الملابس وأدوات الزينة بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 الملابس وأدوات الزينة بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

 الملابس وأدوات الزينة بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
 
تُعَد الملابس وأدوات الزينة من أبرز المؤشرات الاجتماعية التي تعكس المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأفراد والمجتمعات، إضافة إلى أنها تعكس طبيعة المجتمع. وفي هذا الجزء سيتم التناول بالوصف الملابس التي كانت سائدة في منطقة مكة المكرمة سواء ما يخص منها الذكور أم الإناث، بما في ذلك ملابس الصغار من الجنسين في مختلف بيئات المنطقة القروية والحضرية، كما سيتم استعراض أنواع الأحذية التي كانت تلبس، والحلي وأدوات الزينة التي كانت سائدة في المنطقة.
 

 ملابس الرجال والصبيان

 
تختلف نوعية ملابس الرجال وأشكالها في مدن المنطقة عنها في القرى، كما أنها تختلف داخل المدينة أو القرية الواحدة، وتتنوع وفقًا للطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الشخص
ففي المدن كان لبس عامة الناس من الرجال الثوب الأبيض والأزرق  ، ويحتزم عليه بحزام مصنوع من الصوف، ويأتي على نوعين: أحدهما يدعى (الخراساني) وهو ما صنع في خراسان، وآخر يسمى (كشميري) وهو ما صنع في كشمير. ويرتدي بعض الناس (الصديري)  وهو ما كان له أكمام، أو (الميتان) من دون أكمام، إضافة إلى أنه يُحلَّى بخيوط حول الرقبة والجيوب تسمى (القيطان)
أما الطبقة المتوسطة وطبقة التجار فيلبسون الثياب البيضاء في الغالب التي تكون من البفت (الكتان أو اللاس الحريري). وفي فصل الصيف يلبسون ثيابًا تسمى (الدابزون) وهي شفافة بحيث لا تستر ما تحتها؛ ولهذا يلبس تحتها سروال طويل يزين أسفله بخيوط من الحرير الأبيض أو الأسود، وقميص من الشاش الأبيض، كذلك تحلى الثياب بأشكال من التطريز يسمى (نسلة جاوي) وصنف آخر يسمى (اللف)
وأما في المناسبات فيلبس فوق الثوب غطاء يدعى (شابة) وهي تتغير بتغير الفصول، ففي فصل الصيف تكون الشابة من النوع الذي يسمى (الشرخانة) وهي خفيفة بعض الشيء، أما في الشتاء فإنها تكون أكثر سماكة فتصنع من نوع يسمى (الحلبي المطرز) وهي مصنوعة من خيوط الحرير الذي له لون القماش نفسه وغالبًا ما يكون أبيض اللون أو نباتيًا. ويحتزم فوق الشابة بحزام رفيع في الصيف وسميك في الشتاء، حيث يحتزم في الشتاء بحزام من الصوف يسمى (السيلمي) يعقد بعقدة مخصوصة فوق السرة
وقد كان الرجال يرتدون عند النوم الثوب وتحته السروال وخصوصًا في فصل الشتاء، بينما يفضل بعضهم ارتداء (الفوطة) وهي إزار خاص ذو ألوان زاهية مصنوع من القطن يرد من الهند وجاوة  .  وبعض الرجال يفضل ارتداء الفوطة حتى في غير أوقات النوم، وذلك أثناء وجودهم داخل المنـزل، وما زال الكثير من كبار السن يفضل ارتداءها حتى الوقت الحاضر
ويختلف غطاء الرأس باختلاف الطبقة الاجتماعية، إذ يلبس العامة كوفية مصنوعة من قماش البفت ومطرزة بخيوط متشابكة، وفي المناسبات والأعياد يعتمون بمحارم مطرزة تدعى (غباني)
ويعتم أبناء الطبقة المتوسطة وطبقة التجار بإحرام من (الغباني) أو أنواع أخرى، أما في المناسبات والأعياد فتلبس (العمامة الألفي) وهي كوفية من الخيزان ملبسة بقماش، مخيَّط بعضها فوق بعض بألوان متعددة يغلب عليها الأصفر والأسود والبني
وقد كانت العمامة أحد المؤشرات المهمة على المكانة الاجتماعية والاقتصادية في مدينة مكة المكرمة، ويختلف نوعها من حيث الجودة باختلاف طبقة الشخص، فهناك ما يسمى (السيلمي، والبريمي) وهو ما يلبسه الوجهاء، ثم يأتي بعده إحرام أقل في الدرجة من حيث النوعية، ويسمى (اليهودي) وكان يستعمل من قبل الطبقات المتوسطة، ثم (الشامي) ويدعى أيضًا (الفيانات)، أما أقل هذه الأنواع من الأحاريم فهو ما يستعمل من قبل البادية ويسمى (الحمودي)
ويعد الإحرام والعمامة شيئًا أساسيًا لدى المكي، إذ كان يفترض بالشخص الداخل إلى الحرم أن يتعمم بالإحرام قبل أن يدخل في الصلاة، وبعد الصلاة يبقى بعضهم متعممًا بينما يضع البعض الآخر الإحرام على كتفه. وتختلف طريقة وضع الإحرام على الكتف من شخص إلى آخر، أما في غير وقت الصلاة فلهم طريقة خاصة شبه متفق عليها في وضع الإحرام على الكتف، إذ يوضع جزء من الإحرام على الكتف والبقية تبقى متدلية يصل طرفها إلى الأرض
ولا يختلف لبس الأشراف عن لبس الوجهاء من أهل مكة المكرمة، إلا أنه يمتاز ببعض الأشياء مثل لفة الشاش على العمامة، إذ يلف بشكل يختلف قليلاً عن المألوف بين العامة، كما توضع له (عذبة) تكاد تلامس الكتف، أما الحزام الذي يوضع على الشابة فيتمنطق عليها بخنجر أو قديمي، وقد يكون غلاف الخنجر أو القديمي (وهو ما يسمونه الجفير) من الفضة أو مموَّهًا بالذهب أو من الذهب الخالص
ويلبس الأشراف جبة من القماش شبيهة بالجبة التي يرتديها العلماء، فتكون واسعة الأكمام، وتسمى (فرجة) وذلك في الأعياد والمواسم، أما في الأوقات العادية فتلبس غترة تكون من الشاش الأبيض أو الشماغ، كذلك تلبس (صمادة) تكون من الشاش الأبيض المطرز، أطرافه من الأحاريم الغباني، ويلبس فوقها العقال المقصب،  كما يلبس الأشراف المشلح المصنوع من الصوف الوبر أو ما شاكله
أما في القرى الجبلية من المنطقة فإن هناك بعض الاختلاف في نوع الملابس التي يرتديها الرجال والأدوات التي يستخدمونها للزينة، إذ يرتدي الرجال غالبًا ثيابًا من صنع نسائهم، وتتكون من ثوب عادي تحوكه النساء في القرية، ويسمى (الحربي)، ويزين بالقصب والحرير على الحلق والأكمام والصدر ويسمى (الزبزور)
ويضع الرجل على وسطه جديلاً من الجلد المبروم على شكل خيوط مبرومة، ثم يلبس فوق الجديل (المصدع)، أما الرأس فيغطى بعمامة عريضة تسمى (صمادة) وتكون من قماش ملون أو مصبوغ، وبعضها يكون مشغولاً، ويوضع فوق الرأس عقال من القصب الحر، ويلبسه غالبًا الكبار والمشاهير والشباب في المناسبات والأعياد مع مشالح الصوف
ويحمل الرجال في أيديهم عصًا من عود (الصِتم) أو الأشجار القوية، وتسمى هذه العصا (العطيف)  وهي عصًا يبلغ طولها مترًا تقريبًا، تثبت في رأسها فأسٌ صغيرة حادة للقطع، وهي تشبه المشعاب
ويحمل الذكور في القرى الجبلية غالبًا: حتى الذين لم يبلغوا سن الرشد منهم - بنادق تدعى: المقمع القداحي، وبعضهم يحمل بنادق كبيرة مثل (أم خمس)، ويجعلون لتلك البنادق جرابًا خاصًا من الجلد مزينًا ومشغولاً، ويزين بعضهم جرابهم برؤوس الوبارة (جمع وبر) وأسنان الذئاب والسباع، وذلك دليل على الفروسية والرجولة
كما يحتزم القرويون في بعض القرى الجبلية بالسكين، ويضعون لها غلافًا من جراب يصنع من جلد يشغلونه بالرصاص والقصب والحرير، ويضعون في ذلك الجراب - إضـافة إلى السكـين - كل مـا يحتاجونه مثل منقاش الحديد الذي يستخدم للقط الشوك من الأرجل، والمخيط أو المبيرة، وما شابه ذلك، ويضعونها جميعًا في جراب آخر يسمى (الحسكل)  يصنع من جلد الغنم، ويزين بالرصاص، يتقلده الرجل على الرقبة، إلا أنه غير شائع بين العامة فغالبًا ما يختص به الجمالة
ويلبس الرجال في القرى الصحراوية ثيابًا واسعة تسمى (المذولق) أو (المرودن)  ، وهي ذات أكمام طويلة، ويحتزمون بحزام جلدي مزين بطلقات الرصاص التي يسمونها (معابر)، أما الرأس فيغطى بعمامة بيضاء تشد من أعلى على شكل عقال فوق الشماغ 
أما في القرى التهامية القريبة  من منطقة عسير، أو الباحة فيلبس عامة الرجال والصبيان على الجزء السفلي من الجسد إزارًا يدعى (المصنف) أو (الحوكة) ويصنع من القطن، وبه عدة خطوط وأطراف ملونة، وله خيوط في الأكتاف ملونة من نفس الصنف، ويستورد من اليمن والحجاز، وأما الحوكة فهي قماش يؤتزر به لستر العورة، وليس به إضافات جمالية، ويستتر الجزء العلوي من الجسد بصديرية تعرف في بعض الأجزاء باسم (صديرية) أو (سميج)، وتصنع من الأقمشة ذات الألوان السوداء أو المخططة. ويرتدي الرجال في بعض الأجزاء الساحلية التهامية الثياب الواسعة الشبيهة بتلك التي يرتديها الرجال من سكان القرى الصحراوية، كما يرتدي هذا النوع من اللباس الأغنياء والوجهاء والعلماء والفقهاء
ويترك الرأس حاسرًا دون غطاء غالبًا، وخصوصًا سكان القرى التهامية المحاذية لعسير، إذ كانوا يهتمون بإطالة شعورهم وتسريحها وتزيينها، ويسمون ذلك (جمة) أو (جهفة)، ويضع بعضهم على رؤوسهم عصائب مصنوعة من النباتات العطرية مثل الريحان، والكادي، والشيح، والضرم، والبعيثران
وتتشابه ملابس الصبيان من الذكور في مدن المنطقة وقراها مع ملابس الرجال، وتختلف باختلاف الطبقة الاجتماعية كما هو الحال مع الرجال، ولا يختلف لبس أطفال عامة الناس عن لبس ذويهم، إلا أن الطبقة الأكثر وجاهة (وبخاصة في المدن) تعتني بلبس أطفالها وتجميلهم للافتخار وإظهار النعمة، إذ يُلبسونهم الجبب المخملية السوداء المرصعة في وسط الظهر وأطراف الأكمام بكواكب؛ وهي (أزرار من الفضة مطلي بعضها بالذهب)، ومع الجبة تلبس شابة من قماش تدعى (ريزة) وهو قماش محاك بالحرير وخيوط الفضة المطلية بالذهب، وعمامة من الخيزران الملبّس بالمخمل الأسود من جنس الجبة، وفي وسط الرأس قرص من الفضة محلَّىً ببعض الزخارف، تلف على العمامة قطعة شاش أبيض، كما تلبس لفائف مطرزة بالقصب الذهبي الوهاج، ويحتزم على الشابة بحزام من المخمل من لون الجبة
 
شارك المقالة:
106 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook