المقومات السياحية الطبيعية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المقومات السياحية الطبيعية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

المقومات السياحية الطبيعية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
تتميز المنطقة بوصفها مقصدًا سياحيًا بجاذبية سياحية عالية؛ بسبب توافر معطيات طبيعية، ومقومات حضارية كثيرة ومتنوعة؛ جعلت منها رائدة السياحة الداخلية في المملكة، ومن أكبر المقاصد السياحية الداخلية وأهمها؛ من حيث المعطيات، والمقومات السياحية، وتنوع أنماط النشاط السياحي الترويحي المتاح، وحجم التدفق السياحي الصيفي عليها، ودور المؤسسات السياحية في تنميتها وتطويرها. وقد كانت الجواذب الطبيعية أكبر دافع لبدء عمليات التنمية السياحية في المنطقة، وفيما يلي أبرز عناصر الجذب الطبيعي فيها:
 
أ - الموقع الجغرافي:
 
السياحة نظام ترويحي، تتكامل فيه مجموعة مترابطة من العناصر والمكونات الأساسية  ،  ويعد الموقع الجغرافي أحد أهم هذه العناصر، خصوصًا الموقع النسبي، ودرجة المنفذية على نحو أخص، فمهما توفر لمقصد من جواذب سياحية فإن ذلك لا يفيده كثيرًا، إذا كان يصعب الوصول إليه والعودة منه؛ بسبب بعد المسافة أو بسبب العوائق الطبيعية، أو السياسية، أو عدم توافر وسائل المواصلات المناسبة أو ارتفاع تكاليفها؛ فالمنفذية هي أحد أهم المداخل إلى التنمية السياحية والتنمية عمومًا.
 
وقد تحسن الموقع النسبي لمنطقة عسير - من حيث المنفذية - تحسنًا سريعًا، خصوصًا في العقدين الأخيرين، إذ ربطت معظم مدن المنطقة وقراها بشبكة الطرق الوطنية الحديثة، وأنشئ فيها مطاران مدنيان في مدينة أبها ومحافظة بيشة يربطانها بكل مناطق المملكة، ويوصلانها بخطوط مباشرة ببعض الدول الخليجية في مواسم السياحة.
 
 
ب - المناخ:
 
يعد المناخ من أهم الموارد السياحية الطبيعية التي تؤثر في أنماط السياحة، والأنشطة، والفعاليات السياحية. وعادة ما يختار السائح الذهاب إلى المقاصد السياحية التي تتوافر فيها جواذب سياحية مختلفة عما هو موجود في مقر إقامته الدائمة، وبخاصة عنصر المناخ المناسب، خصوصًا في فصل الصيف، ويعد المناخ الملائم للأنشطة السياحية ثروة سياحية مهمة.
 
ومن أبرز خصائص السياحة العالمية: الموسمية، التي ترتبط بالمناخ الحيوي عادة؛ من حيث درجات الحرارة، وكميات تساقط الأمطار ومدته، ومدة سطوع الشمس، وسرعة الرياح، ومدى مناسبة كل ذلك لراحة السائح والأنشطة الترويحية التي يمارسها. وتهدف الدراسات السياحية التي تعنى بالمناخ السياحي إلى استنباط معدلات رياضية تجمع معظم المتغيرات المناخية في أي مقصد سياحي، وتقويمها من وجهة نظر الزائرين أنفسهم عن طريق استبانات خاصة تصمم لهذا الغرض، ويحدد المناخ السياحي معيار (Index) يراوح بين: صفر (طارد سياحيًا) و 100 (مناخ سياحي مثالي)، ويصنف المناخ السياحي على النحو الآتي:  
 
80 - 100 = ممتاز ومثالي
 
60 - 79 = جيد إلى جيد جدًا
 
40 - 59 = مقبول
 
أقل من 40 = غير مناسب
 
وقد توصلت دراسة عن السياحة في منطقة عسير   إلى خريطة مختصة بذلك، واتضح أن إقليم سروات عسير (وهو قلب الحركة السياحية الصيفية بالمنطقة) من المرتفعات الغربية هو من أفضل أقاليم المملكة للسياحة الصيفية؛ من حيث المناخ السياحي المساعد في الراحة، والاستجمام، وممارسة مختلف الأنشطة الترويحية. ويوضح (جدول 1) عناصر المناخ السياحي الصيفي لمدينة أبها ومحافظة خميس مشيط حاضرتي منطقة عسير، خلال شهر يوليو الذي يشهد ذروة التدفق السياحي الصيفي على المنطقة، مع الموازنة بينهما وبين بعض مدن المملكة الأخرى.
 
وفي دراسة أخرى   لمنطقة عسير تبين أن اعتدال حرارة المنطقة في فصل الصيف - مقارنة بالحر القائظ السائد في معظم مناطق المملكة الأخرى، ودول الخليج العربية المصدرة للسياح إلى المنطقة - من أبرز عوامل الجذب السياحي؛ إذ تبوأ المركز الثاني بنسبة 75.6% بعد المناظر الطبيعية التي سبقته بنسبة 77%، وقد كان الأول في صيف 1416هـ/1995م بنسبة 78.6% وبعده المناظر السياحية بنسبة 71.3%  .  ويعزى الاعتدال الحراري الصيفي وارتفاع معيار المناخ السياحي للمنطقة إلى عامل الارتفاع؛ إذ يصل ارتفاع قمة جبل السودة غرب مدينة أبها إلى نحو 3015م، بوصفه أعلى نقطة ارتفاع في المملكة كلها  
 
وقد شجع التفاوت الحراري الفصلي بين المرتفعات وسهول تهامة في منطقة عسير، على قيام نمط من السياحة المحلية الداخلية التكاملية التي تقلل من حدة موسمية السياحة التي تثبط الاستثمار السياحي وتعاني منها كثير من المقاصد السياحية في المملكة؛ ففي فصل الشتاء نجد سكان إقليم المرتفعات يزورون الأجزاء التهامية، والسهل الساحلي للبحر الأحمر، على حين يجذب إقليم المرتفعات الزوار من سكان الأجزاء الساحلية الحارة صيفًا. هذه التكاملية أفرزت ظاهرة سياحية معروفة في مجتمعات الرفاهية بـ (مصطلح البيت الثاني)، إذ أضحى كثير من هؤلاء السياح يمتلكون بيتًا ثانيًا في مقصده السياحي (بالمرتفعات أو الساحل) للاستخدام الموسمي، (ومعروف أيضًا أن كثيرًا من أثرياء حواضر المملكة يملكون مسكنًا سياحيًا في منطقة عسير يؤجر خلال العام، ويخلى في الصيف، أو يظل مغلقًا حتى وقت الاستخدام الصيفي).
 
ج - المناظر الطبيعية:
 
يشكل جمال الطبيعة وبهاؤها واحدًا من أهم الجواذب السياحية، خصوصًا بالنسبة إلى سكان الحواضر والمدن الكبرى، ولا سيما إذا توافق ذلك مع المناخ المناسب.
 
وفي استقصاء تم في الموسم السياحي لعام 1420هـ/1999م عن أهم عوامل الجذب السياحي لمنطقة عسير؛ جاءت المناظر الطبيعية الساحرة التي تتمتع بها المنطقة  في الترتيب الأول بنسبة 77%  .  وفي الحقيقة فإن الطبيعة قد رسمت لوحة جميلة وأشكالاً أخاذة في المنطقة، بدرجة ألهمت خيال الشعراء، والفنانين التشكيليين، والأدباء، فمثلوها شعرًا ونثرًا وغناء، ولوحات تشكيلية رائعة. ويتجلى حسن الطبيعة في مزيج رائع من التراكيب الجيولوجية، والتضاريس، والحياة الفطرية النباتية، والحيوانية.
 
لقد وفرت الجبال وكهوفها ملاذًا آمنًا للإنسان الأول، وظل عشق هذه الجبال راسخًا في وجدان الإنسان منذ ذلك الزمان البعيد حتى وإن فضّل معظم الناس العيش في السهول، فيلجأ إليها الإنسان هربًا من جور أخيه الإنسان، أو من قسوة الجفاف أو من الحر، ويمتع ناظريه بجمالها وبهائها.
 
وقد هيأ الله تعالى للمنطقة من الجبال ما وفر لسكانها مناخًا جيدًا، وتباينًا في التضاريس، وتنوعًا نباتيًا شكل قطبًا متنافرًا مع حر الصحراء، ورطوبة الساحل، وصخب المدن والحواضر وضجيجها؛ بحيث يجذب السياح والمصطافين إليها، لكونها من أوفر مناطق المملكة أمطارًا، وأكثرها نضرة واخضرارًا، ويمكن تقسيم تضاريس المنطقة وفق جاذبيتها السياحية
 
 
شارك المقالة:
134 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook