بعد اعتزال الشريف الحسين بن علي بن حيدر الحياة السياسية في المخلاف السليماني، وتسليم مقاليد الحكم للعثمانيين خضع المخلاف السليماني للعثمانيين من جديد، وقد اتخذ العثمانيون من مدينة الحديدة في تهامة اليمن مقرًا لهم. كما أن جزءًا من شمال المخلاف كان خاضعًا لإمارة عسير، وقد قاد أمير عسير عائض بن مرعي وابنه محمد من بعده حملات عديدة على المخلاف السليماني، وبسطوا سيطرتهم على جزء كبير منه. والفترة التي امتدت من اعتزال الشريف الحسين الحياة السياسية حتى قيام الإمارة الإدريسية في المخلاف تدهورت الأوضاع السياسية في المنطقة، وعمَّت الفوضى والاضطرابات بصورة كبيرة؛ لعدم وجود حكومة تضبط الأمور، وتفرض الهدوء والاستقرار، بالإضافة إلى العداء المستحكم بين أمراء عسير والعثمانيين الذين كانوا يتقاسمون السيطرة على المخلاف، ويتبادلون الغارات العسكرية فيما بينهم، ناهيك عن الخلافات بين القبائل والأسر الحاكمة المحلية، واستمرت الحال على هذه الصورة حتى قيام الإمارة الإدريسية في سنة 1327هـ / 1909م.