المنشآت السكنية بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المنشآت السكنية بالرياض في المملكة العربية السعودية

المنشآت السكنية بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 

المساكن والحصون

 
عرف سكان المنطقة القدماء نظام بناء المساكن، والأطم  ،  والقصور في وقت مبكر؛ فكان لهم من ذلك نصيب كبير حتى وصف بنو حنيفة بأنهم أهل مدر  ،  أصحاب بناء بالطين.
ووصفت قصور اليمامة بالشموخ وانتظام بعضها إلى جانب بعض  ،  وعرف أهلها بناء البُتل وهي الصوامع العالية. ويظهر أن الغرض من إقامة الأطم والصوامع هو الحماية وحفظ الإنتاج الزراعي من الأعداء.
وفي ذلك كتب جواد علي: كانت هذه الآطام والحصون معاقل لأصحاب الأرض ومنازل لهم، ومخازن يخزنون فيها حاصل أرضهم وماشيتهم عند دنو الخطر  ،  فكان عامل التحصين والاحتراز من مهاجمة الأعداء غرضًا مهمًا في بناء الكثير من الحصون والأسوار، (فالهيصمة) في اليمامة لبني قشير مدينة حصينة عالية الأسوار  ،  وسمي أحد حصون بني جعدة في اليمامة (مرغم)؛ لأنه يمتنع عن العدو حين مهاجمتها فيرجع عنها مرغمًا  ،  وبلغ سمك سور سوق الفلج باليمامة 30 ذراعًا، وأحيط بالحجارة وطُوق بخندق؛ خوفًا من أن يحاصره العدو، ويذكر أن أربعة من الخيل يمكن أن تجري على جداره  
وذكر من حصون اليمامة حصون بالخرج، والهدَّار، وقُرَّان  ،  وحصن بني عصام  ،  وحصون الأفلاج  ،  وحصون قرقري  ،  وحصن الترملية  ، والجون  ، وعاصم  ، والورود  .  ومن القصور قصر معتق، وهو أشهرها وينسب إلى عبيد بن ثعلبة الحنفي  ،  وقصر ذات النوع، وقصر حَجْر 
وسكن الحصون والقصور الرؤساء والأعيان وأهل الثروة  ،  وممن بنى قصرًا باليمامة في العصر العباسي قثم بن العباس حينما كان واليًا على اليمامة عام 143 - 158هـ / 760 - 774م.
واختص عامة الناس بسكن الدور العادية، وأشار إلى تعددها الأصفهاني وياقوت الحموي  
 
وبنيت القصور والحصون والدور من الطين والجص  ،  ولأهل اليمامة خبرة جيدة في عملية البناء بالطين، وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم طلق بن علي الحنفي بأنه صاحب طين لما شاهد إسهامه الجيد وإتقانه خلط الطين حين مشاركته في بناء مسجده صلى الله عليه وسلم بالمدينة  
استخدم أهل اليمامة خشب الأثل وجذوع النخل، لصناعة سقوف الغرف وأبوابها  .  ولم تقدم المصادر تفاصيل دقيقة لداخل القصور والبيوت، وما فيها من نقوش وزخارف، وما يستخدم فيها من الفرش والأثاث. وكان لأكثر دور اليمامة أفنية تتناسب مع حجمها، وقدرة صاحبها المالية، وقد يخصص قسم منها للجلوس، واستقبال الضيوف كبيت الشاعر جرير باليمامة الذي اعتاد الجلوس بفنائه  
وقامت على كثير من محطات الطرق التجارية وموارد المياه مبانٍ وصفت بأنها قباب مبنية   لتكون استراحة للمسافرين، وأن لها سقوفًا قائمة على أعمدة لتقي المسافرين حر الشمس والمطر حين الإقامة للراحة، ولعلها من نوع الاستراحات التي عنيت بإنشائها الإدارة الإسلامية في صدر الإسلام على كثير من الطرق، وقد أقام بعض المواطنين تلك المحطات من أجل تأجيرها على المسافرين 
وفي اليمامة بنى بعض المزارعين أيضًا القباب، وذلك قرب الأمكنة المخصصة للزراعة في فصل الشتاء وعلى مياه الأمطار ومنها قباب روضة سويس من رياض السلي القريبة من وادي لبن باليمامة  
 

القصور

 
تكثر في المنطقة القصور العائدة إلى العصر الإسلامي بمختلف فتراته. وتم التعرف على عدد من القصور في أمكنة مختلفة من المنطقة، بعضها لا يزال يحتفظ ببقاياه، والبعض الآخر منها لم يعد منه إلا أجزاء من أساساته، ومنها ما اندثر ولم يبق منه إلا ما ذكر في كُتب البلدانيات ومؤلفات الجغرافيين والمؤرخين الإسلاميين المبكرين.
 
وتم التعرف كذلك على أساسات لقصرين في شعيب أبي قصر الذي يبلغ طوله 3كم، ويقع بالقرب من وادي حنيفة ناحية عقرباء، ويفصل بينه وبين القصر الآخر ستون مترًا. وتشرف آثار القصر الأول على رحبة واسعة يلتقي فيها بعض الشعاب الصغيرة مع وادي حنيفة. ويبعد هذا القصر عن وادي حنيفة نحو 50م، وتبلغ مساحته 30×20م، تقريبًا، ويقوم على ربوة مرتفعة عمّا حولها؛ ففي ركن القصر الشمالي الغربي يوجد مدخل بعرض متر واحد، وطوله 3م. وإلى الشرق من هذا المدخل توجد غرفتان تبلغ مساحة كل منهما 6.5×2.5م. ويقع باب الأولى منهما وعرضه متر واحد، في وسط الغرفة، وباب الثانية في زاويتها الجنوبية الغربية، ويفصل بينهما قاطع بعرض 40سم. هاتان الغرفتان تطلان على فناء واسع يقع في وسط الجهة الغربية من القصر. وإلى الشرق من الغرفتين توجد غرفة تبلغ مساحتها 4×2.5م. وتمثل هذه الوحدات السكنية الجانب الغربي من القصر، أما الجانب الشرقي فتتركز فيه أكثر الغرف، وجلها ذات حجم صغير عدا غرفة أو اثنتين تقعان في أقصى الجانب الشرقي من القصر، تقارب مساحتهما مساحة الغرفتين الغربيتين. أما عن أساسات الجدران في الجانب الشرقي فعرضها 40سم، ويبدو أن هناك جدارًا خارجيًا يحيط بالقصر يظهر جزء منه في الجانب الشرقي بعرض 78سم 
 
أما آثار القصر الثاني فتقع على مسافة 60م شمال شرق القصر السابق. ويوجد قصر آخر تبلغ مساحته 40×40م، تقريبًا. وهذا القصر أقل وضوحًا من القصر الأول، وسبب ذلك وقوعه في وسط مزرعة حديثة استخدمت فيها أحجار هذا القصر، إضافة إلى تصريف ماء السيول في المزرعة التي تمر وسط القصر؛ ما أوجد مجرى مائيًا بعمق 1.5م تقريبًا، يمتد من الشرق إلى الغرب، ويفصل القصر إلى قسمين شمالي وجنوبي، وفي الجانب الجنوبي من القصر، توجد غرفة مساحتها 6.5×3م تقع في جزء القصر الجنوبي، عرض جدارها 55سم، وإلى الشمال منها توجد ثلاث غرف صغيرة بمساحة 1.5×1.5م. ويبدو أن هناك فناءً واسعًا يقع إلى الشرق من الغرف الصغيرة مساحته نحو 10م. بعده يظهر أثر لغرف أخرى أقل وضوحًا من الغرف الجنوبية، بينما يوجد في جزء القصر الشمالي امتداد قصير لأساس جداري حوله أكوام من الحجارة. وفي الشمال الشرقي للقصر يظهر سور القصر بعرض 45سم. ويوجد جدار يحتمل أن يكون قد شيد لحماية القصر من مياه السيول.
 
ويوجد أيضًا عدد من القصور في شعيب وادي العتيك الواقع إلى الغرب من مدينة ثادق، وهو وادٍ فسيح به قصور قديمة وآبار، وكانت القصور تستخدم للسكن، والحراسة، والمراقبة خوفًا من السرقة والنهب. وتحت سفح الجبل المطل على وادي العتيك اكتشفت وكالة الآثار والمتاحف مبنى كبيرًا فوق سفح السلسلة الجبلية يمثل مبنى حجريًا كبيرًا دائري الشكل، وتبرز من الجدار مجموعة من الدخلات تشبه الأبراج نصف الدائرية. ويبلغ أقصى ارتفاع لأسوار هذا المبنى في بعض الأمكنة نحو متر واحد. وقد بُني من الحجارة غير المشذبة المجلوبة من الموقع نفسه، ولا توجد فيها مونة للربط بينها وبين المداميك التي فوقها وأسفل منها، وربما يكون هذا المبنى من المتاريس التي تقام فوق قمم الجبال، حول مدن نجد أو مزارعها وما يعرف بين أهلها باللهجة المحلية باسم (المحاجي)  
 
أ) قصر الطوقية:
 
يقع هذا القصر في شعب من أهم شعاب المنطقة، يسمى (قرى الملقى)، ويسمى أيضًا (قرى عُبيد). ويجري هذا الشعب في منطقة الملقى شمال الدرعية بمسافة 2كم. أما قصر الطوقية، فيقع في الركن الشرقي من مدخل أحد شعاب قرى الملقى، وهو شعب الطوقية الذي لا يتجاوز طوله 1كم. ويلتقي مع شعب الملقى من جهة الجنوب، في أعلاه تقريبًا، والجزء المتبقي منه هو بناء بالحجر الجيري على أرض مربعة الشكل - تقريبًا - إذ إن طول السورين الشرقي والغربي 60 و 25م، والشمالي والجنوبي 15 و 26م، والملاحظ في هذا القصر وضوح السور الخارجي مع عدم الانتظام في مقاس عرضه. وقد بلغ سمك السور الشرقي 1.40م في حين أن السور الشمالي في الجانب الشرقي منه سمكه 1.60م بطول 21م، والجانب الغربي سمكه 80سم فقط. وأما السوران الجنوبي والغربي فإن سمك كل منهما 80سم. ويبلغ ارتفاع بقايا السور الشرقي أكثر من المتر، وهو أكثر الأسوار ارتفاعًا. أما الأسوار والجدران الأخرى، فيبلغ ارتفاعها بين المتر ونصف المتر. ويفتح باب القصر - وهو الوحيد - في وسط السور الشمالي تقريبًا، بعرض 1.25م. وعند الدخول إلى القصر أو على مسافة 90سم شرق الباب، يوجد جدار يمتد من شمال القصر إلى جنوبه، بعرض 70سم. هذا الجدار يقسم القصر إلى قسمين: شرقي وغربي، ويفتح منه بابان.
 
وعلى بُعد 2.80م، من سور القصر الغربي، توجد بئر مستطيلة الشكل، مطوية بالحجارة المنحوتة، ومساحة فوهتها 10.1×80سم. وعلى بُعد 7.20م شمال شرق القصر (القصر الجنوبي) يوجد قصر آخر (القصر الشمالي)، ما تبقى من جدرانه الحجرية أقل وضوحًا من القصر الجنوبي؛ إذ إن ارتفاع الجزء المتبقي من أسوار هذا القصر يصل إلى 50سم. ومن الملاحظ أن مسقط هذا القصر مربع الشكل تقريبًا 23.40×24.50م، وعرض أسواره 70سم، عدا السور الشمالي الذي يتكون من جدارين ملتصقين أحدهما مع الآخر، وعرضهما 1.40م، ولهذا القصر بابان: الباب الأول يقع في وسط السور الجنوبي، بعرض 1.60م، وقد زود بعتبتين، وهو الباب الرئيس فيما يبدو. أما الباب الثاني فيقع في الطرف الشمالي من السور الغربي، ويبعد عن السور الشمالي 8م، وعرضه 1.60م، وهو مزود أيضًا بعتبة واحدة  . 
 
ب) قصر المنسف:
 
يقع هذا القصر في مدخل أحد روافد شِعب الملقى الجنوبية، ويسمى شعب المنسف، في أعلى شعب الملقى. وقد بني القصر من الطين والحجر، وهو مستطيل الشكل، طول جداره الشمالي 15م، وطول جداره الغربي 25م. ويقع باب القصر في الجهة الشمالية بعرض متر واحد، ويقابله باب آخر في الجهة الجنوبية، ويتألف القصر من أربع ساحات واسعة لا يُشاهد فيها تقسيم للغرف، وهو مزود بأبراج مربعة 2×2م ودائرية قطرها 1.5م في الأركان وواحد في الداخل يبلغ ارتفاع ما تبقى من جدران وأبراج القصر مترين اثنين، ويراوح عرض الأسوار الداخلية والخارجية بين 90سم ومتر واحد. وتوجد إلى جوار السور الشمالي للقصر من الخارج بئر دائرية مطوية بحجارة منحوتة طول قطرها متران. كما يوجد على الجبل الذي يقع جنوب القصر بنحو 30م، برج دائري الشكل يصل قطره إلى 5م، يسمى برج الحِمَى، وهو مبني بالحجر ذي المقاسات الكبيرة والطين  
 
ج) قصر الصُوح:
 
يقع هذا القصر في منتصف شعب الملقى بين شعب الحميضية وأم الغِرْبان، في الجهة الشمالية من الشعب، ومادة بنائه هي مادة بناء القصر الأول نفسها، وهو مربع الشكل، طول ضلعه 21م. ويقع مدخله في الجهة الجنوبية، وهو مزود بأبراج يبدو أنها دائرية، عند المدخل وفي الأركان. يبلغ عرض أسوار هذا القصر 110سم، أما عن ارتفاع بقايا جدرانه، فتزيد على المترين، ولا يلاحظ وجود وحدات سكنية في الداخل.
 
ويوجد كذلك مبنى ثالث صغير في منتصف شعب الملقى، قريب من أحد سدود الشعب، عند غار مشهور في شعب الملقى يسمى (غار فيصل) ويحتمل أن يكون غار (الأمير فيصل بن سعود بن عبدالعزيز بن محمد آل سعود في فترة الدولة السعودية الأولى). هذا المبنى مربع الشكل، طول ضلعه 10م، وهو يشابه القصرين السابقين في مادة البناء ونظامه  
 
د) قصر العبدالجبار: 
 
يقع قصر العبدالجبار في مركز أُشي على بُعد 20كم جنوب غرب المجمعة، على الطريق المعبّد ببلدة أُشي القديمة. وهو يمثل بلدة صغيرة أو مجمعًا سكانيًا؛ لاحتوائه على عدد من الوحدات السكنية التي كان يسكنها عدد من الأسر وهو محاط بسور من الطين.
 
والقصر مستطيل الشكل، أبعاده من الجنوب إلى الشمال 53.80م، ومن الشرق إلى الغرب 37.80م، ومن الشمال إلى الجنوب بطول 61.70م، ومن الغرب إلى الشرق بطول 32.90م، وقد بني حوله سور أساساته من الحجارة المرصوفة بعضها فوق بعض بغير انتظام. ويعلو الأساس الحجري بناء من الطين المحروق، ثم يعلوه بناء من اللبن في الجهات التي تكوّن الوحدات السكنية الملاصقة له، وبقي من ارتفاع السور نحو 6م في الجهة الجنوبية، ويقل هذا الارتفاع في الجهات الأخرى وبخاصة الجهة الغربية، لتهدمها. وهناك ثلاث مقصورات أو أبراج شبه مربعة، واحدة منها تقع في الركن الجنوبي الشرقي للسور، والثانية في الركن الشمالي الشرقي منه، والثالثة في الركن الشمالي الغربي، وهذه المقصورات تبرز جميعها عن السور. وقد أضيف إلى الضلع الشرقي من السور دعامات من الحجارة ملاصقة تمامًا له يبلغ ارتفاعها نحو 1.50م.
 
يوجد في الجدار الجنوبي فتحات شبه مستطيلة تعلوها فتحات مثلثة، وللقصر بابان: الباب الرئيس يقع في الجهة الشمالية، أما الباب الصغير فيقع في الجهة الغربية من القصر، ويحتوي التخطيط الداخلي على وحدات سكنية، وبئر، ومسجد، وساحة، وممرات تفصل بين الوحدات السكنية. ومادة البناء في الوحدات السكنية هي الطين واللبن وأساسات من الحجارة وسقوفها من خشب الأثل وجريد النخل، وهي محمولة على أعمدة من حجارة أسطوانية (خرز)  . 
 
هـ) قصر الملك عبدالعزيز في الخرج: 
 
يعد قصر الملك عبدالعزيز معلمًا من معالم محافظة الخرج، وهو يقع في مدينة السيح على يمين الداخل إلى المدينة من جهة الشمال، وتم بناؤه سنه 1359هـ / 1940م، ويتكون من خمس وحدات معمارية متماثلة من حيث التصميم ومواد البناء وكذلك عدد الطوابق. يبلغ طول الوحدة 30م وهي مربعة الشكل - تقريبًا - وتتكون من طابقين الأول منهما انتشرت فيه فتحات مستطيلة للإنارة الطبيعية في الثلث العلوي من الجدران الخارجية، ومقاسات هذه الفتحة 50×30سم، ويقابل كل فتحة من هذه الفتحات نافذة كبيرة في الثلث السفلي من الطابق الثاني يبلغ مقاسها 150×70سم، وهذا الشكل يضفي على المبنى مسحة من الجمال. ويبلغ اتساع فتحة الباب 3م، وعرضه بعرض الممر الذي يبلغ طوله 9م، والباب مزخرف بزخارف نباتية قوامها أوراق نباتية متكررة. أما ساحة القصر فهي مربعة الشكل طول ضلعها 20م وبها أعمدة تحيط بالساحة من جميع الجوانب يبلغ عددها 25 عمودًا، كما يوجد ثلاثة أسوار؛ السور الخارجي ثم سوران داخليان.
 
وإلى جانب هذا القصر يوجد مبنى آخر يتكون من طابقين، ويبدو أنه أحدث من القصر السابق، وهو مطلي بالجص ونوافذه زجاجية كبيرة تتوجها فتحات نصف دائرية. وقد شُيِّد هذا المبنى على الطراز الإسلامي الحديث ومدخله الرئيس من الجهة الشمالية. ويصل السائر في هذا المدخل إلى ممر صاعد يتصل بالطابق الثاني، وهو مبني من الحجر والأسمنت يلتقي مع الطابق الثاني من العقد السابق ويتعامد عليه ولكنه لا يصل إليه. ويبلغ سمك جدار الممر 80سم، وعن طريقه تصل السيارات إلى الطابق الثاني 
 
و) قصر سلوى (قصر عبدالله بن سعود) في الدرعية: 
 
وهو مقر أمراء وأئمة آل سعود طوال حكم الدولة السعودية الأولى، ويقع في محلة سلوى بالجهة الشمالية الشرقية لحي الطريف في مقدمة الحي، ويحد القصر شمالاً وادي حنيفة وشرقًا بيت المال، وغربًا مسجد الإمام عبدالله بن سعود وقصور إخوته الأمراء:  فهد وإبراهيم وغيرهما من أبناء الإمام سعود، كما توجد البئر بالجهة الشمالية الغربية.
 
ويعد هذا القصر أكبر قصور مدينة الدرعية بمنطقة نجد؛ إذ تزيد مساحته على عشرة آلاف متر مربع، وهو مكون من سبع وحدات معمارية بُنيت على مراحل متعاقبة بدأت منذ عهد الأمير محمد بن سعود بن مقرن مؤسس الدولة السعودية الأولى، وقد تهدم معظم أجزاء القصر، ومن دراسة ما بقي منه يتضح الآتي:
 
الوحدة الأولى:
 
تحتل الركن الشمالي الشرقي من القصر وتبلغ مساحتها ستمئة وتسعين مترًا مربعًا، يقع مدخلها في الجهة الجنوبية الغربية، وتتكون من مبنيين متماثلين، تتوسط كل مبنى منهما قاعة كبيرة تحيط بها ثلاث غرف، وبها سلم يصل إلى الدور الثاني والبرج الموجود بالجهة الشرقية، وتقع الوحدة في مواجهة الوادي؛ لذلك عملت لها فتحات.
 
الوحدة الثانية:
 
تبلغ مساحتها نحو سبعمئة وخمسة وثمانين مترًا مربعًا 29.94×26.46م، وقد أنشئت في عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود 1179 - 1218هـ / 1765 - 1803م، وتتكون من طابقين تعلوهما دروة السطح.
 
الوحدة الثالثة:
 
أضخم وحدات قصر سلوى، ترتفع إلى ثلاثة طوابق، تعلوها دروة السطح، وتبلغ مساحتها نحو مئتين وخمسة وأربعين مترًا مربعًا 20.5×11.75م، ويقع مدخلها في الواجهة الشرقية، ويتكون الدور الأرضي من ثلاث حجرات أكبرها الوسطى وهي المجلس، ويوجد بالجهة الجنوبية آثار السلم الموصل إلى الأدوار العليا، وفي الركن الجنوبي الشرقي يقع برج الوحدة ويحيط بها.
 
الوحدة الرابعة:
 
بنيت على مساحة أربعمئة وخمسة وأربعين مترًا مربعًا تقريبًا بطول 29.0م وعرض 15.40م، ومدخلها بالجهة الشرقية، وترتفع إلى ثلاثة طوابق تعلوها دروة السطح. يتكون الدور الأرضي من ثلاث حجرات وردهة المدخل، وأكبرها الحجرة الوسطى، ويقع في الجهة الغربية السلم الموصل إلى الأدوار العليا.
 
الوحدة الخامسة:
 
تتكون من مدخل كبير منكسر بالجهة الغربية، وحجرة للمجلس بها بيت النار التقليدي وحجرة كبيرة للولائم وفناء مكشوف محاط بالأعمدة من جميع الجهات، وتفتح عليه أبواب الحجرات السبع المحيطة بالفناء.
 
الوحدة السادسة:
 
قسمت مساحتها التي تبلغ سبعمئة وعشرين مترًا مربعًا إلى ثلاثة مساكن، واستدعى ذلك أن يكون لكلٍّ منها مدخلها الخاص.
 
الوحدة السابعة:
 
تتكون من جزأين، تبلغ مساحة أولهما الآن نحو ألف ومئة متر مربع تقريبًا، وكان يحوي عددًا من الحجرات المستقلة بمساحات صغيرة تفي بالمتطلبات السكنية للإمام سعود بن عبدالعزيز (سعود الكبير)، فكل واحدة من زوجاته لها سكن مستقل، بالإضافة إلى إقامة أبنائه الاثني عشر، كما أن الوحدة محاطة من جهتي الشمال والشرق بطرقات من الوحدة السابقة، وهناك مسجد في القصر، ومن الغرب يمتد طريق منحدر متعرج.
 
أما الجزء الثاني فتبلغ مساحته أربعمئة وخمسين مترًا مربعًا تقريبًا، وكان يحمل السقف والجسر الذي يربط الوحدة بما جاورها من وحدات أخرى، ويتوسط الظلة فناء مكشوف كانت تعقد فيه الاجتماعات وتلقى فيه الدروس الدينية وتحفيظ القرآن الكريم 
 
ز) قصر الدويش: 
 
من القصور التاريخية في منطقة الرياض قصر الدويش (بيت الدويش) الواقع في بلدة الأرطاوية، ويطلُّ على شارعين، ويتصل به من جهة الغرب مسجد، وهو قصر يعدُّ مقارنة بالبيوت الأخرى في البلدة أكبرها نسبيًا. وقد بُني بمواد البناء المعروفة والمألوفة محليًا التي هي عماد البناء التقليدي النجدي، وهي: الطين، والحجارة، والجص، وخشب الأثل، والسعف وجريد النخيل. ويتكون المبنى من دورين يحتوي الأول منهما على عدد من الوحدات السكنية أهمها المجلس، وهو ما يُعرف بغرفة الاستقبال، وهي أكبر غرفة في القصر أو المسكن، وتقع إلى يمين المدخل الرئيس للمنـزل، ويتألف المجلس من غرفة مستطيلة الشكل جدرانها تحتوي على زخارف جصية.
 
وهناك فناء مسقوف يسمى محليًا (العريش) أو (الليوان) ويمر من خلاله للدخول إلى المجلس. وهذا العريش أو الليوان المسقوف تحمل سقفه أعمدة من الحجارة أسطوانية الشكل مشكلة بالخرز المليس بالطين والجص، وفوق الأعمدة تيجان وعقود مثلثة الشكل، مدببة، وفي الدور الأول عدد من الغرف ذات الأغراض المختلفة، ومنها ما تستخدم مخازن للحبوب، والحطب، والطبخ، ومخازن للتمور.
 
وهناك غرفة على يسار المدخل الرئيس بها قواطع من الجدران ارتفاعها عن الأرض نحو 40سم وتستخدم هذه الغرفة لتبريد المياه؛ إذ توضع ألواح خشبية فوق القواطع، ثم توضع القرب المليئة بالماء فوقها. كما أن الدور الأرضي أو الأول يحتوي على الفناء المكشوف أو الحوش. وتوجد بالقصر بئر لتزويد سكانه بالماء. أما الدور الثاني فيحتوي على عدد من غرف النوم. ولقد تسبب هجر ذلك القصر أو البيت في تهدم أجزاء عدة منه، وأصبح الصعود إلى الدور الثاني محفوفًا بالمخاطر خشية الانهيار. ويوجد بجوار القصر من جهة الغرب مسجد أعيد بناؤه من جديد بمواد البناء الحديثة 
 
ح) قصر الغاط: 
 
يعد قصر أو مبنى الإمارة القديم في محافظة الغاط من القصور التاريخية المهمة، وكان في الماضي مقرًا لإمارة بلدة الغاط، ويقع في البلدة القديمة، وهو مبنى مستطيل الشكل يمتد من الجنوب إلى الشمال، ويطل على ثلاث واجهات، أما الواجهة الشمالية فملتصقة بمبانٍ وبعدها شارع.
وتبلغ أبعاد قصر الغاط كالآتي: الضلع الشرقي نحو 100م، والجنوبي نحو 35م، والغربي غير مستقيم، وهذه الجهة تطل على طريق الرياض - سدير - القصيم القديم، المعبد. أما باب القصر الرئيس فيوجد في الجهة الجنوبية داخل بروز معماري مستطيل الشكل يمتد من الأسفل إلى الأعلى، هذا البروز المعماري يقع ضمنه المدخل الرئيس بعرض 3.35م على شكل عقد نصف دائري، والبروز على شكل مقصورة يتضمن نوافذ في المقدمة والجوانب مثل النوافذ التي في واجهات القصر مستطيلة الشكل.
 
وقد استخدمت في بناء قصر الغاط مواد البناء التقليدية المحلية مع استخدام بعض مواد البناء الحديثة كالأسمنت والخشب المستورد في الأبواب والنوافذ.
 
والقصر مبني من أساسات حجرية على شكل مداميك يعلوها البناء باللبن الطيني والمليس باللياسة بالطين الممزوج بالقش (التبن) وسقف القصر بخشب الأثل وفوقه جريد وسعف النخيل ثم الطين وتحمل السقفَ أعمدةٌ من الحجارة أسطوانية الشكل، وهي تعرف محليًا بالخرز المليسة بالطين ثم الجص وعليها تيجان.
 
يتكون القصر من ثلاث وحدات سكنية، وهناك مسجد صغير يقع في الركن الجنوبي الغربي له  . وتتشابه هذه الوحدات السكنية في التصميم؛ فتتكون كل واحدة منها من عدد من الغرف ذات الأغراض المختلفة كالجلوس والتخزين والنوم والطبخ، وهناك عدد من الفراغات المعمارية من الأفنية والأحواش والمصابيح التي يحيط بعضها بالغرف.
 
والوحدات السكنية الثلاث المذكورة، وإن كانت تجعل من القصر وحدة معمارية واحدة، إلا أنها تختلف في الحداثة والقدم من حيث البناء؛ فالوحدة السكنية التي تقع في الجهة الجنوبية من القصر تعد الأقدم في البناء، ثم الوحدة الواقعة في الشرق، فالوحدة السكنية المطلة على جهة الشرق، وجميع هذه الوحدات السكنية مبنية من دورين.
 
وزينت واجهات القصر من الخارج بزخارف طينية وشرفات مثلثة الشكل. وهناك نوعان من النوافذ في الواجهات: مستطيلة الشكل، أبعاد الواحدة منها من الأسفل إلى الأعلى 1.50م×0.50سم. وهذه النوافذ استخدم فيها الخشب المستورد الجديد. ويحيط بكل نافذة إطار من الجص، وهي تقع في الدور الثاني من القصر.
 
أما النوع الثاني من النوافذ فهي مربعة الشكل أبعادها نحو 40×40سم، وتقع هذه النوافذ في الدور الأرضي، وهي فتحات من دون أبواب. وهناك عدد من الميازيب الخشبية في جهات القصر المختلفة؛ وذلك لتصريف مياه الأمطار من السطوح إلى الخارج، وعادة يكون طولها نحو المتر، وتكون محفورة على شكل مجرى، وهي بارزة  . 
شارك المقالة:
67 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook