المكتبات العامة بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المكتبات العامة بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

المكتبات العامة بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
أ) المكتبة المتنقلة لشركة "أرامكو السعودية": 
 
تسعى هذه الخدمة المكتبية المتنقلة إلى غرس عادة القراءة في الناشئة من أبناء المنطقة (تلاميذ المدارس الابتدائية بصورة خاصة)، وقد تم تنفيذ هذا المشروع عام 1402هـ /1982م. وهو مشروع تربوي وثقافي كبير الأهمية، وعظيم النفع، يخلق الألفة بين النشء والكتاب، فتتأصل في نفسه عادة القراءة منذ الصغر، وينمو في نفسه حب المعرفة.
 
وعلى الرغم من أن (أرامكو السعودية) ليست مصنفة في بلادنا ضمن المؤسسات التربوية، إلا أنها أقامت هذا المشروع على نفقتها إسهامًا منها - بالتعاون مع الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة - في مساندة الدور الذي تقوم به الحكومة السعودية من أجل تحقيق الطموحات التربوية والتثقيفية، فتحظى البلاد من تلك الجهود بجيل مثقف واع يمكن أن يسهم في بناء نهضة هذا الوطن مستقبلاً.
 
وقد أعدت (أرامكو السعودية) لهذا المشروع أربع عربات تم تصميمها من أجل تحقيق الغرض الذي أعدت له، كما تمت مراعاة المعايير الدولية المتعارف عليها، ووضعت الشركة أهمية خاصة لملاءمة هذه السيارات لمناخ المملكة العربية السعودية، وكل واحدة من هذه السيارات يمكن أن تحمل أكثر من عشرة آلاف مجلد في رحلتها، ولعل صغر حجم كتب الأطفال ساعد على استيعاب السيارة هذا العدد الكبير من الكتب، ويمكن لكل طالب أن يستعير من هذه المكتبة المتنقلة في حدود كتابين ولمدة أسبوع واحد في كل مرة.
 
ورتبت الكتب داخل هذه السيارات في رفوف متحركة تتسع وتضيق حسب حجم الكتب، ووضعت الأرفف في وضع يميل إلى جدار العربة، مع حاجز قصير من البلاستيك على الطرف ليمنع سقوط الكتب أثناء سير العربة، وقسمت هذه الأرفف لعزل أصناف الكتب بعضها عن بعض، ووضعت لافتات إرشادية صغيرة، تساعد في معرفة مكان الكتاب المطلوب بسهولة، وفي العربة عدد من المقاعد في مواقع متفرقة، كما أن هناك منضدتين يستغلهما العاملون لإنجاز مهمة الإعارة للمستفيدين، وللسيارة باب خاص للدخول، وآخر للخروج لتسهيل حركة مرور المستفيدين في داخل العربة وتنظيمها، بالإضافة إلى مراعاة أنظمة السلامة، وتوفير أجهزة تكييف داخل العربة.
 
ولقد استطاعت هذه المكتبة المتنقلة أن تخدم مدارس مدينة الدمام، والخبر، والقطيف، ورأس تنورة، وغيرها من مدارس المنطقة الشرقية خلال خمس عشرة سنة منذ تأسيسها بين عامي 1402 و 1417هـ /1982 و 1996م بمعدل أربع وتسعين مدرسة سنويًا، أي ما مجموعه ألف وخمسمئة مدرسة، وأفاد من خدماتها ثلاثمئة وسبعون ألف طالب، واستعاروا منها نحو سبعمئة وأربعين كتابًا.
 
واستهدفت هذه الخدمة المكتبية في بدايتها جميع الطلبة في مختلف مراحل التعليم (ابتدائي ومتوسط وثانوي)، ولكن حين وجد القائمون على المشروع ارتفاع الإقبال لدى طلبة المرحلة الابتدائية (الصفوف الأربعة العليا) عنه في المرحلتين المتوسطة والثانوية، ولكون هذه المرحلة (مرحلة تأسيسية) وجد المسؤولون أن التركيز على تلك المرحلة دون غيرها يساعد على بناء جيل قوي الأساس، ليظهر إلى المجتمع وهو قادر على الإسهام في بناء نهضته وخدمة وطنه.
 
