المواقع الإسلامية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المواقع الإسلامية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

المواقع الإسلامية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
ببزوغ فجر الإسلام كانت منطقة عسير تعرف جغرافيًا بـ (مخلاف جُرَش)، وتسارع سكانها إلى الدخول في الإسلام واعتناق مبادئه السامية، شأنهم في ذلك شأن جميع سكان مناطق الجزيرة العربية وحواضرها.
وتحتضن أراضي المنطقة دلائل تاريخية وأثرية تعكس - بجلاء واضح - أنشطتها الاستيطانية والحضارية، مثل: المساجد، والقصور، والقلاع، والأبراج الحربية، والمنازل، والمدرجات الزراعية، والآبار المائية، وذلك عبر فترات تاريخية تمتد من العصور الحجرية حتى العصور الإسلامية المتأخرة، التي لها - بشكل خاص - شواهد أثرية ماثلة للعيان حتى العصر الحاضر، تتمثل في مجملها بالآتي:
 
 
أ - البردان:
 
يقع غيل البردان  على الضفة الغربية من وادي شجع   الذي يخترق أراضي سهل الحماد بمنطقة ظهران الجنوب، بالقرب من مسار طريق الحج اليمني الأعلى.
 
ورد ذكر لغيل البردان عند الشاعر أحمد بن عيسى الرداعي في أرجوزة الحج، ووصفه بغزارة مياهه، وبأنه منهل من مناهل طريق الحج اليمني الأعلى الذي يصل مدينة صنعاء بمكة المكرمة  
 
يشتمل الموقع حاليًا على غيل بنبع مائي مستديم مكونًا مستنقعًا مائيًا دائم الجريان، وتحيط به كتل حجرية تتسم أسطحها بالنعومة، وبعض الأشجار دائمة الخضرة  
 
ب - بنات حرب (قرية المعدن):
 
تقـع أطـلال قريـة بنات حـرب الأثريـة إلى الجنـوب الغربي من بلدة صمـخ بمسافـة تصـل إلى نحو 40كم، وذلك على الضفة الجنوبية من واديها الذي يحمل الاسم نفسه، كما تُعرف هذه القرية محليًا باسم قرية المعدن.
 
أورد معظم الجغرافيين المسلمين المبكرين في كتاباتهم اسم بنات حرب بوصفها محطة رئيسة واقعة على مسار طريق الحج اليمني الأعلى؛ ووُصفت بكبر مساحتها، وكثافة سكانها، ووفرة المياه في آبارها ونبعها، وشهرتها أيضًا بوجود الذهب في أنحائها  
يشتمل الموقع على أطلال لعددٍ من الوحدات السكنية يصل عددها إلى نحو 20 وحدة، وجميعها مشيد من الحجارة المحلية  
 
 
ج - بنو رزام:
 
يقع موقع بني رزام على قمة جبل السر الواقع إلى الشرق من الطريق المعبد الذي يربط مدينة أبها بالطائف، ويشتمل على عدد من الأبنية والأبراج المشيدة بالكتل الحجرية، ومسجد  ملاصق للبرج الرئيس، ووجدت أيضًا كِسَر لأوانٍ فخارية ذات لون بني، وبعضها ذو بطانة حمراء، وتشير الأعمال والدراسات الأثرية الأخيرة إلى أن هذه الأبنية ترجع إلى 300 سنة تقريبًا.
 
كما تحوي واجهات الصخور القريبة من الموقع نفسه مجموعة من النقوش والرسوم الصخرية الآدمية والحيوانية نُفذت بأسلوب الحفر الغائر؛ وجميع هذه الكتابات والرسومات الصخرية يعود إلى الألف الخامس حتى الألف الأول قبل الميلاد 
 
 
د - بيشة:
 
تعد بيشة حاليًا من كبريات المدن العصرية جنوب غرب المملكة، وقد شكلت قرية نمران نواة المدينة الحديثة، ومع مرور السنين نمت هذه القرية واتصل نسيجها العمراني مع قرى الروشن المجاورة لها، مثل: قرية روشن النغيلة، وقرية روشن بني سلول، وأدى هذا الاتصال العمراني إلى أن أصبحت قرية غران - مجتمِعةً - نواة المدينة الحديثة المعاصرة وقلبها  
 
انضوت بيشة تحت لواء الدولة الإسلامية سِلمًا، وذلك عندما وفدت بعض وفود قبائل المنطقة - ومنها وفد قبيلة باهلة، وقبيلة وائلة، وقبيلة بجيلة، وقبيلة خثعم - على الرسول - صلى الله عليه وسلم - في السنة التاسعة للهجرة/630م وأعلنت إسلامها، وبعث معهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - مَنْ يعلّم أقوامهم أمور دينهم  
 
أدت محافظة بيشة دورها التاريخي والحضاري؛ لكونها محطة رئيسة واقعة على مسار طريق الحج اليمني الأعلى، وقد وُصفت من الإخباريين بأنها قرية كبيرة كثيفة السكان، وافرة المياه، خصبة التربة، تنتشر في ربوعها بساتين النخيل، وهي واقعة في مجرى الوادي الذي سُمِّيت باسمه  
 
ولبيشة شهرة أخرى في العصر الإسلامي لكونها دار ضرب للسكة الإسلامية، فقد وصل - مما سُكَّ فيها - درهم عباسي منسوب إلى هارون الرشيد 170 - 193هـ/786 - 809م،  وسُكَّ فيها - أيضًا - أحد الدنانير المنسوبة إلى الخليفة الطائع العباسي 363 - 381هـ/974 - 991م  
 
هـ - تبالة:
 
تقع شمال غرب محافظة بيشة بمسافة تصل إلى نحو 60كم. وغالبًا ما ارتبط اسمها قبل الإسلام بصنم ذي الخلصة المسمى أيضًا (الكعبة اليمانية)  ،  وإسلاميًا ارتبط اسمها - خصوصًا خلال العصر الأموي - باسم الوالي الأموي الحجاج بن يوسف الثقفي الذي نُصب واليًا عليها بأمر من الخليفة عبدالملك بن مروان 73 - 86هـ/692 - 705م، وإليها تُنسب مقولته المشهورة حول صغر شأنها بالنسبة له  
 
رصدت كتابات الجغرافيين العرب المسلمين الأوائل أهمية تبالة ودورها في كونها محطة للحجاج والمعتمرين الذاهبين إلى مكة المكرمة والمغادرين منها على مسار درب الحج اليمني الأعلى  ،  كما أوردت هذه الكتابات - في مجملها - معلومات علمية تتضمن أوصافًا جغرافية لتبالة بكونها قرية عظيمة، واقعة في سفح تل، كثيفة السكان، ومشتملة على منبر، وبساتين وأشجار النخيل، وعيون جارية، وآبار وغيل  .  أما الهمداني فإلى جانب إبراز دورها في كونها محطة يلتقي عندها طريق الحج الحضرمي الأسفل مع الطريق اليمني الأعلى  ؛  يضيف إلى وصفه أن تبالة كانت قرية للتجار سكنتها بطون من قبيلة قريش، وكانت نهاية المدينة وخرابها على أيدي أهل البادية  ،  مع عدم تبيانه الأسباب الكامنة وراء هذا العمل التخريبي للمدينة.
 
واستنادًا إلى نتائج المسوحات الأثرية الأخيرة في المنطقة؛ فإن تبالة كانت من المراكز الصناعية في جزيرة العرب قبل ظهور الإسلام، فقد عُثر على مواقع مناجم للتعدين بالقرب منها مشتملة على أفران الصهر، وبقايا لخبث المعادن، ومن هذه المواقع: منجم الصدأ، ومناجم المنازل، ومناجم الوقبة، ومنجم العبلاء  
 
يشتمل موقع تبالة الحالية على قصر أثري يُطلق عليه قصر الثغر؛ وهو مربع الشكل طول ضلعه 30م، وبداخله يوجد 24 قاعدة لأعمدة تحمل سقفه، وذو أسوار ضخمة، وتتخلله أبراج ركنية شبه دائرية، وتوجد بالقرب منه وحدات معمارية أخرى تابعة للقصر ربما تكون مسجدًا له وما يتبعه من مرافق ومنافع. مما جعل الموقع بأكمله ضمن الآثار الإسلامية  
 
و - الثجة (العرجة):
 
يقع موقع الثجة (العرجة) بجانب قرن السويداء جنوب مركز العرقين بمسافة 8كم، وبينه وبين مركز سروم الفيض نحو 14كم، ويحده من الشمال وادي تقارى، ومن الشرق هضاب مهدي، في حين يحد الموقع من الجنوب والغرب أطراف وادي مراغ  
 
تُعد الثجة من ضمن محطات طريق الحج اليمني الأعلى؛ وقد ورد ذكر لها في بعض كتابات الجغرافيين العرب المسلمين الأوائل  ؛  ووُصفت بأنها من محطات البريد الواقعة على مسار الدرب، والمشتملة على بئر غزيرة الماء تُدعى بئر الثجة (العرجة)  ، وعادة ما تتوقف القوافل عند منهلها في طريقها إلى الأمكنة المقدسة  ،  وهي واقعة على الضفة الجنوبية لوادي العرج، وذلك إلى الشمال من جبل الجميلان المشهور في أراضي عبيدة من قبيلة قحطان، وهي محفورة حفرًا غير عميق فعمقها يبلغ نحو 6م، وجدرانها الداخلية مطوية بالحجارة المشذبة المحلية، ويبلغ قطر فوهتها نحو 4م. ويوجد بالقرب من البئر بعض الأحجار الجرانيتية المنحوتة على هيئة أحواض لحفظ المياه المجلوبة من البئر. كما يشتمل الموقع على قسم مرصوف بالحجارة المحلية لمسار طريق الحج اليمني  
 
ز - الثنية:
 
تقع بلدة الثنية (ثنية المخرم) على ضفاف وادي تبالة الجنوبية، وتبعد عن محافظة بيشة نحو 45كم إلى الشمال الشرقي، واسم (الثنية) عمومًا يُطلق على مصب وادي تبالة كله  
تشتمل بلدة الثنية على عدد من المواقع الأثرية، ومنها موقع الحوطة المتضمن بركة تسمى (حوطة مطوية)، تتصل بقناة مائية  تغذي عددًا من المواقع، مثل: بركة الصفية، وقرية الغدير.
 
كما توجد في المنطقة نفسها بيوت طينية  قديمة التأسيس مسقوفة بجذوع النخل، وبخاصة ما عُثر عليه حول الجبل الأحمر، وجبل مرايش، وقرية ضريب السوق. وتعد هضبة أم وقر من المواقع الأثرية المهمة في بلدة الثنية؛  فقد كُشف فيها عن بئر مطوية، وعدد من النقوش العربية الإسلامية، أحدها مؤرخ سنة 140هـ/757م. وبالقرب من هذه الهضبة توجد هضبة أخرى تدعى أم المحاجر تشتمل واجهات صخورها على رسوم صخرية آدمية وحيوانية، ومخربشات جنوبية. وكذلك توجد هضبة ثالثة في المنطقة نفسها تقع إلى الشمال من الثنية تُدعى هضبة أم الرحي، تحوي عددًا من الكتابات والنقوش العربية الإسلامية المبكرة، ومنها نقش بالخط الكوفي مؤرخ بسنة 141هـ/ 758م  
 
ح - الثويلة:
 
تقع الثويلة إلى الجنوب الشرقي من محافظة ظهران الجنوب، وتخترق هذه المنطقة سلسلة جبال قهرة الذئاب التي يقع في سفحها مسجد تاريخي يدعى مسجد خالد،  وذلك على الضفة الشمالية الشرقية من وادي عمدان الذي يخترق سهل العصيدة. كما يخترق الجانب الشمالي الغربي من محيشط موقع المسجد مسار طريق الحج اليمني الأعلى. 
 
ويُعَد هذا المسجد من المساجد التاريخية الأثرية في المنطقة، ولم يورد أحد من الجغرافيين المسلمين المبكرين ذكرًا لهذا المسجد ما عدا ما أورده الجغرافي الهمداني والشاعر الرداعي في أرجوزته للحج؛ وقد وصفه الهمداني بقوله: " ومسجد خالد تحت الثويلة عليه حوَاء بلا سقف "  
ويشتمل المسجد على مساحة مستطيلة بُعداها نحو 21 × 15.5م، وقد تم تحديد محيطه بوساطة مدماك حجري واحد من الأحجار البركانية المحلية غير المشذبة، والمسجد غير مسقوف طبقًا لوصف الهمداني لحالته آنذاك  
 
ط - جُرَش:
 
تُعد من أهم المراكز التجارية والصناعية القديمة في حضارة جنوب الجزيرة العربية، واشتهرت بصناعة الجلود المدبوغة، وكانت مصنوعاتها تضاهي تلك التي كانت تُصنع في مدينتَي الطائف في المملكة وصعدة في اليمن. وإلى جانب هذه المصنوعات كانت جرش بمنـزلة مركز عسكري تقدم بعض التدريبات على الأسلحة العسكرية؛ فيُذكر أن أهل الطائف بعثوا خلال حصارهم في السنة الثامنة للهجرة/628م لجرش كلاً من عروة بن مسعود وغيلان بن سلامة ليتلقيا تدريبات على استخدام المنجنيق والعرادة والدبابة  
 
وقد قدم منها وفد يرأسه صرد بن عبدالله على المدينة المنورة وأعلنوا إسلامهم، ولم يبقَ إلا قلة من أهل المخلاف لم يسلموا، فحاصرهم صرد بمن أسلم حتى أسلموا في السنة العاشرة للهجرة/631م دون سفك دماء بعد حصار دام قرابة شهر، وتم تعيين فاتحها صُرَد بن عبدالله الأزدي واليًا عليها. وأصبحت مدينة جرش بعد انتشار الإسلام مركزًا لعلوم الحديث، وخرج منها أناس كثيرون اشتهروا برواية السنة النبوية وتناقلها وحفظها  
 
وبالإضافة إلى مكانة مدينة جُرَش اقتصاديًا وعسكريًا قبل ظهور الإسلام وبعده؛ فقد أدت المدينة دورها الحضاري، وأصبحت من المحطات الرئيسة على طريق الحج الواصل بين مدينة عدن ومكة المكرمة، وخدمت أيضًا الحجاج القادمين من بلاد اليمن عبر طريق الحج اليمني الأعلى؛ بسبب قربها المكاني لمسار هذا الدرب  
 
وقد تم العثور في الموقع الحالي على قطع أثرية ذات قيمة علمية في غاية الأهمية، منها مسكوكات فضية ترجع إلى حكم أسرة بني رسول التي حكمت اليمن خلال الفترة من سنة 626 - 858هـ/1229 - 1454م، وإحداها سُكَّت في عهد الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل الثاني 803 - 827هـ/1400 - 1424م.
 
كما يشتمل الموقع الحالي لمدينة جُرَش القديمة على أساسات حجرية وبعض الأطلال المعمارية، وتم العثور في الموقع على عدد من الأنماط الفخارية القديمة والإسلامية، ومن أبرز ما عُثر عليه من معثورات إسلامية ما يأتي:
 
مصنوعات عادية ومزخرفة من الحجر الصابوني، وكِسَر لأوانٍ فخارية  مطلية باللون الأزرق  ومزخرفة بطريقة الترشيش، وهو أحد الأنواع الشائعة خلال العصر العباسي.
 
كما دلت الدراسات الأثرية الأخيرة على وجود ثماني طبقات استيطانية في الموقع؛ الطبقات الثلاث السفلية منها تعود إلى بداية القرن الأول الميلادي، والطبقة الرابعة ترجع إلى عام 280م، في حين الطبقة الخامسة تعود إلى عام 510م، والطبقة السادسة إلى عام 40هـ/660م أما الطبقتان التاليتان السابعة والثامنة فتعودان إلى عام 421هـ/ 1030م  . 
 
 
ي - الجهوة: 
 
تُعَدُّ الجهوة من كبريات مدن سراة الحجر في الربع الأول من القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، وحجمها العمراني يفوق حجم مدينة جُرَش، وقد كانت تابعة لبني ربيعة بن الحجر  
 
يبدو أن موقع المدينة قد اندثر في الوقت الحاضر، ويُعتقد أن موقعها القديم يقع في أعالي وادي النماص بالقرب من جبل مَنْعا ملاصقًا لمدينة النماص الحالية من الجهة الجنوبية  ؛  إذ تشير المسوحات الأثرية الأولية إلى أن مساحتها تبلغ نحو 2000م  ، وكانت محاطة بسور محصن لم تبقَ منه إلا أجزاء قليلة في جهته الشمالية؛ كما وُجدت أساسات مبانٍ وجدران يُعتقد أنها تمثل جزءًا يسيرًا من آثار مدينة الجهوة، وتقع هذه الأطلال الأثرية في الجانب الجنوبي الشرقي من الوادي  
 
ك - الحمضة القديمة:
 
تقع الحمضة القديمة على بعد نحو 45كم شمال شرق تثليث، وتبلغ أبعاد الموقع نحو 150 × 50م.
 
وتتكون آثارها من مبانٍ طينية،  وأطلال لوحدات سكنية، وأبراج مراقبة مربعة الشكل تطل على وادي تثليث؛ وجميع هذه البقايا الأثرية واقعة فوق ربوة مرتفعة عن الأرض، ويرجع تاريخها إلى العصور الإسلامية المتأخرة  
 
ل - بئر ابن سرار:
 
تقع بئر رنوم (ابن سرار) إلى الجنوب الشرقي من مدينة بيشة بمسافة تصل إلى نحو 55كم، وقد اكتسبت اسمها من اسم الوادي الذي ذكره الهجري في وصفه واديي بيشة وترج  .  وقد وصف الهمداني مياه بئر رنوم بالغزارة والعمق، وذلك في أثناء تعليقه على أبيات الرداعي التي تصف الموقع ذاته  .  ومن الرحالة الذين توقفوا عند هذه البئر ووصفوها كل من فؤاد حمزة عام 1353هـ/1934م والحاج عبدالله فيلبي عام 1355هـ/ 1936م  
 
يحتوي الموقع حاليًا على بئرٍ لا زالت تُعرف محليًا باسم بئر (ابن سرار) أو باسم (بئر الفيل)، أما الوادي فلا يزال يحتفظ بالاسم القديم. وقد حُفرت البئر في وسط الوادي الذي ينتشر في جنباته كثير من الأشجار مستديمة الخضرة. كما تشتمل الصخور البركانية المحيطة بالموقع على عدد من النقوش الصخرية  العربية الإسلامية المبكرة غير المؤرخة، إلى جانب وجود مجموعة من الوسوم القبلية القديمة  
 
م - منجم سر بعل: 
 
يقع منجم سر بعل في وادي بعل، ويبعد نحو 20كم شمال شرق وادي تثليث، ويعد الموقع من معسكرات التعدين في العصر الإسلامي؛ ويبلغ بُعداه نحو 100 × 40م  
 
يشتمل الموقع على أطلال أثرية لمبانٍ سكنية كثيرة ومتنوعة، شُيدت كلها من الحجارة البركانية السوداء، كما يحوي ملتقطات سطحية تتمثل بكِسَر لأوانٍ فخارية ذات لون أحمر وبني، وأسطح أبدانها تتضمن زخارف محزوزة، كما وُجدت كِسَر فخارية أخرى تشتمل أجسامها على طلاء أخضر وأزرق وفيروزي.  ويظهر في الموقع عدد من الحفر متفاوتة الحجم ناجمة عن عمليات استخراج المعادن،  وتوجد أيضًا حفر أخرى مطمورة، وتدل المعثورات الأثرية التي وُجدت في الموقع على أن تاريخ هذا المنجم يعود إلى العصر العباسي  
 
ن - الصبيحي (الديلمي):
 
تقع الصبيحي - وتعرف بـ (الديلمي) إلى الشمال من محافظة بيشة بمسافة 14كم، وذلك في منتصف الطريق الذي يصل محافظة بيشة بمدينة تبالة.
 
وفي أثناء تعرض الهمداني لحدود قبيلة خثعم أشار إلى أعراض هضبة نجد بقوله: " بيشة وترج وتبالة والمراغة "  ؛  وكانت المدينة الأخيرة (المراغة) من المدن القرشية، إذ سكنها بطنان من بطون قبيلة قريش هما: بنو مخزوم، وبنو سهم، وضمت في الوقت ذاته حصنين مشهورين يُعرفان باسم هذين البطنين؛ أحدهما يدعى حصن القرن المخزومي، والآخر حصن البرقة السهمي. ويشتمل هذا الموقع على بقايا معمارية لحصنين شُيِّدا باللَّبِن الطيني؛ يدعى الحصن الأول - محليًا - حصن الخبراء السفلي، في حين يدعى الثاني حصن الخبراء العلوي 
شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook