انعكست خصائص الموقع والامتداد المساحي لمنطقة مكة المكرمة على تميز وتنوع المناخ ومظاهر السطح حتى إن ذلك ربما تنوع في البقعة الواحدة  ، وهذا أدى بدوره إلى تنوع في البيئات وفي الأنشطة البشرية القائمة في المنطقة. وتبيّن كثير من الدراسات أن المقومات السياحية الطبيعية تلعب دورًا مهمًا في النشاط السياحي، وتعد من أكثر العوامل جذبًا للسائح السعودي على وجه التحديد. وهنا تبرز مقومات السياحة البيئية أو سياحة الطبيعة المتمثلة في البحث عن المناظر الطبيعية والمناطق الخضراء والمرتفعات والشواطئ والأودية والسهول والصحارى والتكوينات الجيولوجية والتضاريسية

 

وتزخر منطقة مكة المكرمة بتنوع هذه المقومات السياحية التي استثمر بعضها وما زال الكثير منها بكرًا أو في طور الاستثمار. وتعد المقومات الطبيعية المتمثلة في البيئة البحرية التي تستأثر بها المدن الساحلية، والبيئة الجبلية وتمثلها محافظة الطائف من أبرز مقومات السياحة البيئية، ويمكن تقسيم المقومات السياحية الطبيعية الرئيسة التي تتميز بها المنطقة إلى عدد من الأقسام على النحو الآتي:

 

 

تتمثل أهم التكوينات الجيولوجية في المنطقة في الصخور النارية ومنها الجرانيت والبازلت. كما يوجد بعض التكوينات المتمثلة في السهول الفيضية التي كان للأودية في المنطقة تأثير في نشأتها، وتنتشر الحرات في عدد من الأمكنة ومن أهمها حرة رهاط وتمتد من المدينة المنورة جنوبًا حتى شمال مدينة مكة المكرمة ومحافظة الطائف، وكذلك حرات كشب وحضن ونواصف والبقوم. كما يوجد بعض الحرات صغيرة المساحة في السهل الساحلي، وخصوصًا في محافظة الليث، وقريبًا منها مثل حرة إدام وحرة شامة وحرة الصواملة. وتتصف هذه الحرات بألوانها الداكنة والسوداء وبحجارتها البركانية. والحرات تضفي أحيانًا منظرًا طبيعيًا جذابًا على المكان عندما تطوقها الرمال الصفراء في الأسفل ثم تعلوها الصخور والمكونات البركانية في الأعلى. وأحيانًا توجد تلال أو جبال صغيرة سوداء اللون وسط منطقة رملية منبسطة. ويمكن الاستفادة سياحيًا من تنظيم الرحلات إلى المحاجر والمقالع والمناجم القديمة والحديثة مثل تلك التي في محافظة رنية التي تقوم بقص الصخور الجرانيتية لاستخدامها واجهات جمالية في البناء، كذلك يمكن ترتيب الزيارات إلى الكهوف والمغارات والحفر التي تكونت بفعل العوامل الطبيعية المختلفة. ويمثل مقلع طمية بالوعبة شمال شرق محافظة الطائف أحد التكوينات المهمة سياحيًا. والمقلع حفرة عميقة قطرها نحو 2كم، وعمقها ما بين 200 و 250م، وتتجمع في قاعها مياه الأمطار، وتنتشر حولها النباتات والأشجار ومنها الدوم، ويستقطب هذا الشكل الذي هو جزء من حرة كشب عددًا كبيرًا من السياح من داخل المملكة وخارجها.

 

 

تتنوع الأشكال التضاريسية في منطقة مكة المكرمة بدءًا من جزر وشواطئ البحر الأحمر غربًا، ومرورًا بالسهل الساحلي والمرتفعات الشرقية من السهل الساحلي، ثم مرتفعات جبال السروات في الوسط حتى السهول والصحارى والواحات والهضاب والحرات في محافظات رنية  والخرمة وتربة والأجزاء الشرقية والشمالية الشرقية من محافظة الطائف. ويشكل هذا التنوع في التضاريس وأشكال السطح أحد المقومات السياحية الطبيعية نظرًا لما تلعبه التضاريس من دور في التأثير على الأنشطة، وما يوفره للسائح من مناظر طبيعية، وبيئات ومن مقومات تناسب احتياجاته ورغباته