وشجع نجاح هذه التجربة الرائدة شركة (أرامكو السعودية) على توسيع هذه الخدمة لتشمل عددًا من المناطق مثل: الرياض وجدة وينبع والمدينة المنورة بمعدل عربة لكل منطقة، وإن كانت هذه الخدمة تبقى فائدتها أكثر وأعم بالنسبة إلى المنطقة الشرقية، وبخاصة بعد أن وصلت إلى منطقة الأحساء، والخفجي، والجبيل، وبقيق، والنعيرية، بينما تبقى في نطاق محدود بالنسبة إلى المناطق الأخرى غير المنطقة الشرقية، لذا فإن خدمة هذه المكتبة وصلت إلى ثلاثمئة وثمانٍ وستين مدرسة في المنطقة الشرقية في عام واحد، بينما بلغ عدد المدارس المستفيدة منها في منطقة الرياض أو منطقة جدة أقل من ربع هذا العدد، وفي المدينة المنورة أقل من الثّمن على أن خدمة هذه المكتبة لم تصل إلى هذه المناطق التي هي خارج المنطقة الشرقية إلا في عام 1417هـ /1996م، أي بعد مضي خمس عشرة سنة على تطبيق المشروع في المنطقة الشرقية 
 
ب) المكتبة العامة بالظهران:
 
يعود تأسيس هذه المكتبة إلى عام 1402هـ /1982م، وقد أنشأتها شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو) وتشرف عليها (إدارة العلاقات العامة في الشركة)، وتتنوع محتويات هذه المكتبة بين عربية وإنجليزية، وعدد من الكتب - وإن كانت قليلة - باللغات الألمانية، والفرنسية، والإيطالية، وأغلب الكتب العربية والإنجليزية تتجه موضوعاتها إلى التاريخ واللغة والأدب والثقافة العامة لبلدان الشرق الأوسط. وتحتوي المكتبة على عدد من المعاجم والموسوعات وبعض المخطوطات، وتصل إلى المكتبة نشرات دورية باللغتين العربية والإنجليزية، كما يصلها بانتظام عدد من المجلات والصحف، ووفرت جهازًا خاصًا لقراءة الأفلام المصغرة، وهي تمتلك عددًا من الأشرطة التي تضم صورًا لأغلب المجلات السعودية الرائدة، كما تمتلك المكتبة عددًا كبيرًا من الصحف القديمة، يمكن الاستفادة منها من قبل الباحثين والمهتمين، ويبلغ مجموع الكتب في هذه المكتبة نحو خمسة عشر ألف كتاب، عدا الدوريات والمجلات والمخطوطات  
 
وتبقى هاتان المكتبتان - على أهميتهما - محدودتي الفائدة، محصورتي النفع، فالأولى: مكتبة (أرامكو السعودية المتنقلة) تنحصر فائدتها على شريحة واحدة من المجتمع، وهم الأطفال ما بين سن الثامنة والثانية عشرة، والثانية: (المكتبة العامة بالظهران) ويستفيد من محتوياتها موظفو شركة أرامكو السعودية بالدرجة الأولى، أما مرتادوها من غير موظفي الشركة فتقف أمامهم بعض الأنظمة الروتينية التي اعتادت الشركة اتخاذها لضمان الأمن في مناطقها، فتكون زيارتها والاستعارة من محتوياتها محدودة بالنسبة إلى عامة الناس من غير منسوبي الشركة، ولذلك جاءت أهمية المكتبات الحكومية العامة التي تنتشر في جميع مناطق المملكة، ومن بينها المنطقة الشرقية التي حظيت بوجود عدد من هذه المكتبات في مختلف مدنها.
 
ج) مكتبة الهفوف العامة:
 
تعد هذه المكتبة من أقدم المكتبات الحكومية العامة في المنطقة، وقد أنشئت قرب إدارة المرور بمدينة الهفوف عاصمة محافظة الأحساء، حيث تم تأسيسها عام 1380هـ /1960م، وتقدر محتوياتها من الكتب بنحو أربعين ألف مجلد، وتخدم مدينتي الهفوف والمبرز والقرى المنتشرة في محافظة الأحساء، وتتولى إدارتها إدارة التربية والتعليم بالهفوف.
 
د) مكتبة الدمام العامة: 
 
تم افتتاحها عام 1380هـ /1960م في قاعة تابعة لمدرسة طارق بن زياد بالدمام أول الأمر، وفي سنة 1382هـ /1962م، صار لها مبنى مستقل بالشارع العام في مدينة الدمام، وتتميز بكونها أكبر المكتبات العامة بالمنطقة الشرقية، وتضم نحو خمسين ألف مجلد، وعليها إقبال من المثقفين والباحثين، وتزداد مقتنياتها من كتب جديدة باستمرار، ويتوافر بالمكتبة جهاز عرض سينمائي.
 
هـ) مكتبة الخبر العامة: 
 
تأسست عام 1394هـ /1974م، وتزيد محتوياتها على واحد وعشرين ألف مجلد، وتضم عددًا كبيرًا من الكتب الحديثة وبخاصة ما يتصل بالثقافة العامة والأدب، وتصل إليها بانتظام خمس عشرة مجلة وصحيفتان يوميتان، وتستضيف بعض المحاضرين، كما تقيم في قاعاتها بعض المعارض، وفي الأول من شهر صفر من عام 1401هـ /1980م انتقلت المكتبة إلى مبناها الجديد الذي أقيم على أرض مساحتها 1500م  ، وهي مكونة من خمسة أدوار يضم الدور الأرضي منها خدمات المكتبة، وخصص الدور الأول للإدارة ومكتبة الأطفال، أما الدور الثاني فيضم قاعة الصحف والمجلات، بالإضافة إلى القسم الفني الذي يقوم موظفوه بالتجليد والتصوير، وفي الدور الثالث قاعات مخصصة للطلاب لغرض الدراسة، وبهذا الدور أيضًا قسم يضم الكتب الإسلامية والعربية، وفي الدور الرابع توجد المكتبة الأجنبية  . 
 
و) مكتبة القطيف العامة: 
 
أسست هذه المكتبة عام 1407هـ /1987م، ويقع مبناها في (المنطقة الخامسة) تحوي أكثر من ثمانية آلاف مجلد، ويرتادها المثقفون والباحثون.
 
ز) مكتبة الجبيل العامة:
 
أسست عام 1408هـ /1988م، وتحتوي على اثني عشر ألف مجلد تقريبًا، وهي مقامة في مبنى مستأجر (حي الفناتير) بالهيئة الملكية للجبيل.
 
ح) المكتبة العامة بالعيون: 
 
فتحت أبوابها لروادها من القراء عام 1408هـ /1988م، وتضم من الكتب ما يزيد على ثمانية آلاف. ومدينة العيون لا تبعد عن الهفوف أكثر من عشرين كيلومترًا، وتستضيف المكتبة بعض أنشطة المدينة في مقرها  . 
 
ط) مكتبات عامة أخرى:
 
يدخل ضمن هذه المكتبات العامة (المكتبة المركزية) بمدينة الظهران التي أنشأتها أرامكو عام 1379هـ /1959م، ومكتبة الأبحاث العربية التي مر على إنشائها أكثر من ستين عامًا، وقد تم إنشاؤها عام 1366هـ /1947م في الظهران، وكلتاهما تتبعان مكتبات شركة أرامكو، وتعد (مكتبة أرامكو المركزية) من المكتبات المثالية التي يجتمع فيها كامل المتطلبات الحديثة للمكتبات العصرية، وفهارسها مرتبة ترتيبًا دقيقًا، وقد حرصت أرامكو على توفير الأفلام العلمية، وصور المخطوطات وآلات التصوير، والآلات القارئة (MICROFILM READERS)، وللمكتبات التابعة لشركة أرامكو قاعات متعددة للمطالعة، ويعنى المسؤولون عنها بجمع كل الإصدارات والبحوث والدراسات التي تتناول المملكة العربية السعودية، العربية منها والأجنبية على السواء، وتسعى إلى الحصول على أنواع الأوعية المعلوماتية كافة من مصادرها المختلفة  
وإلى جانب مكتبات أرامكو هناك مكتبة (مجمع الملك فهد الطبي العسكري) بالظهران، وقد تم إنشاؤها عام 1408هـ /1988م، وهي مكتبة عامة تغلب على محتوياتها الكتب الطبية العلمية، بالإضافة إلى عدد من الدوريات العربية والإنجليزية.
 
المكتبة القطرية: وهي مكتبة أسسها الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني حاكم قطر آنذاك، عام 1385هـ /1965م في مدينة الهفوف بالأحساء، والمعروفة بـ (المكتبة القطرية)، وقد أسند الإشراف عليها إلى الشيخ يوسف بن راشد المبارك، وتضم كتبًا نادرة، ومراجع قيمة، ويحظى الدين والأدب بالقسط الأوفر من محتوياتها.
 
وكان يشرف على المكتبات العامة المنتشرة في المدن الكبيرة بالمنطقة (وزارة التربية والتعليم)، وجعلت من هذه المكتبات ملاذًا للقراء والباحثين طوال أيام الأسبوع، وجميعها تقدم خدمة الإعارة لروادها حتى يتحقق الهدف من إنشائها على الوجه الأكمل  .  وقد ضمت المكتبات مؤخرًا إلى وزارة الثقافة والإعلام.
 
شارك المقالة:
71 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook