المواقع والأمكنة التاريخية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 المواقع والأمكنة التاريخية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

 المواقع والأمكنة التاريخية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
كانت مكة المكرمة مسرحًا للكثير من الأحداث والمواقع التي ارتبطت بتاريخ قديم يمتد إلى عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام مرورًا بانطلاق دعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وما حدث من أحداث بعد ذلك إلى أن أتم الله دينه. ويعد الحرم المكي الشريف وما يحويه من أمكنة ومشاعر وما في مكة المكرمة وما حولها من المواقع التاريخية التي اكتسبت أهميتها من أهمية الحدث الذي ارتبطت به. ومن ذلك غار حراء في جبل حراء  (الذي يعرف أيضًا بجبل النور)، وغار ثور أمكنة تحكي الأهمية الدينية والتاريخية للمنطقة كما سبق ذكره.
ومن الجدير بالذكر أن هناك كثيرًا من المواقع القديمة المعروفة من عهد بداية الدعوة ولكن بعضها تم هدمه لمعتقدات كثير من الناس المخالفة للدين مثل التبرك بها أو اتخاذها مزارًا دينيًا.
 
ومن المواقع التاريخية المهمة في جدة موقع أبرق الرغامة  ؛ وهو الموقع الذي استقر به الملك عبد العزيز - رحمه الله - أثناء جهوده لتوحيد هذه البلاد وقبل أن تعلن مدينة جدة ولاءها للحكم السعودي. ويقع المكان شرق الخط السريع على امتداد طريق ولي العهد وإلى اليمين منه للمتجه شرقًا. ويتميز المكان بكونه منطقة تذكارية، وينتصب فيها الآن علم ضخم مصنوع من الحديد شيد فوق المبنى بارتفاع يصل إلى 17م. ويأتي مجلس ومصلى الملك عبد العزيز الكائن في سوق الندى، وفي مسجد الحنفي تحديدًا وهو المكان الذي كان الملك عبد العزيز يؤدي فيه صلاة الجمعة ثم يتخذ له مجلسًا يلتف حوله فيه أعيان جدة، ليصور لجيل الحاضر والمستقبل التلاحم الدائم بين القيادة والشعب منذ عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - إلى يومنا الحاضر.
 
وفي محافظة الطائف يبرز سوق عكاظ في مقدمة الأمكنة التاريخية، وهو من الأسواق القديمة الشهيرة على مستوى الجزيرة العربية والعالم العربي. وقد تم تحديد موقع هذا السوق من قبل لجنة من المتخصصين، وذلك إلى الشمال الشرقي من مطار الحوية عند التقاء وادي شرب بوادي الأخيضر، وقعد تم تحديثه وتنشيط فعالياته وإقامة مهرجان ثقافي فيه، إبداءً من صيف عام 1428هـ / 2007م  .  ومن الأمكنة ذات الأهمية التاريخية ديار بني سعد، وتوجد بها قرية الشوحطة التي كانت تسكنها حليمة السعدية مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك المؤرخون، وهي الأمكنة التي عاش فيها النبي صلى الله عليه وسلم أول مراحل حياته وتنقل في سهولها وجبالها وتنفس هواءها وشرب ماءها، وحدث له هناك معجزة شق الملائكة لصدره.
 
وتشتهر منطقة مكة المكرمة بوجود الكثير من الآثار القائمة، والأمكنة الأثرية التي يمكن استغلالها سياحيًا لما لها من أهمية كبيرة وارتباطها بجوانب مهمة من جوانب تاريخ هذه المنطقة. ولعل بقايا عين زبيدة التي تبدأ من وادي نعمان وتمر بعرفات ومنى ثم مكة المكرمة، لتسقي الحجاج عبر قنوات خاصة لنقل المياه من الشواهد على هذه الآثار التي تبين كيفية الحصول على مياه الحجاج وتوفيرها قديمًا. وقد بدأت حكومة المملكة العربية السعودية، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتحت رعايته الكريمة، في مشروع القيام بالدراسات لإعادة ترميم عين زبيدة ومجاريها والاستفادة منها. كذلك فقد وجد في وادي فاطمة عدد من المواقع الأثرية، بالإضافة إلى الخيوف في كل من وادي فاطمة ووادي الزيمة تحديدًا، وهي تبين طرق ووسائل جلب المياه وري المزارع قديمًا.
 
وتتصف جدة بوجود بعض الأجزاء المتبقية من سور جدة الذي كان يحيط بالمدينة قديمًا لحمايتها من الأخطار والأعداء، ويرتبط بالسور بوابات جدة المشهورة  . كما تم الكشف مؤخرًا في قلب جدة القديمة بسوق العلوي بين حارتي المظلوم واليمن على موقع عين فرج يسر  وهي صهريج لحفظ المياه. وقد تكفلت أمانة مدينة جدة بالحفر وبالفعل تم اكتشاف موقع العين، وتسعى الجهات المسؤولة إلى تجهيز المكان ومن ثم فتحه للزوار ليكون معلمًا أثريًا سياحيًا في المنطقة التاريخية  
 
ولطبيعة محافظة الطائف واشتهارها بالزراعة منذ القدم، فقد انتشرت فيها السدود الأثرية التي قد تتجاوز السبعين سدًا وذلك في مواقع مختلفة من المحافظة. وما زالت كثير من السدود أو آثارها موجودة وتحمل بعض النقوش الأثرية القديمة. ويعد سد السملقي  من أكبر السدود القديمة التي عرفت بالطائف، ويقع أسفل وادي ثمالة جنوب شرق مدينة الطائف ب30 كم. وقد وجد على السد بعض النقوش التي تشير إلى أنه بني بأمر من أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان  .  وإلى الجنوب من مدينة الطائف، وفي قرية المجاردة من قرى ثقيف الواقعة جنوب الطائف ب150 كم، يوجد مرصد فلكي عمره 500 عام ويعد من أوائل المراصد بالحجاز، كما يوجد في ثقيف بقايا آثار يعود تاريخ بنائها إلى عام 66هـ / 686م.
 
ومن الآثار الباقية في جنوب غرب مدينة رابغ صهريج الشيخ مبيريك  ، وكان يستخدم لحفظ المياه. وهو بناية من الحجر البحري مستطيل الشكل بطول يزيد على 25م، وعرض نحو 6م للأضلاع الخارجية، أما من الداخل فتقل عن ذلك لسماكة الجدار. ويرتفع الصهريج عن الأرض بنحو المتر ونصف المتر، أما العمق فنحو أربعة أمتار. ويوجد للصهريج فتحتان مكشوفتان مربعتا الشكل على الأطراف وما زال القسم الداخلي بحالة جيدة حيث تتجمع فيه المياه.
 
وفي محافظة الخرمة، وفي الحرة على وجه التحديد، وجدت بعض الآثار والنقوش والكتابات والرسومات لبعض الحيوانات بالقرب من الجوهرية شرق الخرمة ب50كم تقريبًا. كما يوجد بعض من هذه الآثار في جبال القوس، وبعض القبور القديمة والكهوف والنقوش في حرة سبيع. وقد عثر كذلك على بعض العينات من النقوش أثناء حفر بعض الآبار بمنطقة الرجع بالغريف  .  أما في محافظة رنية فقد وجد في الأمكنة التابعة لمركز حدى عدد من الغيران (مفردها غار) يوجد بها نقوش، كما توجد بعض القبور التي نقش على بعضها تاريخ يشير إلى عام 511هـ / 1117م وذلك في جبل ضلفع. ويحتوي متحف القنفذة على عدد من الحجارة مختلفة الأحجام عليها نقوش قديمة. وقد اضطر القائمون على المتحف إلى جمعها من مواقعها من مناطق مختلفة من المحافظة وذلك كخيار صعب للحفاظ عليها نتيجة لتعرضها للسرقة واستخدام الحجارة من قبل السكان في بعض أغراض البناء.
 
ولامتداد منطقة مكة المكرمة لمسافة كبيرة على ساحل البحر الأحمر، ونشوء عدد من المرافئ والموانئ القديمة على هذا الساحل، والموانئ التي لا تزال قائمة إلى الوقت الحالي مثل رابغ وجدة والليث والقنفذة، وما ارتبط مع هذه الموانئ من تجارة بحرية قديمة فإن هناك آثار ملاحة غارقة في أجزاء متفرقة من هذا الساحل.
 
شارك المقالة:
68 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook