المنطقة بعد سقوط الدولة السعودية الأولى في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المنطقة بعد سقوط الدولة السعودية الأولى في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

المنطقة بعد سقوط الدولة السعودية الأولى في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية.

 
أ - حملة خليل باشا 1234هـ / 1819م:
 
بعد نجاح قوات محمد علي باشا في الاستيلاء على الدرعية في سنة 1233هـ / 1818م، وإسقاط الدولة السعودية الأولى أمر محمد علي بتسيير حملة عسكرية من قواته في الحجاز إلى المخلاف السليماني للاستيلاء عليه بسبب انتصار الشريف حمود على قواته في معركة الملاحة في عسير، وكانت هذه الحملة بقيادة خليل باشا.
 
وعندما تواردت أنباء هذه الحملة إلى الشريف أحمد بن حمود الذي خلف والده في إمارة المخلاف، حاول التنسيق مع أمراء عسير على الكيفية التي يمكن بها التصدي لهذه الحملة، وأرسل إليهم وزيره الحسن بن خالد الحازمي في سبيل ذلك  
 
أما خليل باشا فقد واصل زحفه حتى وصل المخلاف في ربيع الأول 1234هـ / 1819م وسقطت في يده مدن المخلاف الشمالية وقراهُ، واتخذ من ضمد مركزًا لمهاجمة أبي عريش عاصمة الأشراف آل خيرات  .  ومن ضمد راسل الشريف أحمد بن حمود، وأفهمه بأن الهدف من حملته هذه هو الاستيلاء على المخلاف، مع إبقائه على إمارته، وطلب منه تسليم البلاد من دون قتال والخروج إلى مقابلته في ضمد، فوافق الشريف أحمد على ذلك بعد أن منحه خليل باشا الأمان، ثم تقدم خليل باشا إلى أبي عريش واستولى عليها، وأرسل عماله إلى بقية بلدان المخلاف  
 
وبهذا بسط خليل باشا سيطرته على المخلاف السليماني دون أدنى مقاومة، ليدخل المخلاف في طاعة محمد علي باشا.
 
وبمجرد أن تمكن خليل باشا من السيطرة على المخلاف قبض على الشريف أحمد بن حمود وقام بترحيله إلى مصر، بناء على أوامر وصلته من محمد علي باشا، وظل الشريف أحمد في مصر أسيرًا حتى توفي في سنة 1235هـ / 1820م  
 
كما أمر محمد علي باشا خليلاً بتسليم المخلاف السليماني إلى الشريف علي بن حيدر، والعودة إلى الحجاز  
 
ب - حملات أمراء عسير على المنطقة 1235 - 1265هـ / 1820 - 1849م:
 
1 - حملات الأمير علي بن مجثل:
 
تعرض المخلاف السليماني لحملات عسكرية عديدة من قبل أمراء عسير الذين كانوا يسعون إلى بسط سيطرتهم على المخلاف؛ وذلك للعداء المستحكم بينهم وبين الأشراف آل خيرات منذ أيام الشريف حمود والأمير عبدالوهاب بن عامر، وقد عانى المخلاف كثيرًا من هذه الحملات.
 
وكانت السيطرة على مدينة صبيا هي محور الصراعات بين الأشراف آل خيرات وأمراء عسير وقد استطاع أمير عسير علي بن مجثل الاستيلاء على هذه المدينة في سنة 1242هـ / 1826م  ،  ليصبح شمال المخلاف السليماني تابعًا لإمارة عسير.
 
كما أن أمير عسير علي بن مجثل مد نفوذه إلى بعض البلدان اليمنية في تهامة اليمن والواقعة جنوب أبي عريش  ،  ومن ثَمَّ حاصر أشراف أبي عريش من الشمال والجنوب.
 
ثم ما لبث أن استغل بعض الخلافات الناشئة بين الأشراف آل خيرات، وقاد حملة عسكرية إلى مدينة أبي عريش، واستولى عليها  
 
2 - حملة الأمير عائض بن مرعي:
 
استغل الشريف علي بن حيدر وفاة أمير عسير علي بن مجثل في سنة 1249هـ / 1833م وحاول استعادة إمارته في المخلاف، لكن الأمير العسيري الجديد عائض بن مرعي لم يرضَ بذلك، فبمجرد توليه الإمارة قاد حملة عسكرية إلى المخلاف  .  وحاصر مدينة أبي عريش، واستولى على بعض حصونها وقلاعها  ،  إلا أنه ما لبث أن ترك حصار المدينة، وعاد مسرعًا إلى عسير للتصدي لحملة محافظ الحجاز من قبل محمد علي باشا أحمد يكن باشا والشريف محمد بن عون أمير مكة على عسير 
وفي أثناء انشغال الأمير عائض بالتصدي لهذه الحملة تمكن الشريف علي بن حيدر من استعادة الإمارة في المخلاف السليماني، وطرد الحاميات العسيرية المرابطة في أبي عريش وصبيا  . 
 
وفي الوقت نفسه أرسل محافظ الحجاز أحمد يكن باشا قوة أخرى بقيادة القائد محمد أمين إلى تهامة اليمن لطرد القوات العسيرية منها، وعندما وصلت هذه القوة إلى المخلاف السليماني في طريقها إلى تهامة اليمن أرسل أمير المخلاف الشريف علي بن حيدر ابنه الحسين على رأس قوة مع هذه الحملة تمكنت من إخراج القوات العسيرية من تهامة اليمن من دون مقاومة، وخضعت المنطقة لنفوذ محمد علي  
 
ج - عهد الشريف الحسين بن علي:
 
عقب وفاة الشريف علي بن حيدر في سنة 1254هـ / 1838م خلفه في الإمارة ابنه الحسين، فأخذ يركز على إصلاح أوضاع إمارته، وبت في كثير من الأمور دون الرجوع إلى قائد جيش محمد علي باشا وواليه في تهامة؛ مما أدى إلى تأزم العلاقات وتوترها فيما بينهما، فلم يجد الشريف الحسين بدًا من الاستعانة بأمير عسير عائض بن مرعي، لما يعرفه من العداء المستحكم بينه وبين محمد علي، واتفق معه على التعاون على إخراج قوات محمد علي من المخلاف السليماني وتهامة اليمن  
 
وهذه التحركات السياسية بين الحسين وعائض لم تَخْفَ على الوالي المصري في الحديدة إبراهيم باشا، فبدأ يتحرك عسكريًا ضد الحسين، ويعمل على إقصائه عن إمارة أبي عريش  ،  إلا أنه قبل الشروع في هذا وصله أمر من محمد علي باشا بضرورة الانسحاب من تهامة اليمن، وتسليم البلاد إلى الشريف الحسين بن علي وكان هذا في سنة 1256هـ / 1840م  .  وعقب انسحاب قوات محمد علي من المخلاف السليماني وتهامة عامة بسط الشريف الحسين سيطرته على المخلاف السليماني وما يليه جنوبًا حتى المخا مستعينًا ببعض القوات العسيرية بمقتضى العلاقات الحسنة بينه وبين الأمير عائض بن مرعي  .  وفي سنة 1258هـ / 1842م وصل إلى الشريف الحسين بن علي (فرمان) من السلطان العثماني عبدالمجيد يقضي بتنصيبه حاكمًا من قبله على ما تحت يده من البلاد في المخلاف السليماني مقابل الخطبة والدعاء له على المنابر، ومنحه مقابل ذلك لقب باشا حتى يطبعه بالطابع العثماني  
 
د - العلاقات بين الشريف الحسين بن علي وإمام صنعاء محمد بن يحيى:
 
كان من العوامل التي ساعدت الإمام محمد بن يحيى في الوصول إلى الإمامة في صنعاء الدعم الذي حصل عليه من الشريف الحسين، لكن الإمام محمد بمجرد أن وصل إلى الإمامة تنكر للشريف الحسين وحاول انتزاع تهامة اليمن منه، فتقدم بقواته من صنعاء إلى تهامة اليمن، وانتصر على الشريف حسين وأَسَره في 11 محرم 1264هـ الموافق 1848م وأجبره على التنازل عن البلدان التي كانت خاضعة له في تهامة اليمن  
 
وقد استغل أمير عسير عائض بن مرعي ما لحق بالشريف الحسين في تهامة اليمن، فتقدم بقواته للاستيلاء على المخلاف السليماني، لكنه لم يكد يصل إلى شمال المخلاف حتى بلغه خروج الشريف الحسين من الأسر، فتراجع عما كان قد نواه، وعقد صلحًا مع الشريف يقضي بتنازل الحسين له عن مدينة صبيا  
 
ونتيجة لما تعرض له الشريف الحسين من جحود ونكران من قبل الإمام محمد بن يحيى، أو طمع في المخلاف السليماني من الأمير العسيري عائض بن مرعي زهد في الحياة السياسية، وتنازل عن حكم المخلاف السليماني وتهامة اليمن للسلطان العثماني، وطلب منه أن يرسل إليه من يستلم مقاليد الإمارة، وكان هذا في سنة 1265هـ / 1849م.
وبتنازل الشريف الحسين عن الإمارة حلّت نهاية إمارة الأشراف آل خيرات التي استمرت نحو 124عامًا 1141 - 1265هـ / 1729 - 1849م.
 

 

شارك المقالة:
57 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook