توجد آثار عدد من المناجم القديمة والمستوطنات التعدينية المرتبطة بها وهي بقايا قرى صغيرة مبنية بالحجر مكونة من بيوت متجاورة أو حجرات بسيطة، ويرجع تاريخ استخدام معظم هذه المناجم والمستوطنات إلى الفترات السابقة للإسلام والفترة الإسلامية المبكرة، وتنتشر في مبانيها كسر من أنواع الفخار والزجاج وخبث المعادن، وبعض الأدوات المستخدمة في التعدين كالرحي والمساحن والمجارش، وتنتج معظم هذه المناجم الذهب والفضة  

 

وأكثر مناجم الذهب والفضة يوجد في المنطقة الجبلية الواقعة إلى الشرق من البدع وعينونا وضباء وعنتر والوجه والحوراء. ويذكر في كتابات الجغرافيين المسلمين الأوائل إشارات إلى هذه المناجم وملكيتها التي كانت لقبائل جهينة وبلي وجذام، ومن ذلك قول اليعقوبي وهو من أهل القرن الثالث الهجري عن موقع عينونا "وبه مطالب يطلب الناس فيها الذهب"  .  ويقول ياقوت نقلاً عن ابن السكيت عن منجم الحراضة: "معدن بين الحوراء وبين شغب وبدا وينبع قريب من الحوراء"  ،  والحراضه من أشهر المناجم التي ذكرها الجغرافيون المسلمون في شمال الحجاز.

 

وقد سجلت المسوحات الأثرية التي تمت في منطقة تبوك عددًا من مواقع المناجم والمستوطنات التعدينية ومن أهمها مستوطنات: المتقابل، وحويطات  ، وأم قريات، وأبو المرو، وأبو القزاز، والعرجا  وجميعها تقع إلى الشرق من مدينة الوجه، ومستوطنات الغال والبهمية والريشة وتقع إلى الشرق من مدينة ضباء، ومستوطنة الغر التعدينية الواقعة إلى الشرق من عينونا، وأم المرو الواقعة بالقرب من أملج. وبجانب هذه المستوطنات توجد حفر المناجم وأكوام الأثرية الناتجة من عملية التعدين  وفي موقع أم قريات القريب من الوجه يوجد منجم على شكل أنفاق محفورة في الجبل.

 

وفي القرن التاسع عشر / الثالث عشر الميلادي زار الرحالة الإنجليزي ريتشارد برتون معظم هذه المناجم وكتب عنها كتابه الشهير "مناجم الذهب في أرض مدين" "(The Gold Mines Of Midian)" الذي ظهر عام 1295هـ / 1878م، كما نشر المهندس الأمريكي (ك.س. تويتشل سنة 1349هـ / 1930م)، تقريرًا عن مناجم المعادن في المنطقة الشمالية الغربية، كما قامت بعثة بالتنقيب عن الذهب في منجم أم قريات القريب من الوجه