المكتبات في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.
لا شك أن تأسيس وزارة التربية والتعليم للمكتبة العامة في تبوك في عام 1388هـ / 1968م وأصبحت الآن تابعة لوزارة الثقافة والإعلام - كان عاملاً مهمًا في قيام حركة أدبية وثقافية فيها؛ فقد أتاحت لمن ينشد الاطلاع والثقافة أن يجد ضالته في ذخائرها، ووفرت المصادر والمراجع ودواوين الشعر والأعمال الأدبية العربية الراقية، والكتب والدوريات، والصحف اليومية والمجلات. وقد كان أمين المكتبة العامة الأستاذ علي بن محمد العامر أحد الكتَّاب الذين برزوا في تبوك، وكان كثيرًا ما يراسل الصحف والمجلات السعودية، ويكتب مقالات عن المنطقة
ووُضعت للمكتبة مجموعة من الأهداف أهمها: نشر الثقافة العامة المفيدة بين أفراد المجتمع، وتشجيعهم على الاطلاع والاتصال المستمر بمصادر المعرفة، وإكسابهم مهارات التعلم الذاتي، والسعي إلى تحقيق النمو المعرفي عن طريق القيام بالأنشطة الثقافية التي تسهم في تفعيل المكتبة العامة في المجتمع، وتوفير بيئة مناسبة للاستثمار الأمثل لأوقات الفراغ، خصوصًا لدى النشء.
وكان مقرّ المكتبة حين إنشائها في المدرسة السعودية بتبوك، حيث كانت مكتبة عامة لمدارس تبوك، ثم أُقيم لها مبنىً في وسط المدينة تبرع بتكاليفه ووضَعَ حجر تأسيسه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في يوم السبت 22 شعبان 1392هـ الموافق 1972م. واستمرت تخدم القراء والباحثين في هذا المبنى حتى أقيم لها مبنىً جديد على طراز حديث يقع في شارع عمر بن الخطاب في حي الصالحية بتبوك، ورعى حفل افتتاحه أيضًا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد في يوم الأحد 5 شوال عام 1421هـ الموافق 2000م. ويتكون المبنى من قاعات للمطالعة، ومكتبة للأطفال، وقاعة للمحاضرات العامة، ومركز للوسائل السمعية والبصرية، ووحدات مساندة.
وتضم المكتبة العامة أكثر من أربعة آلاف كتاب في شتى العلوم والمعارف الإنسانية، ووضُعت لهذه الكتب فهارس بالحاسب الآلي تسهل على المستفيدين البحث والوصول إلى الكتاب المطلوب. وتوفر المكتبة أيضًا خدمة قواعد المعلومات الإلكترونية، وخدمة الإنترنت.
وتقدم المكتبة خدماتها للمستفيدين بالإعارة الخارجية المتاحة للجميع، وبخدمة المكتبات الفرعية التي خُصصت للجهات الحكومية والرسمية، وتقدم أيضًا خدمة تصوير المواد المطلوبة من المصادر والمراجع.
وإلى جانب كون المكتبة العامة مصدرًا للتزود بالعلم والمعرفة، فهي تمارس دورًا تربويًا وتثقيفيًا في المنطقة، وذلك باحتضانها الندوات والمحاضرات والمعارض، ففي قاعة المحاضرات والندوات فيها يعقد بعض أنشطة النادي الأدبي وأغلب محاضراته وندواته وأمسياته الشعرية، وتنظم المكتبة معارض الكتب والحاسب الآلي، وأيضًا تستضيف اللقاءات التربوية، وتقيم المسابقات السنوية في البحوث الثقافية والمسابقات التعليمية عن طريق وحدة الأنشطة الثقافية والإعلامية فيها، ويشارك الطلاب في هذه المسابقات، ويكرم الفائزون منهم
وتوجد أيضًا المكتبة النسائية التي أسسها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك، وخُصص لها مبنىً حديث في حديقة الملك عبدالعزيز وسط تبوك، ودعم الملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله - بمبلغ 1.8 مليون ريال لاستكماله في 17 رمضان 1409هـ الموافق 1989م، وافتتحت المكتبة في عام 1411هـ / 1990م، وتقوم بخدمة القارئات والباحثات والطالبات.
كما توجد مكتبة عامة في مدينة ضباء، وأخرى في مدينة أملج تقدمان الخدمات للمستفيدين.
ورافق تأسيس الكليات إنشاء مكتبات فيها تخدم الطلاب، فأتيحت الفرصة للقراء والمثقفين للاستزادة من الاطلاع والقراءة، ومن هذه المكتبات: مكتبة المعهد العلمي السعودي، ومكتبة كلية المعلمين، ومكتبة كلية التربية للبنات.
وهناك مكتبة النادي الأدبي، والمكتبات القائمة في المدينة العسكرية وفي قيادة المنطقة العسكرية الشمالية الغربية. وفي كل مدرسة من مدارس التعليم العام توجد مكتبة تفيد الطلاب، وتنمي حب القراءة فيهم.
وهناك مكتبات أهلية تبيع الكتب، وتمكن القارئ من الحصول على المصادر والمراجع العلمية والكتب الحديثة والتراثية، مثل: مكتبة المساوي، والمكتبة العلمية، وفرع مكتبة تهامة الذي افتتح في تبوك في عام 1400هـ / 1980م.
المطابع
أُسس مؤخرًا عدد من المطابع التجارية في المنطقة، مثل: مطابع الرحاب، ومطابع الشمال الكبرى، ومطابع العادل، ومطبعة تبوك الأهلية. وهذه المطابع كان لها دور محدود في تنمية حركة النشر في المنطقة؛ لأنها ليست دورًا للنشر، بل هي مطابع تجارية؛ لذا تأخرت حركة النشر الثقافي في تبوك بسبب افتقار المنطقة إلى دور النشر.