المناظر الطبيعية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المناظر الطبيعية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

المناظر الطبيعية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
 
1 - سراة عسير:
 
وهي جزء من المرتفعات الغربية للمملكة  يقع ضمن الحدود الإدارية لمنطقة عسير، ويراوح ارتفاعها بين 2000 و 3000م فوق سطح البحر. يضم إقليم السراة أعلى القمم الجبلية للمرتفعات الغربية بالمملكة، وجزءًا من الجرف العربي الذي يشكل جانبًا من الحافة الانكسارية للأخدود الإفريقي العظيم.
 
يشكل هذا الإقليم أغزر مناطق المملكة أمطارًا في فصل الصيف (300 - 500مم سنويًا)؛ لارتفاعه ولقربه من البحر الأحمر (أمطار تضاريسية)، ولوقوعه في مهب الرياح شبه الموسمية المطيرة القادمة من الجنوب الغربي والمحيط الأطلسي الجنوبي. كما أن أعاصير البحر المتوسط الماطرة تطاله في الشتاء  .  ويتخلل هذا الإقليم كثير من الأودية التي تنحدر وتسيل غربًا لتصب في البحر الأحمر، مثل أودية: حلي، وبيش، وصبيا، والليث، وقنا؛ أو شرقًا لتنتهي في الصحراء، مثل: روافد وادي بيشة، ونجران، وحبونا، وتثليث.
 
وتتمثل الجاذبية السياحية لهذا الإقليم في الآتي:
 
 أنه أكبر أقاليم المنطقة من حيث الكثافة السكانية، وفيه أكبر مدنها وبخاصة أبها عاصمتها الإدارية ومحافظة خميس مشيط، وكذلك تتوافر في قراها معظم الخدمات السياحية المساعدة الرئيسة، مثل: خدمات الإيواء السياحي، والاتصالات، والمواصلات، والتموين، ونحو ذلك. ويمر خلاله الطريق الإقليمي الرئيس (ابتداء من سبت العلايا، النماص، تنومة، بللسمر، وبللحمر، وأبها، وسراة عبيدة، وظهران الجنوب) ويربطها بشبكة الطرق الوطنية الحديثة.
 أنه من أفضل الأقاليم السياحية في المنطقة والمملكة قاطبة؛ من حيث الراحة الحرارية، والمناخ السياحي الصيفي، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة 18 - 20 درجة مئوية.
 
 ومن الناحية الجمالية فهو أيضًا يمثل أفضل البقاع السياحية بالمملكة للآتي:
 
 الصخور والتراكيب الجيولوجية الموجودة في هذا الإقليم ومنطقة عسير عمومًا متنوعة وثرية؛ فالإقليم برمته يقع على الدرع العربي الذي تغلب عليه الصخور النارية من: بازلت، وجرانيت، وصخور متحولة، مثل: المايكا، والشست، والأردواز، والرخام، والكوارتز، والصخور الرسوبية القديمة والحديثة، كما أن عمليات الخسف الأخدودي، والانكسارات تعمل على وجود مكاشف الصخور؛ مما يتيح دراستها، والتمتع بمشاهدتها بوصفها متحفًا جيولوجيًا وإيكولوجيًا في حال تطور الإرشاد السياحي ليشمل ترقية الوعي الجيولوجي لدى السياح.
 
 يوجد فيه أرقى أشكال العمران في منطقة عسير.
 
 وجود المدرجات الزراعية الجبلية 
 
 وفرة النبات الطبيعي الذي يكمل مع المدرجات الزراعية كسوته بغطاء أخضر جذاب.
 
 إمكانية التمتع بمشاهدة مجاري الأودية والمنحدرات، والجروف، والفوالق، والانكسارات الحادة، التي تشكل مناظر مدهشة تسر الناظرين المتأملين في بدائع صنع الله.
 
 ربطت بعض قمم هذه الجبال وأوديتها في أبها الحضرية بخطوط العربات المعلقة (التلفريك) بحيث تأخذ السائح في رحلة تمكنه من التمتع بمناظر الأودية، والانحدارات، والمظاهر العمرانية المختلفة؛ مما يشكل واحدًا من أهم الجواذب السياحية.
 
 يوفر هذا الإقليم فرصة ممارسة رياضات الطيران الشراعي وتسلق الجبال لمحبي مثل هذه الرياضات في المنطقة التي بدأت أعدادهم تزداد باطّراد.2 - هضبة عسير:
 
من خط تقسيم المياه بإقليم السراة ينحدر السطح تدريجيًّا نحو الشرق مشكلاً هضبة عسير التي يبلغ متوسط ارتفاعها نحو 1400م، وتتمدد في اتجاه الجنوب الشرقي إلى هضبة نجران، وتتواصل في الشمال الشرقي مع هضبة نجد الأكثر اتساعًا، والأقل ارتفاعًا منها. ولوقوع الهضبة في ظل المطر - بالنسبة إلى المرتفعات الغربية - تسود حرفة الرعي (يطلق على هذا الإقليم اسم البادية)، وتقل الكثافات السكانية عمومًا خارج نطاق الأودية التي تشكل روافد الأودية التي تجري في اتجاه الشرق: بيشة، وحبونا، ونجران، وترج، وتبالة، ووادي ابن هشبل.
وعلى الرغم من فقر الغطاء النباتي، وندرة الحيوان الطبيعي، والمياه في معظم أنحاء الإقليم، إلا أن الجاذبية السياحية لهذا الإقليم تتمثل في مناسبته لتنـزه محبِّي الهدوء والخصوصية، وللمهتمين بمشاهدة مظاهر الحياة البدوية - على الطبيعة - التي توشك على الانقراض من المملكة حاليًا. كما أن جودة الطقس شتاء تساعد في جعله مشتًى لسكان تلك المرتفعات مقارنة ببرودة إقليم المرتفعات وضبابه. ويمكن تطوير الإقليم لمناسبات سباقات الهجن، ورياضات الصحراء المختلفة أيضًا.
 
3 - التلال والسهول الغربية:
 
يكوّن الانحدار الغربي لإقليم السروات منطقة تلّية تتسع فيها الأودية، وتتخلص من ثقل رواسبها مكونة أساسًا للاستقرار الزراعي المختلط بحياة البادية، ومشكِّلة نمطًا بيئيًا طبيعيًا وحضاريًّا متكاملاً مع إقليم السروات، ومحورًا ثانويًّا للكثافة السكانية موازيًا لعمران الجبال، ومختلفًا عنه في أنواع المنتجات الزراعية ما يساعد في توفير تنوع أكثر في المنتجات الزراعية المحلية التي يستهلكها سياح المنطقة وزوارها. ويتواصل الانحدار غربًا ليكوِّن سهلاً ساحليًا (سهل تهامة) لا يتجاوز عرضه 40كم تشغله مصبات الأودية السحيقة المنتهية إلى البحر الأحمر، والسبخات الملحية، واللافا البركانية، والقباب المحلية، والكثبان الرملية. تنخفض في هذا السهل معدلات الأمطار، وتشتد حرارة الهواء، والرطوبة، مقارنة بإقليم المرتفعات. تتركز الكثافات السكانية لهذا الإقليم في مناطق التربات الطينية الرملية الخصبة التي تتخلل تلك المظاهر الطبيعية.
ويشكل هذا الإقليم مع ساحل البحر الأحمر إلى الغرب مشتًى لسكان المرتفعات من المنطقة بسبب ميل درجة حرارته إلى الاعتدال شتاء.
 
4 - شاطئ البحر الأحمر:
 
تتصل منطقة عسير بالبحر الأحمر بجبهة بحرية بنحو 140كم بمحاذاة سعيدة الصوالحة، والبرك، وعمق، وذهبان، والقحمة  . تمتد الجبهة البحرية إلى خط العمق 200م بحيث تكوّن الامتداد البحري لمتنـزه عسير الوطني، ويجعله يشمل بعض الجزر، مثل: الصبايا، وقطوع، وحضارة. ويعد هذا الساحل نطاقًا سياحيًا مكملاً لإقليم التلال والسهول الغربية في إتاحة فرصة السياحة الشتوية بالمنطقة؛ لاعتدال حرارته في فصل الشتاء؛ بسبب اتصاله بالبحر. كما أن كثرة الرؤوس والخلجان الصغيرة فيه تصنع شواطئ مثالية للترويح العائلي لمحبي الخصوصية. والمعروف عن البحر الأحمر أنه من أكثر البحار ثراءً بالتشكيلات البحرية من الشعب المرجانية التي توفر بيئة مُثلى لتكاثر الأسماك، والقشريات، والأحياء البحرية الأخرى، ويشكل تعدد أنواعها مناظِرَ جمالية رائعة يتميز بها البحر الأحمر. كل هذا أيضًا يوفر ثروة كبيرة كامنة للرياضات البحرية المتنوعة، مثل: الغوص، وسباق الزوارق، والدراجات المائية، والصيد البحري، ويمكن استغلالها لزيادة الجاذبية السياحية للمنطقة
 
شارك المقالة:
57 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook