السؤال

 

هل يفهم من صدر سورة فاطر أن الملائكة جميعها لها أجنحة؟

 

 

الجواب

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فقد ورد وصف الملائكة بالأجنحة في مواطن عدة من الكتاب والسنة ، وقد دلت الآية أن من صفاتهم أنهم رسل أصحاب أجنحة ، قال ابن الجوزي في زاد المسير في قوله _تعالى_ : " أولي أجنح" أي: أصحاب أجنحة "مثنى وثلاث ورباع" فبعضهم له جناحان، وبعضهم له ثلاثة، وبعضهم له أربعة. (زاد المسير :6/473). والآية ليست حاصرة لعدد الأجنحة، بل قد يزيد الرب عز وجل كما جاء في الحديث أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ رأى جبريل _عليه السلام_ ليلة الإسراء وله ستمئة جناح بين كل جناحين كما بين المشرق والمغرب، ولهذا قال _جل وعلا_:" يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير" .

قال السدي: يزيد في الأجنحة وخلقهم ما يشاء .(انظر ":تفسير ابن كثير : 3/547).

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا". متفق عليه.

وفي الحديث " إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع" حسنه الضياء وصححه ابن حبان.

وعن زيد بن ثابت قال: بينما نحن عند رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يوماً حين قال: طوبى للشام طوبى للشام قلت: ما بال الشام؟ قال: الملائكة باسطو أجنحتها على الشام.أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن غريب ، وصححه الحاكم وابن حبان.

وروى أبو هريرة _رضي الله عنه_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: " إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله. كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم . قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الحق, وهو العلي الكبير..." إلى آخره رواه البخاري.

وعن جابر بن عبدالله _رضي الله عنهما_ قال: لما قتل أبي جعلت أكشف الثوب عن وجهه أبكى وينهونني عنه والنبي _صلى الله عليه وسلم_ لا ينهاني فجعلت عمتي فاطمة تبكي، فقال النبي _صلى الله عليه وسلم_: تبكين أو لا تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه .متفق عليه.

ولكن هذا لا يمنع أن يظهر الملك بصورة على غير صورته بدون أجنحة؛ لأن لهم قدرة على التشكل _بإذن الله_ ، فقد كان جبريل _عليه السلام_ يأتي النبي _صلى الله عليه وسلم_ في صورة دحية الكلبي كما في الحديث المتفق عليه. والله أعلم .

 

المرجع موقع المسلم