القدم ومعالمها التاريخية والعمرانية المتنوعة، وقد أكسبها موقعها الجغرافي عبر القرون أهمية خاصة، حيث تسلكها طرق التجارة والحج بالإضافة إلى أنها منطقة جذب للاستقرار البشري بسبب توافر المراعي والواحات والسهول الساحلية والموارد الطبيعية وعلى وجه الخصوص المعادن الثمينة مثل مناجم الذهب والفضة والنحاس، وكانت منطقة المدينة المنورة ذات شهرة في فترة ما قبل الإسلام بسبب نشوء مدينة يثرب وهجرات القبائل إليها، وزادت شهرتها بعد الهجرة النبوية الشريفة وأصبحت منطلق الدعوة للدين الإسلامي الحنيف وعاصمة الخلافة الإسلامية. ونتج من ذلك جملة من المواقع والآثار الإسلامية، إلا أنه يصعب حصر كل المواقع الأثرية والمعالم التاريخية والعمرانية بالمنطقة في هذا الموضع؛ لسعتها الجغرافية وتنوع مصادرها، وتدل المواقع الأثرية والمعالم التاريخية التي تم اكتشافها وحصرها وتوثيقها حتى الآن على العمق الحضاري والبعد التاريخي للمنطقة،

 

وقد أثبتت الدراسات الأثرية وجود مواقع تعود إلى العصر الحجري القديم المبكر وما بعده، خصوصًا أن حرة خيبر تتميز بوجود مجموعات من الأدوات الحجرية من العصر الآشولي التي عثر عليها، ومنها ما هو على هيئة فؤوس وقواطع ومعاول وغيرها.

 

كما توجد هذه الأدوات عند الحواجز الصخرية وفي مواقع انسياب الحمم البركانية التي تتشكل من صخور البازلت وصخور الأنديسيت والريوليت التي تعد مصدرًا لمواد تصنيع الأدوات الحجرية، وعثر على مواقع أخرى في حرة خيبر وشمال العلا ومدائن صالح وعلى الحافة الشرقية لحرة عويرض تعود للعصور الحجرية المختلفة.

 

وعثر على عشرات المقابر الركامية والمذيلات والدوائر الحجرية والمستطيلات والأبراج التي تدل على وجود استقرار بشري قديم، وبالإضافة إلى ذلك، توجد مئات الرسوم الصخرية المنتشرة في مختلف أرجاء منطقة المدينة المنورة، وتشكل مصدرًا معلوماتيًا مهمًا للإنسان عن الحياة والبيئة منذ أقدم العصور.