المنتديات الثقافية في الدمام والقطيف بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المنتديات الثقافية في الدمام والقطيف بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

المنتديات الثقافية في الدمام والقطيف بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
أ) اثنينية النّمر الثقافية:
 
أسسها سماحة الشيخ حسن بن محمد بن ناصر النمر، أحد علماء الدين المعروفين في المنطقة الشرقية، ومقرها منـزله الواقع بحي (العنود) من أحياء مدينة الدمام، يكون هذا المنبر حواريًا علميًا اجتماعيًا ثقافيًا يطرح فيه موضوع من قِبل أحد المشاركين، ويسهم الحضور كلٌّ برأيه في ذلك الموضوع، ليكون الجميع متحدثين في الموضوع ذاته، في حدود الحوار الفاعل، والمناقشة الإيجابية التي تركز على الموضوع المطروح، أو عمّا تمّ التعارف عليه في أدبيات الحوار، أو النقاش المجدي.
 
وتم تحديد مساء يوم الاثنين من كل أسبوع موعدًا لهذا المنتدى، وفي 22 ذي الحجة 1423هـ /24 فبراير 2003م، بدأ المنتدى أنشطته، ويطرق الموضوعات كافة بمختلف التخصصات العلمية والثقافية والسياسية والاقتصادية وكل ما يمس حياة الفرد والمجتمع بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
 
تقوم الاثنينية بدور المرآة العاكسة لواقع المجتمع ومختلف اتجاهاته الفكرية والثقافية، بحكم ما تطرحه لقاءاتها من موضوعات متعددة المشارب، وما تستضيفه من أشخاص مختلفي الاتجاهات الفكرية، فمنهم علماء دين، ومنهم أساتذة جامعيون، ومنهم الصحفيون، والاقتصاديون، ورجال الأعمال، والأطباء، والمهنيون وغيرهم من المختصين في العلوم الأخرى.
 
وللاثنينية فريق عمل متكامل يقوم على تحقيق الهدف الذي أسست من أجله الاثنينية، يؤمنون بأهمية الكلمة، ويشعرون بأن مجتمعهم فيه من الطاقات الثقافية والعلمية ما يستحق التقدير والاحتفاء بها، ليعم الوعي جميع أفراد المجتمع، فيتحقق عن ذلك مجتمع متجانس وسليم، منفتح على الآخرين، وواعد بمستقبل مشرق لوطنه وأمته. ومن أهم الموضوعات التي تم طرحها في اثنينية النمر:
 
موضوع بعنوان (الثقافة وواقعنا المنظور)، و (التجربة الشخصية والتثقيف الذاتي)، و (نحن والواقع المعاصر)، و (ثقافة الاختلاف)، و (العولمة وأنظمة المعلومات)، و (أعلام هجر)، و (رؤية تأصيلية للإدارة النقدية)، و (آفاق التجارة في العقار)، و (اتفاقية التجارة العالمية)، و (المشهد الاجتماعي بعد سقوط صدام)، و (القيادة الفاعلة والعمل المؤسساتي)، ويستعين مديرو فعاليات الاثنينية في بعض المحاضرات والندوات باستخدام أحدث الوسائل الفنية، والأجهزة التقنية الحديثة في عرض المعلومات كلما تطلب الموضوع المطروح ذلك   
 
ب) منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف: 
 
استهل هذا المنتدى فعالياته في 14 ربيع الأول 1422هـ /5 يونيو 2001م، وصاحبه الأستاذ جعفر بن محمد الشايب، ومقر المنتدى في منـزله بحي (التركية) في مدينة القطيف.
 
وانطلقت فكرة المنتدى قبل عام من تنفيذه حين أحس مؤسس المنتدى بالحاجة إلى قناة تتواصل عن طريقها مختلف الفئات الاجتماعية بالقطيف، وبخاصة تلك النخبة المثقفة من المجتمع في المنطقة، التي كانت تتطلع إلى منبر تطرح من خلاله رأيها حول مختلف القضايا العامة، وأعد الأستاذ جعفر مجلسًا في منـزله مساء كل ثلاثاء، ويدعو له أبرز الشخصيات الاجتماعية والثقافية والدينية في المنطقة، ويتطرق الحاضرون إلى عدد من الموضوعات التي تحتل الجوانب الاجتماعية المحلية الصدارة بين سائر الموضوعات؛ مما أفرز عددًا من الإنجازات مثل (تشكيل لجنة لأصدقاء المرضى في القطيف)، و (إقامة احتفالات تكريمية لبعض الرموز الثقافية والفكرية والأدبية من رجال القطيف)، كما تم في تلك الجلسات مناقشة سبل تطوير عدد المدارس التي تتولى بناءها شركة أرامكو السعودية وزيادتها في المنطقة.
 
وقد تطورت تلك الجلسات لاحقًا إلى محاضرات مبرمجة وندوات منظمة، وحوارات مفتوحة تتناول مختلف القضايا المعاصرة: فكرية، وثقافية، وسياسية، واجتماعية، واقتصادية... إلخ، يناقشها ذوو الاختصاص من داخل المملكة وخارجها في جو يغلب عليه الحوار الصريح المفتوح دون قيود أو تحفظ.
 
وللاقتراب من طبيعة منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف، هذه إطلالة على بعض المحاضرات والندوات التي نفذها المنتدى: (حقوق الإنسان بين النظرية والتطبيق)، و (الوحدة وحماية المجتمع)، و (إشكالية الحوار مع الآخر)، و (ضرورة الانفتاح)، و (الحقوق الثقافية للمجتمع)، و (آليات الحوار)، و (مشكلات التعليم العالي)، و (الشورى ودورها في استقرار المجتمع)، و (المرجعية الفكرية للمجتمع)، و (مراجعة التراث)، و (أزمة الخليج الثالثة)، و (دور الخطاب الديني)، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا المحلية المختلفة، وإقامة عددٍ من الأمسيات الشعرية  
 
ج) منتدى الغدير الأدبي بالقطيف:
 
أسسه الشاعر والأديب والكاتب شفيق بن معتوق العبادي في شهر رجب من عام 1404هـ /1984م، ويعد أقدم المنتديات الثقافية المنظمة بالقطيف، وتقام فعاليات المنتدى في مساء كل يوم أربعاء ابتداءً من الساعة التاسعة وحتى الثانية عشرة منتصف الليل.
 
ويكثر في لقاءات المنتدى النشاط الشعري بحكم ميول صاحب المنتدى الشاعر شفيق العبادي، ولذا فإن الأمسيات الشعرية في هذا المنتدى تحتل الصدارة بين فعالياته، على الرغم من تنوعها وشموليتها على غالبية المستجدات في الساحة الفكرية والثقافية والأدبية.
 
ويتيح صاحب المنتدى عددًا كبيرًا من اللقاءات لإقامة الندوات الفكرية والمحاضرات الثقافية والاجتماعية والأدبية المتنوعة، ولا يقتصر منتدى الغدير الأدبي على المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية، بل يتميز بأنشطة قلما تتوافر مجتمعة في منتدى واحد، ومن تلك الأنشطة إصدار كتيبات شعرية يضم كلٌّ منها عددًا من قصائد الشعراء الذين شاركوا المنتدى في أمسياته الشعرية التي أقامها.
 
وتولى المنتدى جمع شعر الشاعر أحمد بن سلمان الكوفي تمهيدًا لطباعة ديوانه على نفقة المنتدى، كما يقوم منتدى الغدير الأدبي بتحكيم بعض المسابقات الشعرية، والقصصية، وكتابة المقال الذي ينفذه مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف، والإدارة العامة لرعاية الشباب (فرع القطيف)، وكل هذه الأنشطة لم يسبق لمنتدى آخر في المنطقة القيام بها مجتمعة، وتلك خدمات كلها تصب في اتجاه الحركة الثقافية والفكرية في المنطقة  
 
د) منتدى الجنوبي الثقافي بالدمام:
 
أسسه رجل الأعمال المعروف علي بن الحاج طاهر الجنوبي بعد بداية عام 1424هـ /2003م، ومقر المنتدى (منـزل صاحبه) بمدينة الدمام، ويقام مساء كل يوم جمعة بعد صلاة العشاء، ويستمر حتى الساعة الحادية عشرة. وعلى الرغم من الفترة الزمنية القصيرة من عمر المنتدى إلا أنه تميز بالإقبال الكبير عليه من الطبقة المثقفة، ووجهاء المجتمع، وعلماء الدين، ويحرص صاحب المنتدى على التنوع في موضوعات مُنتداه، فمن القضايا الدينية، إلى القضايا الاجتماعية، إلى القضايا الصحية، والاقتصادية، والشعر، ومختلف القضايا الثقافية.
 
وقدم المنتدى موضوعات ثقافية متنوعة من أهمها محاضرة بعنوان: (مفهوم العولمة)، و (كيف نستفيد من الوقت)، و (التعامل مع حركة الأسهم)، و (أثر الدعاء على العبد)، و (فوائد الحج)، و (أثر التواضع على المجتمع)، و (كيف تسلك طريق السلامة)، و (إرشادات في الصحة العامة)، و (سبل النجاح في إدارة الأعمال)، بالإضافة إلى المحاضرات الأدبية في الشعر والنقد وقراءة التراث  
 
ولعل تميز المنطقة الشرقية بصورة عامة والقطيف بصورة خاصة بوجود كفاءات أدبية وطاقات مبدعة في شتى المجالات، جعل المنطقة مكانًا خصبًا للأنشطة الثقافية والاجتماعية التي نالت تقدير المتابعين لها واحترامهم، وذلك أمر ملحوظ بوضوح أيام المناسبات الاجتماعية والدينية والمواسم الثقافية، وما الإصدارات المتوالية والنتاج الثقافي والفكري والفني المستمر بكل أشكاله إلا مرآة عاكسة لهذه الحقيقة.
 
شارك المقالة:
44 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook