المقومات السياحية الطبيعية بمنطقة حائل في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المقومات السياحية الطبيعية بمنطقة حائل في المملكة العربية السعودية

المقومات السياحية الطبيعية بمنطقة حائل في المملكة العربية السعودية.

 
تتنوع وتتعدد عناصر الجذب السياحي وعوامله من إقليم إلى آخر تبعًا لعدة معطيات، أبرزها خصائص الإقليم ذاته وثانيها رؤية الكاتب أو الباحث حول تصنيف عوامل الجذب ومقوماته إلى مقومات طبيعية وأخرى بشرية أو اصطناعية أو حضارية أو غير ذلك. وهنا يتم الالتزام بالتصنيف التقليدي والمتعارف عليه أكثر وهو: عوامل الجذب والمقومات الطبيعية والبشرية. ومن هذا المنطلق فقد تمكنت الجهات المعنية بتنمية السياحة في منطقة حائل من تحديد 56 موقعًا قابلاً للتطوير السياحي في المنطقة  .  وهذا دليل على توافر عدد من المقومات السياحية الطبيعية في منطقة حائل  ،  وتشمل العناصر والموارد المتعلقة بالبيئة الطبيعية مثل: المناظر الطبيعية الجميلة في المرتفعات والصحارى، وبعض الكهوف وفوهات البراكين وبعض التكوينات الصخرية المميزة  ، وكذلك الغطاء النباتي والحياة الحيوانية بما في ذلك مختلف أنواع الحياة البرية. ويمكن تقسيم مقومات الجذب السياحي الطبيعية كما يأتي:
 
أ - الموقع الجغرافي وخصائصه:  
 
يعد الموقع الجغرافي من أبرز عناصر الجذب السياحي خصوصًا إذا اقترن ذلك بسهولة الوصول إليه، ومعلوم أن السياحة، في أبسط تعريفاتها، نشاط يمارس في موقع ما. وموقع منطقة حائل مميز لتوسطه الجزء الشمالي من المملكة ووقوعه بالقرب من مناطق كبرى مثل: منطقة الرياض ومنطقة القصيم، وبوصفه حلقة وصل بين عدد من المناطق الإدارية المحيطة به. كما أنه مربوط بشبكة جيدة من الطرق السريعة والرئيسة إلى جانب الربط الجوي عبر مطاره الإقليمي. ويمتاز هذا الموقع بخصائصه المميزة جيولوجيًا وتضاريسيًا ومناخيًا. وهو يتكون من جبال وهضاب وحرات وأودية وصحارى، وفيه يلتقي التكوينان الرئيسان لجيولوجية شبه الجزيرة العربية: الدرع العربي والرف العربي؛ ما سمح بتوافر المياه الجوفية بشكل جيد خصوصًا في تكويني ساق وتبوك  .  هذه الخصائص المتنوعة تجعل من منطقة حائل إقليمًا سياحيًا جذابًا.
 
ب - المناظر الطبيعية:
 
وهي المناظر المرتبطة بالمناطق الجبلية والصحراوية وتشمل: السمات السطحية المتنوعة للجبال حيث توجد تكوينات صخرية متنوعة ومميزة، مثل: جبال أجا وسلمى ورمان وما يتخللها من أودية ومواقع طبيعية وبشرية مثل: وادي السلف، ووادي النقبين، ووادي الرصف، وجبل السمراء، وحبران، وكذا صحراء النفود برمالها وكثبانها إلى جانب المعالم الجمالية الأخرى للصحراء وما جاورها من واحات ومناطق زراعية.
 
ج - الحياة النباتية والحيوانية:  
 
على الرغم من أن هذه الموارد تشهد تناقصًا وخصوصًا في أعداد الحيوانات البرية، بسبب الصيد غير المرشد، لكنها لاتزال توفر ملامح وخصائص تجذب السياح المهتمين بالطبيعة. وما زال يعيش بالمنطقة عدد من الحيوانات البرية مثل: الوعول، والأرانب، والجرذان الصحراوية، والثعالب، والذئاب، والضباع، والنيص، والوبر البري، وأنواع مختلفة من الطيور أشهرها: النسور والصقور والحبارى والقماري وأنواع أخرى، إضافة إلى الطيور المهاجرة التي تعبر المنطقة خلال هجرات الطيور المعروفة. وهناك أنواع متعددة من الزواحف والسحالي مثل: الثعابين السامة وغير السامة، وأنواع أخرى مثل: الضبان، والورل، والجرابيع وغيرها.
 
كما تمتاز الثروة النباتية بالتنوع والازدهار وذلك بعد موسم سقوط المطر خصوصًا في الأودية والواحات والأمكنة المنخفضة ومراكز تجمع المياه. ويعد فصل الربيع من أفضل مواسم الإنبات ونشوء الرياض والخمائل الطبيعية الخضراء. ومن أشهر النباتات والأشجار التي تنمو في المنطقة أشجار الأرطا والغضى والطلح والعوسج، كما أن هناك النخيل البعلي الذي يظهر في الشقوق أو في مسارب المياه في الجبال وأعالي الأودية، ويبدو وكأنه من خصوصيات حائل. كما توجد أيضًا أشجار أخرى حول مدينة حائل وبعض المناطق الأخرى، لكن مشكلة الرعي والاحتطاب الجائرين تظل من أكبر التحديات التي تواجهها الحياة النباتية في المنطقة؛ لذلك تتركز الجهود الوطنية حاليًا على استحداث المناطق المحمية وتوسيع نطاقاتها، بهدف الحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية في المنطقة.
 
د - الكهوف وفوهات البراكين:
 
وتشمل الكهوف المشكّلة نتيجة لعوامل التعرية والكهوف التي تكون على هيئة أنفاق والتي تكونت نتيجة الحمم البركانية، مثل: كهف جنين بالشنان  ، وفوهة بركان الهتيمة  ، وغار الحجاج  ، وغار زامل بجبل حبران  ، وانكسار طابة ومغارة خفسة شعيفان قرب الشويمس وخفس الضباع على بعد 300كم جنوبي غرب مدينة حائل، وغيرها.
 
هـ - الطقس المعتدل:  
 
الطقس المعتدل نسبيًا في الصيف، خصوصًا في الأمكنة المرتفعة وما يتخللها من شعاب، بالمقارنة مع درجات الحرارة العالية السائدة في معظم المدن الرئيسة في المملكة، يضاف إلى ذلك أن الشتاء يكون أكثر برودة في مناطق أخرى، بينما يكون مميزًا في منطقة حائل. فالمعدل السنوي لدرجات الحرارة في المنطقة يبلغ 21 درجة مئوية مع ارتفاع في فصل الصيف يصل إلى 32 درجة مئوية وينخفض إلى 10 درجات مئوية في فصل الشتاء. كما أن معدل الأمطار التي تهطل في فصل الشتاء 125مم سنويًا بتباين واضح من عام لآخر  .  لذلك يمكن القول إن الاعتدالين: الربيعي والخريفي يعدّان من أفضل المواسم السياحية. ويمكن في ظل حالة الطقس بالمنطقة أن يكون فصل الربيع هو الموسم السياحي الأفضل والأكثر ملاءمة.
 
ويمكن لحائل أن تطور أنشطتها السياحية على مدار العام تبعًا لخصائص الإقليم، لكن أفضل المواسم السياحية هما الاعتدالان: الربيعي والخريفي وكذا فصل الصيف بالمقارنة بمناطق المملكة المجاورة الأخرى وتحديدًا الرياض والقصيم؛ وذلك تبعًا لاعتدال مناخ المنطقة في هذه المواسم بوصفه محددًا رئيسًا للجاذبيات السياحية الطبيعية.
 
ومعلوم أن الموارد المتعلقة بالبيئة الطبيعية توفر فرصة لممارسة الأنشطة المرتبطة بالبيئة الطبيعية، من مشاهدة للمناظر الجميلة والتنـزه والسير على الأقدام أو ركوب الخيول والجمال وتسلق الجبال، ومراقبة الحياة البرية النباتية والحيوانية، والقيام برحلات الصيد واستكشاف الصحارى والكهوف، والمغامرات التي تعتمد على الطبيعة، إضافة إلى الراحة والاستجمام، وإقامة المخيمات والأنشطة المختلفة مثل: ركوب المنطاد والطيران الشراعي.
 

أهم المواقع الطبيعية ذات الأهمية السياحية

 
يوجد بمنطقة حائل مواقع أخرى معظمها طبيعية وهي جاذبة للسياحة، وقد تم مسح هذه المواقع وتقييمها من قِبل الهيئة العليا للسياحة   وأبرزها ما يأتي:
 
1 - جبل حبران:
 
يقع على بُعد 170كم غرب مدينة حائل في منطقة ذات منظر طبيعي مميز وتضم تكوينات صخرية رسوبية، وتكثر فيها المغارات والكهوف وأشهرها غار زامل الذي توجد على جدرانه نقوش ثمودية.
 
2 - وادي الرصف: 
 
يقع جنوب غرب حائل، ويضم بركًا تحتفظ بالمياه لعدد من شهور السنة، ويجذب الوادي حاليًا الزوار من مدينة حائل.
 
3 - جبل المسمى: 
 
يقع على بُعد 200كم شمال غرب مدينة حائل، ويغطي مساحة 150كم  ، ويضم أودية مغطاة بالرمال والصخور وتحيط به الجبال من ثلاثة جوانب، وصحراء النفود على الجانب الشمالي. والمنطقة ذات منظر جمالي وكانت تضم في السابق الحيوانات البرية مثل: الوعول، والغزلان، كما أكد ذلك عدد من السكان المحليين وهي مناسبة للأنشطة الترفيهية وإقامة المخيمات.
 
4 - السلف: 
 
موقع يتميز بجمال مناظره حيث يضم عددًا كبيرًا من أشجار الطلح وبعض أشجار النخيل، ويرتاده عدد من الزوار للترويح والترفيه رغم صعوبة الوصول إليه.
 
5 - خفس الضباع: 
 
يقع على بُعد 300كم جنوب غرب مدينة حائل، وهو حفرة عميقة ويمتد فيه نفق طوله 700م ويتفاوت ارتفاعه واتساعه من مكان لآخر، ويفضي في نهايته إلى مورد ماء عذب.
 
6 - جرغ:
 
وهي منطقة جبلية تقع على بعد 70كم غربي مدينة حائل.
 
7 - وادي سطح سلمى:
 
الواقع على بُعد 45كم شرقي مدينة حائل.
 
8 - جبل حبشي: 
 
يقع إلى الغرب من قرية العظيم وذلك على بُعد نحو 7كم ويضم الموقع كثيرًا من الأساسات والركامات الحجرية.
 
9 - موقع قرية عقدة: 
 
قرية ملاصقة لمدينة حائل من جهة الغرب، وتعكس بُعدًا وعمقًا تاريخيًا وتقليديًا آسرًا في وسط جبال أجا الساحرة ذات المناظر الطبيعية الخلابة.
 
10 - الجبل الأبيض:
 
يقع على بُعد 340كم جنوب غرب مدينة حائل، وعلى مقربة من محافظة خيبر.
وهناك عدد من المواقع الطبيعية في كل حواضر وأرياف منطقة حائل، وكثير من تلك المواقع ذات جاذبية طبيعية يلتقي فيها عنصر الجذب التاريخي والثقافي مع الجاذبية الطبيعية  
 
شارك المقالة:
177 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook