعي الأول في محافظة العلا.

 

 

تحتل هذه السهول بطون الأودية وضفافها، ويبلغ الانحدار على هذه السهول عدة أمتار. ومن أشهر السهول في منطقة المدينة المنورة السهول الساحلية (تهامة) وهي شريط محصور بين جبال الحجاز وساحل البحر الأحمر، ويمتاز السهل الساحلي بكثرة الشروم، وتتكون تربته من الرواسب الرملية والطينية المتكونة من النحت والتعرية لجبال الحجاز البركانية؛ وبالتالي فإن تربته غنية صالحة للزراعة. يميل سطح السهل إلى التموج قليلاً وتجري فيه الأودية الهابطة من الجبال التي تنساب نحو البحر الأحمر والتي كانت سببًا لتكون بعض السهول الفيضية في بعض الأحيان لتشكل الروضات الجميلة، أو تلك السهول التي كونت شواطئ جميلة مثل شاطئ الرايس، وإضافة إلى ذلك توجد قبالة الشاطئ الشعاب المرجانية التي تعد أحد مقومات السياحة البيئية في المنطقة، أما أهم أودية منطقة المدينة المنورة فمنها: وادي الجزل في شمال شرق المنطقة ووادي الحمض الذي يصرف مياه ثلث المنطقة ووادي العقيق. ويمكن حصر أبرز السهول والروضات فيما يأتي:

 

1 - جدعان:

 

هي كثبان رملية تشكل متنـزهًا بريًا لمحافظة خيبر، وتتميز بارتفاعها وكثافة أشجار الطلح فيها، ويقبل الزوار عليها بشكل ملحوظ.

 

2 - الروضة:

 

روضة برية على طريق تبوك تتجمع بها المياه، خصوصًا في موسم الأمطار، وتتميز بكثافة أشجار السلم وخضرتها، ويكثر فيها التخييم وبخاصة في أيام الشتاء.

 

3 - روضة سلطان:

 

روضة طبيعية تزخر بالنباتات المزهرة والأعشاب في فصل الربيع وموسم الأمطار، وهي تابعة لمركز الحجر التابع لمحافظة العلا، ويقصدها كثير من الزوار، خصوصًا أهالي المنطقة، ويمكن الوصول إليها عبر طرق برية غير معبدة.

 

4 - روضة نقيعة:

 

تتميز بانبساط أرضها، واخضرارها في فصل الربيع، وتصلح متنـزهًا بريًا أو لإقامة سباقات الراليات الصحراوية، وهي من المواقع المميزة بالمنطقة، ويقبل عليها الزوار بشكل ملحوظ.