المكتبات بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المكتبات بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

المكتبات بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
يرتبط تاريخ الحركة الفكرية في هذه المنطقة ارتباطًا وثيقًا بالمكتبات العامة، والخاصة، والمكتبات التجارية، ودور النشر فهي وسيلة الزاد الفكري، والتواصل الثقافي مع القديم والجديد، والمهيئة لحركة الفعل الثقافي
 
وكانت مكة المكرمة بحكم تشرفها بوجود بيت الله العتيق، والمشاعر المقدسة للمسلمين، حاوية هذا الفعل الثقافي حركة وحفظًا، إذ فيها مكتبات عريقة، اجتهد أهلها والمخلصون في أن يضم بعضها إلى مكتبة الحرم الشريف، فضمت إليها المكتبة التي أوقفها الشيخ عبدالحق الهندي العالم الشهيـر سنــة 1336هـ / 1918م، وفــي سنــة 1346هـ / 1927م نقلت إليها المكتبـة التي أوقفها والي الحجاز محمد رشدي باشا المتوفى سنة 1291هـ / 1874م، كما نقلت إليها مكتبة الشيخ عبدالستار بن عبدالوهاب الدهلــوي المتـوفــى سنة 1355هـ / 1936م، ومن نفائس محتوياتها تواريخ مكة المكرمة المخطوطة  
 
وتعود نشأة مكتبة الحرم المكي الشريف  إلى القرن الخامس الهجري عام 488هـ / 1095م  ،  وفي عام 1262هـ / 1846م جمعت خزائن الحرم المكي ووضعت في مكان واحد بأمر من السلطان عبدالمجيد، وأطلق عليها "كتب خانة السليمانية أو المجيدية"، وظلت معروفـة بهذا الاسم حتى عام 1375هـ / 1956م، عندما أطلق عليها "مكتبة الحرم المكي"  ،  ويذكر جنيد أنها كانت تعرف بـ (دار الكتب السلطانية)  ،  ويشير عبدالله عبدالجبار إلى مكتبة الشيخ عبدالشكور أحد مشايخ الجاوا، بباب القطبي، ويذكر أن فيها مجاميع لكثير من (البديعيات) وأنه قرأ فيها من المخطوطات ديوان (السمرجي) الجداوي، وديوان بدر الدين خوج. ويذكر مكتبة الأستاذ الدهلوي التي تضم كثيرًا من نفائس المطبوعات ونوادر المخطوطات المتعلقة بتاريخ المنطقة، ومن أهم مخطوطاتها (نشر النور والزهر) لعبدالله أبي الخير  
 
ومن مكتبات مكة المكرمة الشهيرة المكتبة الماجدية التي جمعها الشيخ محمد ماجد الكردي وكوَّنها من نوادر المطبوعات  .  وفي هذه المكتبة من النوادر ما لا يوجد في سواها، وقد اشترى هذه المكتبة عباس قطان، ووضعها في المبنى الذي شيدته أخته على حسابها في موضع ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم  ،  وأصبح ذلك المكان يعرف بـ (مكتبة مكة المكرمة)، التي تضم نفائس من المخطوطات والمطبوعات، وما تزال تمثل أبرز المكتبات من حيث محتواها ومطبوعاتها النادرة 
 
وقد كانت في جدة في هذه الفترة مكتبة الشيخ محمد نصيف، يصفها عبدالله عبدالجبار بأنها من أنفس مكتبات الحجاز وأحفلها بنوادر الكتب، وفيها كتب خطية قيمة  ،  ويذكر إلى جانبها مكتبة الشيخ حسونة المغربي، ومكتبة دار الإذاعة السعودية
 
ومن مكتبات المنطقة مكتبة عبدالله بن العباس رضي الله عنهما، وهي تقع في مدينة الطائف، وتضم الكثير من الكتب والمخطوطات في علوم شتى, وقد أسس تلك المكتبة الوالي التركي محمد رشدي باشا الشرواني المتوفى سنة 1291هـ / 1874م  ،  وموقعها في الجهة الشمالية الشرقية لمسجد العباس
 
ومن المكتبات التي كان لها إسهام في الحركة الثقافية مكتبة المعارف لصاحبها محمد سعيد كمال رحمه الله، وكانت هذه المكتبة ملتقى فكريًا للعلماء والأدباء، يتطارحون فيها الآراء والحوار في المسائل العلمية والأدبية، وكذلك كان الأمر بالنسبة إلى مكتبة المؤيد لصاحبها محمد بن إبراهيم المؤيد الحسني خصوصًا في فصل الصيف الذي تكون فيه مدينة الطائف نشطة بحركة المصطافين  
 
أما المكتبات العامة التابعة لوزارة المعارف (وزارة التربية والتعليم حاليًا)، فقد بدأ نشاطها في المنطقة في أواخر هذه المرحلة، عام 1394هـ / 1974م في جدة  ,  ولم تنشأ في المدن الأخرى إلا بعد ذلك، وسنذكرها في المرحلة الموافقة لإنشائها
 
وقد كان لمكتبة كليتي الشريعة والتربية بمكة المكرمة دور واضح في مسايرة الحركة الثقافية التي طرأ عليها توسع في التعليم الجامعي؛ وذلك لوجود كوادر علمية أجنبية ووطنية، والتوجه إلى الدراسات العليا والأبحاث الجامعية، وحين ضمت هاتان الكليتان لجامعة الملك عبدالعزيز دعمتا بكوادر فنية وإدارية، وقد حصلت على بعض الإهداءات
 
وقد أدى حسن التنظيم الجامعي إلى بث الثقافة المكتبية، وكانت المكتبة المركزية لجامعة الملك عبدالعزيز قد بدأت بذلك في جدة وفي فرعها بمكة المكرمة، وسرى من ذلك الوقت الاهتمام بالمخطوطات، والبحث عنها وشرائها، وفهرستها وحفظها بوسائل الحفظ الحديثة
 
شارك المقالة:
159 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook