المنشآت الركامية بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المنشآت الركامية بالرياض في المملكة العربية السعودية

المنشآت الركامية بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
المدافن الركامية ظاهرة آثارية تتميز بها شبه الجزيرة العربية عن غيرها، ولها دلالة واضحة فيما يتعلق بالاستيطان القديم تتمثل في عمقها الزمني، وانتشارها الجغرافي، وتكرار استخدامها خلال فترات زمنية مختلفة. وهي مقابر جماعية أو أسرية، وتكون مقابر فردية. وتسمى هذه الظاهرة أيضًا (التلال الركامية)؛ فالتل الركامي يتكون من منشأة تمثل مقبرة تحتوي على عدد من القبور يعود تاريخها إلى عصر واحد، أو عصور مختلفة، أو فترات مختلفة تقع ضمن عصر واحد. ولأنها ذات شكل مرتفع عن السطح، نتيجة تراكم الأتربة والحجارة عليها، فقد عُرفت باسم (المدافن أو التلال الركامية).
 
توجد المدافن الركامية في عدد من محافظات منطقة الرياض؛ ففي محافظة الخرج اكتشفت ثلاثة مواضع بها حقول مقابر من النوع الركامي أو قريب منه  ، وكان هاري سنت جون فيلبي أول من اكتشف في عام 1338هـ / 1918م موضعًا لها في الجزء الشمالي من المحافظة يقع إلى الغرب من جبل أبرق فرزان. وقد زار هذا الموقع فريق المسح الآثاري بوكالة الآثار والمتاحف عام 1398هـ / 1978م وسجله بالرقم 207 - 31 في سجلات الوكالة  .  تنتشر في هذا الموقع المقابر التلالية التي تتكون من شكل دائري محدد بكتل حجرية يزيد ارتفاع الواحدة منها على المتر ونصف المتر. وتُركم الأتربة في داخل محيط الدائرة حتى ترتفع عن مستوى جدارها؛ ولذلك يمكن أن تُسمى هذه الأتربة تلالاً ركامية ترابية  .  وفي عام 1365هـ / 1945م تم اكتشاف حقل من أكبر حقول المدافن الركامية المعروفة في محافظة الخرج، وهو موقع مقابر عين الضلع في هضبة جبال القصيعة، المشرفة على الخرج من الجنوب، وقُدّر عدد المدافن فيه بألف وخمسمئة مدفن قام بتصنيفها إلى ثلاثة أصناف هي: صنف مستطيل الشكل ضخم الحجم، وصنف دائري الشكل مغطى بأتربة، وصنف شائع دائري الشكل ومركوم عليه حجارة  .  وزار فريق المسح الآثاري بوكالة الآثار والمتاحف هذا الموقع في عام 1398هـ / 1978م وسجله بالرقم 207 - 20 في سجلات الوكالة، وقدر ما تبقى من تلال مدافنه بسبعمئة تل قام الفريق بالتنقيب في تل واحد منها متوسط الحجم، عُثر فيه على عظام، وسوار نحاسي صغير، وكشف عن حجرة مبنية بحجر مرصوص بغير انتظام ومغطى بكسر من الحجارة فوقها قوالب من الحجر الجيري، ثم ردمت بطبقة أخرى من كِسر الحجارة الصغيرة  .  وفي عام 1398هـ / 1978م زار فريق المسح التابع لوكالة الآثار والمتاحف حقل تلال ركامية يقع إلى الشمال من بلدة مشيرفة على سلسلة الجبال المطلة على وادي السهباء، وسجله بالرقم 207 - 29 في سجلات الوكالة  .  وتختلف مقابر هذا الموقع، في أشكالها وطريقة رصّ حجارتها، عن مقابر أبرق فرزان ومقابر هضبة القصيعة؛ فهي مشيدة بالحجارة المرصوصة التي تأخذ شكل سياج دائري طُمر وسطه بالحجارة دون انتظام  ،  ويمكن تصنيفها بشكل عام إلى ثلاثة أصناف: دائري، ومستطيل، ومذيل. ويحيط بكل منها جدار مرصوص بقطع حجرية اختيرت ورُصت بعناية وانتظام. وتختلف هذه المدافن في أحجامها، فمنها الضخم الذي يصل قطره إلى عشرة أمتار أو أكثر، ومنها متوسط الحجم، وأخرى صغيرة لا يتجاوز قطرها المترين؛ فالمدفن كبير الحجم توجد في أعلاه فتحات دائرية غير مردومة ربما تدل على وجود وحدات مستقلة أسفل كل منها جزء من المنشأ الرئيس، أما المدفن صغير الحجم فهو يحتوي على وحدة واحدة فقط  
 
وتنتشر على جبال مرّوت في محافظة مرات، لمسافة طويلة، منشآت مقابر ركامية حجرية، وهي متفاوتة الأحجام، منها ما يصل قطره إلى خمسة عشر مترًا، وقد شُيدت بقطع من الحجارة منتقاة بشكل جيد، وبارتفاع يصل إلى المترين. وفي بلدة العيينة توجد كذلك مقابر ركامية حجرية تنتشر على الجبال المطلة على شعيب الحيسية، وهي تشابه مقابر مرّوت والمقابر الواقعة إلى الشمال من السلمية في محافظة الخرج من حيث نظام التشييد وقطع الحجارة. وقد تبين أن المدفن الفردي يُبنى على شكل شبه دائرة تضيق جدرانها كلما ارتفعت إلى الأعلى حيث يمكن قفل القبر في الأعلى بحجر أو اثنين  .  وعلى مسافة 110كم على طريق الرياض - مكة إلى الجنوب من مدينة الرياض، يوجد موضعان تنتشر فيهما المقابر الركامية بنماذج مختلفة، منها نموذج يتكون من مدفن ركامي به ذيل طويل متصل به ومتعرج على هيئة جرة الثعبان، وتوجد عند منحنياته مقابر ركامية على طول امتداده، وبالإضافة إلى ذلك يوجد حقل مدافن ركامية آخر في المنطقة المجاورة لآبار أبي جفان التي يُظن أنها آبار قديمة  
 
 
شارك المقالة:
48 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook